" أدب وأدباء "

خـانت عـهود مودتي فتغيرت
مـا كـنت أحـسب أنـها تتغير

وتـلاقينا غـريبين هـنا
لـم تكن أنتَ ولا كنتُ أنا

رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم ..... لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا
يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
شرفا تحت ظلال العلم

عند كأسي المكسور حزمة أوراق
وعـمـر فـي دفـتيها شـتيت
احـمليها مـاضي شـبابك فيها
والـفتون الـذي عـليه شـقيت
اقـرئيها لا تـحجب الـخلد عني
انـشـريها لا تـتركيني أمـوت

‏ما أحزن الورد لم يُعرف له عبقُ
وأضيع الغصن لم يُقطف له ثمرُ

‏هنا في موسم الوردِ
تلاقينا بلا وعدِ
وسرنا في جلال الصمتِ
فوق مناكب الخلد
وفي ألحاظنا جوع
على الحرمان يستجدي!

‏رَبِّ عفوًا
إنْ عِشتُ دينيَ ألْفاظًا
عِجافاً ، ولَم أَعِشْهُ مَعاني !

‏إنـه لـم يعد يكحل جفن النجم
تـيـها بـريـشة الـمـنثور
هـجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه
شـيء مـن الـوداع الأخـير

‏"تقضي الرجولة أن نمد جسومنا...
جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا"

‏اخذت من كبريائي ما اشتهت ..
ما تبقى غير هذا القيد لي !
إنه عمري فلن ارمي به .