01-15-2017, 12:35 AM
|
|
|
|
|
قصة آمال - قصص جميلة
كانت واقفة منتصبة تنظر بعينين مترقبتين إلي طفلتها آمال في أول يوم لها بالمدرسة ، كانت تقريباً شبه ملتصقة بنافذة الفصل المنخفضة المطلة علي الشارع العمومي .
عيناها تحادثان عينى الطفلة الخائفة المرتبكة ، أصوات الأطفال تأتي من كل مكان ممتزجة بضحكاتهم العالية المجلجلة . ابتسمت حين رأت فتاة صغيرة تقترب من ابنتها لتحادثها و آمال تبتسم ثم تشاركها الحديث . لم تفكر الأم أن تذهب من مكانها حتى لو اطمأنت إلى هدوء ابنتها ، لديها رغبة أن تبقي هكذا معلقة بجوار النافذة ، تري حوائط الفصل الملصوق عليها بقايا أوراق قديمة والمقاعد الصفراء الباهتة والسبور الأسود الكبير ، حتى حين دخلت المعلمة ، اكتفت بأن تبتعد بجزعها قليلا ً، بينما عيناها مندفعتين إلي داخل الفصل ، كانت المعلمة تبدو جميلة ذات قوام ممشوق وملابس زاهية تنبعث منها رائحة زكية وابتسامة تلقائية تملأ وجهها ، نظرت الأم إلي ابنتها الجالسة : ـــ ربما سيأتي يوم تكونين جميلة هكذا .
ظلت واقفة طيلة اليوم بجوار النافذة ، أحست وكأنها تجلس في الفصل على نفس المقعد … حين ذهبت إلي المنزل استلقت علي فراشها تتأمل صورة زوجها الراحل ، تمتزج في ذهنها ذكريات الماضي ، أفاقت علي صوت ابنتها ، وقد نثرت ألوانها وكتبها فوق الفراش ، تسأل أمها بعينين ملؤها الحيرة ، عما ستفعل بكتب المدرسة ، فكرت الأم قليلاً ، ثم تذكرت أن عليها أن تلون كل شىء بلونه ، كما سمعت من المعلمة .
ــ الموز باللون الأصفر ، التفاح لونه أحمر ، والأرنب اتركيه كما هو باللون الأبيض الجميل . استغرقتا وقتاً طويلاً في التلوين ، ثم فتحتا الكتاب الآخر ، لم تتذكر الأم ما قالته المعلمة ، لم تفهم ما عليها أن تفعله ، عليها إما أن تتذكر أو تقرأ الكلمات المكتوبة ، حاولت ولكنها فشلت ، ليلتها ظلت تتقلب في الفراش شاعرة بالذنب . قررت أن تركز في كل كلمة تقولها المعلمة غداً. فى اليوم التالي ، وقفت بجوار النافذة ، ظلت مركزة انتباهها ، فهمت كل شيء ، وحين جاء المساء عّلمت طفلتها ما استطاعت فهمه ولم تفهمه الطفلة الصغيرة .
كل يوم كانت الأم تقف بجوار النافذة ، تعلمت كيف تنطق أ . ب ، حفظت أشكال الحروف ، اشترت كراساً مثل كراس ابنتها ، كتبت الحروف بخط متعرَِّج كبير ، اعتاد المعلمون أن يروها دائماً معلقةٌ بجوار النافذة ، و كل يوم كانت تعرف شيئاً جديداً ..
في كل عام تنجح آمال كانت الأم تغير النافذة إلي نافذة فصل جديد ومع كل نافذة جديدة تتعلم أشياء جديدة ، تعلمت الجمع والطرح ، وأصبحت تقرأ جملاً كاملةً وتفهمها ، وكعادتها تساعد آمال . حين ذهبت آمال إلي المدرسة الكبيرة ذات الفناء الواسع المحاطة بسور كبير ، لم تستطع الأم الوقوف في نافذة الفصل ، جلست في البيت مهمومة حزينة والوقت يمر متباطئاً ، حين عادت ابنتها احتضنتها بلهفة وشوق .
وفي المساء أخرجت آمال الكتب الجديدة اللامعة : ــ الآن جاء دوري لأشرح لك ، كما كنت تفعلين معي يا أمي العزيزة . أصبحت لا تعتمد علي ما تقوله ابنتها فقط ، تعودت أن تعرف الكثير وفي كل مرة تشعر بأنها أصبحت أكثر رضاً عن نفسها…
نفضت الأم دمعة واقفة عند طرف عينيها ، عاودت النظر إلى ابنتها التي تستعد لزفافها ، لم تعرف لماذا تذكرت كل ذلك في هذه اللحظة وبعد هذه السنوات الطويلة. تأبطت ذراع ابنتها وهما خارجتان من الحجرة ، أجلستها بجوار عريسها ، ناظرةً إليها ، رأتها جميلة ، بقوام رائع ، وملابس جميلة تنبعث منها رائحة زكية وابتسامة تلقائية تملأ وجهها … |
rwm Nlhg - rww [ldgm glhx pgdlm
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:41 PM
|