قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
|
|
11-18-2016, 03:48 PM
|
|
|
|
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
فصلٌ سادس //
والغلبة للنصيب
فتحت عينها على الساعه اربع العصر
تذكرت انها ماصلت الظهر شو هالنوم الثقيل ..
قامت بكسل قالت : هذا وانا نايمه بدري امس .
دخلت توضت وطلعت تصلي الظهر والعصر مع بعض ..
قبل ماتسلم شكرت ربها على امتنانه عليها بفك سجن اخوها وراحة امها وفراقها لصالح ..
ودعت ان الله يستر عليها وعلى امها ويفرح قلب امها بلمتهم وجمعتهم قريب .
سلمت على يمينها وعلى شمالها بكل خشوع وتأني ..
سبحت واستغفرت ثم قامت تطبق شرشف صلاتها وسجادتها وترجعها بمكانها ..
راحت لغرفة فوزية القريبة من غرفتها وجلست عندها تسولف معاها بعد ما صحتها وصلت الثانية .
شافت شهد جاية من برا قالت : شهد روحي شوفي جدتي عندها احد ولا ننزل عندها .
: جدتي برا عند الغنم مع عماد .
التفتت على فوزية قالت : الحين كيف نجلس معاها ؟
قالت فوزية : اذا راح لشغله ..؟
: متى ..؟ بكرة يعني ..؟
: لا مااعتقد .. هو يروح يومين ويرجع يجلس ثلاثه ، اربعه ، واحياناً اسبوع كامل ..
: وشغله ؟ مو تقولين عنده مجموعة شركات ..؟
: الا بس مسلمها ناس على قولته ثقة وكفؤ ..
: طيب هو ليه مايسكن في جده ويرتاح ..
: يابنتي عماد مايقدر يبعد عن امي وبالذات السنتين الأخيرة مايحب يطول عليها .. بعدين الديرة تناسبه ويرتاح فيها نفسياً اكثر من المدن ..
رفعت شادن حواجبها ..
قالت : غريبة فيه احد يسلم حلاله للناس ويجلس عشان جدته ولا عشان الديرة تناسبه .
خبطتها عمتها قالت : لاتقولين شي على عماد .. عماد هذا اللي مو عاجبك يخوف بلد يعني مايخاف ان احد ياكل حقه ومتابع شغله كله ويعرف ادق اموره .
: صحيح هو كيف فتح هالشركات ابوه غني ولا كيف ؟
وقفت فوزية قالت : بتفتحين تحقيق عن عماد وتنسينا الغدا تراني ميته جوع خلينا ننزل .
نزلت شادن معاها بعد مامرت غرفتها واخذت عبايتها وراحت للمطبخ
حضرت لهم الشغاله الغدا ..
صبت لها كاسة لبن من لبن من غنم جدتها اللي يسوونه في البيت . ..!..
تذوقته بحذر ..
اول مرة تذوق لبن الغنم ..
استغربت طعمه وريحته بس بسرعه تعودت عليه ..
وحست انه الذ من البان الأبقار اللي تشربها من صغرها .
بعد الغدا ..
قامت غسلت ورجعت للصالة وكانت بتجلس الا سمعت صوت عماد ..!
صوته جهوري وحاد وهو يسولف مع جدته
يعلمها عن الأودية اللي سالت والقرى اللي ربي مَّن عليها برضاه واسقاهم واسقى زرعهم واراضيهم .
والجدة ترد عليه وتنثني على الله بـ : ماشاء الله تبارك الرحمن .. يالله لك الحمد ولك الشكر .
دخلت شادن للمجلس بسرعه وهي تحس برهبة في صوته ..
كلامه من النوع الكبير وكأن عمره فوق الستين سنه .
مافيه فرق بين لهجته ولهجة جدته وطريقة الكلام والاسلوب اللهم ان صوت عماد رجولي وفيه هيبة اكثر من جدتها .
اصغت لحوارهم الواضح ..
وفجأة حست ان صوتهم خفت ..
بعدها بثواني ..
نادتها جدتها من برا قالت بصوت عالي : ياشادن البسي عباتس وتعالي مافيه غير عماد مهوب غريب تراه ولد عمتس .
فزت شادن من مكانها وحطت يدها على صدرها قالت في نفسها " ياويلي من جدتي الحين لاتلح علي اني اطلع .. الله يستر لاتحرجني "
دخلت فوزية وهي تضحك قالت : ههههههههههههههه اطلعي تعالي عندنا .
: لاوالله مااطلع لو ماادري اش يصير روحي اقنعي جدتي تكفين ياعمه فكيني منها .
: هههههههههههه اصلاً عماد اخذ بعضه وقام انحاش .
: ماقصر والله فكني من الاحراج مع جدتي .
طلعت مع عمتها وكملت جلستها مع جدتها ..
الوقت عليهم وناسه مع ام ناصر اللي علمتهم بالسيول اللي تصب في مزارع القرية .
وكيف البير اللي يعبون منها اهالي القرية خزاناتهم امتلت على آخرها ...
الفرح بالغيث والرزق عم البيوت والنفوس ..
رضا الله والدلالة الخير اللي ارسلهم ..
اسقى الأوادم والحيوانات والزرع ..
بدون أي كوارث او مشاكل ..
***
صحت سارة من النوم وهي تحس بارتياح تجهل سببه ..
ماقدرت تنام بعد مناحة امس الا بعد ماصلت الاستخارة ..
بعد المكالمة الغريبة وحلفه انه لينتقم من مشاري ولا يقتله ..
وبنهاية المكالمة عرفت انه مو في وعيه ..
وشكله شارب شي من ثقل لسانه وغياب عقله ..
بكت لحد ماانهكها البكا واضناها ..
تبي من يشير عليها بدون تحيز او ظلم ..
ومافيه اعدل من ربي واعلم منه ..
اختارته وريحها بالنوم وراحة النفسية والهدوء اللي تحس فيه الآن رغم همها الكبير ..
بدلت ملابسها ولبست تنورة واسعه بلون بني .. وبلوزة طويلة وواسعه بكم طويل وواسع ونزلت تحت عند ابوها وامها اللي افتقدوا جلستها من زمان ..
والجلسة مثل ماهي ماكأن غيابها عنهم اثر فيهم .
امها تقرا في كتاب رياض الصالحين في محاولة منها ا نها تلم بالأحاديث الصحيحة ..
وابوها يتصفح الجريدة بنظاراته السميكه اللي تغطي عيونه .
شبكت يدينها في بعض زي الطفل المحتار كيف يواجه الاكبر منه وهم زعلانين منه ويفكر كيف يعتذر .
انتبه لها ابوها ونزل نظارته وفتح لها يده قال : هلاااااا بسارونه الغالية .
تعالي عند ابوك .. هنا هنا .
اشر للمكان اللي بجنبه وجات سلمت على راسه ورجعت سلمت على راس امها اللي ابتسمت لها وقفلت الكتاب ..
جلست بجنب ابوها بحيا .. قال ابوها : تغديتي ولا كالعاده .
: لا يبه ماتغديت بس مالي نفس والله .
اخذ التلفون قال : نشوف لك نفس ولا لا اذا طلبنا من بيتزا هت .
لف يده عليها وحضنها بحركته المعهودة واللي اعتادتها سارة .
طلب بيتزا وانهى المكالمة وسلم على راس بنته وهو يمسد شعرها ويحضنها له اكثر ..
قال بلهجة فيها دلال واضح لها : مشكله اذا كبرت البنت الدلوعه .. يكبر دلعها معاها والمشكلة الاكبر ان الاهل يدلعونها اكثر .
ابتسمت لابوها بحب و خجل قال : يبه آسفه .. بس والله ...
قاطعها ابوها وهو يحط راسها على صدره : لاتعتذرين عن شي احنا اللي آسفين المفروض مانسلم سارة الغالية الا للي يستاهلها .
امتلت عيونها دموع قالت : يبه خلاص قفلوا على الموضوع هذا .. وان شاء ربي يكتب لي اللي فيه خير .
تنفس ابوها بارتياح وهو يشوف تسلك طريق غير العناد وانها بدت تخطو خطوة صحيحه وتفكر بمصلحتها بدون مايضغطون عليها اكثر ..
دخل مشاري ووقف بمكانه ..
يحس نفسه من زمان عنها لدرجة انه تقريباً نسى شكل ملامحها .
ابتسمت له وقامت تسلم عليه .
قال : مابغينا نشوفك يالزعلانه .
ابتسمت وهي تحاول تبعد عن جو العتب واللوم قالت : اجرب غلاي ومعزتي عندكم .
: عز الله غاليه والدليل العشا الليلة عليّ .
وقفت امه قالت : بما ان النفوس متصافيه نبي نطلع لمخطط مانبي مطاعم خلونا ننبسط خاصة ان الجو الليلة براد وحلو .
رد ابو مشاري وهو يشوف تعابير وجه سارة تهللت قال : اجل نروح للبحر والعشا على مشاري .
قال مشاري وهو يشيل الملف اللي جايبه معاه : اجل يالله جهزوا على بال ماابدل دقايق بس وانزل لكم .
قضت سارة ليلة لابأس فيها بمعية اهلها وبعيد تماماً عن خالد وسيرته وذكراه الموجعه ..!
v]: v,hdm hgp.k hgujdr hg[.x hgehkd v,hdhj ',dgm hgpQg hgp.k hgujdr v,hdhj v,hdm
|
11-18-2016, 03:49 PM
|
#2
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
***
بعد مضي اسبوع كامل وهي عند جدتها ..!
ماداومت هالاسبوع..
لأن المديرة قالت لهم لايجون لأن فيه قرار من الوزارة منع الدراسة الى نهاية الاسبوع خايفين من الغرق ولا تعرض المدرسات اللي يداومون من مناطق بعيده للمخاطر ..
واذا على الدروس يعوضونها الايام الجاية .
كانت جالسه مع فوزية وجلالها على اكتافها ..
جات ام ناصر والشغاله ماسكتها بيدها ..
وجلست معاهن بمكانها المعتاد في صدر الجلسة والتكاية على يمينها ..
قالت الجده بلهفه : احد يدري عن عماد جا من الطايف ولا لا ..؟
ردت فوزية وهي تاكل حلا وترشف عليه قهوة : يمه عماد وصل قبل شوي .. بس طلع لغرفته يقول انه تعبان ويبي يرتاح .
: الله يهديه .. اهلكته هالمشاوير . كل شوي وهو في ديره .
: اشوا من فهد اللي شوي في ليبيا ولا السودان ولا الجزاير ..!
: هو راح ..؟
: ايه ..!
: من قاله لتس ..؟
: ناصر جانا وانتي نايمه قال انه مشى ..
طالعت ام ناصر بشادن اللي ساكته وباين انها سرحانه قالت : علامتس ياشادن ..؟
ابتسمت لجدتها بحب قالت : مافيني شي ياجدتي بس افكر باهلي .
: وحنا وش حنا ..؟
اتسعت ابتسامتها اكثر قالت : انتم اهلي اكيد .. انا اقصد امي ونايف اخوي .
: اهلتس طيبين ونايف عند امتس وابشرتس ان صالح طلق امتس وافتكت منه .
سوت نفسها متفاجئة ومبسوطه حتى ماتخرب على جدتها المفاجأة والبشرى اللي سوتها لها ..
قالت : صدق ياجدتي ..؟ الله يبشرك بالخير .. من قال لك ..؟
: علمني عماد الله لايخليني منه .
: الله يسامحك ياجدتي .. ليه ماقلتي لي على طول ..؟
: مابغيت اعلمتس ثم تفرحين وتشتهين الروحه لامتس .
: يعني تسمحين لي بكرة اروح ..؟
: يابنيتي انا ماودي امنعتس من امتس .. بس الطريق خطر عليتس وانتي اهلتس بجنب مدرستس .. روحي لامتس كل ربوع مع سواق المدرسات وليا جا السبت تجين وتقعدين عندي .
مافيه مفر من اذعانها لاوامر جدتها الحانية ..
قالت باذعان وطاعه : خلاص ولا يهمك ياجدتي .. اللي تبغينه يصير .
: الله يرضى عليتس ولايخليني منتس ويقر عيني بشوفة اخوتس .
ماكملت كلمتها الجدة الا ودق الجرس وكأنها على موعد مع القدر ..
راحت الشغاله تفتح ..!
ورجعت بسرعه قالت : ماما فيه رجال عند بوابه ..
ردت فوزية : منهو ماعرفتيه ..؟
ردت الشغاله اللي اعتادت على اهل القرية وتقريباً حفظتهم كلهم : لامدام مااعرف ..!
قالت فوزية وهي توقف : بروح انادي له عماد .
ردت ام ناصر بسرعه : خلي عماد يرقد تلقينه تعبان .. انا اللي اروح اشوفه .!
وقفت بمساعدة فوزية ولبست جلالها الضافي على جسمها وراحت تمشي وهي تتكيء على عصاها ..
والشغاله تساعدها على المشي وتساندها ..!
شافت شاب واقف عند الباب ..
ملابسه وهيئته تدل على انه مو من الديرة ..
اضفت غطاها على عيونها الباينه من ورى برقعها
قالت : هلا حيا الله الضيف . حيا الله من جانا ..!
عطاها نايف جنبه وصد بوجهه عنها
قال : هذا بيت عماد بن مشعل .
: وصلت ياولدي ..!
: هو موجود ..؟
: موجود .. ادخل للمجلس اللي على يمينك .. وهو يجيك بعد شوي .
طالعها نايف بدقه اكيد حرمه كبيرة وحازمه مافيه غير جدته اللي كان ابوه يوصفها له ..
قال : انتي ام ناصر ..؟
: وصلت ياولدي .. انا ام ناصر ..
شال نظارته السوداء من على عيونه ودخلها جيبه وتقدم بخطواته ناحيتها ..
الملامح مو غريبه عليها ..
الا تعرفها زين ..
شباب خالد ..
وعمر خالد ..
ملامح وجهه .. !
العين والحاجب والهيئة ..
قالت ودمعه منها انحدرت غصب وسالت على رقبتها المجعده بفعل الزمن وقسوة الدموع اللي ياما مرت عليها ..
: حيا الله ولد خالد ..
اقبل عليها وسلم عليها بحرارة ..
وهي تعلقت فيه اكثر ..
حضنته وكأنها تحضن خالد ..
خالد اللي ضيعته بعناده وعناد ابوه وتجبره ..
خالد الصغير ..
رجع لها مثل ماراح ..
الملامح هي هي ..!
والصورة بالكربون ..!
سلم على يدها وحط راسها على صدره ..
قال بحنان : لودريت ان هالدموع بتنزل ماجيتك ..!
قالت بلهجة عاتبة وحاده : انت وش اللي تقوله .. الا المفروض انك جايني مع عماد ..! وش وخرك ( اخرك ) عليّ .
حط يده في يدها ومشى معاها لداخل البيت قال : المعذره ياجدتي .. انشغلت بالكلية اخلص اوراقي قبل لايروح الترم علي .. انتي بشريني عن صحتك عساك بخير ..!
: بخير بشوفتك انت واختك .. الله يرحم ابوكم ..
تهدج صوتها وقطعت كلامها الذكرى ..
وهلت دموعها من جديد ..
وصلت للبيت ونايف يلومها على البكا وهي تمسحها بطرف جلالها قالت : ادخل ماهنا احد مافيه الا اختك وعمتك فوزية ..
دخل معاها وفزوا البنات ..
فوزية راحت وتخبت عنه لأنها ماتعرفه ..
وشادن وقفت ..!!
تجمدت كل اللحظات والثواني ..
وقف الدم والنبض والهواء ..
نايف .. !
نايف ولايشبه نايف ..؟
ضحك لها وفتح يدينه ..
ياكثر شوقها له ..
وياكثر مااحتاجته يساندها ويوقف معاه ..
وياكثر ماهو قريب منها لدرجة انها كانت تقول له على كل شي ،
عمرها ماحست انه اصغر منها ..
رغم انها اكبر منه بثلاث سنوات الا انه دايما يحسسها انه الكبير .. !
لأنه كبير بالقدر والفعل والتصرفات ..
جاته تجري وهي في سباق مع الدموع ..!
ضمته ساعه وهو حاضنها على صدره ..
شادن بالنسبة له بنته واخته وصديقته ..
هو المسؤول عنها وولي امرها ..
ضحك وهي تشهق على صدره قال : ههههههههههههههههههه الحين انا اسكت جدتي برا وارجع اسكتك هنا ..!
دخل اصابعه مع شعرها قال بحنان : وش سالفة الدموع اليوم ؟ والحنفية هذي ماتخلص دايماً .
ضحكت شادن من بين دموعها اللي بللت وجهها قالت : اشتقت لك كثيير ..!
جلست ام ناصر والموقف مأثر عليها قالت : حيا الله ولد خالد .. تعال اجلس عندي . علمني وشلونك ووش علومك .
مسك يد اخته وجلس بجنبها وجدته على طرفه الثاني ..
قال : انا بخير ومشتاق لكم والله .. اجل وين عمتي فوزية .
سحبت شادن منديل وقعدت تمسح دموعها قالت : بروح اناديها ماتدري انه انت .
وقفت ونادت فوزية المستمرة عند باب مجلس الحريم وهي مستغربة ان شادن مالحقتها ..
: عمتي تعالي سلمي على نايف اخوي .!
جات فوزية تمشي وسلمت عليه برسميه ..
ان الوحده تسلم على رجال لأول مرة تشوفه شعور صعب جداً ..!
هذا كان احساس شادن مع عمانها ..
بس مايستمر الا لحظات ويروح ..!
قهوة وسوالف ودفة الحديث كانت اغلبها بين نايف وام ناصر ..
احدهم يسأل والثاني يجيب ويسترسل في الاجابة ..
سمعوا صوت عماد ينادي على شهد وياولد .. ويافوزية ..
اخذت شان جلالها المرمي وراها وحطته عليها
قال نايف بسرعه : روحي ادخلي داخل بسرعه .
هذا هو نايف اللي تعرفه .. غيور .. رجل موقف .. حنون .. كريم ..
وقفت ودخلت لمجلس الحريم وبقلبها " مو وقتك ياعماد "
نزل عماد وتفاجأ بنايف اللي جالس مع جدته وسلم عليه بحراره .. ورحب وهلاّ ونادى بقهوة جديده تجيهم في مجلس الرجال ..
اخذه غصب رغم اعتراضات نايف بحكم انه من اهل البيت ومافيه احد غريب ...
بس عماد اصر ووداه مجلس الرجال ولحقتهم ام ناصر ..
بعد ساعتين كان البيت يعج بالناس مجتمعين على عشا ام ناصر وعماد لعيال خالد ..
***
في غرفتها المظلمه ..
قامت فتحت الشباك بعد مانامت اختها العنود اللي بسنه ثالث ابتدائي ..
طالعت في بيته ..
سيارته اللي موقفها قدام البيت ومادخلها ..
اثاره وخياله ..
هناك امس واقف ..!
ومرة نزل هناك ومشى على رجوله ..!
هناك كلم العمال ..
وهناك وقف يتأمل البيت من برا ووش سوا المطر فيه ..!
وهنا صد عنها ..! وهنا وهنا وهنا ..!
دمعت عينها ..!
ياترى بتحس فيني ياعماد ولا لا ..
اللي كانت خايفه منه بدت تشوف بوادره ..
تذكرت لمن مر على ابوها وقال لها لاتغيِّب شادن ..
وانه هو اللي ردها لاتداوم ..
مسكت حافة شباكها الحديد وتثنت على الارض ..
" خايفة منها ياربي ..
هي ازين .. ومتدينه بحكم بدليل صلاتها في المدرسة وسنتها ..
وعنده في البيت يعني قدام نظره
ويمكن .. مو يمكن الا اكيد انها بتحبه .."
ابتسمت بوجع ..
" اجل فيه بنت بعقلها تشوف عماد وماتحبه ..
وشلون اذا قربت منه وعرفته .. "
رجعت ملامح الحزن ترتسم على وجهها ونزلت دمعه حارة على خدها قالت بقهر " حبك خلاني احقد على شادن وهي مالها ذنب .. بس يمكن مع الوقت يصير لها ذنب ويصير لي عذر "
تعوذت من ابليس وجات ردة فعلها سريعه لمن قالت " اعوذ بالله عسى مايصير لها ذنب وتاخذ عماد وعسى مايصير لي عذر واحقد عليها باسبابه "
ممكن تكون الاحلام على كيفنا وهوانا لكن تحقيقها مو بيدينا ومالنا فيها أي تدخل اوسلطه ..
كلها بيدين القادر القوي .. اللي يحكم بكيفه ويوزع القسمه والنصيب بمراده وارادته جل وعلا ..
سمعت صوت ابوها يدخل البيت وفزت دخلت في بطانيتها وغمضت عيونها حتى لايذبحها ان درى انها صاحيه وشباك غرفتها مفتوح ..
***
|
|
|
11-18-2016, 03:50 PM
|
#3
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
***
اليوم الثاني ..
صحت الساعه خمسه الفجر ..
لبست تنورة جينز كحلي وبلوزة قطنية لونها وردي بكم طويل ..
مشطت شعرها الاسود وفتحته .. وحطت ميك اب خفيف وناعم يناسب مدرِّسة وتعلم اجيال ..
لبست جزمة ( اعزكم الله ) بدون كعب لونها كحلي على رمادي ..!
القت على شكلها نظرة اخيرة ..
شكلها مرتب وانيق وهي اصلاً حلوة ..
بخت من عطرها المفضل مس ديور بخات قليله حتى ماتطلع ريحته القوية ويشمونها الناس اللي راح تمر بجنب بيوتهم ..!
اخذت عبايتها وطرحتها وغطاها الساتر وبيدها الثانية شنطتها ..
طلعت من الغرفه ونادت شهد اللي سبقتها تجري تحت ..
اليوم نفسيتها غير ومزاجها غير ..
مرتاحه بوجود نايف وانها اليوم بترجع لامها وبتشوفها اذا الله اشاء واراد ..
نزلت مع الدرج خطوة خطوة وهي تطالع بساعتها اللي بمعصمها ..
سته ونص ..
يمديها تجلس مع جدتها قبل يصحى عماد اللي اعتادت عليه في اليومين اللي راحت مايصحى الا من بعد سبعه او ثمانية الا ..
حطت رجلها اليمين على ارض الصاله السيراميك ..
انتبهت للي واقف قدامها ..
لااا وين تروح وين تشرد ؟
حطت عبايتها المطبقه على وجهها ..
كانت ردة فعل عماد اسرع ..
اعطاها ظهره ورجع طلع مع الباب ..
مايدري وين يروح ..
المهم انه يبعد عنها ويفكها من الاحراج اكثر ..
مكشر ومعترض وبقلبه وشلون تمشي في بيت رجال مو محرم لها وهي متكشفه ..
وليه اقل شي ماحطت شي على راسها ..
رجع دخل مع قسم الرجال من برا بيشوف نايف اللي نايم في المجلس صحى ولا لا ..؟
شافه غاط بنومه وجلس قريب منه مايدري وين يروح ..!
اخيراً تمدد واسترخى جسمه استعداد للنوم حتى لو كان غفوة ..!
..
اما شادن فلبست عبايتها وهي ميته خجل وتوبخ نفسها وتلومها على الموقف المحرج " استاهل انا .. اصلاً ليه انزل بدون عبايه .. الحين اش بيقول عني .. "
هدت نفسها وهي تحاول تهرب من الموقف وذكراه بـ " اشوا اني اليوم برجع لامي وافتك من الجلسه هنا "
راحت لجدتها صبحتها بالخير وردت الثانية قالت : تعالي ابيتس ياشادن .
: هلا ياجدتي .
: اجلسي عندي وانا جدتس .
جلست بجنب جدتها وفي راسها ان جدتها بتوصيها بسلام لامها وبتأكد عليها للرجعه ..
: ها ياجدتي .. آمريني .
: مايامر عليتس عدو .. اسمعيني وانا جدتتس .
اصغت شادن لجدتها باهتمام لأن الكلام باين انه مهم من لهجتها وتأكيدها ..
: انتي بنتي وهالكلام مافيه شك ابد ..
وعمااد ولدي وقطعة من قلبي ربيته مثل ماربيت ناصر واخوانه ..!
كلن ظهر من عندي والتهى ببيته ، اللي سافر ، واللي تهاوش مع ابوه وانحاش وفرقت بيني وبينه السنين ، واللي التهى بشغله وعياله ..!
مابقى لي غير عماد ...
تنهدت وكملت بحب واحساس بالجميل والعرفان ..
هو اللي مريحني ويدور رضاي وراحتي ..
وانا مامنغص علي غير اني مااشوف حرمته وعياله .. واني اشوفه مستقر في بيته ومرتاح ..
وانتي بنت خالد الغالي اللي اخذته الدنيا مني وابعدتس كل هالسنين عني ..!
كبرتي وانا ماشفتس غير وانتي حرمه ..
سكتت ام ناصر لحظات واخذت نفس عميق ..
الكلام هذا يرهقها يهزها من الداخل ..
بعد خالد وعياله كانت اكبر مصايبها والكلام فيها مؤرق ومرهق .. قالت الجمله الأهم والكلام المفيد والمختصر ..
: ابيتس تاخذين عماد .. وانا ادري انتس عاقلة منتيب رادة واحد مثل عماد . وادري انتس تبين ترضيني واعيش باقي عمري وانا مرتاحه ..
..
كان الكلام يخترقها زي السهوم ..
قنابل فجرتها جدتها على راسها ..
مفاجأة لاكانت على البال ولا الخاطر ..!
اللي حفظته من فوزية ان عماد مايبي الزواج .. اجل كيف تبيها تتزوجه ..؟
طالعت بجدتها وبعيونها "ليه بتغصبونه عليّ "
تكلمت بصوت محرج ومنصدم : جدتي ..! بس انا اعرف ان عماد مايبغى يتزوج ..!
ردت باندفاع : مايعرف مصلحته ..
: جدتي عماد مو صغير والله يخليك لاتحطيني بموقف مثل هذا .. انا ادري انه مغصوب ..
:عماد خليه عليه .. بكره ليا غصبناه واعرس طاح اللي في راسه .
: بس ياجدتي ..
قاطعتها بشدده : مافيها بس يابنيتي .. اخوتس وافق وماباقي غيرامتس وهقوتي انها ماتخيبني وترفض ..
: طيب وانا ماتبين تعرفين رايي .؟
: يابنيتي لو عماد مايصلح لتس ولا مهوب رجال يناسب بنت ولدي ماخطبتس له .. وانا بنفسي اللي اقول لا ماايخذ بنت خالد .. لكن عماد ينحط على اليمنى رجالن كفو .. يسد في اللوازم وشهم .. ان نخيتيه لقيته العتيد قوي الباس .. وان احتجتيه لقيته الاخو والسند .. متعلم وعنده خير ومستخسرته في بنات خلق الله وانتي قدام عيوني بنت ولدي سنعه وعاقلة وتستاهلينه .
حطت راسها بين يدينها وضغطت عليه بقوة " ياربي اش هاليوم .. واش هالايام اللي الصدمات فيه متعاقبه .. بعد صالح والخوف والرعب والوحده الاقي الاهل والسند والعزة والامان .. ثم يطلع اخوي من سجنه ونفتك من صالح اللي كاتم على حياتنا ومخليها اضيق من ثقب ابرة وبيوم يفرج لنا ربي منه .. وانخطب ويمكن اصير زوجه بأي وقت والمصيبه لواحد رافضني ويمكن يكرهني ويعتبرني نكبة حياته .."
ماتقدر تركز ولا تفكر بشي ..
وقفت وشافت شهد داخله عليهم وبيدها بقية ساندوتشها اللي اكلته في المطبخ قالت : شادن يالله ..! شاادن ..! يووووووووه ابلا شااااادن انا انادييييك .
: ها .. هلا ياشهد .. يالله .. يالله مشينا ..
التفتت على جدتها اللي تراقب تصرفاتها وحركاتها وتدري انها فاجأتها او بمعنى اصح فجعتها بالطلب هذا ..
مافيه بنت ترضى تصير بمكانها ..
عماد رافض الزواج نقاشاً وعرضاً وفرضاً ..
كيف يحطونه امام الامر الواقع بمساعدتها ..!
اخذت شنطتها وتوكلت على ربها وفوضته امرها كعادتها اللي مؤمنة فيها ولايمكن تتركها مهما ضعفت وخافت من العواقب ..
ومشت مع شهد متوجهه للمدرسة ..!
***
في مدرسة السبيل ..
جالسه في الفصل .. وتراقب البنات اللي يجاوبون على اسئلة الاختبار الدوري ..
تذكرت هذيك الليلة اللي مافارقتها ولا ثانيه ..
تذكرت اتصالاته الكثيرة واللي مطنشتها للحين ..
مابين قلبها وحبه وعقلها واهلها ..
تتبع العقل وتلغي الحب ..
ولا تتبع القلب وتلغي مسؤولية الاهل ناحيتها .
رغم انها مهمومه الا ان صار عندها لامبالاة باللي راح توصل له ..
النتيجة امرين احلاهما مر . وهي عليها الاختيار .
: ابله خلصت .. ابله سارة .. ابله ..!
رفعت راسها قالت : هلا يامريم .. هاتي ورقتك .. انتبهت للبنتين اللي ينقلون من بعض .. وصرخت بصوت عالي فجع كل الطالبات : بنااااااات ..!. فاطمة وحصة قوموا .. هاتوا اوراقكم .
تكلمت حصة بخوف : ابله ماكملت ..
عصبت سارة ورفعت صوتها اكثر : هاتي ورقتك ..!
اخذت ورقتها وورقة فاطمة وقارنت بين اجاباتهن لقتها نفسها وكأنها منسوخة بالكربون لولا اختلاف الخط .
اخذت نفس عميق لأنها هي الغلطانه وماراقبت بأمانه ..
: كل وحده تجلس بزاوية وتحل الأسئلة هذي .
احتجت فاطمه : ابله بسسس
: اذا ماتبغوني اعطيكم اسئلة جديدة خلاص درجاتكم صفر وراح اكتب على ورقة كل وحده غشاشة .. واوديكم للاداره .
قالت حصة برجاء : لا لا نبي اسئلة جديدة ..
غمضت عيونها وعضت على اسنانها قالت : كل وحدة بزاوية بسرعه ..
انصاعوا لأمرها وملت عليهم اسئلة جديده .. وحاولت على قد ماتقدر تركز مع البنات وتدقق عليهم بأمانه ..
خلص الوقت وجمعت اوراق البنات وطلعت ..
قابلتها نورة اللي باقي لها اسبوعين وتبدا اجازتها لحد ماتولد وتكمل
قالت : سارة اش فيك ياعمري ليه وجهك كذا ..؟
ابتسمت سارة قالت : مافيني شي !
: يابنت مو علينا .. وجهك يقول ان فيك اشياء مو شي ..!
: تعالي بس لاتفاولين علي .. هذا من السهر والعنا على قولة شادن .
: صحيح اش اخبارها ..؟
: لسه عند عمانها .
: الله يسعدها هذيك البنت تستاهل كل خير .
هزت سارة وأمنت على كلام نورة بدون نفس ودخلت الغرفة ..
فاطمة تقرأ قرآن وعلياء اللي انضمت لهم جديد تصحح لطالباتها بملل .. ونورة تمددت على الفراش اللي جايبته معاها من بيتها ..
اخذت نفسها وقامت ..
الجو يفتح النفس هالايام في السبيل والقرى اللي حولها ..
لوشادن معاها كان اقتسمت معاها مشكلتها وهمها ..
بس هذي اولى التجارب انها تعيش بدون شادن .
افكارها متخربطه ..
مابين احداث وذكرى آخر ليلة كلمت فيها خالد بعد انقطاع ايام ..
ومابين كلام مشاري وابوها وامها ..!
يارب نور لي بصيرتي ووجهني الوجهه الصحيحه ودلني على اختيار الطريق الصح ..
***
رجعت من المدرسة وهي متذمرة من الطريق المليان حفر وموية ..
جزمتها واسفل عبايتها معدومه من الطين ..
بس هي الرحمه وتهون مع شهد اللي مريولها وشنطتها وجزمتها متسخه بالطين .. حتى شعرها ماسلم ..!
دخلت على طول ومرت جدتها ..
سلمت عليها وهي مقبوضة من موضوع اليوم ..
وطلعت لغرفتها ..
وخطواتها ثقيله وكأنها تقاد على امر كارهته ورافضته ..
قابلتها فوزية وهي تخاصم شهد وماعبرتها ولا كلمتها ..!
دخلت غرفتها ورمت نفسها على سريرها ..
الله يعينك ياعماد عليّ ..
تخيلت لو تتزوجه ..
صدق انه وسامه وجاذبيه وشباب ..
وغير كذا رجل موقف ومهاب ..
فتحت الشباصة من شعرها وانسدل على اكتافها بنعومه ..
يفرضوني على حياته ..!
معادلة صعبة ..
اذا كل الطرفين مجبورين على الزواج ..
معناتها النتيجه زواج بالغصب ..
وزواج الغصب نادراً ماينجح ..!
اخذتها الافكار والهواجس وهي تتخيل ردة فعل عماد ..
بس عماد رجل ومحد يقدر يغصبه ..
هي اللي موقفها محرج اكثر منه .
مافيه الا انها ترفضه وترجع لوضعها الطبيعي في السبيل ..
مشوار يبدا من نص الليل .. وترجع آخر النهار ..
واذا على جدتها تقدر تمرها كل اسبوع تسلم عليها ولا تجلس عندها يوم وتمشي بكرامتها ..!
***
بعد اذان فجر الاحد ..! وبانتظار اقامة الصلاة ..!
سلمت على يسارها وسبحت واستغفرت والتفتت على صوت عماد اللي يتنحنح وينادي فوزية ..
نادته بصوت جهوري وعالي : عمااااد تعال يمه ابيك .
دخل عليها على طول لأن طريقه كان لها قبل مايخرج
: السلام عليكم .
: عليكم السلام ورحمة الله .
سلم على راسها وجلس بجنبها وهي على سجادتها قال : صبحك الله بالخير ..
: الله يصبحك بالرضا والسرور تبي تروح تصلي ؟
: ايه ابي الحق صلاة الجماعه في المسجد .
: زين ليا صليت ارجع لي ابيك بسالفه .
: وش سالفته علميني وراي مشوار هالحين بعد مااصلي .
قالت بلهجة امر وشدة : لا ماتروح لين تمرني سمعت ولا لا .؟
وقف وتحسس مفاتيحه بجيبه قال : ابشري يالله ابي الحق الصلاه .
: الله يتقبل وانا امك .
طلع من عندها والأفكار تاخذه وتجيبه " وش بتكلمني فيه ..موضوع العرس ولا مشكلة جديدة لعيال خالد ولا وش بعد الله يستر من يوم جات هالشادن وهو ماارتاح بس لجل رضا جدته كل شي يهون ياعماد ..!
كل شي يهون ..؟
لاوالله الا فكرة العرس والزواج مايهون لو فيها مدري وشو ..!
" وجدته كل يوم تلمح له بأنها هي الزوجة المناسبه وشوي وتقول خطبتها لك ..!
آخرها البارحه قبل ينام نادته وقالت له تبيني اخطبها تراني ابيها في بيتي وحولي ..
واضطر انه يغير الموضوع كالعاده ويتملص منه ..
دخل المسجد ومافيه غير الامام وكم رجال قبله اخذ له مصحف بعد ماصلى ركعتين وجلس يقرأ لحد مااقام المؤذن الصلاة والمسجد بدا يكتظ بأهالي القريه شياب وشباب وصغار ..
انهى صلاته مع الإمام اللي صوته وهو يتلو كلام الله يتغلغل لخلايا الجسم بكل خشوع وخضوع .
بعد الصلاة ..!
رجع للبيت بيشوف وش عند جدته
وش هالموضوع اللي ماينتظر لليل ...
دخل بصمت ..
وتوجه لغرفة جدته اللي للحين على سجادتها تسبح وتهلل وتستغفر وتدعي ..
: السلام عليكم .. تصلين ولا خلصتي . ؟
: عليكم السلام .. لا خلصت صلاتي وقاعدتن اسبح .
: هذاني جيت يالغالية آمريني ..!
: مايامر عليك عدو .. البارح سريت بدري يمديك فكرت بالموضوع ..!
طالعها وسوى نفسه مافهم قال : أي موضوع .؟
: أي موضوع بعد ..؟ الموضوع اللي ماذبحني غيره .. طلبتك ياوليدي لاتردني هالمرة .. وحقق لي رغبتي قبل لااموت .
قرب منها قال : لاعاد اسمع منتس هالكلام الله يرضى لي عليتس .
: اجل انت عليك مني . ؟
غمض بعوينه وفتحها قال بوجع : بديتي تغلين وانتي تدرين انتس غالية .؟
: لو انك تغليني ماتقهرني وانت تمنَّع عن العرس .. اللي يشوفك يقول ان فيك عله ..!
: مافيني عله ياجدة بس الزواج ماابيه لاتفرضينه عليّ .. اقل شي هالسنين ماابي الحرمه والعيال .. وترى وراي دراسة الدكتوراه ولانسيتيها ..؟
: متى تبي تفضي وعمرك راح .. تبي ليا جا ولدك وانت شايب مادون قبرك شي .. اعرس خلني اشوف عيالك ياعمااد لاتردني وانا امك .
زفر بآهه موجعه قال : طيب طيب بعدين نتكلم بالموضوع هذا .. الحين وراي مشوار لجده لازم اقضيه ..!
: هالمرة ماتقدر تنحاش .. ماابي العطلة تجي الا ومرتك في بيتك .
: لااله الا الله .. أي عطله .؟
: أي عطله بعد .. عطلة الصيف يالله في العافية .
: بعدين نتفاهم .. الحين خليني امشي قبل لاتظهر الشمس .
: الله وانا امك يهديك ويرزقك ويكتب الخير وين ماوجهت .
: ايه هذا الكلام اللي ابيه الله يطول لي بعمرتس ويخليتس لي . يالله اشوفتس على خير .
: بامان الله يالغالي الله يردك علي سالم غانم .
طلع وسكر الباب وشغل سيارته قبل مايحرك طالع فوق بشباك شادن قال بعد ماتنهد : من وين طلعتي لي يابنت خالد ..؟ هذا اللي انا جنيته على نفسي يوم نقلتك عند جدتي وقربتك منها .. الله يعينك عليّ ويعيني عليك .. !.
حرك سيارته وتوجه لعمله .. وهاجسه ماارتاح من التفكير بالحاح جدته اللي هالمرة باصرار و عزيمه ..
***
|
|
|
11-18-2016, 03:50 PM
|
#4
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
***
دخل البيت وهو يغني بصوت عالي تجاوز جدته اللي قاعده في الصاله ووصل لفوزية فوق بغرفتها ..:
ياطير وضبتك بتدريب ... ابغي اصاوع بك هدادي
لي طارن الربد المهاريب ... لي ذايرات من العوادي ..
القف لهن عساك ماتخيب ... ..واقصد لقايدهن عنادي ..
خمه براسه خمت الذيب .... ....وعليك ماظنيه بادي
وخل الهبوب تروح وتييب ... ريش شعيع عقب المصادي
واللي سبق طيره بلاطيب ... بيتم في حزنه ينادي
عند اخويانا والاصاحيب .... كلن بخبره بايسادي ..
وان ماضوى ودوله الجيب .. تزهاب والطبخه عنادي
وبصوت مجلجل هز اركان البيت نادى : ياهووووو .. ياهل البيت ..!
ردت عليه جدته ..: هلا حي هالصوت ..
دخل فهد ولد ناصر عند جدته ..
شعره الكثيف مغطي رقبته ونازل لكتفه باهمال
.. جسمه الرياضي معطيه هيبه وصوته العالي والثقيل يزيده رجوله وثقه ..
: هلا بام ناصر ..
نزل وسلم على راسها وجلس بجنبها قالت : ها من طول الغيبات .. وين غنايمك ..؟
حط يده على يدها قال : ابشرتس ياطويلة العمر .. غنايم يحبها قلبتس .
نزلت فوزية على صوته قالت : هالقصيدة وشلون حفظت كلماتها ماقدرت افهم منها الا كم كلمة .. وبعدين جايب لنا غنايم من السودان الحمد لله والشكر .
وقف وسلم على عمته اللي يعتبرها اخته ومايحط بينه وبينها أي رسميات
قال : ايه غنايم .. غزلان وحبارى وطيور يحبها قلبتس .
دخل عماد جاي من جده وهو يهلي : هلا هلا براعي السودان .. اجل جبت غزلان . بيض الله وجهك .
وقف فهد ولد ناصر وسلم عليه قال : ايه غزلان يحبها قليبك وجايبها مخصوصة لك . خابرك ماتحب المفاطيح .
: عساك كثرت بس مهوب مثل غزلان ليبيا .
: اترك ليبيا عنك .. السودان لولا الخوف فيه من الحروب ولا كان جلست فيها سنه .
ضحك عماد منه قال : لااله الا الله .. انت متى تعقل وتتوب .
تمدد فهد على ظهره وحط راسه على فخذ جدته قال : اما اتوب من الصيد ...
ردت فوزية وهي تحط فنجال القهوة بجنبه على الارض
: ياشيخ بكرة تتزوج وتنسى الصيد والبر كله .
جات ردة فعله سريعه : الله لايقوله خلينا الزواج لتس انتي وعزيزتس .
قالت ام ناصر : انتم وش بلاكم كل ماقلنا اعرسوا عييتوا ( رفضتوا )
قطعتوا ذريتكم وحرمتونا متعة الدنيا .
قال فهد باستهبال وهو يرفع راسه لوجهها : ماشبعتي .. ؟ جاتس عيال وفرحتي بهم وش تبين بعيال غيرتس .
: غيري تراهم عيالي .. ثم انت سنعك عندي وانا ام ناصر . ان ماالحقتك بعماد لاتنادوني حصة .
فز فهد وجلس قال : لااااه لاتقولون ان الطير الحر يبي يعرس .
رد عماد وهو يشرب فنجاله كله : ياابن الحلال هذي جدتي تخبر علومها . لوابي اطاوعها يمدي عندي سته عيال .
طالعته فوزية قالت بصوت واطي : ياويلك تراها اتفقت من وراك مع ناصر وفواز وخطبوا لك شادن .
كشر فهد قال : خخخخخخخخ شادن عاد ياابو مشعل هذا عوض عذبه ومنيرة ..؟
طالعه عماد بنظرات جامده وكمل فهد باستهبال وهو يرشف قهوته ويطالع في فوزية وعلى شفته ابتسامه يحاول يردها : ايه وهذي منين جبتوها ؟ .
اخذت ام ناصر عصاها اللي تتركى عليها وخبطته بشويش في فخذه قالت : لاتهرج على بنت عمك .
تكلم بجديه : بنت عمي ..؟
: ايه بنت عمك خالد الله يرحمه .
: لاوالله ..
تكلم عماد : تبيها يافهد ..؟
: لا ياخوك فكني من الزواج وطاريه .. خخخخخخخخخخ والله اخيراً بتطب القفص يالطير الحر .
ابتسم عماد قال : لا لاتصدق العلوم اللي تجيك .
طالع بفوزية قال : صدق اللي قلتيه .
ردت فوزية بجديه : والله كلموه . حتى امي كلمت شادن ..
طالع بجدته قال : وش هالكلام ياام ناصر .. تتكلمين من غير ماتاخذين شوري .. ماتخافين اني افشلتس ..؟
: منتب مفشلني ان شاء الله .. بعدين اخوها معترض انها تسكن عندي وفي بيتك وانت منت محرم لها .
: هو صادق ماله لزوم تسكن عندنا . تروح لامها الله لايهينها وتداوم مثل زميلاتها . حالها حالهن .
ردت ام ناصر باعتراض : بس انا بنت ولدي ابيها قدام عيني واخاف عليها من الطريق .
سوى فهد جلسته قال : عماد الناس كلموا ولد خالك خلاص مافيها رجعة بعدين ياخي يمكن خيرة لك .. الا علموني وش صار بعدي ...
قاطعه عماد بعصبيه : أي خيرة واي زفت .. قايل لكم انا رجال ماابي العرس . اذا انت تبيها تراني ماابيها .
الارض تلف فيه ..
نبضه من قوة توتره زاد ..
وقلبه من الغضب كأنه بيطلع لحلقه ..
مخنوووق ..
وش هالمصيبه ..؟
لايمكن يتم الموضوع هذا .
مستحيل يصير هالكلام لو على قص رقبته ..
رمى الفنجال على فوزية ووقف طلع فوق ..
يدري انها بغرفتها ..
الكلام معاها هو اللي بيحط النقط فوق الحروف .
ودق بابها شرٌ لابد منه حتى لو فيه تجاوز ومحظور بس لازم يوقف هالموضوع ويبتر الكلام فيه ..
خطى بخطواته المتسارعه وتوجه لغرفتها بدون أي تردد وبعزيمة والحاح
***
جالسة تحضر دروس بكرة ..
وتحاول تبتكر وسائل تعليميه لأن مافيه مكتبة تعينها وتساعدها ..
سوت وسيلة جيبية .. وحطت فيها مجموعة اسئلة في قصاصات ورقية على الدرس ..
وهي في منغمسه بشغلها ..
سمعت دقات غريبه على باب غرفتها وفزت من مكانها ..
سرت بجسمها رجفة وتملكها خوف ذكرها بصالح ..
وصلها صوته وهي متجمده ولهجته الحادة : افتحي .!!
قربت من الباب قالت بضعف وخوف : من ..؟ نعم اش تبغى ..؟
تنهد بألم وقهر وحاول يكبت عصبيته قال : انتي افتحي واسمعيني بقولك كلمتين وامشي بعدين مو انا اللي تخافين منه على نفسك .
سرت بجسمها قشعريرة .. وفي قلبها " هذا صوت عماد .. اش يبغى مني الله يستر "
دق بقوة اكثر و: افتحي يابنت الحلال . لاتخليني اطلع من طوري .
حطت جلالها على شعرها وجسمها وفتحت الباب بشويش وبيدين ترتجف وقلبها يدق بقوة وكأنه بيطلع من صدرها .
صدت بوجهها عنه وهي متشددة بالباب بكل حيلها وقوتها بعد ماشافته يكلمها وهو معطيها ظهره .. بس قربه من الباب يخوف ..
قالت بارتباك : ب ب بعد عن الباب لو سمحت وقول اللي عندك بسرعه هذاني اسمعك .
صوتها اللي يرتعش اثر فيه لدرجة انه اخذ نفس عميييق و سكت لثواني طويلة .. اللي يسويه تهور وجنون لكن لو سكت ساعتها راح يكون هذا الجنون بعينه وعلمه .
حاول انه يهديها ويوصل لها اللي يبيه بتفهم قال بصوت واطي : الحين انتي ليه خايفه يابنت الحلال ؟ ماني ماكلك بعدين انتي متغطيه وانا ماني داخل .. كلها كلمتين ابي اقولها لك واذلف .
ردت بانفعال وخوف باين من صوتها ولهجتها : مابيني وبينك كلام ..
قاطعها بسرعه وكأنه بيمتص خوفها وانفعالها : هدي هدي الناس تحت لاتفضحينا .. بيني وبينك كلام لازم اقوله ولازم تعرفين وش عندي .
صرخت بصوت اعلى مرتجف : طيب بسرعه قول اللي عندك وخلصني .
ضرب بقبضته على الباب قال وهو عاض على اسنانه حتى يملك نفسه
: اول شي صوتك لاترفعينه عليّ .. ثاني شي موب انا اللي تخافين منه فاهمه ولا لا لأني احرص منك على نفسك ؟ .
رجع خطوتين على ورى قال : جدتي مبلشتني وعرفت انها كلمتك .
ردت وهي ترتجف وبطنها يعورها بقوة : بس انا مارديت عليها للحين ولا ابغى الموضوع هذا .
اخذ نفس عميق قال : شوفي .. انا بعد مثلك ماابي الموضوع هذا .. انا رجال مابي اتزوج وشايل هالفكرة من راسي .. بنفس الوقت ماابي جدتي تزعل مني .
تكلمت بصوت حاولت انه يطلع عادي على قد ماتقدر : طيب والمطلوب ..؟
: اتوقع انك ذكيه وفهمتي وش ابي .
سكتت شويه بعدين قالت بصوت واطي : فهمت ..! يعني ارفض واقول ماابي اتزوج عماد .
: ايييييه هذا اللي ابيه منك .
: بسس .
فتح عيونه بقوة قال بسرعه : بس وشو ؟
: انا خايفه جدتي تضغط عليّ .
: لا ماراح تضغط وزعل جدتي منك ماهو مثل زعلها مني انا عندها غير عن كل الناس واكيد تعرفين . وانتي اذا زعلت منك كلها كم يوم وترضى .
هزت راسها بمعنى فهمت واستوعبت . وكأنه يشوفها ويدري عن حركتها .
عطا الباب ظهره بينزل قال : انا ابي اقول لجدتي اني وافقت لكن اقسم بجلال الله لوتوافقين ماتشوفين معاي الطيب لين تموتين . هذاني نبهتك ومن الحين اقول لك ماابي اظلمك معاي .
حست انه جرحها في الصميم ..
كلامه ماله معنى غير اني ماابيك ولاابي وجودك بحياتي ..
بردة فعل سريعه حاولت تستجمع اللي تبقى من قوتها المنهكة من سنين وترد عليه ..
قالت : انا كمان ماابغي اظلمك معاي . لأني ماابيك ولاافكر فيك .
لف وطالع في باب غرفتها المردود قال : متأكدة انك ماتبيني حتى لو خطبتك برغبتي .
لهجته الحاده وطريقته في اصراره على معرفة الاجابة اربكتها قالت
: انا اصلاً مااعرفك عشان ارفضك ولا اوافق عليك بس بعد كلامك هذا ماراح اوافق عليك لو على قص رقبتي .
كأنه ملك الدنيا بكلمتها ..
تنفس بارتياح وهو يرفع راسه للسما قال : زييين زييين الله يرزقك ويوفقك والله الله بجدتي فكيني من زنها على راسي واقنعيها برفضك لي .. يعني لاضرر ولا ضرار يابنت الناس ..
نزل بسرعه من دون ماترد او يلتفت لها ..
ركب سيارته ولحقه فهد يجري ..
: هييييييه انتظرني لاتروح .
سكر باب سيارته وقبل مايشغلها ركب فهد معاه وهو يلهث قال عماد : وش تبي انت بعد ..؟
اخذ فهد نفس عميق قال : ابي اعرف وش سالفتك .. ياخي رجال تبي تطق الاربعين وماتبي العرس .. والله حتى الحريم ماسون سواتك .
: انزل ..
طالعه فهد باستغراب قال : وشو ..؟
: فهد انزل زال النفس عليك طيبة لااخلي لك السيارة كلها .
: تعوذ من ابليس ياابو مشعل .. علامك قاب ماتحمل شي .. ياخي اللي يسمعك يقول ان فيك شي وماتبي الزواج .
: مافيني شي يافهد .. بس الزواج ماابيه ياخي اقل شي لين اكمل دراستي .
: ودراستك ماتكمل وعندك مرة وعيال .
فتح باب السيارة ومسك فهد يده قال : اصبر اصبر ياعماد .. تعوذ من ابليس ياابن الحلال .
تنهد عماد قال : اعوذ بالله منك ياابليس .
قال فهد باستهبال كالعادة : يارجال وسع صدرك واذا على العجوز هذي تزعل من خلق ربي كلهم ولاتزعل منك انت .. ماعليك منها ماتبي العرس خلاص قل لا ..
طالعه عماد قال : صاحي انت .. ماعندك كرامه ماعندك نخوة .. يلعن ابليسك هذي اللي تبيني ارفضها بعد ماخطبوها خوالي لي تراها بنت عمك اقرب لك مني ..
: طيب الموضوع بين نايف وابوي وعمي والعجوز تقدر تدخل بنفسها وتقول لنايف ولا للبنت انك ماتبي العرس ..
قاطعه عماد : ماعندك كلمة ازين من كلمة العجوز .. ماتعرف تحشم احد انت .. حسن ملافظك اول وسنع هرجك ثم تعال علمني بافكارك .
حك فهد راسه قال : عجوز وغصب عليك .. لكن خلنا نرجع لموضوعنا .
شغل عماد السيارة بملل قال : ماعاد فيه موضوع خلاص جدتي قررت وانا ماعلي الا ا ني اوافق .
: انت صاحي ولا مجنون .. قبل شوي ماابي العرس والحين موافق . وش سالفتك ..؟
: اقول تبي تنزل ولاتمشي معي لمكه ..؟
: مكه ..؟
: ايه ياخي طقت في راسي ابروح لمكة . هناك في الحرم ارتاح نفسياً وافكر زين .
: اجل الله يستر عليك ويسهل لك توكل على الله .. انا بروح لعجوزك .
نزل فهد وهو يضحك لمن سمع عماد وهو يقول : عز الله ماالعجوز الا انت ووجهك .
|
|
|
11-18-2016, 03:50 PM
|
#5
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
***
جالسة بغرفتها ..
وتتصفح مجلة الحياة ..
تدور على مقال غيداء صاحبتها بالجامعه .. اتصلت فيها وقالت لها تقراه وتقول لها رايها فيه ..
ابتسمت سارة على فكرة صاحبتها لمن قرأتها .. وهي لو ان وزارة التربية والتعليم سمحت لطالبة الثانوي تحط كحل وروج وتلبس اكسسوار ناعم ويفكون الحصار عنها كان ماشفنا مكياج سوق ولبس عاري بالجامعه وكأنه تمرد خارج اطار المدرسة .. لأن باختصار كبت المدارس ولد الانفجار في الجامعات والاسواق والزواجات بطرق مبتذله ..
دق التلفون وقطع عليها استرسالها بمقال غيداء اللي توضحه بمنتهى الحرص والوعي ..
رفعت السماعه وماتفاجأت لمن سمعت صوت جارتهم ام اسعد اللي اعتادت تتصل بهالوقت اذا فيه محاضرة دينيه في دار الحافظات وتبي ام مشاري ترافقها للدار ..
راحت سارة تنادي امها ورجعت لغرفتها ..
ام اسعد فتحت عليها الجرح اللي مااندمل من بعد ما سمعت كلام عدنان ولدها .
كان مرعوب من مشاري لأنه ضرب خالد بجنون ..
واذا شافه عندهم في البيت شرد لأنه خايف منه ..
حاولت سارة تعرف وش سبب الخوف بعد ماداهمها الشك بصدق كلام خالد باتهامه لمشاري ..
لكن عدنان قلب الطاولة ووضح ا لحقائق ..
قال لها على الحكاية بالتفصيل الممل .
ظهرت براءة مشاري وبانت حقيقة خالد ..والشهود عيان ..
خالد اللي حبته عمره ماكان له علاقه بخالد هذا ..
خالد اللي حبته هو خالد الطفل اللي كلن يلعب معاها ويعجبها كلامه واعتزازه بنفسه واهتمامه فيها .
كبرته بأحلامها ونمى وكبر بقلبها واستقل تماماً عن واقع خالد اللي عرفته ..
دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها ومتغطيه قالت : يالله ياسارة تبغين شي انا ماشية .
وقفت بسرعه قالت : يمه انتظري بروح احضر المحاضرة معاك .
استغربت امها منها وهي اللي آخر شي تفكر فيه انها تحضر محاضرة دينيه بحكم انها مثقفة ومو محتاجة وعي ديني ..!
لبست سارة عبايتها وتغطت واخذت شنطتها الصغيرة وطلعت مع امها ..
هناك حيث ملائكة الرحمة تحف المتواجدين راح ترتاح ..
وهناك بتبعد عن خالد وذكره وذكراه ..
وهناك يمكن تصحى اكثر وربي يشرح لها صدرها اكثر وينسيها ويساعدها ..
والأهم انها راح تزيد ثقافتها بعد ماغيرت رايها وادركت ان ايمانها ضعيف وينقصها ثقافه دينية هائلة ..
توكلت على الله وعزمت المسير مع امها بخطى المؤمن اللي يدور رضا ربه ومغفرته وعونه ومساعدته ..!
***
يوم ثاني ...!!!
رغم اللي صار مارجعت لامها ..
لأن عمتها فوزية فاجأتها بطلبها انها تجلس مع عيالها وهي تبي تروح لجده تختار الوان التعتيق وألوان السيراميك حقت بيتها ..
وبعد هطول خفيف للمطر ..
تبللت الارض وصار الجو خيالي ..!
استغلت الفرصة وراحت تلعب مع شهد وفيصل في حوش البيت ..
سوت لشهد بيت كبير بالطين وخلت فيصل ياخذ راحته في الطين يبني ويحفر ويهدم وهو منسجم على الآخر ..
نظراتها بعيد وخيالها ابعد ..
اللي صار مافيه بنت تقدر تتقبله او ترضى فيه .
وهي اثبتت لنفسها انها من النوع القوي اللي يتحمل .
اكيد تتحمل ولاماطاوعت عمتها وجلست لليوم الثاني بعد كلام عماد لها .
اكيد تتحمل ولا ماضحكت ولعبت مع شهد وفيصل وهي اقرب للانهيار من الفرح والتسلية ..
وكيف ماتتحمل وهي اللي صبرت على صالح وخالها وبعد نايف ووفاة ندى ..
مرت ساعه وشهد وفيصل يلعبون وهي في كرسي المرجيحه تهز نفسها وتهز أفكارها لعل وعسى انها توصل لفكره تساعدها على خروجها من المحنة الجديدة ..
حست شهد انها كلـّت وتعبت قالت : شادن انا ابي ادخل .
: ليه شهودة تعبتي ولا طفشتي ؟ .
: لا بس جيعانه ابي آكل ساندوتش ولا شيبس .
اخذت شادن فيصل اللي قعد يبكي يقول ابغى العب قالت شادن : تعال ندخل عشان تاكل كيكه .
رضخ فيصل ووافق قدام الجوع واغراء الكيكة بالذات ..
وعلى طول نادت شغالة فوزية تاخذهم تحممهم على بال ماتجهز الكيكة اللي قررت تكون بالكريم كاراميل ..
منها الصغار ياكلون ، ومنها تخليها حلى للقهوة اذا جات جدتها ورجعت عمتها بدري ..
بعد ماخلصتها حطتها بالثلاجه عشان تبرد ..
راحت لغرفتها اخذت لها شور هي كمان ولبست جلابية واسعه من جلابيات فوزية ونزلت تحت بعد ماجففت شعرها واخذت معاها جلالها تحسباً لعماد اذا دخل ..
فتحت التلفزيون وقعدت تدور على قناة تغير من خلالها الجو وتبعد الطفش عنها ..
الايام اللي راحت تعودت على عمتها وجدتها وماتعودت تجلس هنا لوحدها ..
اليوم جدتها طلعت لجارتها ام راكان تبي تزورها لأنها سمعت انها اليوم تعبانه وعندها انفلونزا من تغييرات الجو والامطار واخذت شغالتها معاها تساعدها على المشي . . ..
جلستها لوحدها اليوم مثقلتها ..
غير الهم الجاثم على قلبها وصدرها ..
نزلت لها شهد تجري قالت : خلاص تروشنا يالله ابغى شي آكله .
قفلت التلفزيون ووقفت قالت : شااطرة .. يالله الحين احضر لكم الكيكه والعصير .
اول مادخلت المطبخ سمعت باب البيت ينفتح ويتسكر بقوة وصوت عماد ينادي جدته وفوزية وشهد ..
راحت شهد تجري عنده قالت : عماد ماما راحت مع بابا لجدة وانا وفيصل جلسنا عند شادن .
وقف بمكانه وطالعها باستغراب قال : شادن فيه ؟.
هزت راسها شهد بحماس قالت : ايوووه فيه ولعبت معانا بالطين وسوينا بيت كبيييير انا وفيصل وهي لعبت في المرجيحه .
رفع حاجبه وطالع فوق ناحية غرفتها وكأنه بيتأكد من الكلام اللي صار بينهم اذا تأكد من وجود الغرفه ..
رجع سأل شهد : جدتي وين ؟.
: راحت عند ام راكان .
: والله ..؟ فتح يدينه لشهد قال : طيب انا زعلان منك ليه ماسلمتي عليّ .
جلس على ركبه وباسته شهد على خدوده وباسها على راسها وخدودها
لف يدينها على بعض وهي تضحك بقوة .
قال كلمته المعهودة لها : يالله علميني من ازين بنت بالديرة .
كان يتوقع ردها الاعتيادي واللي تعود عليه كل ماقال لها هالكلمة وهي شهد بنت عبدالعزيز ..
ردت شهد : ازين بنت اممممم ابلا شادن بنت خالي خالد .
كشر بوجهه قال : افاااااا اجل غيرتي رايتس ..؟
مدت شفتها اللي تحت ببراءة علامة اليأس قالت : خلاص ابلا شادن احلا مني شعرها حلو وعيونها حلوة . كملت باستسلام : خلاص ياعماد هي صارت ازين بنت بالديرة .
ابتسم من كلام شهد قال : لاوالله ازين بنت بالديرة هي انتي .. بس روحي للشغالة خليها تسوي لي قهوة وتجيبها للمكتب .
طلع لغرفته وحذف شماغه وعقاله وطاقيته على السرير ونزل ثوبه علقه على الشماعه ومدد جسمه على السرير ..
المشوار يهد الحيل ..
وهو ماعاد يتحمل المشاوير الطويله ..
بس لعيون جدته كل شي يهون ..
واذا على الصحة ولا العمر فهي بيد اللي عطاها ...!
تذكر حال هالمدرسات اللي كل يوم رايحات جايات قال
" صدق انها معاناة والله يعينك ياشادن بترجعين تعانين نفس الحالة بس ماراح تطولين كلها ايام وادبر لك نقل يردك لاهلك ."
دخل الحمام بياخذ له شور ينعشه وينشطه بعد التعب حتى اذا جات جدته قابلها بارتياح وانهى مهمته على اكمل واحسن و جه ..
؛*؛*
كانت شادن مشغوله في المطبخ بقهوته والحلا اللي تجهزه له وللصغار .
حضرت لشهد الكيكه وحطت لها عصير على الطاولة .
قالت : تعالي اجلسي هنا كلي من دون ماتتحركين الين تخلصين صحنك وعصيرك ..
وحظرت لفصولي كيكته وعصيره ونادت الشغالة تأكله ورجعت تكمل القهوة ..
حطت عليها زعفران وهيل وحضرتها بالصينية مع اربعه فناجيل قهوة وحطت معاها صحن تمر وصحن ثاني فيه قطعة كيكة كبيرة وشوكة..
ارسلت الشغالة توديها للمكتب وهي حطت جلالها عليها وطلعت مع الدرج متجهه فوق ..
طالعت بغرفة عماد ..
تذكرت كلامه لها ..
عصبيته والحاحه عليها انها ترفضه وماتوافق عليه ..
وووو لاااا ..
طالعت بنفسها مقابله للرجال اللي فتح باب غرفته ..
طويل واسمر ملامحه رجوليه بقوووة ..
شنب كثيف نوعاً ما..
وعيون واسعه وشعر اسود قصير ومرجعه على ورى وهو مبلل باين انه متحمم ..
كانت بترجع بس وين ترجع الدرج طويل وهو واقف بمكانه ..
حطت جلالها على وجهها بسرعه وهوتحرك من مكانه ورجع لغرفته ..
وقف بمكانه شويه ..
سمع باب غرفتها يقفل ..
وطلع من غرفته ..!
نزل ونفس الصورة والذكرى تنعاد له ..
جُرْحَهَا يوجعه ..
ودمعتها اكيد بتجرحه ..
مهما كان هي دمه ولحمه ولايرضى عليها بالمهانه او الضيم حتى لو منه هو .
حاول يقنع نفسه انه مو لازم يحس بتأنيب الضمير لأن اللي سواه عشانها ...
وفي مصلحتها ومن اجل تعيش عمرها بدل ماتدفنه معاه ..!
..
دخلت غرفتها ..
ولامت نفسها وأنبتها ..
ليه تهمل سترها في بيت الرجال ..؟
صحيح ان جلالها عليها بس كان وجهها باين وهذا كارثه ..
اووف لو يدري نايف كان ذبحها ولا مات من القهر ..!
ولو امها تدري كان وبختها وسمعتها كلام مايعجبها ..
تذكرت الموقف وشكله ..
جبل صامد وساكن ..!
مو اول مرة يشوفها وتشوفه ..
لكن هالمرة وضحت لها صورته اكثر ..
واتقنت ملامحه ويمكن حفظتها اكثر ..
جاذبيته ساحره ..
غصب عنها رغم انه جامد ..
وملامحه ماتعبر عن شي ابداً الا انها تحرك فيها اشياء تجهلها ..!
حطت ظهرها على الباب وهي تعيد المشهد القاسي الموجع .. .
رجعت ورى وهي تتذكره خطوة خطوة ..
.. عاشت الموقف بكل تفاصيه
غمضت بقوة وتنهدت بوجع ..
صدق النحس يطاردها من وين ماتروح ..
ماصدقت ان مشاكلي تنتهي الا وابدا بمشكلة جديدة ..
" ليه ياجدتي تحطيني بموقف زي هذا معاك "
راحت تمشي بغرفتها ودموعها متجمعه في محاجرها مو راضية تنزل ..
بس هي مخنوقه وفيه شي كاتم على نفسها ..
وقفت قدام المراية وطالعت بشكلها ..
وجهها احمر وخشمها احمر وجفونها حمرا وعيونها مليانه دموع تقاوم النزول والضعف ..
قالت " انا مو ضعيفه ..
انا قوية واقدر اواجه مشاكلي من دون ماابكي ..
انا شادن بنت خالد لازم اكون قد أي موقف يواجهني ،
واجهت صالح وقدرت انقذ نفسي منه مية مرة ..
واجهت خالي اكثر من مرة ومرات كثيرة غلبته ..
ورغم عيشتي بخوف ورعب طوال السنين اللي راحت الا انه صار عندي مناعه ضد الاستسلام للهم والظلم .
صالح وخالي علموني ان القوة مصدرها الموقف الضعيف ..
وفراق ابوي خلاني اتسلح بالصبر والعزيمه .
ايوه العزيمة ..
اعزم معناتها اصير قوية ..
واكون قوية معناتها اقدر اواجه .
واواجه معناتها اوقف بوجه جدتي وعماد وارجع لامي ونايف ..
راحت تمشي في غرفتها وهي تشيل جلالها من على كتفها وترميه على السرير ..
بائسة ويائسة ..
وتحاول تتظاهر بقوة مزيفه ..
طالعت بصورتها بالمرايه قالت " وش بتسوين ياشادن ..؟ "
اخذت منديل ومسحت عيونها اللي بدت تذرف الدمع ..
وهي تمني نفسها بالراحه وعدم المشاكل " اصلاً ماعاد للوظيفه لازمه حتى ابقى هنا ..
خلاص نايف طلع من السجن وافتكينا من صالح وراتب ابوي رجع لنا اكيد فـ اريح لي ارجع عند امي وارتاح في بيتنا واقعد بكرامتي ..! "
|
|
|
11-18-2016, 04:42 PM
|
#6
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
|
|
|
11-19-2016, 07:09 PM
|
#7
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
|
|
|
11-23-2016, 11:22 AM
|
#8
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
تسلم الأيادي
ويعطيك ألف عافية ع الطرح القيم
والأكثر من رائع
بانتظار جديدك بشوق
أرق التحايا لروحك
وودي ووردي ♥
|
|
|
11-25-2016, 01:20 AM
|
#9
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثاني روايات طويلة
*,
روآيه جَميله ..
احسنتِ بِ إنتقآئكِ
سلمتِ همس.
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:00 PM
| | | | | | | | | |