12-08-2016, 03:54 AM
|
#11
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
فقدتك!!!
والزمن ما يرحم أوجاع الحزين ولا يداويها...
فقدتك!!!
وانكسر قلبي ومدري كيف تاليها...
فقدتك!!!
وانطفى فرحي من الدنيا وما فيها...
فقدتك!!!
وآآآآآآه لو تدري
حياتي كيف أقضيها...
ضمت جوالها بيدها وسندت راسها على مخدتها بعد ما دست الظرف بأوراقه تحتها ..
ثلاث ساعات قضتها من الوقت ماحست فيها
امتزجت فيها ذكراها الأليمة بلحظات حلوة قديمة وأمنيات قادمه ودموع معبره لكل احساس يخالجها ويذكرها ..!
صلت بعدها العشاء ثم نامت على بشرى الحلم وبكرة الأحلى .
***
بعد سهرة صاخبة امتدت من صلاة المغرب لما قبل الفجر ..
وبعد ماوصل جدته وام نايف لبيت نايف ..
دخل لبيته وشماغه على كتفه مرهق ونعسان ..
تسلل لسمعه صوت رقيق يترنم بأغنية لنانسي
مافيّ اعيش الا معك ..
مافي اكون الا الك ..
لون عيون غرامي ..
دخلك سديء كلامي ..
كانت ترددها بانسجام وكأنها ماتشعر بشي حولها ..
تقدم فهد خطوة لمصدر الصوت ..
المطبخ ..!
نفخ وتأفف وهو يتذكر حالها من اسبوعين وهي ماتطلع منه ..
صحيح انها صارت تعرف تطبخ وتنظف بمهارة واحسن من بداية زواجهم ..
لكنه صار آخر اهتمامتها وماعاد يشوفها الا مع اهله ولا نايمه ..
دخل للمطبخ وتأملها وهي متشبثة بفرشة التنظيف وتدعك ارضية المطبخ وتحاول تنشفها من بقايا المويه اللي عليها ..
بقميص قطني عادي .. لونه تفاحي وصدره مغلق بزرارين شفافه ..
اكمامه قصيرة وأسفله مبتل من الماء والصابون ..
التفتت عليه وجبينها ينضخ عرق وشعرها رافعته فوق بشباصة ..
قطعت اغنيتها وهي تشوفه يدخل للمطبخ ..
قالت بانفعال : فههههههد لاتدخل الأرضية ماجفت .. استنى انا اعطيك اللي تبغ......
ماعبرها ولارد عليها او انتظرها تكمل كلامها ودخل وآثار حذاءه على الأرضيه النظيفه ..
فتح الثلاجه وطلع قارورة العصير وصب له في كاسة وبخبث تعمد انه يسكب بعض القطرات منه على الأرضية ..
طالعت فيه بغيض وهي تدري انه متعمد وقاصد ..
رمت سارة المساحه على الأرض وراحت تجري لغرفتها ..
ودخلت الحمام ..
موناقصة اللي فيها حتى يجي فهد ويزيدها
من امس تعبانه والشغل والمسؤولية زادوها تعب ..وكلام نورة عمته نورة زادها وخوفها ..
اخذت لها شاور سريع وطلعت بروب الحمام والفوطة لافتها على شعرها ..
وشافته جالس على السرير مابدل ملابسه ولا شرب العصير اللي جابه معاه للغرفه ..
رفع راسه لها وماعبرته ..
ومشت بخطوات سريعه ، الانفعال واضح فيها وتجاوزته للمراية ..
جلست على الكرسي واخذت علبة البدي لوشن وجلست تدهن يدينها ورجولها منه ..
وقف فهد وجا يمشي جهتها وهي مكتظة تعب وغيض ..
سحب المنشفة من شعرها بهدوء وبسرعه سحبت المنشفه من يده .. قال : الله الله الله ... كل هالعصبيه عشان مشيت في المطبخ وانكب شوي من العصير.. خلاص روحي شوفيه الصراحه ندمت ورحت نظفته .
طالعت فيه وصدت بزعل وكمل وعلى وجهه ابتسامه : ترى مب لايق عليتس الزعل ..
قالت بجديه تتخللها ضيقة : لايق عليك انت .. كل شي يزعلك وكل شي يضايقك .. ماعندك طولة بال ولا صبر .
عقد حواجبه للهجتها واسلوبها قال وهو يمثل الصدمه : الله اكبر كل ذا فيني وانا مدري .. اقول بس لاتكثرين من الكريم هذا تراني مااحب ريحته ..
اخذت ملمع الشفاه وحطت منه على شفايفها بعصبيه وقالت : من قال لك اصلاً اني حاطه منه عشانك ..
ماقدر يمسك ضحكته وهو يشوفها تمسك معطر الجسم وترش منه على صدرها ورقبتها قال : اجل الكريم مب عشاني .. هذا اللي على شفايفتس واللي تعطرتي منه عشان من .. لايكون بتقابلين احد في الحلم ثم اهجم عليه واقتله بيديني ثم تخليني ادخل السجن ويقصون راسي ويكتبون عني بالجريدة قصاص رجل يغار على زوجته الزعلانه ..
: لاوالله تستهبل حضرتك ...
: بصراحة كنت طفشان وصرت راااايق ومبسوط ..
طالعت فيه بزعل وقبل ماتتكلم قال : اشششش لاتتكلمين تخربين جوي عليّ خاصة ان كلامتس الليلة يضيق الصدر .
حطت يدينها على وسطها قالت : ياربي حتى اعتذار ماتعرف تعتذر ..؟ ماعندك لغة اسمها آسف .
هز راسه بلا وقال: آسف على وش بالضبط ..؟
: فهد لوسمحت تراني متضايقه من المغرب ..
: من المغرب ولاتونس ها ها ها .
ناظرت فيه بقهر وصدت بوجهها عنه ..
ضحك فهد بصوت هادي ولف وجهها عليه وغنى بصوت منخفض : باين عليك اليوم زعلان مني .. حبيب قلبي قل لي وش فيك زعلان .. لايكون احد جاك وحكى شي عني .. غلطان لو صدقت والله غلطان ..
دفته عنها وقالت : محد حكى لي شي وزعلني الا انت بس كمان عمتك نورة خوفتني بكلام قالته لي ..
زم فهد شفايفه قال : بدينا سوالف الحريم وعمتك قالت لي وخالتك وامك واختك .. اذا بتفتحين لي سوالف حريم فكيني اروح انام ابرك لي .
استدركت كلامها قبل لايزعل وقالت : لاماقصدي اشتكيها عليك بس ..
شبكت اصابعها في بعض وقررت تحكي لها وتفضفض له اللي بقلبها .. : اسمعني وبعدين احكم انت .
جلس على السرير قال : تعالي وعلميني بس حطي في راستس من الحين اني لايمكن اتدخل لومدري وش يصير انتي مرتي وهي عمتي ....
قاطعته سارة وهي تجلس بجنبه قالت : مافيه شي يستدعي تدخلك اصلاً بس برتاح اذا حكيت لك .
مسك يدها قال : اجل وش السالفه ..؟
: اليوم انفتحت سيرة الحمل والعيال وانا قعدت اسولف مع عمتك نورة قلت ماابغى اجيب اولاد وقعدت تلومني تقول ليه تقولين الكلام هذا ومايجوز ..
عقدت حواجبها وكملت : ماادري فهد انا يمكن اكون على صح او غلط عمتك تقول لي روحي لطبيب نفسي تعالجي ..
صر فهد عيونه قال : وش انتي قايلة ..؟
ردت ويدينها مشبوكه في بعض قالت : قلت اني ابي بنات لأن الخوف صار على العيال اكثر من البنات وانا خايفه ....
قاطعها بحده : لام الله من لام عمتي .. الا صادقه وانتي مريضة نفسياً .. اجل واحد صايع يخليتس تفكرين التفكير هذا وتدعين ان مايجيني عيال ..
: مو مسألة صايع ..
قاطعها : الا مسألة صايع وعقدة وانتي وحده متأثرة بسالفة الفاسد اللي كان خاطبتس وبغيتي تخليني مثله ثم الحين تحسبين كل الدنيا مثل العله خالد .
: فهد انت ماتسمع عن المدرسين والبلاوي اللي تصير في المدارس ..؟ ماتسمع بالخطف اليومي للأطفال والاعتداءات عليهم ..
سند فهد براسه على السرير قال : وش تبينا نسوي .. خلاص نوقف مانجيب عيال .. توكلي على الله وشيلي الافكار هذي من راستس ولا والله لاصكتس بثانية ياسارة تعلمتس ان الله حق ..
عقدت حواجبها قالت : هاااا .. اش تصكني بوحده ثانيــ ـ ـ ... دب دب دب ... يعني تتزوج عليّ .. سوّها وشوف اش اسوي لك ..
ضربته بالخدادية الصغيرة وقبل ماتوقف زعلانه مسكها وهو يضحك ..
قال : تعالي تعالي يالخبلة .. اشهد ان عقلتس ناقص .. اجل فيه وحده عاقله تقول ماابي عيال عشان فيه بلاوي تصير في المدارس ..
لف يده حول خصرها وكمل وراسها على صدره : يعني انا لو يجني عيال بخليهم في المدرسة ولا في الشارع من دون مااكون معهم .. والمدرسة واللي يصير فيها اما لطلاب مالهم سند ولا لطلاب ماتربوا ولا لطلاب هم يرضون الشي هذا .. والمدرس ولا اللي يعتدي على الولد اكيد انه عارف ان ماوراه اهل .. لكن انا بربي ولدي اول شي في البر ...
شهقت سارة وحاولت ترفع راسها من فوق صدره بس ثبته وهو يضحك وكمل : اييييه في البر ابيه يتعلم على الشجاعه والصلابه والقوة ثم ادخله تحفيظ قرآن بإذن الله .. واكيد اني بصير معه في المدرسه اول بأول ..
رفعت نفسها هالمرة بهدوء ومامنعها وقابلت له قالت : تكفى فهد طمن قلبي تراني احس بهلع مو خوف من الحكايات هذي ..
: عارف والله اني عارف ياسارة ومحد يلومتس بس انتي بعد توكلي على الله وادعي اني ربي يستر علينا وعلى عيالنا .. مسك خذها بإصبعينه برقة وكمل : اللي للحين ماجوا .. اصبري لين يجينا عيال ثم نقول اللي نبي .
رجعت شعرها الرطب للخلف وطالعت فيه وهو يضحك وعيونه على جسمها وسكرت الروب بسرعه قالت : وجععع ، قليل ادب .
لمها عليه قال : قليل ادب هاااا .. ؟ اجل جزاء لك وردعاً لأمثالك اعلمك من هو قليل الادب صدق .
غمضت عيونها وسلمت له نفسها وهو مشتاق ..
***
|
|
|
12-08-2016, 03:55 AM
|
#12
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
يوم آخر ..
في ماليزيا ...
عريس ممتليء بالفرح ومنتشي بالسعادة ..
مايكدر صفوه وبهجته غير تفكيره في امه واخته المهمومه ..
رن جواله وبلهفة المنتظر اخذه وحطه على اذنه بعد مافتح الخط ..
: الووو .. يارجال وينك ادق عليك لي ساعه ..
رد عليه عماد بصوت رايق ويدل على انه مرتاح وعكس الايام اللي مضت : يالله حي المعرس .. بشرني وش اخبارك ..؟
ابتسم نايف بارتياح لصوت لعماد قال : ابشرك اموري تمام التمام ماناقص الا اني اتطمن على شادن .
سكت عماد ثواني قليله ثم قال : تطمن ياابو خالد ولاتشيل هم .. الامور زانت وانا برجع ومالك الا اللي يسرك انت وياها .
تلعثم الكلام في جوف نايف وحمد ربه سراً على اللي سمعه قال برضى : ابومشعل كلمت شادن .. تراها محتاجه تكلمك ..
: اقول ياابو خالد .. لاتفكر باحد وانا اخوك .. الامور كلها على ماتحب وتشتهي .. ارقد وآمن وعيش حياتك والله الله بمنول تراها تستاهل من يغليها ويدللها .
التفت نايف عليها بحب وهي تمشط شعرها وتحاول تلمه .. فستانها الغجري بألوانه البيج والزهر وشعرها المفتوح ومنسدل على كل ظهرها وأطرافه تلامس ركبها .. انوثتها المتجسده في خجلها وشكلها يفتنه لدرجة الانبهار ..
ابتسم لها نايف قال : طيب انت متى بترجع لجدة ..؟ ماني مرتاح وانا ماني عندهم .
رد عماد بسرعه : قلت لاتشيل هم فواز هناك وفهد ماقصر معهم وبندر تحطه على يمناك .. انت بس لاتشغل عمرك الا بنفسك ومرتك ويالله تامرني بشي .
: سلامتك ياابو مشعل بس تكفى لااوصيك على شادن .
: زين زييييييين يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
صك الجوال ووقف لمنال اللي تزيد من لمعة شفايفها وتطالع بصورتها في المراية ..
مد يده على شعرها وبعثره بحركة طفوليه وهو يقول : خليه مفتوح .. لاتلفينه الا واحنا خارجين فاهمه ولا لا ..
حطه على وجهه واستنشق ريحة الخمرية اللي هدتها اياها سارة مع مجموعة عطورات من القرشي ..
كانت تذوب في خجلها من حركاته ولمساته وكلامه الجريء لها ..
ومتعته لمن يشوفها تستحي ومرتبكه ..!
ضحك منها وقال بمرح : تبينا نشوف فلم رومانسي ولا مسرحية ولا ننام .
رفعت منال نظرها وبسرعه ردت : نتفرج على أي شي مافيني نوم الحين .
ضحك نايف بصوت عالي وسحبها من يدها للصاله وهو يقول : بحط لك فلم لستيف مارتن يونسنا ويهدي لك اعصابك .
انصاعت لكلامه وحاولت تجلس في المقعد المقابل لمقعده لكنه مااعطاها فرصه للبعد وجلسها بجنبه على نفس الكنبه وطوق جسمها بيده ولمها عليه ويده الثانية ماسكه الريموت وتدور على الفلم اللي قرر يشوفه ..!
***
سلم لي عليه ..
قول اني بسلم عليه ..
بوس لي عينيه ..
قول اني ببوس عينيه
انت ياللي بتسأل عليه ..
سلم لي عليه سلم ..
.
.
.
يوم مختلف
مولود جديد ..
بدء لحياة فيها الوان وفرح ..
اليوم عيد وعيدوا ياكل الملا ..
الساعه 7 صباحاً ..
ببيجامه لونها وردي .
على عكس ملابسها في الفترة اللي عدت واللي كانت الوانها قاتمه وكئيبة .. مثل ايامها في بعده وفراقه وخوفها عليه ..
جالسه على قناة روتانا طرب ..
فيروز وقهوته المفضله ..
الكابتشينو البيتي ..
صنع يدها وعملتها مثل مايحب هو ..
كأنه يشاركها المكان ..
والأفعال ..
جدتها وأمها للحين نايمين مو على عادتهم
بس سهرتهم في زواج نايف والبارحه عند فهد خربط لهم وضع نومهم ..
والمكان تملاه ريحة القهوة وفيروز وأحلامها
ضمت رجولها وسندت براسها عليهم ..
بوس لي عينيه
هو ومفتحهن عينيه ..
بوسو بخدو
طول لي عليه
فهمت علي ايه
وسلم ..
رددت مع فيروز بحالمية وانسجام ..
وداهمها صوت رنة المسج اللي وصلت لجوالها وقطعت عليها جو الأغنية ..
ارتجف قلبها قبل اطرافها وخربطة دمها ..
من عماد ..
صباح الخير ياعمري.. عسى عمرك صباح وخير
صباح الامنيات الحالمه.. والورد والمرمر
طيور القلب طارت لك .. وباقي في خفوقي طير
بيحضن حبك الخالد .. ويرعى بيتك الاخضر
من الغربه أنادي لك ..واناديلك واشوفك غير
أشوفك غير ما شفتك .. أشوفك اجمل وأكبر
وكل ما قلت اتغزّل .. يخون عيونك التعبير
أعوّد واعترف إني .. على التعبير ما أقدر
أحبك قد ما أحبك .. أحبك مالها تصوير
سوى إنك ملكتيني ..وعشتي داخلي وأكثر
تعالي نترك الدنيا .. ورانا وآخذك ونطير
تعالي رجعيني لي .. وخليني أعود اسمر
تعالي من ورى شمسي .. تعالي نترك التبرير
شموخي واحتجاجاتي .. وصرخاتي بدت تصغر
أنا عاشق اذا جيتي .. وعاشق لو بدا تقصير
على كل حال انا عاشق .. وحبّك داخلي يكبر
نسيت أقول لك انك .. عناوين الفرح والخير
وذكرت آقول لك .. اني أحبك قد ما أقدر
|
|
|
12-08-2016, 03:57 AM
|
#13
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
ضمت الجوال على صدرها ..
صباحي خير فيك انته ..
صباحي خير معك انته ..
تنهدت من اعماقها وقبل ماتفكر وش ترد عليه وصلها صوت جدتها تهلل وتكثر من ذكر الله ..
وقفت بسرعه وراحت لها
من امس وهي تعيش الفرح لوحدها وتبي من يشاركها فيه
دخلت في الغرفه المخصصة لجدتها تحت ..
قالت بابتسامه تعلن نهاية وجع كان راسم على ملامحها تجهم وكآبة : صباح الخير يالغاليه .
التفتت ام ناصر وهي تعدل طرحتها وتثبتها على شعرها المختلط لونه الاحمر ببياضه
قالت بود : يالله صبحها بالرضا والعافيه .. وشلونتس اليوم يابنيتي ..؟
تنهدت شادن وجلست بجوارها وبنفس الابتسامه قالت : انا بخير ياجدتي .. بخير وانا اسمع صوتك واشوفك متعافيه .
ابتهل قلب الجدة اللي طاف بها العمر واكثره حزن ووجل ..
قالت بلهفة فرح : الله يتم لتس يابنيتي ويجعلتس دوم بخير .. ليتس رحتي معنا لفهيدان ووسعتي صدرتس مع سارة .
: آه ياجدتي .. استانست هنا ووسعت صدري الحمد لله .
سكتت الجده مافهمت وش المقصد ..
بقلبها اسئلة ..!
لكنها آثرت تدفنها بصدرها ولاتظهرها خشية فتح الجروح وتذكيرها بشي يخرب عليها وناستها وصبحها المبروك بضحكة شادن وعودتها مثل اول ..
تمددت شادن وسندت براسها على فخذ جدتها
ومثل مانامت بحضنها في عز احزانها اشتهت تنام فيه بأوقات الفرح ..
مسحت ام ناصر على راسها وبدت تسرد لها من ذكريات الماضي ..
الزوج الراحل من دهور ..
والعيال اللي كبر والتهى بعياله ، واللي تركها ومات ، واللي سافر محتد لاجل لقمة عيشه ومستقبل عياله ..
ومابقى الا الذكريات وحكاية عمر مضت فيها لذة ومرّ ..
تحاشت انها تجيب طاري عماد حتى ماتفتح سيرة وباب يمكن يجلبون لشادن حزن ولا زعل اوذكرى ماتبيها ..!
قالت شادن بلهجة حالمه : جدتي .
: يالبيه .
: سولفي لي عن عماد لمن كان صغير .
سكتت ام ناصر ثواني .. ثم ابتسمت وقالت : علميني هو مكلمتس .
ابتسمت شادن ومسكت يد جدتها ومسدت تجاعيدها اللي احدثها العمر ..
قالت بحب : كلمني وبيجي ان شاء الله .. مو تشوفيني فرحانه ياجدتي ..
ماكان من ام ناصر الا انها تنهدت لااردياً فرح واطمئنان وبشرى سارَّة ..
قالت بصدق : يالله ياكريم لاتفرقهم من شر وكدر .. يالله انك تجمعهم وتبارك لهم وترزقهم بالذريه الصالحة ..
قطعت كلامها قبل لاتنزل الدمعه وانقذتها ام نايف وهي تدخل مصبحة وفي يدها صينية فيها براد حليب وحافظة اكل مغلقه باحكام ..
جلست شادن وهي ترد على السلام وتصبحها بمثل ماصبحتهم به ..
صبت ام نايف الحليب في الكاسات وتصاعد دخان الحليب ونشر نكهة القرفه في المكان
اخذت شادن نفس عميق قالت : يممممه قد ايش مشتهية حليب بالقرفة .. من زمان عنه .
ردت ام ناصر وهي تمتد كاستها من يد ام نايف : بلاتس موب معنا لتس شهور .. امتس كل يوم تسويه لنا مير الله يخلف عليتس يابنيتي .
اخذت شادن كاستها من امها وقالت : يوه ياجدتي اجل انا كنت عايشة الايام اللي راحت .. الحمد لله بس اني رجعت للدنيا وحسيت بالعالم ..
طالعت ام نايف في الجدة المبتهله .. قالت بحب : لااااا شدون اليوم على غير العادة .. اش الحكاية يالله اعترفي .
ردت ام ناصر بضحكه : ابشرتس ياام نايف ان رفيقها كلمها وراضاها .
ضحكت شادن وقالت : وابشركم بيجي بس يقول بعد اسبوعين ثلاثه لأن عنده شغل لازم يكمله .
قبل مايعقبون على كلامها او يعلقون التفتوا على شهد وهي تصرخ بنشوة ويدها على صدرها ..
مشتاقه تحضن شهد ..
مشتاقة لضحكتها اللي تذكرها فيه ..
وكانها ماشافتها ولاسمعتها من ايام عماد كان موجود
رغم ان شهد عندهم وتسكن معاهم من اسبوع بس شادن كانت شبه غايبة عن الدنيا
كان الحزن منحيها عن الناس والاحساس ..
وقفت وراحت لشهد اللي حطت يدها على فمها وهي تحاول تكتم ضحكتها وفرحها ..
قالت : شهودة عمري ماتبغين تضميني ..
فتحت شهد يدينها لشادن قالت : حتى انتي احبك .
ضمتها شادن قالت : ومن كمان اللي تحبينه .
: عماااااد .. عماااد كلمني وقااال احبك انتي وشادن وجدة وماما وعمتي نورة .. بس مايحب ايناس الدبه عشان تضربني والحمد لله بيجي يضربها ويكسر راسها .
ضمتها شادن اكثر قالت : اجل كلمك عماد ..؟
شهقت شهد قالت : يوووووه نسيتيني ..! عماد يقول ناديها بكلمها .
طالعت شادن في شهد بارتباك ..
جوالها بعيد ..!
عند التلفزيون في الصاله ..
واكيد دق عليه وماحصل منها رد ..
راحت تمشي قلبها يحثها وخطوتها تربكها ..
ورفعت السماعه وشهد واقفه بجنبها ..
كأنها اول مرة تكلمه
وكأنه شخص جديد عليها
والحقيقه هو حبيب طال بعده والتقاها ..
: الو .
سكت وطال سكوته ..!
ثم تنهد بعمق وقال : يالبى هالصوت وراعيته ... وشلونك يابعد قلبي ..؟
شهد .. وصوته .. وحبه .. واشتياقه ..
كلها كانت عوائق وتردها عن الكلام ..
: شادن ..
ردت بهمس اجبرته على الخروج : هلا حبيبي .
: عندك احد ..؟
: عندي شهد ..
: اهاااا عندك شهد .. وش تبي فيك .
ابتسمت ورجعت الخصله اللي ارتبكت من ارتباكها ونزلت على عيونها قالت : ماتبغى شي بس فرحانه فيك .
ووصلتها ضحكته هاديه ورنت في قاع قلبها ثم قال : والله انا اللي فرحان فيك انتي ... مايصير اجي مكان شهد لو نص دقيقه .
اربكتها ضحكته وأرهقها كلامه ..
وزاد الشوق شوق ..
البعد يخنق والقرب يخنق اكثر ..
مثل مالحزن يُبكي الفرح يُبكي ..
وكلٌ له تعابير مختلفه ..
ضمت على السماعه وبمحاولة منها حاولت تكبت الدمع وتمنع البكا ..
قالت بهمس : يصير ترجع لمكانك انت .
تنهد بعمق ووقف عن الكلام لبرهه ..
قال بعدها : شادن خلاص بعدين اكلمك بس الله الله بحرمتي ابي يوم ارجع القاها ازين من اول ..فاهمه ..
هزت راسها بإيه وهي تبتسم ..
قال بهدوء : يالله اسلم عليك .
قفلت منه وكلامها مختفي او بالأحرى ضايع ...!
والتفتت على شهد المحبطه بجنبها وهي تقول : ياربيييييي انتي ماتعرفين تتكلمين مع عماد هاتي هاتي خليني اكلمه عشان اخليه يجي بسرعه غصباً عنه .
ضمتها شادن وباستها من بين عيونها قالت : الحين مشغول بس راح يكلم مرة ثانية واخليك تكلمينه على كيفك .
مسكت يد شهد ورجعت معاها لامها وجدتها اللي اعتادوا جلسة الصباح لوحدهم ..
|
|
|
12-08-2016, 03:58 AM
|
#14
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
بعد ايام ..!
في جده ..!
وفي قاعة من قاعاتها ..
ليلة زواج اختها نورة ..
دخلت بفستان حوامل لونه تركواز .. مطرز على الصدر وبدون اكمام .. وعليه شال يغطي اكتافها واعلى صدرها ..
شافت العنود واقفه مع بنات في عمرها من جماعة العريس واهله .
وشهقت وحطت يدها على فمها من المنظر اللي شافته ..
كانت جالسه على الارض في آخر القاعة وتتسيد الجلسة وجزمتها بجنبها .. والبنات مقلدينها ..
جالسين بدون جزم ..
" يافشيلتنا من هالبنت "
قالته نوف وهي تحث خطاها متوجهه لمكان العنود ..
وقفت قريب منها ونادتها بصوت هادي .. : العنود ..
ماردت عليها العنود لأنها كانت مصغية لسالفة وحده من البنات وتدقق في لهجتها بذكاء ..
كررت نوف نداها لها .. : العنود .. بنت .. عنوووود .
رفعت راسها واول ماشافت نوف فتحت عيونها قالت بصوت عالي : جا رجل نورة ..؟
ردت نوف بهدوء محاولة منها انها تملك اعصابها : لا ماجاء انتي ليش منزلة جزمتتس ..؟
عقدت العنود حواجبها قالت بصوت هامس : لاتقولين جزمتتس فضحتينا في الناس بيقولون بدو الحين عنا .. قولي جزمتك .
ردت نوف وهي تعدل شالها : عادي واذا قالوا بدو .. مهب عيب الحمد لله ..
قاطعتها ايمان قريبة محمد زوج نورة : عنود يالله نروح نُرقص .
قالت العنود : طيب بس بشرط اول شي نرقص بدون جزمة .. ثاني شي نخلي الطقاقه تغني لنا الاماكن نرقص عليها ..
ردت لينا بنت في عمرهم ومختلفه عن العنود بنعومتها ورقتها : لاااا اش الاماكن مو حقت رقص بعدين انا مااعرف ارقص بدون جزمة .
قالت العنود محاولة اقناعها : يالمهبولة الاماكن ازين اغنية في الدنيا كلها واذا رقصتي بجزمتك بتزحلقين ثم تطيحين على راسك وتصيرين متخلفه يودونك مستشفى المجانين .
أيدتها ايمان المعجبة بالعنود وعربجتها وتصرفاتها وقوة شخصيتها : ايوووه صح بعدين مانفهم ومانقدر نحضر زواجات ولانروح للملاهي ..
اضطرت لينا تسايرهم مثل ماسايرتهم قبل شوي ونزلت جزمتها في الجلسة ..
قالت وهي تدور بعيونها في القاعه : فين نودي الجزم طيب ..
اخذتها العنود وهي تقول : هاتيها اعلمك وين تحطينها ..
حذفتها تحت اقرب طاولة قالت : هنا محد(ن) باخذها .
مسكت يد ايمان ويد لينا وطلعت تمشي معهم حرة طليقة حافية القدمين .. وهي تقول : شوفوا اذا ماغنت لنا الاماكن بنخليها تغني لنا ابكي على ماجرى لي ياهلي ..
وماكان من نوف الا ان هزت راسها بقلة حيلة وراحت تدور على امها تبلغها ان نورة خلصت مكياجها وتسريحتها .
***
دخل لغرفته في الفندق وبيده اكياس كثيرة ..
هدايا وأغراض تخصه ..
رماها على السرير وفتح ازرار قميصه السكري وقبل مايخلعه التفت لجواله اللي اضاءت شاشته وصدر منه رنة تعلن قدوم رسالة ..
فتحها بسرعه وذابت كل خلاياه ..
من شادن ..
ليه لاقلت احبك
ينزرع بالقلب ورد ؟
والهجير يصير برد
واشعر بقيمة حياتي
وان هذا الحب ذاتي ...
ليه لاقلت احبك
الظلام يصير نور ؟
والغياب اللي ذبحني يموت في يد الحظور ..؟
وتولد بفمي قصيدة ريحها عطر وزهور ؟
والطيور تطير بدري وتصبح الدنيا تدور ؟
ليه لاقلت احبك
ينتهي فصل الخريف ؟
وتنتهي قصة ورق اصفر تكاثر عــالرصيف ...
ويبتدئ " فصل التلاقي " مثل مااحلم في لقاك
وتحلم انت في عناقي ...
" ياحنااااااااني "
يا أشتياقي ... واحتراقي ..
ليه لاقلت احبك
يوم احبك
ينتهي ذاك الجمود
وينصهر ذاك البرود
وتنلغي في عالمي كل الحواجز والحدود
ليه لاقلت احبك
يصبح العالم خيال
كلها بكلمة احبك
الأمل يصرخ تعال
ليه لاقلت احبك
أشعر بمعنى الجمال
ودي اعرف ياحياتي
وش إجابة هالسؤال ..؟؟
بدون تفكير وبدون هوادة وبتهور وهو المعروف بالركادة والتروي ..
ضغط زر الاتصال على اسمها ..
متلهف ومشتاق ..
والرسالة زادته وله ..
وصله صوتها مبحوح من اثر النوم ..
تنهد قبل لايقول الو ... ثم قال : ياهالصوت اللي بيذبحني ..؟
ردت عليه والابتسامه على شفاهها حيّة : هلا حبيبي .. كيفك ..؟
خلل شعره بيده اليسار ثم قال : كيفي .. ؟ اعد الايام ياشادن .
سكتت خجل لثواني قليلة ثم قالت : عماد بطلب منك طلب .
: تطلبين ..؟ انتي تامرين ماتطلبين ياشادن ..
: تسلم حبيبي .. ارسل لي صورتك على جوالي .
اربكه طلبها ..
ماقد تصور بالجوال ..
وماله صور كثيره ..
شد شعره وهو يفكر قال : المشكله جوالي مافيه صور لي .. مممم خلاص اليوم ارسلها لك الحين صعب ..
قاطعته : لاااا الحين .. صور نفسك وارسلها .. تكفى عماد لاتردني .
قهقه وهو يوقف ويجي قدام المرايه قال : والله ياشادن الشكل مايشجع اني اتصور الحين .. توني داخل من السوق وكنت ابي ابدل الا اشوف رسالتك .
قالت بغنج : عماد طلبتك ابغاها بشكلك الحين ..
عض على شفته ثم قال بدون تفكير : والله مااردك .. دقيقة بس ..
فتح كميرا جواله وصور نفسه ورجع يكلمها وهو يقول : برسلها بس امسحيها على طول تراها شينه بقوة ..
ابتسمت وعدلت جلستها في سريرها وقالت : انت ارسلها اول شي بعدين انا اقرر امسحها ولا لا .
انتظرت ثواني وهي تسمع صوت الازرار في جواله ثم قال بجديه : اجل وصل المعرس ..؟
رجعت شادن خصلتها ورى اذنها وهي تقول : ايوه وصلوا بس ماشفناهم للحين لأنهم وصلوا بعد صلاة الفجر ودخلوا ينامون وماحبينا نزعجهم .
: اهااا .. زين ملكة بندر خلاص اكدوها بكرة .
: ايوه ان شاء الله .
: الله يوفقهم .. شادن بكرة ابي الناس يقولون ماحضر ازين من حرمة عماد .. اذا تبين فلوس الحين احول لك ..
قاطعته بسرعه : لاحبيبي عندي فلوس والله ..
سكتت على صوت النغمة الخفيفة للرساله ثم استطردت : لحظة عماد .
فتحت المسج وشافت صورته ..
بقميص سكري زرايره العلوية مفتوحه وبنطلون كحلي .. لحيته خفيفه وشعره اطول مما كان عليه ..
ملامحه رغم التعب الا ان فيها حياة اكثر من قبل ..
عيونه يشع منها بريق وابتسامته تفصح عن اسنان بيضا مصفوفه تحت شنب كثيف ..
كان قلبها يرقص من رهبة الشوق ..
سمعته يتكلم من بعيد ورجعت حطت الجوال على اذنها .. : الووووو وين رحتي ..؟
ردت بهمس : وصلت الصورة .
: اهاااا اجل معذورة لو تسكتين يد روعتك ..
قاطعته بحده وبذات الهمس : عمااااد .
رد بوله : لبيه .
وبهمس قالت : اشتقت لك .. ترى مرة طولت .
: هانت ياعمر عماد .. كلها ايام وبجي اخطفك واهج عن العالم كله .
ابتسمت قالت : ياربي تعدي هالايام على خير .. طيب حبيبي انا بقفل الحين عشان انزل عند جدتي ..
: زين .. اذا فضيت اليوم كلمتك وان مادقيت عليك اعرفي اني منشغل .. اوكي ..؟
: اوكي حبيبي .
: يالله مع السلامه .
: مع السلامه .
قفل الخط ورجع يقرا رسالتها ثم دخل الحمام ياخذ له شاور ويحلق لحيته ويغير من شكله اللي مااهتم فيه من شهور ..!
***
|
|
|
12-08-2016, 03:58 AM
|
#15
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
بعد ايام ..!
في جده ..!
وفي قاعة من قاعاتها ..
ليلة زواج اختها نورة ..
دخلت بفستان حوامل لونه تركواز .. مطرز على الصدر وبدون اكمام .. وعليه شال يغطي اكتافها واعلى صدرها ..
شافت العنود واقفه مع بنات في عمرها من جماعة العريس واهله .
وشهقت وحطت يدها على فمها من المنظر اللي شافته ..
كانت جالسه على الارض في آخر القاعة وتتسيد الجلسة وجزمتها بجنبها .. والبنات مقلدينها ..
جالسين بدون جزم ..
" يافشيلتنا من هالبنت "
قالته نوف وهي تحث خطاها متوجهه لمكان العنود ..
وقفت قريب منها ونادتها بصوت هادي .. : العنود ..
ماردت عليها العنود لأنها كانت مصغية لسالفة وحده من البنات وتدقق في لهجتها بذكاء ..
كررت نوف نداها لها .. : العنود .. بنت .. عنوووود .
رفعت راسها واول ماشافت نوف فتحت عيونها قالت بصوت عالي : جا رجل نورة ..؟
ردت نوف بهدوء محاولة منها انها تملك اعصابها : لا ماجاء انتي ليش منزلة جزمتتس ..؟
عقدت العنود حواجبها قالت بصوت هامس : لاتقولين جزمتتس فضحتينا في الناس بيقولون بدو الحين عنا .. قولي جزمتك .
ردت نوف وهي تعدل شالها : عادي واذا قالوا بدو .. مهب عيب الحمد لله ..
قاطعتها ايمان قريبة محمد زوج نورة : عنود يالله نروح نُرقص .
قالت العنود : طيب بس بشرط اول شي نرقص بدون جزمة .. ثاني شي نخلي الطقاقه تغني لنا الاماكن نرقص عليها ..
ردت لينا بنت في عمرهم ومختلفه عن العنود بنعومتها ورقتها : لاااا اش الاماكن مو حقت رقص بعدين انا مااعرف ارقص بدون جزمة .
قالت العنود محاولة اقناعها : يالمهبولة الاماكن ازين اغنية في الدنيا كلها واذا رقصتي بجزمتك بتزحلقين ثم تطيحين على راسك وتصيرين متخلفه يودونك مستشفى المجانين .
أيدتها ايمان المعجبة بالعنود وعربجتها وتصرفاتها وقوة شخصيتها : ايوووه صح بعدين مانفهم ومانقدر نحضر زواجات ولانروح للملاهي ..
اضطرت لينا تسايرهم مثل ماسايرتهم قبل شوي ونزلت جزمتها في الجلسة ..
قالت وهي تدور بعيونها في القاعه : فين نودي الجزم طيب ..
اخذتها العنود وهي تقول : هاتيها اعلمك وين تحطينها ..
حذفتها تحت اقرب طاولة قالت : هنا محد(ن) باخذها .
مسكت يد ايمان ويد لينا وطلعت تمشي معهم حرة طليقة حافية القدمين .. وهي تقول : شوفوا اذا ماغنت لنا الاماكن بنخليها تغني لنا ابكي على ماجرى لي ياهلي ..
وماكان من نوف الا ان هزت راسها بقلة حيلة وراحت تدور على امها تبلغها ان نورة خلصت مكياجها وتسريحتها .
***
دخل لغرفته في الفندق وبيده اكياس كثيرة ..
هدايا وأغراض تخصه ..
رماها على السرير وفتح ازرار قميصه السكري وقبل مايخلعه التفت لجواله اللي اضاءت شاشته وصدر منه رنة تعلن قدوم رسالة ..
فتحها بسرعه وذابت كل خلاياه ..
من شادن ..
ليه لاقلت احبك
ينزرع بالقلب ورد ؟
والهجير يصير برد
واشعر بقيمة حياتي
وان هذا الحب ذاتي ...
ليه لاقلت احبك
الظلام يصير نور ؟
والغياب اللي ذبحني يموت في يد الحظور ..؟
وتولد بفمي قصيدة ريحها عطر وزهور ؟
والطيور تطير بدري وتصبح الدنيا تدور ؟
ليه لاقلت احبك
ينتهي فصل الخريف ؟
وتنتهي قصة ورق اصفر تكاثر عــالرصيف ...
ويبتدئ " فصل التلاقي " مثل مااحلم في لقاك
وتحلم انت في عناقي ...
" ياحنااااااااني "
يا أشتياقي ... واحتراقي ..
ليه لاقلت احبك
يوم احبك
ينتهي ذاك الجمود
وينصهر ذاك البرود
وتنلغي في عالمي كل الحواجز والحدود
ليه لاقلت احبك
يصبح العالم خيال
كلها بكلمة احبك
الأمل يصرخ تعال
ليه لاقلت احبك
أشعر بمعنى الجمال
ودي اعرف ياحياتي
وش إجابة هالسؤال ..؟؟
بدون تفكير وبدون هوادة وبتهور وهو المعروف بالركادة والتروي ..
ضغط زر الاتصال على اسمها ..
متلهف ومشتاق ..
والرسالة زادته وله ..
وصله صوتها مبحوح من اثر النوم ..
تنهد قبل لايقول الو ... ثم قال : ياهالصوت اللي بيذبحني ..؟
ردت عليه والابتسامه على شفاهها حيّة : هلا حبيبي .. كيفك ..؟
خلل شعره بيده اليسار ثم قال : كيفي .. ؟ اعد الايام ياشادن .
سكتت خجل لثواني قليلة ثم قالت : عماد بطلب منك طلب .
: تطلبين ..؟ انتي تامرين ماتطلبين ياشادن ..
: تسلم حبيبي .. ارسل لي صورتك على جوالي .
اربكه طلبها ..
ماقد تصور بالجوال ..
وماله صور كثيره ..
شد شعره وهو يفكر قال : المشكله جوالي مافيه صور لي .. مممم خلاص اليوم ارسلها لك الحين صعب ..
قاطعته : لاااا الحين .. صور نفسك وارسلها .. تكفى عماد لاتردني .
قهقه وهو يوقف ويجي قدام المرايه قال : والله ياشادن الشكل مايشجع اني اتصور الحين .. توني داخل من السوق وكنت ابي ابدل الا اشوف رسالتك .
قالت بغنج : عماد طلبتك ابغاها بشكلك الحين ..
عض على شفته ثم قال بدون تفكير : والله مااردك .. دقيقة بس ..
فتح كميرا جواله وصور نفسه ورجع يكلمها وهو يقول : برسلها بس امسحيها على طول تراها شينه بقوة ..
ابتسمت وعدلت جلستها في سريرها وقالت : انت ارسلها اول شي بعدين انا اقرر امسحها ولا لا .
انتظرت ثواني وهي تسمع صوت الازرار في جواله ثم قال بجديه : اجل وصل المعرس ..؟
رجعت شادن خصلتها ورى اذنها وهي تقول : ايوه وصلوا بس ماشفناهم للحين لأنهم وصلوا بعد صلاة الفجر ودخلوا ينامون وماحبينا نزعجهم .
: اهااا .. زين ملكة بندر خلاص اكدوها بكرة .
: ايوه ان شاء الله .
: الله يوفقهم .. شادن بكرة ابي الناس يقولون ماحضر ازين من حرمة عماد .. اذا تبين فلوس الحين احول لك ..
قاطعته بسرعه : لاحبيبي عندي فلوس والله ..
سكتت على صوت النغمة الخفيفة للرساله ثم استطردت : لحظة عماد .
فتحت المسج وشافت صورته ..
بقميص سكري زرايره العلوية مفتوحه وبنطلون كحلي .. لحيته خفيفه وشعره اطول مما كان عليه ..
ملامحه رغم التعب الا ان فيها حياة اكثر من قبل ..
عيونه يشع منها بريق وابتسامته تفصح عن اسنان بيضا مصفوفه تحت شنب كثيف ..
كان قلبها يرقص من رهبة الشوق ..
سمعته يتكلم من بعيد ورجعت حطت الجوال على اذنها .. : الووووو وين رحتي ..؟
ردت بهمس : وصلت الصورة .
: اهاااا اجل معذورة لو تسكتين يد روعتك ..
قاطعته بحده وبذات الهمس : عمااااد .
رد بوله : لبيه .
وبهمس قالت : اشتقت لك .. ترى مرة طولت .
: هانت ياعمر عماد .. كلها ايام وبجي اخطفك واهج عن العالم كله .
ابتسمت قالت : ياربي تعدي هالايام على خير .. طيب حبيبي انا بقفل الحين عشان انزل عند جدتي ..
: زين .. اذا فضيت اليوم كلمتك وان مادقيت عليك اعرفي اني منشغل .. اوكي ..؟
: اوكي حبيبي .
: يالله مع السلامه .
: مع السلامه .
قفل الخط ورجع يقرا رسالتها ثم دخل الحمام ياخذ له شاور ويحلق لحيته ويغير من شكله اللي مااهتم فيه من شهور ..!
***
|
|
|
12-08-2016, 03:59 AM
|
#16
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
جالس مع حنان في المقلط حق الرجال ويتصفح جريدة عكاظ
دخلت بصينية فيها عصير قالت : فهد .
رد عليها بدون مايرفع نظره : وش تبين ..؟
لهجته حاده واسلوبه دايماً جلف اذا صحى من النوم ..
نزلت كاسة العصير بجنبه وسكتت
ماحبت تتكلم وهذي اخلاقه ..
قالت حنان وهي تمتد كاسة عصير من يد سارة : سارونه لاتاخذين بخاطرك هذا فهيدان من يوم عرفناه اذا صحى من النوم بالغصب محد يكلمه .
رفع فهد نظره لها قال : الا توه عبدالله ولد خالي مكلمني ويقول انه غيران من بندر .
امتقع وجه حنان خجل قالت : وجع .. الشرهه موب عليكم على اللي جالسة معك انت وخشتك وعيونك المنفحه من النوم .
قامت بسرعه وطلعت من المقلط وفهد يبتسم من كلامها قال وهو يقلب صفحة الجريدة : هذي والله الخبله ..
اخذت سارة كاسة عصيرها ورشفت منه ثم قالت : حرام عليك ليه تحرجها .
: تستاهل وش يدخلها بيني وبينتس .
: الحين هي تدخلت ..؟
: ايه اللي يكلمتس عني معناتها تدخل ..
طالع في ساعته ثم قال : قومي قومي البسي انتي وياها خلوني انزلكم في الاستراحه واروح اجيب لي عمال ينظفون شقة عماد ..
: شقة عماد ..؟
: ايه الظاهر انه ناوي ينهي ايجارها ويسلمها لصاحبها .
لوت سارة فمها قالت باحباط : خسارة حسبته بيرجع ..!
قفل فهد الجريدة وحذفها بعيد عنه قال بحدة : وانتي وش تبين فيه يرجع ولا مايرجع .
ردت سارة عليه ببرود : اش ابغى فيه يعني ..؟ طبعا عشان شادن .
غمز لها بخبث وقال : عشان شادن ترتاح ولا خايفه ان يصير له شي ثم تصير شادن شريكتس .
نزلت عصيرها وهي تقول بعصبيه : شريكتي ..؟ اش قصدك ..؟
اخذ فهد عصيره ورشف منه قال : لو لاسمح الله صار لابو مشعل شي اكيد اني ماني مخلي بنت عمي .
وقفت سارة وطلعت من المقلط بسرعه .. ومرت من عند حنان الجالسة قدام التلفزيون ..
اول ماشافت سارة قالت : قلت لتس لاتكلمينه الحين فهيدان واعرفه اذا قفلت اخلاقه مايخلي احد الا وزعله .
طالعتها سارة وردت بعصبيه : صادقه والله ...
سكتت وهي تشوفه جاي وراهم وراحت بسرعه لغرفتها ..
صكت الباب وجلست على السرير ..
مايعرف يغثها الا اذا كانت تعبانه ولاطفشانه ..
دخل فهد وراها وشافها جالسه وراسها بين كفينها .. قال بهدوء : سارة .
وقفت قالت : فهد لوسمحت ممكن تلبس ونمشي .. تراني مو متحمله اسمع منك شي ..
مسك يدينها وابتسم قال : كل هذي غيره عليّ .. اشهد اني محظوظ .
سحبت يدينها وقالت بانفعال : لاغيره ولابطيخ .. عجل البس ويالله بنمشي .
: وانتي مابتلبسين ..؟
: انا بلبس أي شي وابغاك تنزلني عند اهلي وخذ حنان ودها للاستراحه .
: نعم ..؟ وش قلتي حضرتتس ..؟
زمت على شفايفها ثم قالت : فهد انا بروح لامي لأني تعبانه بجلس عندها للعشا واجي معاها للاستراحه .. والله مافيني اسوي شي يادوب متحمله نفسي انا واذا رحت مو حلوة اقعد والناس تشتغل ولا تتحرك وانا جالسة .
رمى نفسه على السرير واخذ جواله ودق على رقم بندر : هلا يابندر ........ تعال خذ حنان ودها للاستراحه ....... لا ماراح نجي الحين سارة تعبانه وبوديها للمستشفى بعد شوي ............ لا المستشفى مهب على طريقكم تعال يارجال اخذها ولا ارسل عمي يجي ......... تعب بسيط بس لازم اوديها تكشف ........... زين لاتبطي عجل عليّ .... مع السلامه .
التفت لسارة المنفعله من كلامه وتصرفه قال : بعد صلاة العصر باخذتس للمستشفى .
نزلت راسها بقهر قالت : مو لازم انا عارفه اش فيني ..!
: وش فيتس ..؟
طالعت فيه وصدت بزعل ووقف فهد جا يمشي عندها ..
قال بصوت هادي وفيه نبرة حانية : سارة علامتس .. احد مضايقتس غيري ..؟
هزت راسها بلا وقالت : لا محد مضايقني .. بسسس ..
: بس وشو تكلمي ..
شبكت يدينها في بعض ثم قالت بتوتر : المشكله لو اقول لك راح تزعل مني .
: لا موب زعلان بس قولي .
غمضت عيونها قالت : انا عارفة انك راح تزعل بس والله يافهد ...
: ساااارة .. اصبري .. وش السالفه ..؟
طالعت فيه ونزلت نظرها للأرض وحركتها بيدينها تدل على توترها .. قالت : ماادري .. اعتقد .. الا اكيد .. شكلي حامل .
صد عنها ونفخ بأووف معبره ورجع طالع فيها ..
زم على شفايفه ثواني ثم طالع فيها وهي مرتبكه ودمووعها تنذر بالهطول ..
تعوذ من الشيطان في نفسه ثم قال لها : وخير ياطير .. واذا حامل .. عطا ربي الحمد له والشكر .. ليش قالبتها خوف وقلق واللي يشوفتس يقول صاير لها مصيبة .
قالت والدمع يتحجر بعيونها : لاتحاول تكذب وتجاملني على حساب نفسك .. انت ماتبي عيال الحين .. نسيت كلامك ..
لف يده على كتفها ومشاها معاه للسرير قال : كلام والله مااراد .. خلاص نعترض على عطا ربي لنا .. وسعي صدرتس بس وعلميني انتي متأكدة من الحمل ولا بس تشكين ..؟
ردت وهي عاقده حواجبها : الا متأكدة قلت لامي ترسل لي جهاز اختبار الحمل امس مع الاغراض اللي ارسلتها مع السواق حقنا .
: اهاااااا ... طيب ليش ماقلتي لي قبل وانا اجيبه لتس ..؟
مسحت دموعها اللي نزلت بقفا كفوفها قالت : خفت انك تزعل وتعصب .
مسح على راسها وضمها على صدره .. قال : وش هالكلام ياسارة .. انتي زوجتي وام عيالي .. حتى لو كنا مقررين العيال عقب ثلاث سنين ربي عطانا والمفروض نفرح ونستانس ..
رفع وجها وابتسك وقال : اجل هذا اللي مضيق صدرتس يالعصلا .
دفته بخفه وابتسمت وقالت : مية مرة قلت لك لاتقول لي العصلا ..
اتسعت ابتسامة فهد قال : زين تعالي ارتاحي ..
صدت عنه بتغلي قالت : نسيت انك قبل شوي مزعلني ..؟
تمدد عل السرير وسحبها بجنبه قال : وش يردني لاازعلتس وانتي لابسة(ن) هالبجامه المغرية قدامي وتدرين اني اليومين اللي راحت ارجع من الشغل الاقيتس ياسهرانه مع امي وحنان ولا نايمه ..
طالعت في بجامتها الفوشيا وابتسمت قالت : الحين هذي اغرتك ..
رد عليها وهو يمتد جواله من فوق الكومودينو ويحوله صامت .. : ايه انا واحد لو اشوفتس بجلابية جدتي حصة انفتن وتغريني ..
روحي لحنان قولي لها اذا بندر وصل خليها تطلع له .. واذا بندر سأل عني خليها تقول له فهد نايم .
انسحبت سارة من السرير وطلعت لحنان في الصاله بلغتها كلامه ورجعت له ..
***
|
|
|
12-08-2016, 04:00 AM
|
#17
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
في عمان ..
بين الشقا والأمل وانتظار الفرح ..
جالس في الصاله ويقلب في قنوات التلفزيون
من يوم دخلت مها حياته وهو زاهد اغلب ملذات الدنيا التافهه اللي كان يستهويها
الأغاني صارت بالنسبه له ممقوته بعد ماكانت ونيسته ومتعته ..
افلام ومسلسلات استبدلها ببرامج توعوية ..
وكأنه كان مراهق وفجأة نضج ..
نزلت من فوق بوجه مشرق وجسم ممتليء من اثر الحمل ..
قال احمد وعيونه على بطنها اللي بدا يكبر : مهاوي ترى اليوم موعد المتابعة .
قالت بابتسامة هادية : ماشاء الله عليك مانسيت ..؟
: لا مانسيت وماانسى مواعيد ولدي .. صحيح ترى الشغاله بتوصل بكرة .
قطبت ملامحها لسيرة الشغاله اللي اقتنعت في وجودها بالقوة ..
ولولا ان احمد ضغط عليها ولا كان مادخلت بيتها ..
قال احمد وهو يشوفها ماعلقت : ماعليه بكرة تتعودين عليها واذا دلعتتس وحسيتي بالراحة بتقولين لي وينها عني من زمان .
هزت راسها مفضله انها ماعاد تفتح موضوع اخذ من وقتهم كثير هي تحاول تقنعه وهو يحاول يقنعها ..
قالت مغيره الموضوع : احمد ابيك تغير رقم تلفون البيت ..!
كتم الصوت وطالع فيها باهتمام قال : ليش اتصلت مرة ثانية ..؟
زمت مها شفايفها ثم قالت : ايه وطفشتني اذا سمعتني قفلت بوجههي . وتراها زودتها كم مرة بغيت ادق على امها واعلمها عليها ..
سند احمد براسه على الكنبة وهو يتذكر كلام ليلى له وبكاها .. " احمد انا احبك .. انا ابيك ومااقدر اعيش بدونك .. انا كلمت الشيخ قال تقدرين ترجعون لبعض بعقد جديد ومهر جديد .. احمد تكفى والله اني تغيرت ..."
وكلمات كثيرة نسى اغلبها لأنها ماعادت تهمه
سبحان الله .. كانت تثيره وتحسسه بأحاسيس مختلفه اذا قالت له كلمة وحده حلوة واليوم ماتهز منه شعره وكل ماسمع صوتها كل ماكرهها اكثر وكره ايامه معاها ..
صدق من قال ماتعرف قديري لين تجرب غيري ..
بس المثل انعكس على ليلى بشكل مختلف ..
احمد جرب غيرها وعرف ان قدرها ولاشي ..
انتبه ليد مها وهي تشد على كفه وتقول : احمد لاتشيل هم انا ماهمتني والله بس اذا تبي الصراحه ماابيها تكلمك ولاتسمع صوتك ولاابيك تسمع صوتها .
حرك اصبعه على انفها بدلال وقال : حبي لها الغيورة بس ... قومي قومي البسي بنروح نتمشى شوي ثم نروح بعدها للعيادة ... ومن بكرة ان شاء الله بغير الرقم ونفتك .
راحت مها تلبس ملبية امره ومطيعته وكل همها رضاه وسعادته ..
***
صحته من النوم على الساعه خمسه العصر ..
: نايف قوم ترى الساعه خمسه .. نايف .
فتح عينه وأول ماسمع خمسة فز جالس .. قال بصوت ثقيل من النوم : هاااا كم .. ؟ خمسة ..؟
ردت منال وهي تطالع بالساعه المعلقه في اعلى الجدار المقابل لها : ايه خلاص خمسة الا ربع تقريباً .
رفع اللحاف ووقف قال : عجلي البسي وقولي لامي وجدتي يجهزون عشان تروحون مع فهد انا وراي مشوار ضروري لازم الحق عليه بسرعه .
قبل مايدخل للحمام قالت منال : طيب شادن ماتبي تروح ..؟
: لااااا شادن ماتروح مع فهد .. انا ارجع لها بعد المغرب بس انتي لاتقولين لها شي .
طلعت منال لجدتها وام نايف وشافتهم جالسين كعادتهم يسولفون في الجديد والقديم .. ام ناصر مرتاحة من تعامل ام نايف الودود معاها والثانية حست البيت بوجودها صار فيه حياة اكثر واستانست معها ..
سلمت منال عليهم وشافتهم جاهزين وكل وحده عبايتها بجنبها ..
انفتح باب الفيللا ودخلت شان بعبايتها جاية من المشغل ..
وبعد ماسلمت عليهم قالت لمنال : الحين لو رحتي معاي اش بيضرك ..؟
ابتسمت منال قالت بحيا : اخوتس عيّا يقول انه خايف على شعري من عيون الكوافيرات .والحريم اللي في المشاغل ...
ضحكت شادن قالت : الله يعينك ياهالشعر على نايف ..
تأملتها امها وهي تضحك وتتكلم ..
سبحان من غير حالها ورد لها عافيتها وضحكتها ..
حمدت ربها بصمت وشكرته على النعمه والفرحه اللي رجعت لها ولبيتها بوجود نايف وحرمته وشادن وفرحها والجده اللي تحسسها ان خالد موجود وقريب منها ..
نزل نايف من فوق بثوبه الابيض وشماغه وعقاله في يده وهو يقول : يالله فهد برا اطلعوا له ..
التفت على شادن قال : شادن انتي بتروحين معاي بس انتظري نص ساعه او ساعه الا ربع بالكثير .. اوكي .
هزت راسها موافقه وقالت : اصلاً باقي لي مالبست فستاني ولا اكسسواراتي يعني شغلتك هذي جات من ربي .
قبل مايرد قالت امه باهتمام : نايف انتظر لاتروح الا بعد ماتاكل شي .
طالع في منال بحب قال : انا عادي ماكل قبل انام المهم منول لازم تتغدى لأنها مااكلت معاي الصباح .
التفت لامه وجدته قال : الحيا بيذبحها بس انتبهوا لها .
نزلت راسها بحرج ..
اهتمامه الواضح فيها يحرجها قدام جدتها وامه وشادن ..
وجرأته مو بس بينه وبينها الا في كل مكان وعند مين من كان .
ولو بيدها ماتقابله قدامهم ..
ردت ام ناصر بدفاع عن منال : جمال البنت في حياها وانا جدتك ..
ضحك نايف وهو يشوف حمرة خدود منال تتوهج قال : هههههههههه تعلميني ياجدتي .. يالله تأخرت .. مع السلامه ..
طلع نايف واخذت منال عباية جدتها وساعدتها على الوقوف وام نايف تلبس عبايتها وتقول : خلاص خليها عندي .. انتي روحي البسي عبايتك .
طلعت منال تجيب عبايتها وام نايف تساند ام ناصر في المشي وتطلع معها لسيارة فهد ..
لحقتهم منال والشغاله وخلا البيت الا من شادن ..
كانت في غرفتها تعدل في مكياجها ..!
لبست فستان لونه ليموني مزين بورود احجامها متفاوته بلون بألوان بنفسجية مبين الغامق والفاتح ..
موديله ناعم وقماش من الحرير .. واكمامه علاقي على شكل خيطين ممتده من الكتف لأعلى الصدر ..
لبست سلسال بتعليقه فيها قلبين مجوفة وفارغه صغيرة ..
شعرها الأسود قاصة اطرافه ومخليته كله على جنب وعامله لأطرافه فلو ناعم وبسيط ..
وفي يدها مبخرة تصاعد منها ريحة البخور الفاخر من العربية للعود وتخلل شعرها وملابسها وتشبث في بشرتها ..
لبست جزمتها العالية واخذت عبايتها وجوالها وشنطة يدها ونزلت تنتظر نايف تحت ..
كانت تمشي بمهل .. وخفه ..!
اذا خف هم الانسان خفت حركته وانطلق بحرية ..
واذا زادت همومه قيده وأثقلت كاهله وعرقلت حتى مشيته ..!
التفتت للباب اللي انفتح وقالت : اخيـ ــ ـ ـ ـ
وقف الكلام
وانشل الوقت ..
وابتدأ العقل يتخبط ..
هو واقع واللي تحسه صدمة ونشوة فرح ..
ولا لحظة تفكير مجنونة اولجتها في اوهام وخيالات ..
وان هذي نوع من الهلوسة نتيجة خلوة المكان ..
غمضت عيونها وتعوذت من الشيطان بقلبها وسمت بالرحمن ..
وفتحتها وهو يدنو ويقترب ..
بثوب سكري وشماغ احمر ..
حست بسواد يلف المكان وانها راح تفقد اللحظة الحلم ..!
غطت عيونها بيدها اليمين المرتعشة واللي نثرت العباية والشنطة والجوال على الارض ..
قالت بهمس : ليه ماقلتي لي انك جاي ..؟
اخترقتها ريحة عوده وحست انها تملك الأرض بكل لذاتها وشهواتها ..
في لحظة كانت يدينه تضم على يدينها ..
مشتاق والشوق انهك تعابير الإحساس ..
ولهان واللقا كان اكبر من احتمالات الكلام ..
سلم عليها والكلام لازال ضايع ..
قالت بصوت مخنوق ويقاوم البكا وهو يلثم يدينها بوجد : حرام عليك اللي تسويه فيني .. ليش ماقلتي انك جاي اليوم .
رفع عيونه لها وابتسم ولقى خيط الكلام ..
قال بحب ونظرة عيونه تتركز في عيونها اللي اضفى عليها الكحل فتنة : المهم اني جيت ولا اني ماقلت لك .
انك جيت ..
انك جيت ..
انك جيت ورجعت لي ..
خانتها الجملة وصرخت بداخلها وأبت الخروج ..
ماكان منها الا انها تطوق رقبته بيدينها وتعانقه ..
مرت دقايق حالمه ...
وحبل العشق ممدود ..
ارواحهم هايمه
وبكرة الهنا موعود ..
ضمها على صدره بقوة ولمن حس بتنهيدتها مسح على شعرها وظهرها بحنان ..
رفعت نفسها وابتسمت له بحب قالت : طمني عليك كيفك الحين .
مسك عماد كفها وضم عليه بين يدينه قال : بخير الحمد لله .. تعالي اجلسي معي شوي قبل نمشي للاستراحة خليني آخذ علومك ...
|
|
|
12-08-2016, 04:01 AM
|
#18
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
***
في عمان ..
بين الشقا والأمل وانتظار الفرح ..
جالس في الصاله ويقلب في قنوات التلفزيون
من يوم دخلت مها حياته وهو زاهد اغلب ملذات الدنيا التافهه اللي كان يستهويها
الأغاني صارت بالنسبه له ممقوته بعد ماكانت ونيسته ومتعته ..
افلام ومسلسلات استبدلها ببرامج توعوية ..
وكأنه كان مراهق وفجأة نضج ..
نزلت من فوق بوجه مشرق وجسم ممتليء من اثر الحمل ..
قال احمد وعيونه على بطنها اللي بدا يكبر : مهاوي ترى اليوم موعد المتابعة .
قالت بابتسامة هادية : ماشاء الله عليك مانسيت ..؟
: لا مانسيت وماانسى مواعيد ولدي .. صحيح ترى الشغاله بتوصل بكرة .
قطبت ملامحها لسيرة الشغاله اللي اقتنعت في وجودها بالقوة ..
ولولا ان احمد ضغط عليها ولا كان مادخلت بيتها ..
قال احمد وهو يشوفها ماعلقت : ماعليه بكرة تتعودين عليها واذا دلعتتس وحسيتي بالراحة بتقولين لي وينها عني من زمان .
هزت راسها مفضله انها ماعاد تفتح موضوع اخذ من وقتهم كثير هي تحاول تقنعه وهو يحاول يقنعها ..
قالت مغيره الموضوع : احمد ابيك تغير رقم تلفون البيت ..!
كتم الصوت وطالع فيها باهتمام قال : ليش اتصلت مرة ثانية ..؟
زمت مها شفايفها ثم قالت : ايه وطفشتني اذا سمعتني قفلت بوجههي . وتراها زودتها كم مرة بغيت ادق على امها واعلمها عليها ..
سند احمد براسه على الكنبة وهو يتذكر كلام ليلى له وبكاها .. " احمد انا احبك .. انا ابيك ومااقدر اعيش بدونك .. انا كلمت الشيخ قال تقدرين ترجعون لبعض بعقد جديد ومهر جديد .. احمد تكفى والله اني تغيرت ..."
وكلمات كثيرة نسى اغلبها لأنها ماعادت تهمه
سبحان الله .. كانت تثيره وتحسسه بأحاسيس مختلفه اذا قالت له كلمة وحده حلوة واليوم ماتهز منه شعره وكل ماسمع صوتها كل ماكرهها اكثر وكره ايامه معاها ..
صدق من قال ماتعرف قديري لين تجرب غيري ..
بس المثل انعكس على ليلى بشكل مختلف ..
احمد جرب غيرها وعرف ان قدرها ولاشي ..
انتبه ليد مها وهي تشد على كفه وتقول : احمد لاتشيل هم انا ماهمتني والله بس اذا تبي الصراحه ماابيها تكلمك ولاتسمع صوتك ولاابيك تسمع صوتها .
حرك اصبعه على انفها بدلال وقال : حبي لها الغيورة بس ... قومي قومي البسي بنروح نتمشى شوي ثم نروح بعدها للعيادة ... ومن بكرة ان شاء الله بغير الرقم ونفتك .
راحت مها تلبس ملبية امره ومطيعته وكل همها رضاه وسعادته ..
***
صحته من النوم على الساعه خمسه العصر ..
: نايف قوم ترى الساعه خمسه .. نايف .
فتح عينه وأول ماسمع خمسة فز جالس .. قال بصوت ثقيل من النوم : هاااا كم .. ؟ خمسة ..؟
ردت منال وهي تطالع بالساعه المعلقه في اعلى الجدار المقابل لها : ايه خلاص خمسة الا ربع تقريباً .
رفع اللحاف ووقف قال : عجلي البسي وقولي لامي وجدتي يجهزون عشان تروحون مع فهد انا وراي مشوار ضروري لازم الحق عليه بسرعه .
قبل مايدخل للحمام قالت منال : طيب شادن ماتبي تروح ..؟
: لااااا شادن ماتروح مع فهد .. انا ارجع لها بعد المغرب بس انتي لاتقولين لها شي .
طلعت منال لجدتها وام نايف وشافتهم جالسين كعادتهم يسولفون في الجديد والقديم .. ام ناصر مرتاحة من تعامل ام نايف الودود معاها والثانية حست البيت بوجودها صار فيه حياة اكثر واستانست معها ..
سلمت منال عليهم وشافتهم جاهزين وكل وحده عبايتها بجنبها ..
انفتح باب الفيللا ودخلت شان بعبايتها جاية من المشغل ..
وبعد ماسلمت عليهم قالت لمنال : الحين لو رحتي معاي اش بيضرك ..؟
ابتسمت منال قالت بحيا : اخوتس عيّا يقول انه خايف على شعري من عيون الكوافيرات .والحريم اللي في المشاغل ...
ضحكت شادن قالت : الله يعينك ياهالشعر على نايف ..
تأملتها امها وهي تضحك وتتكلم ..
سبحان من غير حالها ورد لها عافيتها وضحكتها ..
حمدت ربها بصمت وشكرته على النعمه والفرحه اللي رجعت لها ولبيتها بوجود نايف وحرمته وشادن وفرحها والجده اللي تحسسها ان خالد موجود وقريب منها ..
نزل نايف من فوق بثوبه الابيض وشماغه وعقاله في يده وهو يقول : يالله فهد برا اطلعوا له ..
التفت على شادن قال : شادن انتي بتروحين معاي بس انتظري نص ساعه او ساعه الا ربع بالكثير .. اوكي .
هزت راسها موافقه وقالت : اصلاً باقي لي مالبست فستاني ولا اكسسواراتي يعني شغلتك هذي جات من ربي .
قبل مايرد قالت امه باهتمام : نايف انتظر لاتروح الا بعد ماتاكل شي .
طالع في منال بحب قال : انا عادي ماكل قبل انام المهم منول لازم تتغدى لأنها مااكلت معاي الصباح .
التفت لامه وجدته قال : الحيا بيذبحها بس انتبهوا لها .
نزلت راسها بحرج ..
اهتمامه الواضح فيها يحرجها قدام جدتها وامه وشادن ..
وجرأته مو بس بينه وبينها الا في كل مكان وعند مين من كان .
ولو بيدها ماتقابله قدامهم ..
ردت ام ناصر بدفاع عن منال : جمال البنت في حياها وانا جدتك ..
ضحك نايف وهو يشوف حمرة خدود منال تتوهج قال : هههههههههه تعلميني ياجدتي .. يالله تأخرت .. مع السلامه ..
طلع نايف واخذت منال عباية جدتها وساعدتها على الوقوف وام نايف تلبس عبايتها وتقول : خلاص خليها عندي .. انتي روحي البسي عبايتك .
طلعت منال تجيب عبايتها وام نايف تساند ام ناصر في المشي وتطلع معها لسيارة فهد ..
لحقتهم منال والشغاله وخلا البيت الا من شادن ..
كانت في غرفتها تعدل في مكياجها ..!
لبست فستان لونه ليموني مزين بورود احجامها متفاوته بلون بألوان بنفسجية مبين الغامق والفاتح ..
موديله ناعم وقماش من الحرير .. واكمامه علاقي على شكل خيطين ممتده من الكتف لأعلى الصدر ..
لبست سلسال بتعليقه فيها قلبين مجوفة وفارغه صغيرة ..
شعرها الأسود قاصة اطرافه ومخليته كله على جنب وعامله لأطرافه فلو ناعم وبسيط ..
وفي يدها مبخرة تصاعد منها ريحة البخور الفاخر من العربية للعود وتخلل شعرها وملابسها وتشبث في بشرتها ..
لبست جزمتها العالية واخذت عبايتها وجوالها وشنطة يدها ونزلت تنتظر نايف تحت ..
كانت تمشي بمهل .. وخفه ..!
اذا خف هم الانسان خفت حركته وانطلق بحرية ..
واذا زادت همومه قيده وأثقلت كاهله وعرقلت حتى مشيته ..!
التفتت للباب اللي انفتح وقالت : اخيـ ــ ـ ـ ـ
وقف الكلام
وانشل الوقت ..
وابتدأ العقل يتخبط ..
هو واقع واللي تحسه صدمة ونشوة فرح ..
ولا لحظة تفكير مجنونة اولجتها في اوهام وخيالات ..
وان هذي نوع من الهلوسة نتيجة خلوة المكان ..
غمضت عيونها وتعوذت من الشيطان بقلبها وسمت بالرحمن ..
وفتحتها وهو يدنو ويقترب ..
بثوب سكري وشماغ احمر ..
حست بسواد يلف المكان وانها راح تفقد اللحظة الحلم ..!
غطت عيونها بيدها اليمين المرتعشة واللي نثرت العباية والشنطة والجوال على الارض ..
قالت بهمس : ليه ماقلتي لي انك جاي ..؟
اخترقتها ريحة عوده وحست انها تملك الأرض بكل لذاتها وشهواتها ..
في لحظة كانت يدينه تضم على يدينها ..
مشتاق والشوق انهك تعابير الإحساس ..
ولهان واللقا كان اكبر من احتمالات الكلام ..
سلم عليها والكلام لازال ضايع ..
قالت بصوت مخنوق ويقاوم البكا وهو يلثم يدينها بوجد : حرام عليك اللي تسويه فيني .. ليش ماقلتي انك جاي اليوم .
رفع عيونه لها وابتسم ولقى خيط الكلام ..
قال بحب ونظرة عيونه تتركز في عيونها اللي اضفى عليها الكحل فتنة : المهم اني جيت ولا اني ماقلت لك .
انك جيت ..
انك جيت ..
انك جيت ورجعت لي ..
خانتها الجملة وصرخت بداخلها وأبت الخروج ..
ماكان منها الا انها تطوق رقبته بيدينها وتعانقه ..
مرت دقايق حالمه ...
وحبل العشق ممدود ..
ارواحهم هايمه
وبكرة الهنا موعود ..
ضمها على صدره بقوة ولمن حس بتنهيدتها مسح على شعرها وظهرها بحنان ..
رفعت نفسها وابتسمت له بحب قالت : طمني عليك كيفك الحين .
مسك عماد كفها وضم عليه بين يدينه قال : بخير الحمد لله .. تعالي اجلسي معي شوي قبل نمشي للاستراحة خليني آخذ علومك ...
|
|
|
12-08-2016, 04:02 AM
|
#19
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
: مارحت لجدتي للحين ..؟
جلس عماد على الكنبة في الصالة وجلسها بجنبه قال : المفروض اروح لها قبل كل الناس .. بس هذا وش اسوي به اللي جابني عندك وانا مااشوف ..
أشر على صدره بيده اليمين ويده اليسار متمسكه في يدها وكأنه خايف انها تفلت منه ..
سكتت شادن ثواني ثم قالت بجديه وصوت هادي : عماد لازم تقول لي على كل شي صار معاك وبالتفصيل .
رجع خصلتها الثايرة رغم الاستشوار والمثبت خلف اذنها وقال بهدوء : خلي السوالف هذي كلها عنك لاتنكدين علينا واحنا مستانسين .
ردت بانفعال : لاعماد .. بتقول لي الحين وكل شي ومو لازم نروح مكان .
حط يده على فمها قال : اصبري .. بقول لك على كل شي بس موب الحين ..
رفعت يده عن فمها قالت بابتسامه وهي تحاول توقف : طيب بجيب لك القهوة دقايق بس .
مسك يدها وسحبها بجنبه قال : خلي القهوة عنك .. بروح اسلم على اهلي واجلس معهم شوي ثم امشي لبيتي وراي كذا شغله لازم اكملها الليلة .
: هاااا ..؟؟ بيتك ..؟ قصدك الديرة .
فتح شماغه ونسفه مرة ثانية قال : لااا وش يوديني للديرة وانتم كلكم هنا .. انا اقصد شقتي .. وترى اليومين الجاية بنشوف لنا بيت هنا في جده .
: والديرة ..؟
: الديرة نروح لها اوقات الاجازات .. وجدتي بتعيش بين بيتي وبيت نايف طالما هي مستانسة عند امك ماعاد ابيها تبعد عني .
: لاعماد مانبغى نترك الديرة .. بعدين جدتي كل شويه تقول طولت عن بيتي ويالله من يوديني ..
رد عماد بثقه : ماعليك من كلامها هذا .. انا كل يوم اكلمها وعرفت ان جلستها مع امك جايزة لها .. في بيتها لو ماانتي فيه تقضي اليوم كله لحالها وماعندها احد يهتم فيها غير الشغاله ..
وقف وكمل : المهم ياعمري .. عجلي البسي عبايتك ولاتراني سحبت عليهم وقابلتك .
اكتست ملامحها حمرة خجل ووقفت وراحت جابت عبايتها وشنطتها والجوال .
فتحت عبايتها وانتشرت ريحة عطرها مختلطة بريحة البخور .. غمض عماد عيونه لقوة تأثيرعطرها المجنون عليه ..
جلبت الذكريات الحلوة والمرة
صورتها وهي تضحك وهي تبكي ..
وايامه معاها وبدونها ..
مسك ذراعها وقال : للحين ماغيرتي عطرك هذا ..؟
بلعت ريقها وقالت بغنج : كيف اغير شي يذكرني فيك ونت تحبه ...؟
فتح عيونه على اوسع ورد عليها محذر بمزح : اقوووووول بتمشين ولا لا ..
ضحكت وقالت : بمشي بمشي خلاص .. يالله .
طلعت معاه وكأن الحلم طال ..
ماودها تصحى منه لااليوم ولابكره ولابعد عام ..
***
وفي ليلة تدون في تاريخ الذكريات الجميله ..
جَمْعَة اهل ولمة حبايب في ليلة فرح ومناسبة حلوة ..
رجعة عماد خلت الفرح افراح ..
نادى بصوت عالي قبل لايدخل قسم الحريم وعلا صوتها من بين كل الجالسين : حي هالصوت وراعيه .
رد عماد على جدته الأكثر فرح بهاللمّة : حيّيّتي يالغاليه ..
دخل للصالة بعد مادخلوا منال وحنان وسارة في غرفه بعيد عن الصاله ..
..
اما ام فهد وحليمه لبسوا عباياتهم وجلسوا في آخر الصاله ..
سلم على جدته بعناق واحتضان ..
لثم جبينها ويدينها وهي تجاهد ترد العبرة اللي غلبتها وأسقطت دمعتها ودَمَّعَت كل من حولها ..
صمد امام دمعة جدته ومسحها باطراف اصابعه وهو يقول : الله يخليتس لي ماتدرين اني مااحب اشوف دمعتتس .
: ياحياك الله وياهلا ومسهلا وياربي لك الحمد اللي ردك علي وشفتك متعافي .
: الله يسلمتس يالغاليه ..
وقف وسلم على خالاته نورة وفوزية ثم سلم على ام نايف بحرارة ..
وهي واقفه بجنبه وتطبق عبايتها ..
رد السلام على ام فهد وحليمة من بعيد وبدون مايلتفت لهم ..
وقبل مايطلع من المكان نادى شادن بصوت انيق اقرب للعالي ..
جاته تمشي بمهل مبتسمه واشرت له بشفايفها : هلا حبيبي .
ابتسم وصد عنها حتى ماينتبه له احد من الحريم ..
وقفت شادن خارج الصاله وردت الباب قال : عيديها ..
ضحكت وقالت : اش اعيد ..؟
: عيدي الكلمه اللي قلتيه وانتي جايه .
: قلت هلا .
: كمليها .
: بعدين اكملها مو هنا ..
طالع فيها وسحب الخصله المتمردة واللي ثبتتها شادن ببنسة صغيرة لأنها ازعجتها .. قال : خليها كذا احلى .
ابتسمت له ورجعتها ورى اذنها ..
قال بجدية وهو يثبت عقاله اللي اختل توازنه من سلامه على جدته : انا ترى مو مطول .. تعبان وبروح انام واريح ... تبين مني شي ..؟
: ابي سلامتك بس بكرة تجي تتغدى عندنا ..
: لا بكرة بجي افطر عندكم وآخذك معي .
اطرقت براسها للأرض وقالت بخجل : اوكي اللي تشوفه .
رفع وجهها ومسد شفايفها بطرف اصبعه قال : نلتقي بكرة ان شاء الله .
مشى من عندها ورجعت والفرح يرقص بداخلها ..
شافت سارة طالعة من الغرفه بفستان لونه فوشيا انيق وموديله بسيط قماشه من الساتان الناعم وطويل وعليه شال من التل الناعم اضطرت تلبسه عند ام ناصر وام فهد حتى ماينتقدونها ..
اول ماشافتها شادن اندفعت له بلهفه ..
استقبلتها الثانية بالحضن وضموا بعض وكل وحده تبث الثانية فرحها وسعادتها بصمت ..
اليوم شفته وكلمته حقيقه ..
ماكان حلم ياسارة ..
فرحانه برجعته ..
وانا بصير ام ياشادن ..
واحب فهد بجنون ..
وهو كل يوم يثبت لي انه يحبني ..
وقفوا فوزية وحنان عندهم قالت فوزية : يخلف الله على عيالنا مابقى لهم من الحب شي .
سحبت حنان سارة وهي تقول : حضن اخوي ..
ومسكت فوزية يد شادن وقالت : عماد للحين ماحس فيه ..
طالعت في شادن بخبث قالت : ولا لمن تأخرتوا ..
قاطعتها شادن : حرام عليك ياعمتي ماشفته الا وانا خارجة وماكملنا نص ساعه مع بعض .
التفتوا على منال وهي تكلم قالت حنان : ابصم بالعشرة انها تكلم نايف ..
رجعت طالعت في شادن قالت : ياختي قولي لاخوتس يخف على اختي تراها ماتتحمل جرأته الزاي
|
|
|
12-08-2016, 04:03 AM
|
#20
|
رد: رواية ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع روايات جديدة وطويلة
.
شهقت حنان ومنال تخبطها بخفه على كتفها وتقول : وانتي وش حاشرتس .. لاتتدخلين بعدين .
قالت حنان باعتراض : الله اكبر الحين هذي اختي اللي راحت من عندنا وش زينها .. شوفي شوفي ياشادن وشلون صار لها لسان وتدافع عنه .
ضحكوا من كلام حنان قالت فوزية : خلونا نروح نشوف بنات نورة وصلوا .. انا حالفه في ايناس ان سوت مكياجها مثل ريماس لاذبحها ..
انسحبوا كلهم ماعدا سارة اللي مسكت يد شادن قالت : عندي خبر بقول لك عليه .. ترى للحين ماعرف الا فهد .
فتحت شادن عيونها قالت : لاااااااا .. حااامل ..
حضنتها وباركت لها والثانية ردت عليها بعقبالك ..
انا .. ؟؟
اصير ام ... ؟؟
وعماد يصير اب ..؟؟
يارب عقبالي ..
قالته بقلبها وشدت على يد صاحبتها ولحقوا البنات لعند ريماس وايناس ..
***
وفي مجلس الرجال ..
كان جالس بين خاله ناصر وفهد ..
فهد يسأله بإلحاح عن سفرته ووش عنده والثاني اختصر كل الكلام وقال انه كان منشغل في موضوع يخص واحد من اصحابه وماقدر يرجع الين انحل الموضوع ..
لكن فهد مااقتنع ولامشت عليه الكذبه ..
قال ناصر بحدة : انت وراك اشغلت الرجال وهو تعبان ..
قال فهد : الله يخليك لي مشتاقين لابو مشعل وودنا نسولف معه ..
دخل فواز المجلس وهو يضحك وخالد مكفهرة ملامحه
قال فواز بضحكه : تدرون من شاف خالد في السوق .. ؟
رد ناصر باهتمام : من شاف ..؟
: شاف العنود بنت لافي مع حمود ومرته وشافها تأشر عليه وتقول في وسط الناس ياحمود شوف خالد ولد ناصر معنا بالسوق ..
ضحكوا كلهم من شكل خالد وهو يقلب عيونه دلالة على القرف والكره ..
كمل فواز بضحكه : عاد خالد يوم شافها ويحط رجله .. يقول فضحتني كل من في السوق سمعها وطالع فيني ..
قال فهد لخالد بضحكه : خلااااااص حطها الله في عينك .. عاد الدور عليك ياخلود وترى جدتي نفسها في بنات لافي من زمان ..
رد عليه خالد : نفسها في بنات لافي لك انت مب لي .. اصلاً انا حاجز(ن) مرتي من الحين .
: العن ابوك يالتخطيط .. ومن هذي اللي انت حاجزها من الحين الله يعينها على ماابتلاها .
طالع خالد في عبدالعزيز زوج فوزية قال : انا ابي اناسب ابو فيصل وابي منه كلمه الحين قدامكم ..
ضحك الجميع قال عماد : قصدك شهد ..؟ عز الله اخترت ياخالد وابوفيصل مهب رادك بس الكلام هذا بدري عليه .. اسمح لي ياابو فيصل .
رد عبدالعزيز بضحكة وعدم استيعاب لفكرة ان شهد تنخطب : ابد خذ راحتك ياابومشعل شهد بنتك وانت اللي تحل وتربط في امرها ..
قال عماد وخوفه ان عبدالعزيز يرتبط مع خالد بكلمة والمجلس مليان رجال ومعروف ان كلمة الرجال عهد وميثاق : ياخالد وانا اخوك سالفة ابي كلمة وخطبة من الحين صعب في الزمن هذا .. لكن ان شاء الله ان اهتميت بدروسك مثل ماوعدتني واتبعت دروب الرجال وجيت تخطب شهد وانت تستاهلها.. لك علي ان اول من يسعى لك في هالخبطة انا ..
رد فهد بضحكه قال : والله ياخالد وانا اخوك مااعتقد ان شهد بتوافق عليك عقب ماحطتك العنود في راسها بتظلي بكرة تمشي في الديرة ومن بيت لبيت وتقول "قلد صوت العنود" شفت خاااالد ولد نااااصر في السوق وشافني بغى ياكلني بعيونه وشفت عمه فواز يدفه يبيه يمشه وهو مدقر يطالع فيني .
طالع فيه خالد قال : شفتوا ان فهد هو اللي يغلط عليّ لحد يجيني يقول احترم اخوك وهذا اكبر منك ..
حاول فهد يوقف ضحكه وسكت الكل احتراماً لخالد قال نايف محاول انه يثأر لخالد من فهد : بسسس يافههههد احترم اخوك ولا ترى بعلم مشاري بخطبتك لبنت لافي .. وش اسمها ..؟
رد خالد : نوف من زين كشتها ولا خشتها ..!
قال فهد بعد نوبة ضحك : آآه لاتكفى يانايف فكني من حرمتي لاتفتح لي ملفات تحقيق ان سمعت بالسالفه هذي . عاد هي تعرف مرة حمود تقول شافتهاوماحبتها .
تكلم ناصر : بس فكونا من سيرة بنات الاجواد واستحوا على وجيهكم .. احد يدق على بندر يشوف وين راح ابطى علينا ..
رد فواز : توني كلمته يقول انه جا مع الشيخ قريب مهب بعيد .
عدل عماد جلسته وطلع جواله وفتح الرسايل وكتب رساله ارسلها ..
قال فهد : وراك متملل من الجلسه ..؟
رد على فهد وهو يرجع جواله لجيبه : تعبان وودي اروح ارتاح .. التفت على خاله ناصر اللي وقف يستقبل المأذون قال : فهد الموضوع اللي قلته لك يوم كنت مسافر انساه ولاعاد تطريه لا لي ولا لغيري .
فهم فهد انه يقصد سالفة الوصية وهز راسه بتفهم قال : ابشر .
ربت عماد على كتف فهد ووقف يسلم على المأذون ..
وطلع جواله بسرعه لصوت المسج فتحه وقراه ورجع جلس بتملل ينتظر متى يخلص المأذون العقد وبيطلع ..
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:41 PM
| | | | | | | | | |