11-19-2016, 11:15 AM
|
#11
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
رجع للبيت وهو ساكت وتفكيره يجيبه ويوديه ..
ماقدر يكلمها ..
موقفه وحياته اصعب من كل الكلام ..
قالت جدته اللي تشرب من قهوتها الشعير : اشوا انك وديتها .
جلس بجنب جدته وصب له فنجال قال : جدتي ماابيها تطلع تمشي بين البيوت نبهي عليها ماودي ازعلها ولا اضغط عليها .. كلها يومين ويجي السواق الجديد .. تروحون وتجون معه ماابي ولا وحده منكم تطلع تمشى بين البيوت .
: انت لو علمتها باللي تبيه ماتخالفه .. حتى يوم راحت معي للدكتورة قالت اخاف ان عماد يزعل ان طلعت امشي .
طالع بجدته شوي ...
وانكسر بداخله شي ..
ليه تفرض نفسها عليه ..
وليه تفرض احترامها على الكل ..
بدءاً به هو وجدته وانتهاءً بحريم الحارة اللي يشكرون فيها وتعلمه فوزية عن كلامهم ...
قال : الشهادة لله هي سنعه وماشفت منها الزلة من يوم جاتني .
: وانا اشهد وانا امك . بس تراك مقصر معها .. مااشوفك تداريها ولاتقعد معها ..
وقف وقاطعها قال : الله يرضى لي عليتس انتي تبين اللي اعيده ازيده .. ماقلت لتس على الظروف اللي صارت لنا بعد سالفة فهد .. ان شاء الله اعوضها الايام الجاية .
هزت راسها بعدم اقتناع قالت : الله يوفقكم ويرزقكم .
كان بيطلع بعدين رجع لها قال : تروحين معي للمزرعه ؟ اليوم نبي ننقل اشجار الحنا من مزرعتنا الاولى تعالي اشيري عليّ بالمكان اللي يصلح لها .
: والجوافه ماتبينا نجيبها ؟
: لا الجوافه بتحشر الاشجار فكينا منها ومن ريحتها .
: هاناد الشغاله خلها تجيب لك فطور وخلنا نمشي قبل ماتحتر الشمس .
: امشي بس ... مابي فطور الحين . بقولها تجهز القهوة ناخذها معنا والتمر قدامنا بالمزرعه .
مر على الشغاله قال لها تجهز له القهوة وتحطها بسله ومعاها فناجيلها ..
وطلع بجدته للمزرعه بعد عشر دقايق ..
في السيارة ..
كانت جدته تسولف وهو يفكر وشلون يتركها لوحدها ويروح للمزرعه الصغيرة اللي في آخر القرية ..
قال لجدته : تراني ابي امر على فوزية وآخذها معنا .
: وشو له تقومها من نومها مايمديها رقدت الا بعد الفجر .
: خليها تقوم مع المسلمين .. ابيها تقعد معتس في المزرعه وانا ابي اروح للمزرعه الثانية اجيب الاشجار ..
: ها سو اللي تبيه ويجوز لك .!
وقف عند بيت فوزية ودق عليها الباب .. وفتحت لهم الشغاله ..
دخل وقال لها تنادي المدام بسرعه ..
وبعد دقايق قليله جات فوزية لابسه روب طويل وعيونها كلها نوم يادوب تفتح قالت : عماد خير امي فيها شي .؟
: لا ابد محد فيه شي بس قومي اغسلي وجهتس والبسي وتعالي مع جدتي للمزرعه .
: لاحوووول وش هالصبح ...
قاطعها : ماعندي وقت عجلي وراي مية شغله .
: زين ..وعبدالعزيز ..؟
: امر عليه الظهر اخليه يجي عندنا . بس عجلي خمس دقايق وانتي جاهزة .
: طيب ..
رجع لسيارته وبعد وقت قصير كانوا كلهم في المزرعه ..
فوزية معصبة وزعلانه من ازعاجهم لها..
وام ناصر تبارك المزرعه اللي انعشها جوها ونشطها ...
نزلت شغالة فوزية فصولي اللي قعد يلعب وجابت لهم القهوة ..
اخذ عماد فنجال وقام للعمال اللي متفق معاهم يجون من بدري يحفرون الأرض للأشجار اللي بينقلها من المزرعه الثانية لهذي ..
مرت ساعتين ماحس فيها غير العمال وعماد اللي رجع لجدته وفوزية ورمى نفسه على الأرض بتعب ووهن ..
قال : يوووه من التعب انكسر ظهري .. انتبه لفيصل ولد فوزية جاي يمشي ناحيته قال : وخري ولدك يافوزية عني لايطيح علي .
قالت فوزية اللي صحصحت وبدت تسولف بنشاط : حلال فيك وش اللي منكد عليك من الصبح ونكدت علينا معك .
رفع لها راسه قال: الحين ابي اعرف شي واحد ليه انتي مو مثل باقي الحريم .. ؟
: قصدك على شادن .
: شادن وغيرها ..!
: يعني عشان الست شادن تصحى بدري تحسب كل الحريم يقومون مثلها .
قالت ام ناصر : شادن الله يستر عليها مامثلها .
جلس عماد قال : يالله بروح للعمال اقف معهم يمديهم خلصوا حفر .
وقف عماد وراح لعماله وكملن فوزية وامها سوالفهن لحد مااذن الظهر . .
بعد صلاة الظهر خلصوا العمال شغلهم وطلعوا ..
دخل عليهم عبدالعزيز قال وهو يتأمل المزرعه الكبيرة باعجاب
: الغدا اليوم في المزرعه ياابو مشعل .
جاه عماد يمشي وهو ماسك اسفل ثوبه .. مسح حبات العرق اللي انتثرت على جبينه قال : تم ياابو فيصل .!
جلسوا يتقهوون ويسولفون والوقت يمشي محد حس فيه ..
طالع عماد بساعته ووقف على طول قال : انا بروح اجيب اهلي من المدرسه واجيب لكم غداكم .
رد عبدالعزيز وهو يشيل فيصل ويحطه بحضنه قال : جيب لنا شهد معك لاتنساها .
: افا عليك انسى بنتي ..؟
عطاه عماد ظهره وقام عبدالعزيز لفوزية وام ناصر كمل جلسته معاهن افضل من الجلسه لوحده .
***
لابسه عبايتها وواقفه عند الباب تنتظره ..
قالت نوير : من بيوصلك لبيتك ياشادن .؟
: زوجي بيجي ياخذني .
: وشهد ؟
طالعت بشهد اللي ماسكه شنطتها وتدور وتلعب عند البوابه قالت : اكيد شهودة معانا .
: اقول شادن انتم مارحتوا ولا سافرتوا رغم ان زوجك مثل ماسمعت بطران . ؟
: لا لسه تعرفين الوقت مرة ضيق وانا مو مرة حريصه على السفر بعدين جدتي فرحانه ومستانسة واحنا عندها خليها لين تشبع منا بعدين نسافر على كيفنا .
قالت خلود لنوير وهي تضحك : اكيد الرادار حقك قال لك على اخبارهم ويدري انهم ماطلعوا ولا راحوا ولا جو .
ضحكت نوير قالت : هههههههههههههههههههه حرام عليك مو لهالدرجه بس تعرفين عيال الحارة يلعبون وسامر يحب عماد وكل ماشافه قال لي بس له كم يوم مايشوفه قلت يمكن راحت شادن معاه .
جات الخاله مزون ( الفراشه ) قالت لشادن اللي تضحك من نوير وخلوود : ابلا شادن ابوعلي يقول زوجك برا اطلعي له .
: حاضر ياخاله انا خارجه . يلا بنات سلام واشوفكم بكرة ان شاء الله .
ردوا : مع السلامه الله معاك .
طلعت شادن هي وشهد وركبت السيارة وشهد ركبت ورى بعد ماسلمت على عماد .
قالت شادن اول ماسكرت الباب : السلام عليكم .
: عليكم السلام .
ساد الصمت دقايق قليله قال عماد : شهودة تبين تروحين تتغدين في اللمزرعه ؟
: ايه ايه تكفى عماد تبغى نروح وخل شادن تروح معانا .
: طيب بنزلك في المزرعه يالله .
توجه للمزرعه ونزل شهد قالت : شادن انزلي معاي .
قال عماد : روحي ادخلي امك وفصولي قدامك يالله بسرعه .
وقف لحد مادخلت وشاف ابوها يفتح يدينه لها وهي تجري عشان يحضنها .
رجع بالسيارة للبيت قال : بدلي ملابسك وقولي للشغاله تسوي الغدا بوديه لجدتي وفوزية ورجالها في المزرعه .
: حاضر .
: ترى بتروحين معانا .
قالت بتردد : بس زوج عمتي معاكم . !
حس بترددها وحياها وكأنها بتجبر نفسها على الروحه حتى ماتعارضه
قال : ماراح نجلس عندكم .. تعالي عشان جدتي .
هزت راسها وسكتت ماردت عليه ..
نزلت للبيت ومرت على الشغاله في المطبخ ..
فتحت الفريزر وطلعت لحم يكفيهم ..
وراحت تنزل عبايتها في الصاله
جا عماد يمشي ناحيتها قال : امشي وانا ارجع بعد شوي آخذ الغدا .
: لا انا بسوي الغدا .. وبعد ساعه تعال .
سكت ولا رد عليها ..
وتوجه لاقرب كنبة طويلة وتمدد عليها وحط يده على راسه ..
قال : اذا خلصتي صحيني ..
نزلت عبايتها ورجعت للمطبخ ..
قالت الشغاله المتفانية بشغلها ومتحمسه في تقطيع السلطة : مدام لاتحطي زيت كتيير .. عشان مستر عماد .
طالعتها شادن باستغراب قالت : ليش ..؟
: انا يسوي اكل زيت كتير مستر مافي اكل .. يسوي بدون زيت ياكل .
قالت باقتناع وهي تكلم نفسها : الله يعين اللي عنده قولون .
قطعت اللحم وعزلت الشحم عنه نهائي ..
وسمعت كلام الشغاله وتركت الزيت ..
اضطرت انها تحط البصل مع الطماطم والثوم وتحركها مع بعض ..
طبعاً فادتها خبرة امها في الطبخ لمن كانت تطبخ لابوها مريض القلب قبل وفاته ..
اخيراً خلصت الرز البرياني والشغاله غلفت السلطه وحطت الملح في السله مع الكاسات واللبن والمويه والملاعق .. وحظرت الصحون واطباق السلطه ..
فتحت غطا قدر المرقوق حق جدتها واللي بدون ملح ..
وشافته ماباقي عليه شي وانه جاهز طفت عنه ورفعته على جنب ..
وأخذت معاها سفرتين كبار وطلعت بتقول لعماد ان الغدا خلص ..
شافته نايم وغاط في نومه .
كسر خاطرها وشكله تعبان ونايم بعمق ..
قالت بهمس : عماد .
مارد عليها ..
قالت بنفسها " الحين لايكون نومه ثقيل ويبغى لي ساعه عشان يصحى "
نادته مرة ثانيه وبنفس الهمس : عماد . ونفس الحكاية لارد .
: عماد اصحى الغدا جاهز .
رفع يده عن جبينه وفتح عيونه ببطء من دون مايطالعها كأنه مو داري عن نفسه ..
التعب واضح عليه ..
لدرجة انه مايدري وش قالت ولا وين هو ..
قالت بنفس الهمس : عماد الغدا جاهز .
كأنه بدا يستوعب قال : ها .. همممم .. يالله طيب .. اذا خلصتوا قولي لي .
: خلاص جاهزين .
ماسمعها لأنه غمض عيونه وراح في النوم من جديد .
رفعت صوتها اكثر من قبل قالت : عماد .. عماد ترى الغدا بيبرد وانت نايم .
فتح عيونه وجلس ثواني ماتكلم ..
رفع نظره لها قال وهو يوقف : يالله .. البسي على بال مااحطه بالسيارة وقولي للشغاله تمشي .. فوزية تقول لازم تجي .
: اوكي .. انا حضرته كله ماعليه الا تشيله .
رجعت للشغاله قالت لها : روحي ودي السله للسيارة وارجعي خذي القدر الصغير واللبن .
راحت الشغاله تودي الاغراض وجا عماد اخذ القدر الكبير اللي طبخت الغدا فيه .
لبست شادن عبايتها وتغطت وركبت معاه ..
***
|
|
|
11-19-2016, 11:15 AM
|
#12
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
" كثر الله خيرك ياابو مشعل .. سلم الله يدين من طبخ اشهد انها راعية بيت "
قالها عبدالعزيز وهو يشرب كاسة اللبن بعد مارفع يده من الصحن .
قال عماد وهو يبتسم : ياجعله هنا وعافيه .. ذكرتني بكلام جدتي الله يطول بعمرها ..
: ياخي خلوا فوزية عندكم اسبوع تعلمها الطبخ والسنع .
: لا تكفى اخاف انها تخرب حرمتي .
: ههههههههههههههههههههههههههههههه لاتظلمها انا يوم اخذتها وهي مااسنع منها بس خربتها ودلعتها .. والحين ماتعرف تسوي حتى الشاهي .
: اجل البلا منك وانا ظالم خالتي .
: ايه لحد يتكلم لها تراها مسكينه .
: هههههههههههههههه عز الله مامسكين الا انت . اقول تبينا نقعد ولا نمشي .
: لاوالله خلنا نمشي انا بعد هالغدا يبي لي قيلولة .
وقف عماد واخذ الصحن رجعه ونادى الشغاله تجي تاخذ السفرة وباقي الاغراض ..
جا عند جدته وهو يشوف المرقوق عندها قال : افا مسوين لتس مرقوق وحنا لا ؟
قالت ام ناصر : عندك القدر اكل على كيفك منه ..!
فتح عماد القدر وضحكت فوزية عليه وشادن تبتسم بحيا ومنزله راسها للأرض قال وهو مكشر ومتقرف : اخخخخخ هذا بدون ملح .. الله يعينتس ياجدتي على هالعيشه .
طالعت ام ناصر في شادن قالت : عندي الملح اللي ليا لمست عيشتنا تباركت وزينها ربي .
استحت شادن اكثر وتوردت خدودها وهي تناظر بالارض وتعدل طرحتها على راسها زين ..
قال عماد وهو يبتعد عن المواجهه والاحراج وانتقادات فوزية اللي تدقق بكل شي بعفوية : فوزية روحي لعبدالعزيز يبيتس .
وقفت فوزية قالت : يارب عساه يقول بنمشي عشان ارجع انام .
: ايه يبي يمشي .. التفت لشادن قال : اذا انتي بعد تعبانه وتبين ترجعين امشي .
ردت بهدوء وثقل : شوف جدتي اكيد انها تبي ترتاح من الصباح وهي هنا . انا عادي مو تعبانه .
قالت ام ناصر وهي تمد يدها عليه : خل شادن تشوف المزرعه .. من اليوم منحرجة من ابو فيصل ماتقدر تمشي فيها .. قومني انا برجع مع فوزية ورجلها .
حس ان جدته تبي تقربهم من بعض اكثر قال : نبي نجي ان شاء الله مرة ثانية وتشوفها براحتها .
قاطعته : اليوم خلها تشوفها مايصير تطلع منها ماشافت الاشجار اللي غرسناها .
لامفر منها ومن تحكمها وسلطتها .
مد يده عليها وساعدها على الوقوف باستسلام ..
قال لفوزية اللي جات تاخذ بقية اغراضها : ساعدي الشغالات في الاغراض وترى جدتي بتروح معكم .
غمزت له فوزية قالت : ياعيني بتستفردون ببعض في الجو الحلو .
مارد عليها ومشى مع جدته لحد ماوصلت سيارة عبدالعزيز .
جلست شادن مكانها وصرخت بداخلها لا ..
ماتبي تجلس معاه هنا ..!
ياليتها ماتكلمت ولا قالت لجدتها انها نفسها تتمشى في المزرعه .
الحين وشلون تطلع من هالورطه ..
تقول .. "اروح مع عبدالعزيز" وتحرج نفسها
ولا احسن لها تسكت وتستسلم وتسلم امرها لربها ..
قالت فوزية وهي تشوف نظراتها الشاردة : ياعيني على الحب .. قلت لكم روحوا شهر عسل بس انتم تفكيركم ماادري كيف ..
ابتسمت لها شادن قالت : خذي فصولي بس ترى الشمس قربت منه ..
اخذت ولدها النايم ومشت فوزية وهي تتبعها بنظراتها لين اختفت ..
رجع لها عماد بعد ماخلا المكان بدقايق قليلة ..
وهي مثنية ركبها ومحوطتها بيدينها وتتأمل خضرة المكان الأرض المزروعه والأشجار الكبيرة اللي تحوط سور المزرعه ..
وريحة الطين المبلول بفعل الموية اللي تصب في الأحواض وتسقي الأرض ..
وبعض الشتلات وبعض الأشجار المغروسه في انحاء المزرعه ..
تأملها وهي لافه طرحتها على راسها ولابسه عبايتها ومو مبين منها الا وجهها بإشراقته ويدينها الناعمه ..
جا وجلس قريب منها وعدلت جلستها قال : ترى مافيه احد خذي راحتك .
ضمت عبايتها عليها قالت : عادي مرتاحه كذا .
طالع فيها وهي تناظر في الارض وشكلها مو راضي عن وجودها معاه ..
او انها محرجه من جدتها اللي تفرضها عليه اكثر .
حست انه يطالعها وغمضت بعيونها وفتحت قالت : بنطول هنا .؟
قال بصوت واطي وهو يقرب منها ويمسك يدها : انتي تبين تمشين ..؟
سحبت يدها بتوتر قالت : ايوه خلنا نمشي ماله داعي نجلس .
سحبها من يدها ووقفها معاه قال : الا له داعي مو تبين تشوفين المزرعه ..؟
: لا خلاص عادي .. بعدين .. مو لازم اصلاً ..
ابتسم لكلامها ورفضها وردة فعلها الغاضبة
حس انها متوترة من طريقة مشيتها وتعقيدة حواجبها .
ومسكها لعبايتها بيدها اليسار بقوة .
حاول يهديها بالكلام والسوالف وهو يترك يدها .
قال : شوفي .. هذي الأحواض سويناها عشان النخل .. كل نخله لها حوض .
قال وهو يأشر على شجرة كبيرة : تدرين هذي شجرة ايش ..؟
هزت راسها قالت بملل : طبعاً ادري .. عنب .!
ابتسم ابتسامه واسعه قال : اكيد عرفتيها من اوراقها ياحبكم يالبنات لورق العنب ... زيييين وهذي تعرفينها ..؟
هزت راسها بنفس الملل وحواجبها عاقدتها زي ماهي : لا اش هذا ..؟
: هذا ياطويلة العمر السدر اكيد قد سمعتي فيه .. اللي ورد ذكره في القرآن (وأصحاب اليمين ماأصحاب اليمين ، في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود )
بس ترى سدر الجنه بدون شوك مو مثل هذا ..
عاد السدر والحنا هذولا اشجار جدتي المفضلة ..
فكت عقدة حواجبها قالت باهتمام عفوي : الحنا اعرفه بس السدر اول مرة اشوفه .
لف لجهه ثانية من المزرعه وهي تمشي بتعثر
لأن عباية الراس حقتها طويلة خاصة وهي مخليتها على كتفها
قال : نزلي العباية وامشي براحتك . ترى كذا بتطيحين .
رفعت عبايتها من تحت وطالعتها انعدمت بالطين قالت : لا عادي اقدر امشي .
مسك يدها وضم عليها قال : هذي هي السدر .. عاد الخوخ والتين يبي لها وقت عشان تكبر وتثمر توها شتلات . شوفيها هنا . وهذيك زرعنا فيها ريحان وورد .حط يده الثانيه على كفها اللي ماسكها وكمل : لأن مافيه اجمل من الورد .
سحبت يدها منه وهو يضم عليها اكثر وبلعت ريقها قالت : نرجع للبيت .
تجاهل حركتها وماحب يحرجها معاه قال : اصبري خلينا اوريك البير اللي تروي المزرعه .. قرب من البير وفتح باب السور الصغير اللي سواه عليها عشان شهد وفيصل اذا راحوا للمزرعه مايقربون منها ..
قال بدون تفكير : ولا ماودك تشوفين حلالك .
قالت بلهجة بارده خالية من أي تعبير غير الاحباط والخيبة : هذا حلالك انت مو حلالي .
لف عليها وحط وجهه بوجهها قال : حلال زوجك حلالك ياشادن .. وكل اللي املكه راح اكتب لك فيه جزء كبير .
كلامه خنقها ..
خنقها لدرجة ان دموعها تفجرت ..
نزلت نظرها للأرض ورموشها مبلله بالدموع
قالت : انا مالي فيك شي لا حلال ولا املاك . انا مجرد اسم في حياتك وراح ينتهي قريب لاتحاول تربطني بشي لك ..
شبكت يدينها في بعض ورفعت له نظرها وكملت بتوتر : ولا نسيت كلامك ..؟
مسح دموعها بأطراف اصابعه قال : لا مانسيت كلامي .. ؟ بس الدموع ليش ..
غمض عيونه وتنهد وهو يبعد نظره عنها في انحاء المزرعه ..
وكمل : انتي زعلانه من كلامي البارح ...
رفعت يدها كأنها تقول اسكت ونزلت من عينها دمعه حارة قالت : انا فاهمه كل اللي تبغاه مني .. مالي دخل فيك ولاني مسؤوله عنك والمفروض مااسأل فيك لأني بالأساس مالي علاقة فيك .
طالعت فيه وعيونها غرقانه دموع وهو مسمِّر نظراته فيها قالت : ليه تحب تجرحني ياعماد . انا مااهتميت فيك لأنك .. لأنك .. غمضت عيونها بقوة وهي مكشرة وكأنها تبي تطلِّع الكلمة بالغصب كملت بتردد: لأنك زوو زووجي ..
انا هنا انسانه وحتى لو كنت عدوي مو ولد عمتي وحبيب جدتي راح اهتم فيك .
حطت يدينها على عيونها بقهر لأنها تبكي قدامه وتستدر عطفه وحنانه ..
كان يبي يضمها بس صعب ..
صعب يكسر ويجبر ويرجع يكسر ..
صعب يأملها ثم يخيبها .
كان يطالع فيها بدون كلام .
عيونه قالت اشياء واشياء بس كيف تقدر تفهمها وهي ماعندها قدرة على ترجمة كلام العيون ..
مسحت دموعها وهي تطالع بنظرته المكسورة فيها ..
قالت : يالله نمشي ..؟
هز راسه بإيجاب والخيبة والاحباط ماليه وجهه وعيونه .
مشت قدامه وهي تحاول تتوشح القوة وتتظاهر بها من جديد بعد ماانكسرت قدامه ..
رافعه راسها فوق وكأنها تبي توجه انفها للسما وتاخذ اكبر قدر ممكن من الأوكسجين حتى يوسع شعبها الهوائية المكتنزة بالضيق والقهر والملل والمشاعر المتضادة والمتناقضة والمتضاربه .
متلخبطه .. وعايشة في دوامه .
خايفه من قربه ومن بعده .
صابرة وتمني نفسها بقدرتها على التحمل .
بنفس الوقت منهارة من الداخل وماعاد فيها تستمر .
اسبوعين ياعروس ..
لسه بدري .
باقي سنه ويمكن اكثر ..
سبقته للسيارة وهو يقفل بوابة المزرعه زين ومرعلى الحارس برا وكلمه ووصاه .
تأملت ملامحه اللي تحمل معاني غامضة .
تبي تعرف وش ورى هالغموض
وش سر هاالحنان الممزوج بالجفا والقسوة بالطيبة ..
تبي تفهمه بس وشلون وهو باني حصون وجسور منيعه بينه وبينها .
ركبوا السيارة ورجعوا للبيت والصمت كان سيد ومتسيد للجو ..
هو في عالمه وحياته اللي بدت خيوطها تتشابك ..
وهي بمستقبلها اللي يشوحه السواد والكآبة ..
اول ماوصلوا نزلت من غير ما تنتظره ودخلت البيت ..
لازم تبعد عنه اكثر واكثر ..
لأنها اضعف منها انها تكمل التمثيليه بقربه ..
دخلت غرفتها وسكرت عليها ..
رمت عبايتها وطرحتها ودخلت تتوضأ وتصلي العصر ..
ودها تطرد الافكار من راسها وتنشغل عنها بأي شكل ..
اما هو ..!
جلس في سيارته دقايق ..
نزل نظارته الشمسية وحطها في علبتها ودخلها بدرج السيارة ..
وين ينزل ووين يروح ومن يقابل
ان جلس مع جدته قالت شادن
وان طلع فوق لقى شادن
وكل زاوية وكل مكان فيه اثر من شادن ..
نزل وهو يجر الخطى ..
متى بس السايق يجي حتى يروح ويبعد عن هالمكان .
دخل البيت وتوجه لغرفة جدته مثل عادته يبي يتطمن عليها انها بخير خاصة انها اليوم تعبت في المزرعه ..
***
|
|
|
11-19-2016, 11:16 AM
|
#13
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
اكثر شي قهرها لمن سمعتها تقول زوجي بيوديني
حست انها ودها تدخل وتمسكها بشعرها وتشوه لها وجهها ..
تذكرت باس عماد وزعله لو سوت لحرمته شي ..
واضطرت انها ترجع لغرفة المدرسات مهمومه وموجوعه ..!
دخلت غرفتها وفتحت الشباك اللي ناحية بيتهم .
تبي تشوفه ..
لو لمحه تشفي بها ولهها عليه وتطفي بها شوقها ..
فتحت عيونها على وسع ..
ماكفى اللي صار اليوم واللي سمعته ..
احترقت واشتعل قلبها واضلاعها ووصلت النار لجسدها وعيونها ...
الا هالمنظر ماتبي شوفه ولا تبي تتخيله ..
شافتها وهي تركب بجنبه وهو يرتب الأغراض بالسيارة وماانتبهت للشغاله اللي ركبت قبل شادن ..
دمعت عيونها وتنفسها يزيد وضربات قلبها تقوى ..
ماتتحمل هالمنظر ابد ..
صكت شباكها الحديدي بقووة وراحت لمرايتها ..
مشطت شعرها وهي تشهق ..
حركته يمين ويسار اليوم سشورته ساعه كامله وفعلاً جاب نتيجه ... وماخسرت ابداً ..
سمعت صوت امها تسأل العنود عنها واخذت لها منديل مسحت به عيونها واخذت نفس عميق حتى ماتفتح لها امها محضر تحقيق واسأله مالها اول ولا تالي عشان البكا ليش ووش سببه ولا تشك ان فيها نفسيه ثم تعيد سيرة الشيخ مسفر ..؟
دخلت امها وطالعت بشعرها اللي نوف تحاول تخفيه عنها مراعاة لمشاعرها وهي اللي تحرم القص وتندم وتتحسف اذا وحده من بناتها جابت سيرة القص ..
قالت بلوم وحسافه : قصيتي شعرتس يانوف اللي تعبت عليه سنين وانا احنيه واحط عليه الزيوت اللي اشتريها بأغلى الاسعار .
: يمه وش رايتس بالله مو ازين الحين .. ؟
: لاوالله يابنيتي ماتذكريني غير بالعجوز الشايبه .
حركت نوف شعرها وهي تحاول تقنع امها فيه
قالت : يمه ازينه ولا شعر العله مرة عماد الأسود القاتم اللي يجيب المرض .
: شعر شادن خلق ربي لها ماصبغته بهالابيض والاصفر اللي انتي حايستن به عمرتس ... لا اله الا الله .. نسيتيني وش ابي اقولتس .
: تذكري يمه .
: ايه ايه ذكرت .. ابوتس يقول حمود واهله بيجون عندنا الليله .
: وش يبون ؟
: تعرفين شوي وش يبون بس الله الله بالشغل السنع .. سوي مثل شادن يوم جيتهم مسويتن كيكة مع القهوة كنها من السوق ..
: يافقع مرارتي من هالشادن وراي وراي في المدرسه قدامي وفي البيت سيرتها وحتى الشباك الشباك افتحه الاقيها تطلع لي .
: لاتتعرضين لها وعامليها زين ولا ترى رجلها مهب ساكت لتس .
: يوووووووه طيب خلااااااص مانيب متكلمة لها ولا متعرضه لها وابخليها على كيفها بس فكوني من سيرتها .
هزت امها راسها بحسرة وقامت طلعت من عندها ..
والثانية رجعت لها ذكرى الموقف اللي قبل شوي ..
والصورة المؤلمة بالنسبة لها ..
وسرحت بخيالها معاهم ..
تتخيل ضحكهم ومزحهم وغزل عماد لها ودلعها عليه ..!
" ياعالم عماد لي انا ..
من حقي انا ..
انا اللي حبيته وتمنيت له الخير ..
وانا اللي فرحت لنجاحه وتميزه ..
وبكيت اذا تأخر وغاب ..
انا اللي اهتميت فيه وانا بعيده ..
وتمنيت اني قريبة منه اداريه واهتم فيه واحرص على راحته .."
لمت شعرها والعبره خانقتها وراحت تشوف اختها نورة وصلت من مدرستها البعيد ولا لا ..!
***
قلبها ناغزها على شادن ..
ومو متطمنه عليها
تحس ان بنتها فيها شي
صحيح ان خلود اليوم اتصلت عليها وطمنتها ..
بس قلب الام ما يكذب ..
ياترى وش فيها بالضبط .
كانت ام نايف واقفه في المطبخ تسوي العشا وهاجسها شادن ..
هالايام صايرة تفكر فيها بعمق وماتروح من بالها ابداً
دخل عليها نايف وسلم على راسها قال بمرح : تطمني شروطي مو صعبة ابي لي وحده مزيونه وبنت ناس وتحبك وتدور رضاك بس ..
ضحكت امه منه وهي تدعي له : ياربي اشوفك عريس قريب واقرّ عيوني في عيالك .
كشر بوجهه قال : المشكلة ماابيك تصيرين عجوز ويقولون لك ياجدتي .
: ههههههههههههههههه لا ماعليك انا راضية . ها كلمت عماد تدري عن فهد ..؟
: دقيت عليه بس شكله في الديرة ماعنده شبكه .
: الله يستر .. بتروح لهم . ؟
: بنتظر لنهاية الاسبوع اذا محد طمني مشيت لهم .
تجمع الدمع في عيون امه قالت : ياليتك تروح عشان تطمني على اختك ....
قاطعها نايف وهو يلف يده على اكتافها قال : بلاش الدموع الله يخليك .. اذا تبين تروحين لها من الحين امشي ولا بكرة الصباح نمشي لها اذا كل هذا قلق على شادن .
مسحت دمعتها اللي نزلت على خدها قالت : انا مو قلقانه بس قلبي ناغزني عليها .
ضحك نايف قال : كيف احل هاللغز ..؟ نغزة القلب معناتها قلق .. يمه مافيها الا العافية تطمني جدتي تحبها وعماد انا اضمنه لك .. يايمه عماد رجال وسمعته عند عماني وعيال عمي ناصر وكل اللي يعرفونه يقولون مايغلط على احد ومحترم والزله ماتطلع منه .
: هذا اللي مطمني .. حتى هو الله يهديه اذا جا لجده مايتصل ولولا انك تتصل عليه مافكر يطمنا عليها .
: تدرين انه يجي عشان موضوع فهد اللي مربكهم غيره توه عريس ويمكن مستحي .
هزت راسها وهي تحاول تقتنع بس قلبها مو راضي قالت : الله يستر عليهم ويوفقهم .
اخذ نايف حبة جزرة من الثلاجه وغسلها وقعد ياكلها وهو يقول : ها يمه نمشي بكرة لبنتك .
: لا وش اللي نمشي بكرة ..؟ مستحية من الناس بنتي ماكملت شهر وانا محضرة عندها . استنى اذا مر عليها شهر ونص على الاقل ان مازارتنا رحنا لها .
طلع من المطبخ وهو يقول : على كيفك بس أي وقت تبينها لايردك شي ماعندي اغلى من عزيزة اوديها للمكان اللي تبغاه وفي الوقت اللي تبغاه .
لهج قلبها ولسانها بدعواتها الصادقه ويارب تخليه لي وتحميه من كل سوء وتكتب له الخير بحياته . غصت بكلامها وهي تقول وتسعد شادن وتطمن قلبي عليها .
|
|
|
11-19-2016, 11:19 AM
|
#14
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
ثلاثه ايام من الشقاء والتفكير المضني والدموع الغزيرة على حالها وحظها ..
نايمه على جنبها وهي تتخيل ردة فعل الناس عن الخبر ..
وتتخيل وقع الخبر على صديقاتها ..
خالتها وبناتها ..
عمانها اللي يحبونها ويدللونها ..
على فيصل ولد عمها اللي يحبها من صغره ويعتبرها اخته حتى يوم كبرت وصارت تغطي عنه كان يرسل لها كلام مع ابوها ولا مشاري يقول تراني ارفع راسي فيها ..
ضمت الخدادية على معدتها اللي تعصرها خوف ورهبة ..
تبي تنهي الموضوع بسرعه وتفتك منه ..
تبي تعيشه ولاتعيش انتظاره وقلقه .
اليوم ماداومت ..
كله عشان موضوع الطلاق وروحتها للمحكمه ..
ياترى بتاخذ كم يوم ..؟
يوم ..؟
اثنين ..؟
اسبوع ..؟
شهر ..؟
ولا اكثر ؟؟
دخل عليها مشاري وهو يزبط شماغه ويصفر
قال : للحين نايمه ..؟ يالله يالله قومي البسي على بال ماافطر ترى وراي مشوار للطايف .
رفعت راسها له قالت : مشاري اش رايك اروح اعمل لك توكيل وخلاص .
: والله اللي يريحك .. بس الموضوع اسهل مما تتخيلين . كلها مشوار للمحكمه وينتهي .
حست ببطنها يألمها اكثر ونفسها ترجع كل مافي معدتها رغم انها فارغه ..
قامت توضأت وصلت الاستخارة للمرة السادسه
وبطمأنية وصتها عليها فاطمه دعت دعاؤها من اعماق قلبها ( اللهم اني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علاَم الغيوب . اللهم انت كنت تعلم ان ( طلاقي من زوجي خالد ) خيرٌ لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي .. وان كان هذا الامر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفهُ عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به .. )
كررت ثم رضني به اكثر من عشر مرات وهي تبكي ..
قالت الدعاء في ركوعها وسجودها ومابين السجدتين وبعد التحيات ..
اخيراً سلمت على يمينها ويسارها وقامت لبست عبايتها وطلعت لمشاري اللي ماوقف اتصال عليها .
: شوفي كم اتصال بالله .
ردت عليه بصوت باكي .. : شفت 27 مكالمه .
اول ماسمعها سكت وهو مقدر حالها وشعورها بس اللي ماقدر يفهمه انها هي اللي الحت انهم ينهون الموضوع ومع هذا تبكي وتنوح ..
حرك السيارة قال : سارة بسألك سؤال .
ردت بسرعه ماتوقعها واجابة فاجأته ..: ادري وش بتقول .. انا ماني زعلانه عليه .. بس الناس والمجتمع ونظرتهم لي هذا اللي مخوفني .
: وانتي يهمونك الناس اكثر من مصلحتك ياسارة .. والله وانا اخوك محد بداري عنك اذا اخذتي الرجال هذا وشفتي معه المر .. لاتفكرين الا بنفسك وان ربي يحبك ويحبنا لما كشفه على حقيقته قبل نتورط معاه اكثر .
هزت راسها باقتناع وارتياح من كلمة اخوها اللي بثتها القوة بعد كلام فاطمه لها امس في الليل ..
وصلوا المحكمة وانهوا الاجراءات بهدوء وتيسير من الله وطمنها الشيخ بأن الله لايكتب للطيب الا طيبه ولا للخبيث الا خبيثه مثله .. وانها هي بنت ناس وطيبه ولاكتبها ربي لواحد مثل هالخبيث .
دعا لها بالتوفيق ولخالد بالهداية وطمنهم ان قضيتهم كسبانه بإذن الله ..
رجعت وهي تحمد الله انه يسر لها امورها واقنعها ورضاها وماخيبها ..
***
ثلاثه ايام مرت على عماد من بعد غداهم في المزرعه وهو يطلع العصر ومايرجع الا آخر الليل يدور على فهد مع خاله فواز ولا مع بندر ..
تأكدوا انه ماسافر ولا خرج برا السعودية
وبلغتهم الشرطه انه مو موجود لابالمستشفيات الحكومية الكبيرة ولا بأي سجن ..
وماصار قدامهم حل الا انهم يدورونه في البر ..
وهذا حاله له ثلاثه ايام يفرون البر ويدورونه ويرجعون بلاجودى او نتيجه
ومجرد مايدخل بيته يحط راسه وينام ..!
مع صلاة العصر ..
دق الجرس وهو ينزل من الدرج ..
التفت على جلسة جدته وشادن .. والقى السلام وردوه عليه ..
قالت له ام ناصر وهو يتوجه للباب : اليوم تبي تروح مع فواز ؟
رد بصوت عالي : لا ماني رايح .
رغم انها تبيه يروح يدور على حفيدها اللي غيابه همها وهم كل عايلتها الا انها حست بالارتياح انه بيجلس في بيته ..
خاصة ان وضعهم ابداً مو عاجبها والكلام بينهم معدوم الا السلام وسؤال عابر ..!
قالت ام ناصر : قوميني يابنيتي دخليني لغرفتي بصلي العصر .
ساعدت جدتها على الوقوف ودخلتها وطلعت فوق ..
من اول ماجات من المدرسه وهي بجلابيتها الثقيله والواسعه ومحتاجه شور يجدد لها نشاطها ..
اعتادت عدم النوم في النهار ..
وصارت تنام من الساعه 10 وتصحى سته .
دخلت غرفتها واخذت لها شور ولبست لها جلابية عادية ..
لايمكن تلبس شي حلو وعماد موجود ..
ماراح تتزين له ولا تلبس له ..
هذا قرارها من بداية زواجها ..
الجو ممل في البيت ولولا وجود جدتها كان تفجرت من الملل والزهق لوحدها
حتى فوزية ماعاد تقدر تجيهم ايام الاسبوع لأن شهد تنام بدري وصعب تتركها لوحدها ..
وعماد حتى لو كان موجود وجوده مثل عدمه بالنسبه لها ..
تمشت في الغرف اللي فوق
ودخلت غرفتها القديمه قبل ماتتزوج عماد وتاخذ الغرفة الأكبر والأفخم ..
راحت للمرايه وطالعت بشكلها ..
بنت عادية ماكأنها متزوجه ...
ماتختلف كثير عنها قبل ماتتزوج
بس نحفت شوية وصارت تجمع شعرها وتمسكه بشباصه
وماتحط ميك اب ابداً الا اذا جا عندهم احد او راحت للمدرسة ..
عكس زمان لمن كانت باستمرار تهتم بشكلها وأناقتها
وتعتني بشعرها تفتحه ولا ترفعه ولا تحطه على جنب ..
والميك اب ماكان يفارقها الا عند النوم ..
القلوس والروج تحسها جزء من حياة المرأة ..
والكحل غالباً مايفارقها ..
فتحت الستارة حقت غرفتها اللي تطل على البوابه وهي تحاول تبعد عن المراية حتى ماتفكر بالأسباب اللي خلتها بهذا الشكل ..
طالعت بعماد اللي واقف مع الهندي ويملي عليه اوامره ويأشر على السيارة حقته ..
وكأنه متعود على انه يأمر ولا يؤمر ..
نزل نظارته الشمسية اللي اعتادت عيونه عليها اذا طلع في النهار
دور في درج السيارة ورقه طلعها بعد ثواني .
|
|
|
11-19-2016, 11:21 AM
|
#15
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
رجع نظارته على عيونه وهي تتأمله ..
هيبته بشكله وجسمه وحركته وكلامه ونظراته .
لفت انتباهها نور اشتغل في وحده من غرف بيت ام نوف وضح لها مع الشباك اللي يطل على بيتهم ..
حمدت ربها وشكرته على النعمه لمن دققت في بيت اهل نوف ..
بيت قديم من برا مافيه أي لون والاسمنت زي ماهو ..
شبابيكه حديد ،
وابوابه حديد ملونه بلون اخضر مبهت من الشمس ..
فتحت عيونها لمن شافت البنت توقف على الشباك بكل جرأة ..
لاااا معقولة ؟ نوف !
حطت يدها على فمها وهي تشهق بقوة وتفتح فمها وعيونها ..
طالعت في نوف وهي تفتح شعرها وعماد معطيها ظهره ويكلم السواق ..
راقبت تصرفات نوف وهي تراقب عماد وماتشيل نظراتها عنه ..
حطت يدها على صدرها وزفرت بـ : ياويلي .. معقووووولة ..؟؟؟
تأملتها اكثر وقالت : الحين بس عرفت ..! اجل عماد السبب يانوف ..؟ عماد هو اللي مخليك ماتطيقني شوفي ولاصوتي ..
طالعت فيها وهي متسمرة على شباكها وعماد ماانتبه لها او بالأحرى مااهتم لها ...
حست بشعور مختلف مو طبيعي ...
حقدت على نوف اكثر واكثر ..
رددت بصوت عالي وبغضب عارم : اللئيمة تبي عماد يشوفها بشكلها الجديد ..؟ تبي تلفت انتباهه حتى وهو متزوج ...
متزوج ؟
هههههههههههههههههههه صدق اني غبيه ..!
اجل عماد متزوج ..!
عماد جايبني ضيفه شرف في بيته توفر على نفسها مشوار جده اللي يهد الحيل وتفكه من سيرة تزوج تزوج ..!
سكرت الستارة ورجعت للصالة وجلست على الكرسي الهزاز اللي قدام التلفزيون في الصاله اللي فوق .. !
تنرفزت وصدعت وتحس دمها يجري بقوة هائله من العصبية الزايده ..
معقولة نوف تاخذ عماد ..
ومعقولة تكون هي سر غموضه ورفضه للزواج .
طيب لو كان يبيها كان خطبها ...وش يرده ..؟
لا لا لو يبيها ولا يفكر فيها ماراح وهددها بالنقل لو تعرضت لي ..
حست بشي مو طبيعي بداخلها ..
فكرها مشوش..
وفكرة ان عماد يتزوج زواج حقيقي بوحده غيرها تحرقها ..
تشعل قلبها ومشاعرها ..
وقفت بسرعه وراحت لغرفتها ..
قالت : مو انا اللي نوف واشكالها تاخذ زوجي مني ومو انا اللي افرط في زوجي واخليه يحب وحده غيري .. اذا عماد اعجب ولا حب بنت ولا سمح لأي وحده تدخل حياته .. فالمفروض تكون انا ..!
وراح اجيبك ياعماد وبطريقتي من غير ماتهيني ولا تمس كرامتي ..!
فتحت دولاب ملابسها وفتشت في ملابسها بارتباك ..
الجلابيات اكثر شي في الدولاب ..
كانت تفتش بسرعه وارتباك وكأنها تبي تلحق الوقت وتسبقه . .
تنانير تنانير ..
بناطيل ..
اطقم ..
فساتين ناعمه سبورت وفساتين سهرة ...
بلايز اشكال وانواع وألوان .. بديهات ..
قررت انها ماتتكلف في لبسها وتوفر الملابس الحلوة لبعدين ..
وتبدا حبه حبه وبالتدريج ..!
طلعت لها برمودا جينز وبلوزة لونها اصفر ناعمه وقصيرة واكمامها قصيرة مرة ...
صحيح انها تغامر بلبسها هذا قدام عماد وجدتها بس مافيه مفر ..
لازم تغامر وتسوي المستحيل حتى تظفر بزوجها وتشغله عن نوف وغير نوف ..
بسرعه لبست وفتحت شعرها الأسود اللي انسدل بنعومه على اكتافها وحطت ميك اب ناعم وختمت بقلوس لحمي ..
لبست صندل ناعم لونه اصفر ..
وحطت من عطرها القوي اللي سارة دايما تقول انها تدوخ عليه ..!
نزلت مع الدرج بنعومه متعمده خاصة بعد ماسمعت صوت عماد وهو ينادي الشغاله تجيب له مويه ..
راحت للمطبخ وحطت في الصينيه اربع كاسات ومعاها المويه وجات تمشي للصاله ..
نزلت المويه على الطاوله ..
ومارفعت نظرها له لأنها ماتبي تواجه ردة فعله ..
مستحيه وخجلانه وخايفه ومرتبكه من داخلها ..
بس تتظاهر بإن وضعها عادي جداً واللي تسويه شي طبيعي ..
كان يطالع بالأرض ويفكر وين يحط السايق مع الحارس حق المزرعه ولا يحطه بالغرفه اللي برا عند البوابه ..
بس كيف يخليه قريب من بيته وهو اغلب ايامه في جده ..
خاصة انه من بكرة بيودي شادن وشهد للمدرسة ..
وراح يصير مكانه في اغلب الأمور بالذات في تلبية طلبات البيت ..
وو.....
انشل تفكيره وهو يشوف الحرمه اللي واقفه قدامه وسيقانها بيضا وأنيقه وصندلها اللي تزينه الاكسسوارات والخيوط الرفيعه والناعمه مغري ..
رفع راسه يحسبها الشغاله وكان ناوي يثور عليها ويوريها اللي عمرها ماشافته ..
بس جمد بمكانه وانشل كله هالمرة ..
هذي شادن ..؟
وش غير حالها ..
لها فترة مايشوفها الا بالجلابيات وشكلها مهمل وعابسة ومكشرة وفجأة تطلع بكل هذا ..
الحين هذي اللي قبل شوي جالسه مع جدتي ومكشرة ..؟
رفع راسه لوجهها وهرب بنظراته عنها ..
حاول يبين انه مو مهتم ولا انتبه قال بصوت مختلف ومرتبك
: مافيه قهوة ؟
ابتسمت بدلع وخجل قالت : الحين اجيبها ..
لاا هذي مو صاحيه تبتسم ..؟
صبت له مويه واخذها من دون مايطالعها وشرب الكاسة كلها دفعه وحده وريحة عطرها تخترقه بجنون وتلزق بخياشيمه وتشبثت في خلايا دماغه ..
نزلها على الطاوله وهو يلعن ابليس وتمنى انه راح مع فواز ولا مشى لجده بدل مايقابلها ..
راحت للمطبخ وجهزت القهوة وطلعت حلا من اللي سوته البارحه ..
رتبته في صحونه بالصينيه وطلعت له تمشي بهدوء ونعومه ..
كل خطوة كان قلبها يرجف بقوة ويعلن زلازله وبراكينه من جرأتها اللي مااعتدتها بس هذي حرب ولابد تنتصر فيها ..
وصلت عنده ونزلت القهوة على الطاولة ورفعت صينية المويه وحطتها على طاوله ثانية ..
صبت له فنجال ونزلته قدامه وهو مو مسوي نفسه مركز بالتلفزيون وكل ماحس انها اعطته ظهرها ولا ماتطالع فيه التفت عليها وصد بسرعه ..
مايدري ليه يطالعها ..
يمكن حب استطلاع ولا اعجاب ..!
شرب من فنجاله ونزله وشافها قامت راحت لغرفة جدتها ..
وضم وجهه بيدينه ..
هذي لوين بتوصله .. ؟
دخلت عند جدتها قالت : جدتي صاحيه ..
ردت جدتها المنسدحه بجنب سجادتها ومتوسده ذراعها .. : ايه يابنيتي صاحيه ومنيب مجنونه .
: ههههههههههههههههههههههههههه ادري انك صاحيه ومو مجنونه انا اقصد انتي نايمه ولا لا .
: منيب نايمه .. منسدحه واسبح واستغفر .
شغلت شادن النور وقربت منها ..
قالت : جدتي تحسين بشي .
: لاوالله مابي غير العافيه ولا احس غير بفضل ربي علي .
تغيرت لهجة الجده من الامتنان والشكر للحده والاستنكار ..
: اعوذ بالله من ابليس .. هذا وشو اللي انتي لابسته .؟
قربت شادن منها قالت بصوت واطي : جدتي تكفين لاتقولين لي شي . هذا لبس البنات هالايام .. وانتي ماترضين اني اقل عنهن بشي خاصه قدام زوجي .
: يابنيتي وش زين الجلابيه عليتس ..
: الجلابية البسها اذا زارونا جاراتنا ولا جونا عماني .. اما زوجي تعرفين ياجدتي انه قد سافر وشاف البنات ماابغاه يقول ليتني اخذت وحده تلبس وتتزين مثل اللي كنت اشوفهن وحارم نفسي منهن .. تكفين جدتي لاتقولين شي قدام عماد ولاتزعلين مني .
هزت ام ناصر راسها قالت : جيلن مدري وش لونه مير الله يهديه .. منيب قايلتن لتس شي والبسي على كيفتس اذا عماد يبي هالخماليق منيب متكلمه .
:هههههههههههههههههههههههههه ياعمري ياجدتي عسى الله يخليك لي ولا يحرمني منك .. يالله اعطيني يدك وقومي معاي ترى القهوة عند عماد في الصالة واذا ماتقدرين بخليه يجي عندك واجيب القهوة .
حست ام ناصر باطمئنان لحال بنت ولدها اللي كانت تشوفها ساكته ومهمومه وشايلة همها ..
قالت : لااله الا الله .. توكلت على الله .. لا تخلين عماد يقوم عشاني خليه يرتاح .
قامت بمساعدة شادن وطلعت معاها للصاله ..
قالت وهي قريبه من عماد بصوت واطي تحاول تخفيه عنه لكنه خذلها وسمعه
: دوري راحته وانا جدتس .. رجلتس رجالن يشقى ويشتغل من يوم يصبح لين يمسي . لاتضغطين عليه ولاتقابلينه بوجهن عابس .
: ابشري ياجدتي اللي تامريني فيه وتبينه يصير .
: الله يرضى عليتس ويرحم والديتس ويرزقتس بالذريه الصالحه .
التفت عماد على جدته وشادن معاها وهذا لبسها صدق شي غريب ..
اجل هذي ام ناصر اللي لو شافت فوزية لابسه تنورة قامت تهاوشها ..
الحين تضحك مع شادن وتسولف وهي لابسة هالملابس .
صدق حريم مالهن امان وكلمة مهيب وحده ..
قال : هلا والله حيا الله ام ناصر مريت عليتس وشفتس نايمه .
: منيب نايمه ياوليدي وشفتك يوم جيت بس مابغيت اقطع تسبيحي ..
الا اللي دق الباب منهو .
: هذا السواق من بكرة بيوديكم ويجيبكم ويخدمكم في غيابي .. جدتي مثل ماقلت لتس لااشوف وحدة منكم طالعه تمشي على رجولها بين البيوت ..
: وين تبي تسكنه ..؟
: والله ياجدة محتار وين احطه اسكنه مع حارس المزرعه ولا في غرفته هنا ..
قالت شادن : شو حنستفيد اذا سكنته عند الحارس .. سكنه هنا ومفتاح البوابه يصير معانا حتى الشغاله ماتمسكه .
طالع بشادن وارتبك قال حتى مايواجهها بأي نقاش ويضطر انه يطالعها اكثر من كذا : خلاص شورك وهداية الله يابنت خالد .
صبت له فنجال قهوة قالت : ماعجبك الحلا ليه مااكلت ..؟
"هذي وش سالفتها اليوم"
قاله بقلبه ورد عليها : الا زين بس انا لو آخذ عندك اسبوع بزيد عشرة كيلو .
قالت ام ناصر : ليتك تسمن .. انت رجالن تشقى وتسافر .. خل مرتك تطبخ لك وتوكلك ابرك لك من هالعيشه اللي تاكلها بالمطاعم .
قالت شادن : مافيه مطاعم هنا ؟
رد عليها بفتور : لا مافيه شي هنا .
فهمت مغزاه من كلمته ومقصده ..
يعني مافيه شي تتأملين منه خير ..
اولهم انا ..
ماعليه ياعماد .. نتحمل وش ورانا ..
حبت تعانده وابتسمت قالت : اصب لك قهوة ولا اجيب لك الشاهي ؟
عقد حواجبه وهو يحسها بدت تلعب لعبة اكبر منها ومنه
قال : لا لا خلاص بيأذن المغرب وابي اقوم اصلي .
صبت شادن لجدتها فنجال وصبت لها ..
واخذت فنجاله صبت له قالت بابتسامه ساحره باطنها ممزوجة بتحدي وعناد وظاهرها عفوي وتلقائي .. : ياشيخ تقهوى .. لسه بدري على الأذان .
دق الجرس ولاشعورياً قال : شادن قومي ادخلي يمكن احد من خوالي لايشوفك وهذي ملابسك .. بسرعه .
فزت شادن وطلعت لغرفتها فوق وراحت الشغاله تفتح ..
معقوله يكون يغار ..
طالعت في شكلها قالت بصوت عالي : مالت .. مافكر فيك ولادرى عنك عشان يغار .. كل الموضوع انه مستحي يقولون هذي ملابس زوجته وهذا شكلها وهم اللي يحرمون ملابسي هذي .
وقفت عند المرايه وزادت مكياجها وكحلها .
وكثفت القلوس اللحمي على شفايفها وبخت من عطرها اكثر ..
سمعته يناديها من تحت بصوت عالي : ياشادن .. انزلي ماعندنا الا شهد .
نزلت وشافت شهد اللي تعلقت فيها على طول وهي تقول : شادن انتي مرة حلوة حتى عماد حلو .
قالت ام ناصر : ياشادن يابنيتي والله مااقدر ارفع نظري عليتس وانتي بهالخماليق ..
ابتسم عماد من كلام جدته ورفع نظره لشادن يبي يشوف ردة فعلها وشافها وهي تكلم جدتها بنظراتها وتلومها قال وهو يعدل جلسته : انا قايل لها ياجدتي بس شكلها تحب العناد وماتسمع الكلام .
ضمتها شهد قالت : عماااد شادن احلى بنت وملابسها احلى من ملابس كل البنات واحلى من ملابسك انت .
رفعت شادن نظرها له قالت وهي تبتسم وتحاول تغير الموضوع : الا صحيح عماد بغيت منك خدمه اذا بتروح لجده قريب .
حط عيونه في الجريده وفتح صفحه ثانيه قال : اكتبي لي كل الاغراض اللي تبينها في ورقة .
لفت رجل على رجل قالت : لا لا ابغاك تمر على اهلي وتعطي نايف فلوس من عندي ابغاه يقدم على شغاله لامي .
قالت ام ناصر بردة فعل سريعه : بيض الله وجهتس يابنيتي .. لاتدفعين ولاريال رجلتس يجيب لامتس شغاله وشغالتين دام ربي منعم عليه وفلوستس احفظيها .
ردت شادن : لا لا محد يدفع فلوس الشغاله غيري .. يكفي انه مو مقصر معاي .
طالعها عماد وقفل الجريده قال بقهر مكبوت : قومي بس جيبي لي شاهي واتركي الكلام الفاضي عنك .
وقفت وهي تحس بنشوة الانتصار وراحت للمطبخ ..
تلعب لعبة اكبر منها هي تدري بس هاللعبة لذيذه وهي تتلاعب باعصابه خاصة بعد سالفة نوف ..
ممتعه لدرجة انها تتأرجح مابين الفرح القهر ..
التناقض بداخلها واللي زاد اليوم عن جده غير لها الجو الممل والكئيب في البيت شوي ..
خلاها تغامر وتعيش تجارب بدال الاكتئاب اللي هي فيه من اسبوعين
التفتت على الباب وهو واقف وراها قال للشغاله : لسلي اطلعي برا .
طالعت في لسلي بنظرات استجداء انها تجلس بس عماد امر وهي تنفذ ..
رد الباب قال : ايييييه ياست شادن وش ناوية عليه . ؟
لمست مقبض الابريق اللي تغلي الموية فيه ورفعتها بسرعه لأنها حارَّة .. وحطت اصبعها عند فمها ونفخت على مكان لمستها للابريق ..
قال وهو يقرب منها : مارديتي عليّ .
امتزج اللون الاحمر بالاصفر في بشرة وجهها قالت : مو ناويه الا على كل خير .
: وشو الخير اللي تقصدينه بالضبط . ؟
ابتسمت له وهي تبلع ريقها بالقوة قالت : تحقيق ياعماد ..؟
: لاوالله مو قصدي احقق بس ابي افهم انتي وش تبين بالضبط . ؟
اخذت الوقاية بيدها وقعدت تحركها وتثنيها قالت بضيق مصطنع ومزجته بدلع : الحين انا سويت لك شي ؟ .. غلطت ..؟ تماديت بشي ..؟ سويت شي يضايقك . ؟
قرب منها ومسك يدها وسحبها كلها لصدره قال وانفاسه الحارة تلفح وجهها : والحركات هذي وش اسميها ..؟
ماعندها رد ولا كلام وهو يضمها اكثر ويدينه تحوط ظهرها بقوة
قالت بصعوبه : لاتسميها شي ولو سمحت بعد عني ..
همس لها : ابعد ها ..؟ انا اللي ابعد ياشادن وانتي ..؟
: خلاص والله خلاص بس بعد عني .
شاف صوتها تغير وخاف انها تبكي .. وهي تحاول تدفه عنها قال : انتي مو فاهمه شي لاتحاولين تغامرين بشي منتي قده .
فكها من يدينه وانهارت على الكرسي وحطت يدينها على وجهها قالت : عماد اطلع من المطبخ ..
تنهد بصوت عالي قال : انا بكرة بروح لجده وراح اقدم لامك على شغاله لكن اقسم بالله لو سمعتك تدقين بالكلام زي قبل شوي لتشوفين شي مايسرك ياشادن .
طلع وتركها تتخبط اكثر من اول ..
هذا اللي جابته لنفسها ..
يالله هذي اولى الخطوات .
وقفت وعدلت بلوزتها وهي تتمتم بـ : ماعليه ياشادن خليك اقوى واصبر وتحملي يابنت .. زوجك يكون لك بأي طريقة ولا يكون لنوف وامثالها .
|
|
|
11-19-2016, 11:21 AM
|
#16
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
الساعه .. 2 ونص فجراً
دق الجرس وهم نايمين كلٌ في غرفته ..
قعدت ام ناصر على صوت الجرس اللي يرن في كل انحاء البيت .. وخانتها قوتها لاتقوم وتشوف من اللي يدورهم نص الليل .
قامت شادن بسرعه تجري وتتخبط ..
من اللي جايهم ..؟
فوزية وزوجها ..؟ ولا احد من عمانها ..؟ ولا جيران ..؟ ولا من بالضبط ..؟
لبست روبها وهي تجري مع الدرج .
ووصلت الباب ..
قالت وهي تتنفس بسرعه : من ..؟ من عندالباب ..
وصلها صوت غريب لأول مرة تسمعه ..
: هذا بيت عماد بن مشعل .
: ايوه من انت ..؟
: انا من طرف فهد بن ناصر .. خليه يجيني الحين ... الموضوع ضروري .
رجعت شادن وسمعت صوت جدتها ووجهت خطاها لها ..
سألت ام ناصر بلهفة وخوف : من عند الباب ..؟
: واحد من طرف فهد .
: ماسألتيه فهد بخير ولا لا .
: لا ماقدرت اسأله بس يقول خلي عماد يجي .. بروح اصحي له عماد
راحت شادن تجري ودقت الباب على عماد ..
مرة مرتين وفتحت الباب ودخلت ..
شافته رامي نفسه على السرير باهمال وحاط المخده على وجهه واللحاف تحت رجوله وهو نايم بعمق ..
قالت : عماد .. عماد قووم .. فيه رجال يبغاك برا . عماااااد .. عمااااد .
رفع المخده عن وجهه وفتح عيونه بتعب قال : وش تبين ..؟
اخذت نفس عميق وهي تشوفه يصحى ويسهل لها المهمه قالت : فيه واحد يبغاك برا يقول انه من طرف فهد ولد عمي ناصر .
فز بسرعه وهو يقول : كم الساعه الحين ..؟
: 2 ونص تقريباً .
اخذ قميصه ولبسه على فنيلته البيضا وبنطلونه ونزل بسرعه .
خطواته تتسابق وقلبه يلهج بـ : يارب استر يارب عساه خبر خير عن فهد .
جلست شادن مع جدتها تنتظر الخبر اللي يوصل اما خير واما شر
جدتها تذكر الله وتدعي وهي تمشي رايحه جاية في الغرفه .
وقفت وهي تشوف عماد يدخل قال : ابشركم ان فهد بخير بس انا لازم امشي له الحين .
قالت ام ناصر بلهفه : هو وين اراضيه ..؟
: للحين مدري بس بروح مع الرجال اجيبه .. انا بمر على خالي ناصر واطمنه وانتم .
التفت على شادن قال : لااوصيك على جدتي .. مممم الحقيني فوق .
طلع فوق ولحقته ..
شافته يدخل غرفته وتبعته ووقفت على الباب بعد مادخل للحمام ..
خرج وهو متوضي ومبدل ملابسه ..
لبس ثوبه قدامها قال : خذي هذي اللي في محفظتي الحين الفين ريال .. انا مضطر اغيب كم يوم فهد محتاجني وماادري متى ارجع . الله الله بجدتي والسواق هنا اذا بغيتي تروحين لأي مكان تراك مسموحه واذا بغيتي شي ارسليه لا تترددين .
مسك يدها قال : شادن انتي هنا مكاني ماابيكم تحتاجون لاحد ولا لشي .. وعندك عبدالعزيز اذا احتجتي فلوس كلمي فوزية وهو ماراح يقصر و اذا رجعت اتفاهم معه .
طالعت فيه قالت : عماد فهد فيه شي ..؟
: بعدين بتعرفون كل شي ..
اخذ شماغه في يده وفتح درج الكومودينو واخذ كيس الأدوية طلع منه علبتين دواء وفتش في الكيس المليان علب فارغه .. ومده عليها قال : امسكي هذا حطيه في الزباله .. ولا اقولك خليه هنا ..
رماه في سله صغيره بجنب الباب ..
بوسط نظراتها مابين ادويته اللي في يده وشكله اللي يفكر بقلق ومحتار ..
طلع بسرعه وهو يتفقد جوالاته ومفاتيحه ومحفظته ..
وشماغه على كتفه ..
قالت بصوت عالي شوي وصله وهو ينزل مع الدرج : عماد .
وقف مكانه قال : هلا تبين شي ..؟
طالعت فيه قالت : توكل على الله واستعن بالله ان شاء الله مافيه شي يخوف .
هز راسه وتمتم بتوكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .. .
مر على جدته سلم عليها ومشى في طريقه ..
التفتت للغرفه المفتوحه وراها ..
تدخلها ولا ترجع ..
اسرارها تغريها وخوفها من عماد يردها
مابين تغامر وتتراجع ..
اخيراً قررت تدخلها بعد ماسمعت صوت البوابه الخارجية قفلت وسيارة عماد تحركت .
فصلٌ حادي عشر
~ ياقدر مااقوى عليك ~
طلع النور بالتدريج وبدا الكون يوضح لهم بعد ساعتين ونص من يوم مامشوا من البيت .
جالسين في سيارتهم ويمشون بهدوء ورى سيارة الرجال اللي جاب لهم خبر فهد ..
زفر بندر بأووف دلاله على ملله ..
قال وهو متكي على الباب وحاط جاكيته الصوف على اكتافه لأن الو صار بارد : ماقال لك متى نوصل .
رد عماد وهو يعلي النور لأنه انحرف بالجيب ورى السيارة لمنعطف يدخل لقرية وضحت لهم بيوتها .
: الظاهر انا وصلنا .
عدل بندر جلسته وهو يتأمل المكان اللي لأول مرة يشوفه قال : ماقالك من متى وهو عنده .
رد عماد عليه بهدوء وملل : كل اللي قاله لي علمتك فيه .
تنهد بندر بأسى أسف وملل قال : مدري لوين بيوصلنا فهد معه .
: قول الله يستر عليه بس .
: الله يستر ويطمنا عليه
وقف الرجال قدام بيت شعبي مايفرق عن بعض بيوت ديرتهم قال : انزلوا حياكم الله .
نزل عماد وهو متلثم بشماغه وبندر يلف الجاكيت عليه بقوة ..
قال عماد : فهد موجود هنا .
هز الرجال راسه قال : اسمع وانا اخوك .. ترى الرجال حاله ابد مايسر وانا والله سويت اللي اقدر عليه وعملت جهدي بس اني ماقدرت اوديه المستشفيات البعيده .
قال عماد : بيض الله وجهك كل علومك غانمه عسى الله يقدرنا ونرد لك جمايلك .
دخلوا مع الرجال للمجلس المنزوي في ركن البيت وشافوا اللي ماسرهم ابد .
كان مسجى على فراش وعليه بطانيتين وفروة .. وهو يئن بصوت واطي .
قال الرجال : هذا حاله من ثلاث ايام وقبلها ماكان يتكلم .. والكحه ماتخليه لاياكل ولا ينام .
انفجع بندر من شكل اخوه .. يشبهه ولا هو ..؟
قرب منه وحط يده على راسه يجس حرارته كانت مرتفعه وكأن تحت جبينه نار مشتعله وحرارتها تعكسها جبهته .
قال عماد بهلع : يالله يابندر خلنا نشيله للسيارة ..
تكلم الرجال : اصبروا يالربع تقهووا وتغدوا وعينوا من الله خير ...
قاطعه عماد : خوينا لازمه مستشفى ان الله اشاء واراد جيناك بوقتٍ ازين من هذا ياابو ..
تكلم الرجال : ابو .. وهمس وهو يطالع في فهد .. : ابو سعود .
انتفض فهد اللي سمعه وصدر منه انين قطعته كحه قوية خلت بندر وعماد يطالعون في بعض بهلع وخوف وقلق ..
حط يده على صدره وهو يتنفس بصعوبه ..
ساعدوه عماد وبندر على الوقوف وساندوه لحد ماركب السيارة ..
قال عماد : بندر اخذ سيارة عبدالرحمن وارجع لاهلك علم خالي اني بودي فهد لجده واذا يبي يجي هاته لشقتي خذ مفتاحها .
مد عليه المفتاح وشغل سيارته ومشى والصمت كان رفيقهم مايقطعه الا كحة فهد الجافه القوية ولا انينه الخافت ..
***
|
|
|
11-19-2016, 11:22 AM
|
#17
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
وقفت على الباب اكثر من عشر دقايق وهي تتأمل المكان ..
السرير مقلوب وكأنه متهاوش مع مفرشه ومخداته ولحافه .
التسريحه بأغراضها مكركبة وتحس ان يدها تحثها على الشغل بس لاا
هالمرة لا ..
لايمكن تترك له مجال يهينها زي هذيك المرة ..
تقدمت بحذر وهي تتخيل انه راح يدخل عليها بأي لحظة ..
فتحت ادراج التسريحه ..
خاوية الا من بعض الأدوات كـ مقص اظافر .. مقص صغير عادي ..
شفرات للحلاقه .. ملمع احذية ومحافظ قديمه ومداليات مفاتيح مكسورة ومستهلكه ..
وورقة مطبقة ومرمية باهمال ..
مدت يدها عليها وبجرأة فتحتها وهي تلوم نفسها ليه تتطفل وتدبر العذر بسرعه انه زوجي وحلاله حلالي .
انفرطت ضحك وهي تتأمل الكلمات المكتوبة في الورقه بخط شهد ..
عماد بخط كبير في الوسط ..
وحاطه اسم شادن على اليمين واسم شهد على اليسار واسم شريفه ( امه) فوق .. واسم مشعل تحت ..
ومحوطه حرف الشين من كل اسم وساحبته بسهم لاسم عماد
وكاتبه تحت بخط كبير عماد يحب حرف الشين ..
شافت عماد كاتب على الطرف وكأنه يثبت صحة كلامها ( باقي الشيخه حصة ياشهد )
ضحكت من جديد على ذكاء شهد واحراج عماد وانها لازقه فيه وداخله من ضمن المقربين له غصب لو بتشابه الحروف .
طبقت الورقه مثل ماكانت ورجعت الورقه مكانها .
ووقفت تتأمل الغرفه من جديد ..
كل شي يوحي فيها بالجمود
مثله تماماً
تشبهه في سكوتها وبرودتها وجمودها
راحت للدولاب حق ملابسه .
فتحته بحذر وكل دقه ولا حركه تحس قلبها بينخلع من مكانه
خايفه ان عماد يدخل عليها ثم بأي وجه تقابله
وبأي حجه تعتذر
ريحة عطر العود المعتق اللي هاجمتها رجعت لها حركته في المطبخ وضمته لها
رجعت جلست على السرير لأن ذكراها تهزها وتفقدها توازنها سواء العقلي او الجسدي .
قعدت تتأمل الدولاب من بعيد وشافت الدرج المقفول وفزت له بسرعه ..
بس خيبها واحبط كل محاولاتها انه كان مقفول . .
هالآدمي ليه غامض .. وعنده اسرار كثيرة .. ومتخذ جميع احتياطاته ..
اخذت علب الدوا اللي في السلة وكأنها تبحث عن خيط
يدلها على شي عن عماد
أي شي ..
المهم انها تدخل لعالمه وتفتح شي من مكنوناته .
اخذت تبعثر العلب الفارغه وكلها خاوية من أي ورقة تحوي معلومات طبية للدواء من خواص تركيب ، مفعول الدواء ، لأعراض جانبية وأسباب ..
لفت نظرها ان الاسماء على العلب متشابهه interferon
و Lamuvidine
متكررة .. وتقريباً هم الاسمين اللي على العلب
قلبتها في يدها يمين ويسار ومافهمت من المصطلحات الطبية عليها من برا أي شيء ..
اخذت من كل نوع علبه وقامت لغرفتها يمكن تفك شفرتها ..
ولا احد يساعدها على فكها مع الوقت ..
بعد مايأست من انها تلاقي مدخل تدخل عن طريقه لهالآدمي الجامد والمتمثل في رجل هو زوجها سواء رضى ام ابى ..!
***
في اكثر الأماكن اللي ارتبط فيها بالشقاء والعذاب
اكثر الأمكان اللي زارها يتخبط بين اليأس والأمل
المكان اللي زرع بداخله حقيقه مرة
هي انه شخص مريض
موبوء ..
هالمكان بثه خبر زلزل حياته وغيّر مسار مستقبله ..
وقف قدام الغرفه اللي فهد فيها ..
طلع له الدكتور وسأله على طول : ها بشرني يادكتور .
رد الدكتور السعودي وهو يهز راسه بأسف : الحاله متقدمه لابد ننقله للعناية المشدده ..
كانت نظرات عماد متسمرة في الدكتور من غير مايتكلم وكمل الثاني : وين كنتوا عنه .. الرجال له مده ورئته ملتهبه . هذي نتيجة الاهمال يااخ عماد .
تذكر عماد كلام الرجال اللي جاه يعلمه عنه يبيهم يجون ياخذونه لايموت في بيته ..
ولدكم فهد بن ناصر في محنه تعالوا اخذوه من بيتي
سأله عماد : وينه ..؟ ليه ماجبته معك ؟
: الرجال مايتحمل السفر ولا العنا .. طريح فراش .
: وش اللي صار عليه ومن وين عرفته و
قاطعه الرجال : ولدكم لقيته طايح على وجهه في البر وفاقد الوعي .. اخذته احسبه ميت ويوم شفت تنفسه ضعيف وديته لبيتي لحفته ودفيته وشربته حليب دافي .. واشوا دفى جسده ورجعت الحياه لكن السعله اللي فيه خلت حاله يضعف ويتردى واليوم الرجال مريض ومااضن انه يبي يعيش ..
كانت عيونه تقدح شرر وخوف وهلع على فهد الأخ الولد ..
رد عليه وهو في حالة مايحسد عليها : هو اللي ارسلك لي .
: ايه حاولت اسأله عن اسمه واهله ماقدر يقول الا اسمه واسمك عماد بن مشعل في ديرة الاجواد .. وعيال الخير دلوني عليك . وانا ياخوك مااقدر انتظر للصبح الرجال يبي يدرك ( يموت ) وماودي اتحمل مسؤوليته ..
تفهم عماد وضعه وقدر له معروفه وطلب منه ينتظره لين يبلغ اهله واهل فهد ..
رجع لارض الواقع الحالي وهو يطالع في الممرضين يدفون سريره والكمام على انفه .. والأسلاك الطبية اللي تقيس النبض او توصل المحاليل الطبية لجسده تحيطه ..
لحيته طالعه بشكل عشوائي ..
وشعره نازل على اكتافه
مبعثر ..
متمرد ومتبهذل .
مثل حال فهد ..
جسمه نحل ولونه صار اسمر ..
دق جواله وهو يتبع فهد بقلبه وعيونه ودعواته وأسفه ..
وطالع في الشاشه وشاف اسم بندر ورد على طول ..
: هلا يابندر .
: هلا بك ياابو مشعل ها بشر عسى فهد طيب .
: ان شاء الله انه طيب انت وينك ..؟
: جايك انا والوالد لجده خلاص وصلنا بس دلنا على المستشفى .
: انا في السعودي الالماني اذا وصلته دق عليّ .
: زين يالله .. مع السلامه .
قفل من بندر والهم جاثم على قلبه وكاسي وجهه .
وشلون يقول لخاله اللي ماذاق طعم الكرى من ليلة غياب فهد .
زفر ودق على نايف يبلغه بحكم انه ولد عمه ولابد يعرف كل اللي يصير لهم ..
مامضى الا ساعه وكان نايف واقف مع عماد والقهر باين عليه ..
نايف يحب فهد بجنون رغم انه ماعرفه الا بوقت قصير بس كان كفيل انه يحبه ويوده لأن فهد من النوع اللي شخصيته تفرض وجودها ومحبتها بقلب أي شخص يعرفه ..
***
انتفضت من كلام ابوها
مستحيل يصير اللي يقوله .. او انها توافق على هالكلام
قال ابوها بتودد وضعف الزمن باين في لهجته : يانوف يابنيتي والله انه اليوم اللي انتظره لي سنين .. حمود ولد عمتس وحسبة ولدي وابيه ياخذتس ولاياخذتس غيره . وانتي تعديتي السن اللي يعرسن فيه البنات .. ماعاد فيه خطاب وانا ابوتس .
كانت دموعها سيل على وجهها وهي تصد عن ابوها مو متقبله كلامه
وماعندها ادنى استعداد انها تسمعه ولا تركز فيه
انا آخذ حمود ..
بعد الصقر اللي احلم فيه آخذ الغراب
والله مايصير ولايقوله ربي لو اجلس طول عمري احلم في عماد ..
حطت اصابعها في اذانيها وابوها يترجاها تفهمه وتتفهمه ..
قالت بغصة ورجفه واعتراض واصرار : يبه والله لو تقطعني قطعه قطعه مااخذته .. لاتغصبني ثم اذبح عمري .
غمض ابوها بعيون المقهور
رجلٌ مسن وأب وعيشته بنته بين نارين
نار غصيبتها وتنفيذ اللي تقوله ونار عنوستها وجلوسها في بيته واعاقة خواتها من الزواج ان ماتزوجت ..
عقد حواجبه قال : انا عطيت كلمتي لاخوي .. اذا تبين تكسرين كلمتي ..
قاطعته : يبه تكفى طلبتك انا كبيرة والشور لي .. تكفى لاتغصني طلبتك يبه
انهارت من البكا اكثر ومالت عليه وباست يدينه الثنتين : يبه تكفى طلبتك
يبه الا الغصيبه لاتغصبني .. زوجه نوره .. هي دايم تمدحه يمكن يناسبها .. انا حمود مايناسبني .
مسح على راسها بشفقه ووجع قال : يجيب الله خير يجيب الله خير .
طلع من الغرفه ورمت نفسها على فراشها تنتفض وتبكي بهلع .
ياويلي لو آخذ غيره
ياويلي لو ربي يكتبني لغيره كان انتحر وافتك من الدنيا اللي عماد مهوب فيها .
دخلت عليها امها والشرر يقدح من عيونها .
: نوف ليه ماتوافقين على حمود .. حمود وش يعيبه يوم ماتبينه ..؟
ثنت ركبها ودست وجهها بين يدنها وهي تحط جبينها على ركبتها وتبكي بحرارة : يمه ماابيه وبس ولاتسأليني لأن ماعندي شي اقوله عنه .
: فضحتينا بالناس .. الناس ماعاد لها هرجة غير بنتنا اللي عنست وعيت عن العرس .
: يمممه .. يممه تكفين خليني لحالي .. حمود ان اخذته ذبحت نفسي .
وقفت العنود على الباب قالت : يمه خليها هذي ماتستاهل حمود .. ياليت حمود ولد عمي ياخذ نورة مهيب عصبية وتهاوش مثل العله هذي .
وقفت نوف بسرعه وكأنها تبي احد يعترضها غير امها وابوها وتفش اللي فيها فيه ..
وصلت العنود اللي حاولت تلوذ بامها وكانت نوف اسرع ..
مسكتها بشعرها وسحبتها ..
كانت تضرب فيها بهستيريا وانفعال عصبي ونفسي ..
والام مابين البنتين وتصرخ باعلى صوتها : فكي اختس يالمجنونه .. فكيها ذبحتيها ..
اخيراً فكتها من بين يدين نوف .. والثانية تلهث قهر وتعب واحباط والدنيا في عينها ضيقه وظالمه وقاسيه ومجحفه .
وصلت نورة على اصواتهم وصراخهم قالت : يمه وش فيه .. طالعت في العنود اللي تبكي بصوت عالي ووجها في خدوش بسبب اظافر نوف .. قالت : هذا فعل من .. العنود متهاوشة مع من ..؟
بكت العنود اكثر وامها تحضنها وتحسب الله على ابليس قالت : نوف ضربتني .. الله يجعلها ماتاخذ حمود .. الله ياخذها ويجعل ابوي يوديها لمسفر .. آآآآه .. هذي مجنونة قطعت شعري ووجهي ..
طالعت نورة في نوف اللي تشهق بصمت وتمسح عيونها بمنديل وهي خايفه من العواقب لو ابوها درى عن ضربها للعنود حبيبته ..
رمتها نورة بنظرة لوم وعتب ومغزاها وش نهاية هالرفض يانوف .
قالت نوف بضجر : ها وش عندتس انتي بعد ..؟
زمت نورة شفايفها قالت : ماعندي شي بس حكمي عقلتس قبل يفوتتس الفوت ثم ماعاد ينفع الصوت .
طلعت نورة ولحقتها امها وهي لازالت تتحسب وتلحقها بدعوات لبناتها بالهداية والصلاح والستر ..
***
|
|
|
11-19-2016, 11:22 AM
|
#18
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
يوم ثاني وفي مدرسة الاجواد ..
وقفت في الشمس اللي تبثها شيء من الدفء
خاصة ان الجو بارد في الصباح وجو الأجواد يشبه جو الطايف بحكم انها الأقرب ومرتفعه عن سطح الأرض مثل سطح منطقة الطايف .
ضمت جسمها بيدينها وهي تنتظر الحصة تنهتي حتى تطلع من فصلها ..
طالعت في نوف اللي جالسة في غرفة الاداره مقابله لها وملتهية ببعض الأوراق والدفاتر اللي تدقق فيها ..
اليوم تكرهها اكثر من قبل
تحقد عليها وتشوفها انسانه وضيعه
وشلون مدرسة ومربية جيل تصرفاتها رعناء ..
وشلون تنشيء بنات يخافون الله ويحافظون على قيمهم ومبادئهم ويكونون قد ثقة اهلهم وهي ماربت نفسها ولا احترمتها ..
" الله يشفيها ويهديها "
قالتها بقلبها وهي تلتفت للطالبات اللي اصواتهم علت على غير العادة وكأن فيه موضوع اثارهم ..
: خير اش صاير اصواتكم طلعت ..؟
ردت وحده من الطالبات : ابله شنطة مستورة فيها عقرب صغيرة ..
تكلمت ثانية : شكلها جاية(ن) تدور الدفا في الشنطه ..
وثالثه : اشوا انها ماقرصتها فكها ربي .
كانت جامده مابين الطالبات اللي الوضع عندهم عادي الا مزنة الطالبة الخجولة واللي عمرها ماتجاوز 11 سنه قعدت ترتجف بهلع ..
قالت شادن بخوف وهي تحاول تتشجع : مستورة لاتفتحين شنطتك طلعيها برا اذا تقدرين . مزنه ليه خايفه ماراح تنط عليك .
حطت اصابعها اللي ترتجف في فمها وتكلمت سارة بنت عمها واللي قاعده بجنبها : ابلا اخوها الصغير مات من قرصة العقرب وجاتها عقده .
كشرت شادن بخوف ..
ياربي استر ..
الله يلوم من يلومك يامزنه والله يذكرك بالخير ياناديه اثري خوفك منها ماكان من فراغ ..
انتبهت لوحده من البنات وهي تقول : ابلا عادي نطلع الكتب وننفض الشنطه واذا طاحت ذبحناها .
بلعت شادن ريقها وهي تتخيلها تطلع وتهجم عليها ولا على وحده من البنات قالت : لا لا انتم مسؤوليتي وانا خايفه عليكم .. طلعي شنطتك برا يامستوره حطيها عند البوابه .
ضحكت وحده من البنات باستهزاء ورجعت ضحكتها بسرعه وهي تشوف شادن ترفع حاجبها مستنكرة ضحكتها بوضع مثل هذا ..
قالت مستورة : ابلا انا شفتها صغييييرة اقدر اذبحها .
: لا لا انا قلت طلعيها اسمعي الكلام ولاتجادلين يامستورة .
: طيب ودفاتري ..وشلون اكتب فيها ..؟
: بعدين تكتبين الملخص اذا خرجت العقرب من شنطتك ..
اخذت مستورة شنطتها وطلعتها برا الفصل ورجعت جلست وشادن عاضة على اسنانها ليه هي اكثر وحده خايفه ..
ليه ماتقدر تتأقلم على الحياة هنا بسهولة الناس تمر بجنبهم الحشرات عادي وهي ترتجف لين تحسها ابعدت والبنات هنا شوفة العقرب شي طبيعي ومتعود ين عليه وهي كادت تختفي من الخوف بصمت .
انقذها صوت الصفارة واعلن انتهاء الحصة وبداية حصة ثانية ..
طلعت بسرعه وتركت وراها اسئلة كثيرة في افواه الطالبات حول خوفها وقلقها وعدم مواجهتها لعقرب وصغيرة ...
***
بعد ثلاثه ايام كانت حافلة بالقلق والانتظار والترقب
عماد جالس عند الدكتور ويكلمه بالتفصيل الممل عن حالة فهد .
وناصر وبندر ونايف واقفين امام غرفة العناية المركزة ويراقبون حالته وهو يكح ولا يتحرك ..
قال ابو فهد .. : انا بدخل عنده اشوفه صحى .
رد بندر وهو عاقد حواجبه دلاله على الأسى على اخوه : انتظر لين الدكتور يسمح لنا .
دخل الممرض ودخل معه ناصر وعيونه مركزها على ولده البكر اللي يصارع الوجع والحزن ..
قرب منه وحط يده اليمين على جبينه وفتح فهد عيونه ببطء وغمض بارتياح ..
المهم ان ابوه وامه تطمنوا عليه والباقي يهون ,,
نفث ابوه عليه بآية الكرسي والمعوذات ومسح على صدره وهو يكرر (اللهم رب الناس اشفه انت الشافي شفاءٌ لايغادره سقما اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق .. اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عينٍ لامه .. باسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك )
نزلت دمعه من عين ابو فهد امام مرأى بندر ونايف اللي ابعدوا على طول عن الغرفه ومسحها بطرف شماغه وهو يهمس له : سامحني يابوك .. الظاهر ماجنى عليك غير كلامي لك . ارتجف صوته وكمل : الله يشفيك ويردك عليّ .
تحرك فهد من مكانه ..
الا دمعة ابوه ..!
الا ضعفه وانكساره ..!
الا انه يعتذر منه ..!
بغى يتكلم واخذ نفس وكح بصعوبه واضطر انه يسكت قال الممرض السعودي : لوسمحت ياعم تفضل برا ولدك تعبان ومحتاج للراحه ووجودك عنده يتعبه .
هز ناصر راسه وسلم على جبين فهد ..
ونزلت دمعه من عين فهد وصلت لرقبته وهو مغمض كأنه مايبي يواجه الدنيا وهذا واقعه وحاله ..
مسحها ابوه بقهر ..
يحس ان ولده يتألم
صدره منغرس فيه المرض والالتهاب الحاد ..
ووجع فراق سعود ..
طلع من عنده وهو يشوف الممرض يحقن فهد بمنوم ومسكن والثاني يستسلم للنوم بوجع ..
وقف عماد قريب من خاله ومسكه بيده ..
: تطمن ياخالي .. الدكتور يقول حالته تحسنت ..
تنهد ناصر بحسافه على حال فهد قال : ماالظاهر انها تحسنت ياعماد .. الرجال ماقدر يتكلم .
: هذا طبيعي من البرد اللي تعرض له وقلة الأكل والحمى اكيد انه راح يتعب بس الأشعه تقول ان ماعنده الا التهاب وان شاء الله كلها اسبوع ويطلع .
طالع ناصر في ساعته قال : تروح معي لبيت نايف ..؟
فك عماد شماغه ولف جناحه بخبرة قال : لا الله يخليك لي وراي مية شغله .. ودي اكثف الشغل هاليومين قبل الشهر الفضيل ..
: الله يعينك ياولدي .. يالله اجل نتواجه على خير .
: على خير ياخال .. الله معك .
طلعوا من المستشفى ..
عماد راح لشغله وخاله وبندر راحوا مع نايف لبيته ..
***
|
|
|
11-19-2016, 11:23 AM
|
#19
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
***
اسبوع ثاني وفهد يصارع آلام الصدر ..
مابين وجع الدنيا بدون سعود
ووجع رئته اللي يصعب التنفس مع التهابها
خاله وبندر رجعوا بعد ماطمنهم الدكتور ان فهد بدا يتحسن عن اول
كان جالس في شقته يشرب قهوة تركيه ويراجع بعض المعاملات والمستندات المهمه ..
ارضية الصاله مغطيتها الجرايد والكتب والأوراق والملفات ..
دق الجرس فجأة وهو في قمة تركيزه .
رمى القلم من يده ولام الحارس اللي ماعمره دق الا وهو مركز بشي مهم .
فتح وتفاجأ في بندر اللي سلم ودخل وشهق على طول قال : اعوذ بالله انا وين انا داخل ..
رد عماد وهو يرفع بعض الجرايد المنتشرة في المكان قال : ادخل للمجلس على بال ماارتب المكان
رمى بندر شماغه وقعد يرتب معاه بهمّه
قال عماد : مريت فهد ..؟
: لا توني وصلت .. نزلت ابوي عند نايف .
: ليه ماجبته عندي ..؟
: ياخي نسيت نايف انت .. اعوذ بالله انسان لحوح اول مادرى ان ابوي معي ويحلف اني مااتعداه المهم خذ ..
مد على عماد ورقه قال : هذي من اهلك يقولون طلبات رمضان . ابلشني ابوي يقول وصلها له قبل يرجع .
اخذها عماد ودخلها في جيب تي شيرته قال : وشلون جدتي ..؟
: طيبة بس ازعجتني تقول خله يرجع .
: قلت لها اني مااقدر ارجع واترك فهد .
: قلت لها بس تقول دام انه تطمن عليه خله يرجع وحاله حالكم .
: الحين من يفكني من تحقيقها ولومها .. الله بس يعين .
: هههههههههههههههههه امش على هواها وترضى عنك .
رجع بندر للباب قال عماد : وين بتروح اجلس خلنا نتقهوى .
: لا نايف ينتظرني بالقهوة .. متى تبي تمشي انت للديرة .
: ماادري والله ماقررت للحين بس يمكن بكرة .
: زين يالله سلام عليكم
سكر بندر الباب وطلع عماد الورقة وانذهل
47 غرض وكل غرض بجنبه 2 كرتون ولا 3 ..
هذي صاحية .. !!
وين احط هالاغراض ؟
تأمل الورقة المزخرفه والخط الأنيق وابتسم
ورجع يقراها طلب طلب ..
اغلب المواد الغذائية اللي كاتبتها منزوع الدسم ولا قليل الدسم ..
معقول تكون عشاني ولا عشان جدتي .. !
رجع يكمل وهو يشوف اشياء قد سمع فيها وبعضها اول مرة يسمع فيها ..
حس باطمئنان وهو يتذكر انها هناك ..
مكانه ..
والأهم ان جدته ماصار يحاتيها مثل اول ..
متطمن انها في البيت وتراعيها وتجلس معها وتداريها .
قرب الورقه من فمه وانفه وهو يفكر من يجيب له الاغراض خاصه ان ماله خلق يطلع .
ووراه مية شغله ومعاملات لابد يراجعها ويوقع عليها ..
وضروري يرجع للشركه بعد ساعه يقابل فايز ويكمل معاه الشغل ..
اخترقه ريحة عطرها اللي لزق في الورقه من يدينها ولمساتها وآثارها ..
ورجع نظره للورقه الأنيقه ..
ارتعش جسمه وحس بقشعريره وهو يشوف مكتوب في آخر الطلبات بخط صغير وكأنه خجلان ويبي يداري نفسه بين الحروف ..
( تأخرت علينا كثير .. ان شاء الله انك بخير )
قراها اكثر من عشر مرات ..
هذي وش بتسوي فيني
ناوية لها على نية بس الله يستر منها ..!
لبس ملابسه وخرج من الشقه وهو يكلم فايز مدير الشركه ويحمله المسؤوليه في غيابه .
***
له اسبوع ونص غايب
ماهمها غيابه كثر ماهمها زعل جدتها ..
تذكرت الورقه اللي كتبتها له ووش بتكون ردة فعله اذا شاف كثرة الأغراض
ولا الكلمه اللي كتبتها له
عورها بطنها وهي تتخيله يقراها .
وقامت من فوق الكرسي حق التسريحه ..
حاولت تنشغل بأي شي غير التفكير فيه ..
بدلت ملابسها ولبست بيجامه الوانها مابين الموف والزهري ..
بأكمام طويلة وبنطلون واسع وطويل ..
اخذت شباصتها في يدها وطلعت من غرفتها .
تعودت ماتنام الا عندها مويه ..
والمطبخ اللي فوق فارغ حتى ثلاجته وجودها زي عدمه ..
نزلت مع الدرج وسمعت الباب ينفتح
فزت بمكانها خوف ورعب وطاحت الشباصه من يدها واحدثت صوت وهي تتدحرج مع الدرج درجه درجه ..
خاصة ان البيت خالي من الأصوات وجدتها والشغاله نايمين ..
طالع فيها وفي يده اكياس كثيرة وعند الباب كراتين وكأنه جايب بقالة كاملة .
عضت على شفتها السفلى منحرجه من نفسها اكثر مما هي منحرجه منه ..
كل هذي طلبات ..؟
صدق اني هبله ..
تذكرت كلام جدتها عن حياتهم في رمضان وطقوسهم والتمست لنفسها العذر ..
متردد وش يقول وهو يشوفها تطالع بالأغراض وتاكل بشفتها بحرج ..
قال : جبنا لتس طلباتس ياطويلة العمر .. اللي تقدرينه شيليه واللي ماتقدرينه خليه للشغاله ولا بكره اشيله انا .
نزلت بحرج قالت وهي ترسم على ملامحها ابتسامه بالغصب : الحمد لله على سلامتك . وماعليه خلّ الناس اذا افطروا عندنا يقولون احلى فطور فطور عماد اهله .
مد عليها الجريده وشماغه وعقاله في يده قال وهو يتحاشى النظر فيها ويتجاهل جملتها الثانية
: الله يسلمتس .. خذي حطي هذي في الصالة اقراها شوي ولا بكرة .. وسوي لي شاهي وثقليه .
اخذتها من يده ولمست اطراف اصابعها اصابعه ..
وخرت يدها بسرعه وطاحت الجريده من يدها ..
قالت : اووه سوري ... اخذتها بسرعه وكملت بارتباك : أ أ طيب .. تعشيت ..؟
اجمل لحظات يستمتع فيها لمن يشوفها ترتبك خجل اوتعلو جبينها وخدودها حمرة خجل ..
ابتسم نصف ابتسامه قال : لا ماتعشيت .. وش بتعشيني ..؟
بلعت ريقها وحست الدم يعلو لوجهها اكثر قالت : ها ..؟ اللي تبغاه .. بحط لك من عشانا .. مسوين صينية خضار بالدجاج . ولا ماتعجبك ..؟
حس انها مرتبكه وماتدري وش تقول قال بهدوء : زين جهزي لي أي شي وجيبيه لغرفتي فوق . مالي خلق انتظر تحت .
عدت من عنده وراحت للمطبخ ..
وهو دخل غرفة جدته طل عليها وخرج توجه للدرج ومنه لغرفته ..
رمت الجريده على الطاوله وسوت له شاهي وسخنت له العشا
وقعدت تحضر وهي منقهره من طريقته وكلامه لها ..
حتى سلام ماسلم زي الخلق والناس
ولا كيفك ماقالها ولا سأل عن جدتي .
وكل كلامه يامسخرة وياجد في جد .
انسان جامد وماعنده احساس ..
خرجت الصينيه البايروكس من الميكرويف وهي تتمتم بـ ماعليه ياشادن تحملي وش وراك . . وبالصبر بتنالين اللي تبينه .
طلعت فوق وهي تشيل الصينيه الكبيرة اللي رتبت فيها العشا والشاهي
..
كان لابس قميص اسود بكم طويل ويمشط شعره قدام التسريحه ..
شافها في المرايه ورمى الفرشه من يده قال : كان رتبتي غرفتي يوم ماقفلتها .
رمته بنظره وهي تحط الصينيه على الارض قالت : ماابغى اتدخل في خصوصياتك .
ابتسم غصب عنه وهي تعقد حواجبها وتتكلم بضيق ..
قال : زين ياللي ماتبين تتدخلين فيني وش اللي تأخرت عليكم .. ها .
اجلسي تعشي معي تراني مااحب آكل لوحدي ..
انحرجت من كلامه وطريقته
واهتمامه وتجاهله ..
اليوم هذا مو صاحي ..
قالت : لا شكراً تعشيت.. اذا خلصت اكل خرج الصينيه برا وانا اجي ارجعها ..
اعطته ظهرها بتخرج قال : تعالي تعالي ماتبين تعرفين علوم امتس ونايف .
رجعت بسرعه قالت بلهفه : الا والله ابغى اعرف .. مريت امي ..؟ اش اخبارها وكيف نايف ..؟
قال وهو ياكل ويرشف من بيالة الشاهي : قدمت لامتس على شغاله وقلت لنايف ان انتي اللي دفعتي الفلوس ..
عضت على شفتها السفل برقة قالت : كم دفعت ؟.
: مالك شغل .
: الا لي شغل وراح ارجع لك فلوسك ان شاء الله بس اروح جده عشان اسحب راتبي .
رفع نظره لها يبي يشوف ردة فعلها قال : انتي وش دخلتس .. انا رجال ابي اقدم لعمتي خدمه .
وبنطرة مليانه اسئلة تبيه يفسر ويترجم ويوضح قالت : عمتك ؟.
بلع لقمته وهو يطالع في الأكل قدامه ويواري نظره عن نظراتها المستغربه قال : ايه عمتي ولا عندتس شك ..؟
نظراتها ماقدر يفسرها ..
هل هي عتب ..؟
ولا لوم ..؟
ولا ليه تستخف فيني بكلامك هذا ..؟
قالت وهي عاقده حواجبها من تناقضه وحركاته السخيفه بنظرها
: المهم هي كيفها وكيف صحتها ..
: طيبة وتسلم عليك ونايف بعد يسلم عليك .
همست وهي مخنوقه : الله يسلمهم .
نفسها تسأله كيف جاهم ومتى ووش قالت له امها بالتفصيل الممل وكل كلام نايف بس ماتبي تحرج نفسها معاه وتدري انه ماراح يبرد لها قلبها .
فترت ملامحه وهو يشوف لونها بهت والذكريات والحنين خنقتها وقربت العَبْرَة ..
قال بهدوء : اذا بين تروحين لهم بوديك أي وقت ماعندي أي اشكال لوتبين بكرة .
هزت راسها قالت : لا مشكور .. صعب اروح ايام الدراسه وبكرة السبت .
طلعت من عنده ودخلت غرفتها ..
حاولت انها تتماسك وتصبر
بس كانت الدموع اقوى من صبرها
وتفجرت حنين وشوق
سالت أسى وقهر على فراقهم وبعدهم
اشتاقت لامها وتحس انها ماشافتها سنين ..
واشتاقت لضحكة نايف من زمااان عنها .
ضمت مخدتها وهي مغمضة بقوة .. ورموشها مبللة بالدمع ..
فتح عليها الباب ودخل قال : كنت عارف انك تبكين .. والله لودريت ماجبت لك سيرتهم ..!
سحبت لها منديل وابتسمت وهي تمسح عيونها وخشمها قالت : عادي انا اصلاً بكاية ... خلصت عشا ..؟
وقفت وهو يطالعها بدون مايتكلم
الحمرة اللي اكتست جفونها وخدودها وخشمها واذانيها مشكله منها فتنة .
مهما كان هو رجل وعنده احساس
او انها بأنوثتها ووجودها احيت احساسه بعد ماقتله ..
مشاعره اليوم اقوى منه
وشادن سطوتها عليه مو مخليته يتحكم لابكلام ولا بشعور ..
مسك يدها وهي جمدت بمكانها
كانت تحس انه متغير من اول مادخل ..
بس تغييره لحظي او لوقت .. وبسرعه يرجع زي اول
يعني مو مقتنع انه يتغير .
غمضت عيونها وهو يقرب يدها لشفايفه ويطبع عليها قبله لأول مرة .
رجعت خصلة تمردت على جبنها ورى اذنها قالت : بروح اشيل الصينيه وارتب لك غرفتك كلها غبار .
حس عماد بارتعاشة يدها وضم عليها بقوة قال بحنان مايدري ليه سيطر عليه : بكرة الصباح بوديك لاهلك .
اختلف صوتها وهي تشوفه يطالع فيها بتأمل لأول مرة ..
ومن هالقرب ..!
وبكل هالأحاسيس ..
ارتباك وخوف وخجل كلها امتزجت وشكلت منها كتله حمرا ومتجمده ..
ماقدرت تنطق الا : بكرة صعب .
رفع راسها اللي منزلته للأرض وتهمس له قال : ارفعي راسك ياشادن طالعيني وانتي تكلميني ..
رفعت عيونها لوجهه بحرج ..
وذاب كل الجليد ..
..
انا انسان
وقربك ايقض
الوجدان ..
ينام بداخلي
احساس ..
وتصحى بقلبي
الاحزان ..
ولو تدري ..
هنا بصدري ..!
سكاكين الوجع
والآه
وتسكن فيني
المأساة
تعالي وارتمي فيها
عسى قربك يشافيها
المسي
جرحي خفا
واغمري
بردي دفا ..
تعالي
وايقظي فرحي .
وادملي جرحي ..
تعالي
واضحكي فيني
والعبي فيني
واسكني فيني
انا انسان
وقربك ايقظ الوجدان .
(اقدار )
|
|
|
11-19-2016, 11:23 AM
|
#20
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء الرابع روايات جديدة وطويلة
امتدت يده لها وضمها على صدره ..
وهي مابين حلم دافي وحقيقه حالمة ..
تصدق ولا تكذب
رغم الرهبه والخوف
الا ان الاطمئنان كان مخليها تستلم له بكل هواده وهدوء ..
نست خوفها من مصيرها اللي حكم به عماد عليها ..
واطمئنت لبداية نجاح خطواتها بقربه منها ..
مرت دقايق قليله وهو حاضنها
وهي مغمضه وترسم بقية الحلم
ضحكته
كلامه معاها بانطلاق
فرحته بشوفتها ولهفته
قبوله وتقبله لها بكل مكان وبكل وقت .
وكأن الحلم مستكثر عليها ..
لمن وخرها عن صدره وهو يطالع بالارض ويتحاشى وجهها ..
صعب يمني نفسه بالحياه
وهو ميت ..
صعب انه يغير القدر
ولا انه يحلم ويكسر في شادن الآمال بعد سنوات قصيرة ..
رحمه ربي بعلب الأدوية اللي اخذتها من غرفته
وكأنها المنقذ الوحيد بعد الله وتكون وسيله كي يخرج من اللحظات العصيبه بنظره . .
احكم قبضة يده على يدها
قال بصوت باهت وهادي ومعاتب وحاني بنفس الوقت : هذي وش تبين فيها ليه جايبتها لغرفتك ..؟
رفعت وجهها اللي كانت منزلته للأرض بخجل وطاحت عينها على الأدوية ..
من وين تجيب الكلام ..؟
وين العذر ..؟
دخلت غرفتك وفتشتها ..؟
ولا حاولت ادور على خيط يدخلني لأسرارك ويكشف لي غموضك ..؟
ارحمني يارب .
اخذت نفس عميق قال بجرأة انطلقت من شفاهه من دون مايحسب لها او يفكر في عواقبها وكأنه تسوقه على الكلام او بمعنى اصح تجبره على الفضفضه
: تبين تعرفين هذي ليه ..؟
هزت راسها بلا قالت : ها .. ؟ عماد ماقصدي شي بس امي عندها القولون ..
حط وجهه قدام وجها ولفحتها انفاسه وهو يقول بهمس : وانا ماعندي قولون ياشادن .. فهمتي .. ماعندي قولون .
انتفضت بمكانها ..
وعلا صدرها وهبط وكأن قلبها بيخرج من مكانه خشية الصدمة والخوف من اللي بيقوله ..
تهاوت على السرير جالسه وانفلتت يدها من يده ..
قالت بشفايف ترتجف وصوت مخنوق وهي تحط يدها على فمها بأسى
: عمااد .
قاطعها بضحكه خافته لأول مرة تسمعها وهو يشوف الهلع باين على وجهها وتترجمه رعشة يدينها وشفايفها ..
جلس قدامها على ركبه قال : لاتخافين هذي فيتامينات .. انا مافيني الا العافيه .
هزت راسها بلا واصرار انه يكذب .
مسك ذقنها من تحت وشد عليه بسبابته وابهامه زي مايسوي مع شهد دايماً اذا عاتبها ولا زعلت منه وجا يراضيها
قال بهمس : ليه ماتبين تصدقين .
حطت يدينها على وجهها وضمت عليه بقوة وهي مغمضه ..
ماعندها كلام
ولا تقدر عليه ..
الأحاسيس بداخلها كثيرة بس كيف تظهرها وهي بموقف مثل هذا ..
والصوت يخذلها والكلام يخونها ..
وقف وهو يطالع في الباب ..
لابد يبعد عنها ..
يهرب لأقصى مكان
حتى ماتكشفه ويفضح امره قدامها وبين اياديها ..
مسح على راسها وطبع على جبينها قبله اجبرته على فعلها وطلع ..
تركها مابين ندب وقهر
تصدق عيونها والواقع ولا تصدق كلامه ..
مو قولون ..؟
ومستحيل تكون فيتامينات ..
معقول ما فيه شي ..
اجل ليه حياتهم كذا ..؟
بس وشلون تعرف ..؟
هو هرب منها خلاص ..
وماتدري له رجعه ولا راح يحرِّمها للأبد ..!
ابتسمت وهي تتذكر يدينه اللي حوطتها بقوة وهو يضمها .
نفسها تروح له وترمي نفسها في حضنه مرة ثانيه وتعيش نفس الاحساس ..
تلخبطت مشاعرها مابين ارتياح وطمأنينة وخوف من باكر ..
تذكرت الصينيه واكيد انها عنده او برا غرفته ..
وقفت وشافته يشيلها بنفسه قال بلهجة جافه : ارجعي نامي انا اللي ارجعها .
ردت باصرار وهي تتسلح بالقوة واللامبالاة من تغيراته المفاجئة
: اصلاً انا لازم انزل عشان ادخل الاغراض اللي جبتها ..
: خليها بكرة ترجعها الشغاله ..
ردت بابتسامه اغتصبتها من بين افكارها الموجوعه : فيه اشياء مايصير تبقى برا بحطها في الثلاجه ..
: زين اجل خذي مني دام انك رايحه رايحه بغيت اخدمك وانزلها .
بلعت ريقها وقالت : تسلم ماتقصر .
تنهد من العمق بدون كلام ..
واخذت الصينيه منه ورجع لغرفته سكر الباب بينه وبينها ..
وهي راحت في طريقها ..
وطريقها الليلة مابين الحلم والألم واليأس وبوادر امل تشوح لها من بعيد وبكرة يثبت لها ياتستقبلها ياتودعها ..
***
وهل الشهر الفضيل
القرية الصغيرة تحولت الى جماعات
نص بيوتها تخلو من قبل المغرب والنص الثاني تستقبل
مافيه بيت يفطورن اهله لوحدهم
وهذي حلاة رمضان فيها
اذن العصر وشادن في المطبخ تشتغل بهمه مع الشغاله ..
اليوم الفطور عند ام ناصر وعيالها وبناتها مجتمعين عندها ..
ماناقصهم الا نورة اللي عايشه في الرياض وماتجي الا في المناسبات والاجازات ..
واحمد اللي متوظف في السفارة السعودية في عمان ..
دخلت فوزية ومعاها صينيتين حلا وبيتزا قالت شادن وهي تحرك قدر الشوربه الكبير : عمتي دايماً اول يوم تتجمعون عند جدتي .
ردت فوزية وهي تدخل الصواني بالفرن : ايوه بس دايما حريم اخواني وبنات ناصر يتجمعون من بدري ويساعدون الشغاله .. اليوم ماجوا شكلهم معتمدين عليك ولا مستحين منك .
: يارب تساعدني .. ياليت امي عندي هي اللي اتكل عليها بعد الله في مواقف مثل هذي .
قربت فوزية من القدر وشمت الريحه وغمضت قالت : قدها يابنت خالد .. ريحة طبخك لوحدها تشبع ..
ضحكت شادن قالت : بعدي بعدي لاتفطرك الريحه .
: هههههههههههههه شكلي شبعت .
دخلت شهد تجري قالت : شادن عماد يقول خليها تسوي لي عصير مثل اللي سوته على السحور وتبرده .
قالت : عماد فين عند جدتي ..؟
قالت شهد : ايوه بسس ... امممم ... شادن لاتزعلين مني ..
زمت شادن شفايفها قالت : علمتيه ها ..؟
ضحكت شهد ببراءة قالت : وعماد ضحك كثير ..
طالعتهم فوزية مستغربه قالت : وش صاير ..؟ تتكلمون الغاز اليوم .. شهد وش قلتي لعماد .
طالعت شهد في شادن اللي تعض على شفايفها مقهورة قالت : شادن اقول لماما .. ماما ماتضحك زي عماد صح ياماما .
ردت فوزية بضيق : ايه صح بس قولي .
حطت سبابتها قدام امها وفتحت عيونها ورفعت حواجبها قالت : وعد ماتضحكين .
: وعد يالله قولي .
فتحت شادن الثلاجه وطلعت الفاكهه تبي تسوي لعماد عصير وهي ساكته وتتمنى لو تشوفه يضحك كثير .. ماتتخيله يضحك الا ابتسامه وآخر مرة ضحك لمن قال مافيني شي حست ان ضحكته بوجع .
قالت شهد : البنات في المدرسة يقولون شادن خافت من العقرب اللي دخلت في شنطة مستورة وطلعتها برا عند بوابه المدرسة . وخالة مزون طلعت كتب مستورة وضربتها ضربتها ضربتها الييييين ماتت .
قالت فوزية باستغراب : طلعتي شنطة البنت برا وخليتيها .
تكلمت شادن بعصبيه : اجل اخليها تلدغ البنات ولا اش اسوي .. تعالي شهد من اللي قالت لك ان الخالة هي اللي موتتها ..؟
: العنود علمتني تقول الخالة علمت نوف ..
شهقت شادن قالت : الحين بتسوي لي سالفه .. استغفر الله اللهم اني صايمه .
دخل عماد وهو يضحك ويعض على شفته اللي تحت حتى يوقف ضحك قال : ذكريني آخذك للمزرعه واعلمتس وشلون تذبحين العقارب .
وبردة فعل سريعه قالت : بسم الله عليّ مالقيت تعلمني الا ذبح العقارب .
قالت فوزية : ماادري كيف بيطلعون عيالك ياعماد اذا امهم تخاف من الحشرات .. تدري انها تخاف من شي اسمه جراده ..
كانت جملتها الأولى كفيله انها تجمد كل حركاته وضحكته ونظرته ..
بهت لون شادن وطاحت من يدها تفاحه كانت تقشرها ..
دق الجرس وانسحب عماد بدون مايرد او يعلق او حتى ينتظر أي تعقيب ..
بعد دقايق كانت منال وحنان بنات ناصر معاهم في المطبخ ...
وامهم حلفت عليها شادن ماتدخل المطبخ وتروح تجلس مع جدتها لحد مايأذن المغرب ..
وصلت حليمه زوجة فواز وراحت تكمل الجلسه مع ام ناصر وام فهد بأمر من شادن ورجاء ..
***
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:32 PM
| | | | | | | | | |