يوما ما ، كانت هنا !
أمامي ..
بين يدي ..
يوما ما ، كان الهواء يتلاعب بشعرها اللامع مثل نجوم الليل .
كانت تقف أمامي ..
تضع يدها في يدي ..
تشرق من بين شفتيها شمس تضيء لي الدنيا .
نعم ..
كانت هنا !
بين يدي !
أمام ناظري ..
ولكنها فجأةً .. تداعت إلى الوراء .. تراجعت ..
بعد أن فارقت أصابعها يدي !
تراجعت بخطوات بطيئة ، حزينة ، جريحة !
وفي لحظة أسكنت خنجر العذاب في قلبي ؛ استدارت عني !
رأيت شعرها يداعبه الهواء ، ولكنها هذه المرة يشير إلي بيد الوداع !
وداعا إلى الأبد !
يا إلهي !
هل فعلا تركت يدي ؟!
هل حقاً تراجعت عني ؟!
هل هي راحلة ؟!
لم أعد أشعر بشيء ، ولا أفهم شيء ، ولا حتى أرى أي شيء !
فقط أتذكر ، أنها من هنا رحلت !
هذا هو طريق رحلتها ..
هنا ودعتني ، وهنا ذرفت عيناها دموع الوداع !
بالتأكيد ..
هذه آثار دموعها !
لقد تحولت إلى بحار من العذاب ..
بحار تغرق الأماكن ..
كل الأماكن تغرق .. تغرق !
لم تعد قادرة على المسير ، لكنها آثرت أن ترحل ، رغم كل الأشواك المزروعة في الطريق !
رحلت من هنا ، وكانت آثار أقدامها على قارعة الطريق !
ظلت همسات أصابيع قدميها تلامس التراب ، تداعبه ..
تصرّ آثارها على البقاء هنا .. خطوة خطوة !
لا لشيء !
ولكن كي أستطيع المسير وراءها ، أتبع خطواتها ، وأسقي كل حبة تراب وطأتها !
أسقيها بدموعي ، بمشاعري ، بوجداني الذي لن ينساها !
سأسير خلفها ، أعدّ خطواتها ، وفي كل خطوة سأغرس وردة ..
حتى أصل إليها .. أعود معها على درب الورود والسعادة ..
نقطفها وردة وردة ..
ومع كل وردة جميلة ، سأقبل جبين الأرض التي سارت عليها ،
وأقبل قدماً ترك الآثار هنا ، من أجل أن أدل الطريق ..
من هنا رحلت ..
ومن هنا سأصل إليها ..
ومن هنا سنعود إلى حب لايموت