أدب الأطفال يُعدُّ أدب الطفل واحدًا من الآداب العالمية المنتشرة في العالم، وهو الأدب الذي يُوجَّه إلى الأطفال على اختلاف أعمارهم، فمن هذا الأدب ما يوجَّه إلى الأطفال قبل المدرسة، ومنهم ما يوجَّه إلى الطفل على اختلاف سنواته في المدرسة حتَّى سن المراهقة والبلوغ، وقد انتشر هذا الأدب في العالم بشكل كبير وبمختلف فنونه، من شعر موجَّه للأطفال وقصة ورواية وغيره، ويُعنى هذا النوع من الأدب بالقصص التي تجذب الطفل والتي تقدِّم في آخرها قيمة إنسانية أخلاقية مهمَّة، ويعتمد هذا الأدب على الإثارة والتشويق وجذب أنظار الطفل حتَّى يهتَّم الطفل بالقيمة المُرادة ويعمل بها، وهذا المقال سيسلط الضوء على أحد أدباء أدب الطفل وهو الأديب كامل الكيلاني.[١] كامل الكيلاني كامل الكيلاني هو كامل كيلاني إبراهيم كيلاني، كاتب وأديب من أدباء أدب الطفل، ولد كامل الكيلاني في القاهرة يوم عشرين أكتوبر عام 1897م، ونشأ في القاهرة أيضًا، تعلَّم فيها القراءة والكتابة وكان من حفظة القرآن الكريم، وبعد حصوله على البكالوريا، اهتمّ الكيلاني بدراسة الآداب العالمية كالأدب الإنكليزي والفرنسي، فحصل على ليسانيس في الأدب الإنكليزي عام 1917م من الجامعة المصرية، وفي عام 1918م عمل الكيلاني رئيسًا لنادي التمثيل الحديث، وعمل رئيسًا لجريد الرجاء منذ عام 1925م حتَّى عام 1932م، ثمَّ عمل سكرتيرًا في رابطة الأدب العربي، وفي عام 1922م عُيِّنَ الكيلاني موظفًا في وزارة الأوقاف وبقي في عمله في وزارة الأوقاف حتَّى عام 1954م.[٢] أمّا بالنسبة لجانب الأدب فقد انصبَّ اهتمام الكيلاني في أدب الأطفال عام 1927م، فأصدر قصَّته الأولى الموجَّهة للأطفال والتي كانت بعنوان: "السندباد البحري"، ثمَّ نشر قصة "مصباح علاء الدين" وقصة "روبنسون كروزو" وقصة "حي بن يقظان" وقصة "نوادر جحا" وقصة "شهرزاد" وقصة "ألف ليلة"، وقد تُرجم أدب كامل الكيلاني إلى أكثر من لغة عالمية، ومن هذه اللغات التي تُرجمت إليها أعمال الكيلاني: اللغة الإنكليزية والصينية والروسية والفرنسية والإسبانية، ومن الجدير بالذكر إنَّ اهتمام الكيلاني لم يقتصر على أدب الطفل، بلِ اهتمَّ أيضًا بأدب الرحلات، حيث ألَّف كتاب "مذكرات الأقطار الشقيقة"، وألَّفَ كتاب "ملوك الطوائف" وكتاب "نظرات في تاريخ الإسلام" وكتاب "مصارع الخلفاء"، قبل أن توافيه المنيَّة في التاسع من أكتوبر من عام 1959م عن عمر ناهز ستين عامًا.[٢] التجربة الأدبية لكامل الكيلاني لم تقتصر التجرية الأدبية عند كامل الكيلاني على اهتمامات الكبيرة بأدب الطفل، بل تعدَّت هذه المساحة الضيَّقة نوعًا ما، ليكتب كامل في غير أدب ولغير فئة من الناس، فكان له حضور كثيف في أدب الرحلات أيضًا، أمَّا تجربته الأدبية في أدب الطفل بشكل خاصَّ، فقد اهتمَّ الكيلاني بتقديم القيمِ الإسلامية للأطفال، فاتَّخذَ أدبُهُ رسالة سامية ساهم الكيلاني بإيصالها من خلال الأدب الذي أبدعه، فكان لتجربة الكيلاني تأثير كبير على تطور أغراض أدب الطفل بشكل عام، وتأثير كبير أيضًا على أخلاق الأطفال الذين وُجِّه هذا الأدب إليهم، حيث نمَّى هذا الأدب القيمة الأخلاقية عند فئة الأطفال من سن 12 سنة إلى 15 سنة، ومن المعروف أنَّ هذه المرحلة العمرية هامة جدًّا في تأسيس المبادئ الأخلاقية عند الطفل.[٣] وقد اهتمَّ الكيلاني أيضًا بالشعر، فنظم الشعر وكان كثيرًا ما يضع أشعاره في قصصه التي كان يكتبها، وكان شعره أيضًا موجهًا إلى الأطفال، وكان مثل قصصه يوجَّه لتنمية الأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة عند الأطفال، كما اهتمَّ بأدب الرحلات والتاريخ، فترك وراءه إرثًا أدبيًا عظيمًا، لا يمكن تغافله أو إهماله؛ لأنَّ الكيلاني كان فاتحة الطريق للمهتمين بأدب الطفل حتَّى هذا اليوم.[٤] كتب كامل الكيلاني كثيرة هي مؤلفات الأديب كامل الكيلاني، فاهتماماته الأدبية المتنوعة ساهمت في ظهور أكثر من كتاب لهذا الأديب، فكتبه في أدب الطفل كثيرة ومختلفة المبادئ والقيم، وكتبه في التاريخ أيضًا فضلًا عن اهتمامه بأدب الرحلات، فكان الكيلاني يوزِّع قدراته الأدبية ليحيط بها أكثر من فنٍّ مواحد من الفنون الأدبية، وفيما يأتي أبرز كتب الكيلاني التي ألفها في حياته:[٥] مجموعة قصصية بعنوان "مصباح علاء الدين". مجموعة قصصية بعنوان "حي بن يقظان". مجموعة قصصية بعنوان "نوادر جحا". مجموعة قصصية بعنوان "روبنسون كروزو". مجموعة قصصية بعنوان "شهرزاد". مجموعة قصصية بعنوان "ألف ليلة". كتاب "الملك النجار". كتاب "نظرات في تاريخ الإسلام". كتاب "ملوك الطوائف". كتاب "مصارع الخلفاء". كتاب "مصارع الأعيان". كتاب "ذكريات الأقطار الشقيقة". قصائد كامل الكيلاني في ختام ما جاء من حديث عن الأديب المصري الراحل علي الكيلاني، لا شكَّ من أنَّ حياة الأديب ومواقفه تنسكب بحرفية عالية في سطور أدبه، وهذا ما يتَّضحُ تمامًا في شعر الأديب كامل الكيلاني، وفيما يأتي مجموعة من أبرز قصائد الأديب كامل الكيلاني التي خصَّصها ووجهها لفئة الأطفال: يقول الكيلاني في إحدى قصائده الموجهة للأطفال:[٦] سماؤك يا مصرُ أصفَى سماءْ وأرضُكِ أرضُ الغنى والرَّخاءْ ونيلكِ يا مصرُ جمُّ العطاءْ فمنْهُ الغِذاء ومنهُ الكِساءْ على ضفتيه نما مجدُنا ومنهُ عرفنا فنونَ الوفاءْ يفيض علينا بخيراتِهِ فيسقي الغِراسَ ويروي الظِّماءْ ويقول الكيلاني في قصائده الموجهة للأطفال:[٦] كنتُ في العامِ الذي ولَّى صغيرًا غير أنَّي أقرأ الآن الكتابا وأجيد العدَّ، لا أخطئُ فيهِ وكذا أكتبُ ما يُملى صوابا كنت لا أجلس في بيتي إلَّا Volume 0% ضاحكَ السِّنِّ على ركبة أمِّي كنتُ في خامس أعوامي فلمَّا صرتُ في السادس زاد الآن علمي ويقول الكيلاني في قصائده الموجهة للأطفال:[٦] أنا لا زلتُ تلميذًا صغيرًا ولكنِّي على صِغَري مُجدُّ أسيرُ إلى العُلا سيرًا حثيثًا وأنشطُ نحو غايتها وأغْدُو وليس يُضيرني صِغَري إذا لم يُثبِّطُني عن العلياء جُهدُ وما يُغني الفتى طولٌ وعرضٌ إذا لم يُغنِهِ فهمٌ ورُشْدُ ويقول الكيلاني في قصائده الموجهة للأطفال:[٦] قالتِ الطير: لقد حلَّ الشتاءْ حلَّ فصلُ البردِ واشتدَّ الصقيعْ فوداعًا -أيُّها الغصنُ- وداعًا سوف ألقاك إذا عاد الرَّبيعْ قالتِ الأوراق للغصنِ: وداعًا -أيُّها الغصنُ- فقد جاء الشِّتاءْ سوف ألقاكَ إذا ما الطَّيرُ عادتْ في الرَّبيعِ الطَّلقِ، تشدو بالغناءْ ويقول الكيلاني في قصائده الموجهة للأطفال:[٦] ناما -حبيبيَّ- ناما واستقبلا الأحلامَا نورًا وحُسنًا ووردًا مُعطَّرًا بسَّامَا تخايلَ الوردُ عُجبًا وفتَّحَ الأكماما والطَّيرُ أنشدَ لحنًا فأبدعَ الأنغامَا