في زمن
القهر تتلاشى الحقيقة
رغم الحياة البائسة التي يعيشها المواطن الأردني، والنضال المستمر للتحرر من
القهر والخوف والفقر،
هناك من يقاتل ويرتقب والبعض تموت ولكن تجتمع جميعها في تحقيق العدالة والحرية والخلاص، ووصل
الزمان بالمواطن الأردني إلى
القهر والذل والاستبداد، حيث انقلبت المفاهيم وتحولت الأفكار وأصبح من
الصعب علينا معرفة الحق من الباطل فوقعنا في عثرات الهلاك والضياع…..
ففي زمن
القهر والاستسلام… أصبحنا لا نستطيع التصريح ولا التخصيص.. وذلك لضرورات الحفاظ على
الحرية وسلامة العيش. فأكثر ما يؤلم القلب ويجلب له الحسرة هو أن يصبح صاحب الحق مٌدان، والأصعب
أن تنكسر الأقلام التي تخطي عتبة
الحقيقة التي لا تقبل الجدل، حيث أن أفواه الصدق تمتلئ بالماء تبتلع
لسعة الظلم ولا تستطيع الكلام بصراحة.. هذا ظلم يعمي القلوب ويخفي الضمائر في صمتٍ وخوف.
في زمن
القهر ينتشر الفساد والظلم
إنه زمن
القهر والاستسلام.. زمن تلاشت فيه الشجاعة، وساد الجبن، وأحنى رأس العدالة، وارتفعت صيحات
النفاق، وغنت شياطينه على أنغام الطبقة والمحسوبية! فغيروا شكل الأوطان، واتسع السجن وزادت سلطة
السجان، وما زال المواطن الأردني يحكمه الأمل. فكل المظالم حدثت باسم الشعب وضد الشعب. فأي زمان
هو زماننا؟ هل هو زمن وهج الظلام؟ أم زمن
القهر والاستسلام؟ أم زمن حكم الأشرار.. أم زمن التضليل
والتطبيل.. أم زمن الفجور والعهر والعار.. أم في زمن الجهل والغباء.. أم زمان موت الشرفاء.. أم زمن الكذب
والافتراء .. أم زمن الجحود والإنكار.. أم زمن الغدر وخيانة الجار للجار.. أم زمن صعود الحمقى.. أم زمن الانحلال
الأخلاقي.. أم زمن الحسد والبغضاء.. أم زمن
القهر والظلم والفقر والحرمان وغياب إنسانية الإنسان!!
فأي زمان هو زماننا؟!
فهل من جواب من أهل الفكر والعلم؟ من حفظة الحديث والقرآن؟ من علماء الدين وأهل البيان؟
من لسان وفرسان الأقلام؟ من هم عباقرة الفكر والإبداع وأصحاب الرأي السديد والعقل الرشيد؟
هل من جواب من أهل الضلال والبدع؟ ومن أهل الكفر والإلحاد وحثالة الكذب والافتراء؟
مِنْ مَنْ بعتم المبادئ والقيم؟ من بعض مستشاري الحكام وشركائهم في
القهر والظلم والإجرام؟
مِنْ مَنْ خنتم الأمانة وارتكبتم الخيانة؟
قول الحق هو السبيل للنجاة
فلا خير فينا ولا فيك إذا لم نقل كلمة الحق ونصغي إليها. فلا خلاص لنا من ذلك إلا بإصرارنا الذي لو انطلق
مع حول الله وقوته، لحققنا المعجزات، واقتحمنا الأهوال والصعاب، وكانت أهلاً لوعد الله سبحانه وتعالى
حيث قال “نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين” صدق الله العظيم،
وقال علي بن أبي طالب (ض): “حينما سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق”.