الإنسان دائماً يتغير ربما للأفضل أو للأسوأ، لايوجد إنسان ثابت؛ لأن الحياة تتغير، لكن العاقل من يستخدم التفكير الصحيح ليتغير للأفضل".. حكمة قالها خبير التنمية البشرية إبراهيم الفقي، إذن فأنت مسؤول مسؤولية كاملة عن تفكيرك، الذي سيؤثر بالفعل على نمط حياتك بالكامل. عن هذا الموضوع، التقت "سيدتي" بالدكتور أحمد خليل، خبير التنمية البشرية، للحديث في هذا السياق.
يقول د. أحمد خليل لـ"سيدتي": كل منا لديه الكثير من الضغوط في العمل، وأيضاً في الأسرة، وفي الحياة ككل، ونتيجة لهذه الظروف والضغوط في حياتنا اليومية؛ يؤدي هذا إلى الارتباك والتوتر والقلق في التفكير، وكما قال كاتبنا الكبير نجيب محفوظ إن التفكير سلاح ذو حدين، فتفكيرك سواء كان سلبياً أو إيجابياً سيغير حياتك، فقد يزيد قدرتك على التعامل مع توترات الحياة بطريقة بناءة، أو قد يزيد من عدم مقدرتك على التعامل مع هذه التوترات.
يؤكد خليل أننا لابد أن نبحث بداخلنا عن أسباب المشكلة أو العقدة نفسها، فمن الممكن أن تكون حبيساً لماضيك، وهنا لابد أن تعرف العامل الذي بثّ لك تلك الأفكار السلبية؛ لتتمكن من التصدي لها والتغلب عليها، ولهذا لابد من البحث عن كيفية التغلب على هذا التفكير، وتقوية قدرتك على التعامل مع الأفكار الهدامة، واكتساب مهارات وحلول جديدة لمواجهة هذه الأفكار التي قد تكون في مجملها سلبية، فعليك أن ترى الأمور بشكل جديد، ولابد أن تعلم أن تغيير طريقة التفكير ليست مهمة سهلة، ولكن التفكير الإيجابي والمتفتح يظل هو العنصر الفعال والحاسم في التغيير وفي نمط حياتك ككل، ولابد أن تعلم أن هناك خطوة واحدة فقط يمكن أن تفصلك عن النجاح، فلابد أن يكون عندك الإصرار؛ لكي ترى الأمور بشكل جديد، فأنت في أول الأمر غير راضٍ عن طريقة تفكيرك وعندك الإصرار أن تعيش بطريقة صحيحة، فالحياة تعيشها مرة واحدة ولا تستحق منك أن تقتلها بأفكار هادمة لحياتك... ولتثق أن التفكير هو حوار الروح مع نفسها، كما قال لنا الفيلسوف أفلاطون
الطرق المثلى والنصائح لتغيير طريقة تفكيري
ينصح خليل: قبل كل شيء، فعليك أولاً أن ترى الأمور بشكل جديد، ولتكن متفائلاً، وابتعد عن التشاؤم، وعليك بحسن الظن، وبالأمل دائماً بالتفكير بشكل واقعي والابتعاد عن الأفكار الخيالية، وهناك بعض النصائح التي تساعدك على تغيير طريقة تفكيرك:
1- احرص على تقوية مخزون ذاكرتك بأفكار إيجابية
يمكنك أن تعزز تفكيرك الإيجابي بإضافة مجموعة من الألفاظ أو العبارات الإيجابية في مضمونها، وحاول إحلالها مكان الألفاظ السلبية الماضية في حياتك، ويمكن أن تقوم بتدوين عبارات إيجابية في قصاصات ورقية ووضعها أمامك في كل مكان؛ لكي تعوّد نفسك على هذه المعلومات الإيجابية، فهي تساعدك على استدعاء الأفكار الإيجابية التي في عقلك، أيضاً قم بتدريب نفسك على النظر إلى الإيجابيات من حولك، وتجاهل السلبية منها، امنح عقلك دائماً الاهتمام بالأمورالأكثر تفاؤلاً والإيجابية، واسمح لمشاعرك الإيجابية بأن تظهر، ولا تدع مشاعرك السلبية أن تطغى عليها، فعندما تشعر بضيق أو حزن لا تدوّنه ولا تدقق به، بل تجاهله، وكن واعياً بأن هذا ليس هروباً، بل تغييرٌ لنمط أنت رافضه وتبحث عن تغييره والتغلب عليه، بل وتطويره، فلا تفكر دائماً في المواقف المزعجة التي حدثت لك في الماضي، هذا كله سيعود عليك بزيادة الشعور بالرضا دائماً.
2- اختر صداقات جديدة
وأنا لا أقصد أن تخسر أصدقاءك القدامى، ولكن قم بفلترة لمن حولك من الأصدقاء من أصحاب التفكير السلبي، واحرص دائماً على أن يكونوا من ثقافات وجوانب وخلفيات ومهن مختلفة؛ لتستفيد منهم وتوسّع دائرة تفكيرك ومنظورك للأمور كلها؛ أي لابد أن يكونوا من أصحاب التفكير الإيجابي.
3- ممارسة الأنشطة البدنية
من المؤكد أن الأشخاص الإيجابيين أو المتفائلين يميلون دائماً إلى ممارسة الأنشطة البدنية، ويتبعون دائماً ممارسة الرياضة يومياً، فممارسة الرياضة حتى لو برياضة المشي يؤثر تأثيراً إيجابياً على مزاجك الشخصي ونفسيتك، ويخلصك من التوتر وعدم الثقة بالنفس، ودائماً كن على علم بأن العقل السليم في الجسم السليم.
4- التفكير الإيجابي يعطي منافع مثالية
لاشك أن الشخص الإيجابي والمتفائل في تفكيره يتمتع بمنافع شخصية أكثر من ذوي التفكير السلبي، فهناك نظرة إيجابية تتيح لك التأقلم بطريقة أفضل مع المواقف المسببة للتوتر، بما يقلل من التوتر السيئ الذي يسببه الضغط النفسي، فالشخص الإيجابي في تفكيره دائماً يتمتع بصحة نفسية وبدنية سليمة وتحسن في صحة القلب والشرايين وجميع الأوعية الدموية، ويقلل من مخاطر الوفاة الناتجة عن توقف القلب، وأيضاً يقلل من نسبة الاكتئاب، فلابد من البُعد عن المواقف المسببة للتوتر.