تنقل الفنانة الأوكرانية يوجينيا زولتو الرسوم التوضيحية للموضة إلى مستوى مدهش من الإبداع الفني يتعانق فيه التصميم المحكم مع الإبداع الفني مع الخيال اللا"مألوف" فتلتقي الموضة مع الفن في قطع مدهشة من الدانتيل الورقي الملون المذهل.
عبر سلسلة إبداعاتها الممتدة بلا توقف، تكرس يوجينا زولتو لعلاقة جديدة مذهلة بين الزخارف العضوية والهندسية على صعوبتها وتعقيدها، والتكوينات النباتية المنسوجة بدقة وإتقان من أزهار وأورق شجر حتى الفراشات والطيور في أعشاشها تتداخل كلها في انسجام مدهش وتوافق متزن داخل تصاميم فساتينها وحيواناتها وفراشاتها المتلاقية عبر قطعها الورقية معقدة التفاصيل. • فنانة فطرية من المذهب الانطباعي
يوجينيا زولتو تشكيلية أوكرانية من كييف، وهي فنانة فطرية علمت نفسها بنفسها فن الزنتاجل، وهو فن قص الورق بتفاصيل معقدة وأنماط دقيقة باستخدام سكين الحرف اليدوية الحادة، وقد تعلمت هذه المهارة أثناء دراستها في الجامعة. منذ ذلك الحين، استمرت إبداعاتها في النمو من حيث التعقيد والحجم.
حسب موقع artisticmoods.com، فالهدف الأول لهذا الفن هو جذب الانتباه نحو شغف التعامل مع الورق كفن، وإظهار جماله وإمكانياته الإبداعية، والتي قد تكون مذهلة، والدوافع الطبيعية المختلفة للتعامل مع تلك الخامة، والتي قد يجدها الكثيرون خامة غير دائمة.
تؤكد زولتو أن الورق خامة إبداعية ملهمة مغرقة في الخيال، تتيح للفنان الخوض في تفاصيل لا نهائية؛ حيث تستلهم زولتو من الأحلام الغريبة والأفلام الخيالية، وأغلفة الكتب والشخصيات الرائعة كثير من تفاصيل أعمالها، كما أن للطبيعة دوراً لا تنكر تفاصيله.
تابعي المزيد: المجرية أغنيس هيرزيغ تحتفي بالوجود والطبيعة بفن الدانتيل • أحب الفساتين الراقية!
تتميز ملابس زولتو الورقية الخيالية بظلال أنثوية شديدة الدقة والبراعة والرقة، فهي تقص بأدواتها مجموعة مدهشة من الفساتين المصممة بمقياس الرسم الطبيعي، أو مقياس رسم الجسم، كما تحشد في لوحتها أو فساتينها العديد من الأنماط الزخرفية القائمة على النباتات والحيوانات. فما بين أشجار الكروم الملتوية والأزهار الكبيرة مدهشة التفاصيل والظلال ببتلاتها وزهيراتها، والثعابين الملتفة متعرجة التفاصيل، وطيور الزنان والوروار والعصافير والكناري المحلقة والطائرة بين الغيوم والراقدة بأعشاشها تحيطها أوراق الأشجار والأغصان؛ حيث يمكن تقدير التأثير الكامل لإبداع الفنانة عندما ترفع الملابس أمام جسدها، مما يسمح للمشاهد بتخيل الإبداع الدقيق كقطعة ملابس يمكن ارتداؤها من الدانتيل الورقي المخرم المذهل.
تستغرق "يوجينيا" ساعات طويلة لإبداع هذه الرسومات أولاً ثم قص جميع الأشكال والتفاصيل يدوياً.
لم يتوقف إبداع زولتو عند حدود الفساتين بل أخرجت موتيفاتها الطبيعية وعناصر تصميمها من داخل الفساتين لتطلقها على الورق بزخارف أكثر تعقيداً وتفصيلاً، فنرى في مجموعاتها حيوانات وحشرات وطيوراً تتحرك على صفحات الورق كالبجعة الراقدة، وأخرى سابحة والكناري الطائر والفراشات المتطايرة والنسر المحلق والحصان المتبختر الذي يسير الهوينا تداعب نسمات الهواء الرقيقة خصلات شعره المتطاير، وغيرها من الحيوانات مذهلة التفاصيل. • هواية منذ الطفولة
تقول يوجينيا زولتو عبر موقع livemaster.com : "منذ سنوات عديدة، عندما كنت طفلة صغيرة، أخذني والداي إلى كل دروس الهوايات الممكنة. وما بين كثير من الانتصارات والإخفاقات تعلمت الكثير من الأشياء، لكنني حقاً لم أستطع تحديد ما أحبه ومن أريد أن أكون"، لافتة إلى أنها في كل مرة تبتكر فيها شيئاً جديداً وتطور مهارة جديدة، وما إلى ذلك تشعر بأنها قديرة ومقدرة، وهو ما أعجبها وأحبته كثيراً، وعلى مدى سنوات عمرها ظلّ فن قص الورق "الزنتاجل" إحدى الهوايات المحببة.
وتؤكد يوجينيا أن الموضوع الرئيسي لأعمالها الفنية هو العالم الداخلي للناس والطبيعة، والذي يؤثر كثيراً على حياتنا. حيث تعيش الأزهار والحشرات والأربطة الرقيقة في قطع ورقية معقدة. كلها مصنوعة باليد، وهي مستوحاة من الطبيعة والأحلام والناس والأشكال والتخيلات وجميع أنواع الفن. وحيث يمكن أن يكون الورق عادياً ومربوطاً أو منحوتاً ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد.
يشتري لوحات زولتو أو فساتينها الدهشة؛ زبائنُ من مختلف أنحاء العالم؛ حيث تشارك متابعيها من كل أنحاء العالم أحدث أعمالها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتستمد منهم آراءهم وأفكارهم حول ما تقدمه من فن.