هل بعد اﻷلم أمل~
تأملت عالمي الإسلامي كثيرا ، ووقفت عند أحداثه ومآسيه طويلا !*
نظرت إلى تلك الحروب الطاحنة التي تدك أطرافه وتهلك حرثه ونسله !
إن سلمت بعض البلاد من حرب محرقة لا تخلو من خدلان ومهانة وخيانة للأمة !
وإن سلمت من الحرب والخيانة لم تسلم من الظلم والتسلط والاستبداد والتخلف !
هذه أوطاننا وهذه أمتنا !
تلمست نوراً وضياء يشع من تلك الدهاليز المظلمة ! فلم أنجح ولم يأت الضياء ولم يلمع النور .*
أصابني الذهول والملل ، وصادقني اليأس ورافقني الألم !
صارحت نفسي وواجهتها وقلت لها أين إيمانك بوعد الله ونصره لعباده المؤمنين وتمكينه لهم !؟*
أين اليقين منك في اجتماع المسلمين وقوتهم واتحادهم !؟
أين تلك الانتصارات التي نتغنى بها في كل واد ، ونصدح بها في كل ميدان !
أين أؤلئك الأبطال الذين وقفوا في وجه عتاة الروم والفرس والإفرنج !
طالت أحلامي وتوسعت خيالاتي ! ثم صدمتني خيباتي !
أين العز ! وأين النصر !
وبعض أبناء أمتي يتقاتلون مع بعضهم !*
بل ويصطفون مع بني صهيون ضد إخوانهم المسلمين المستضعفين !
تأكدت بعد ذلك ، أنه لم يحن وقت النصر بعد !
أيقنت أن المسلمين لم يتوحدوا بعد! ولم يتمسكوا بإسلامهم الحقيقي حتى الآن !
ولكنهم بدؤوا يستيقظون وينفضون غبار ألم وأمل السنين الطويلة ، عندما كان يسكنهم الخوف ويستوطنهم الذل !
ملوا من الخضوع ، واستطالوا الخنوع !
وأيقنوا أن لا حياة مع الذل ! ولا سعادة مع الاستسلام !*
هجروا كل خوف وطردوا كل جبن !*
انتفضوا على مكائد الأعداء ، وتنبهوا لدسائس العملاء ، لم تعد تنطلي عليهم أكاذيب الأدعياء ، ولا خزعبلات السفهاء .
ولا أدل على بداية عهد الخير والنماء لأهل الإسلام والإيمان من تكالب الأعداء واجتماعهم على القضاء على بذرة الإسلام ومنع عودة المسلمين إلى دينهم في كل مكان .*
ومن أمثلة ذلك اليقظان الإسلامي والانتصار الإيماني ما حدث في غزة العزة . عندما وقف الأبطال صامدين !*
وثبت الأطفال شامخين !
وضحت النساء بكل ثمين !
ولجأ الشيوخ إلى الله بيقين !
ثبات في وجه طغاة بني صهيون !
ثبات في وجه أشرس سلاح وأقبح عدوان !
لله درهم من أبطال ! ولله درهم من شجعان !
صمدوا حينما ساد الجبن سائر الشعوب !
جاهدوا حينما خيم الذل على معظم الأوطان .*
صبروا وصابروا ورابطوا فكانوا هم المفلحين !*
أحيوا فينا عروق الإباء ، وطووا في دمائنا ذل الانحناء ، وكسروا جبروت الأعداء .*
لم يثن عزمهم ضخامة عدوهم !
ولم يفت من إرادتهم أصوات الناعقين المخذلين !*
كأنما كتبت على جباههم " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة .."*
وكأنماحوت أفئدتهم " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين "*
واشرأبت نفوسهم إلى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. ..."*
نسأل الله أن يتم لهم النصر ، ويجبر لهم كل كسر ، ويحرر من أرضهم كل شبر !*
وسوف تنتصر أمة الإسلام إذا مات اللئام*
وأبدلنا الكلام بالفعال !*
وسننتصر إذا اختفى الخؤون ! و رحل المخذلون !*
ig fu] hﻷgl HlgZ llg hgl fu]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|