05-14-2023, 05:56 PM
|
|
|
|
توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (18)
توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (18)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لا يُلدغُ المُؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرَّتين))[1].
توجيهات وتحقيقات الحديث:
((لا يُلدغُ المُؤمنُ)): قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُلدغُ)) فيها روايتان؛ رواية بالكسر، وأخرى بالرفع.
فعلى الكَسر تكون ((لا)) ناهية، و((يُلدغُ)) مجزومًا بها، وحُرِّك بالكسر للتخلُّص من التقاء الساكنين، وعلى رواية الرفع تكون ((لا)) نافية.
وعلى كون ((لا)) ناهية تكون الجملةُ ((لا يُلدغُ المُؤمنُ)) إنشائيَّة لفظًا ومعنًى، وعلى كون ((لا)) نافية تكون الجملة خبريَّة لفظًا إنشائيَّة معنًى، ونكتة العدولِ عن الإنشاء إلى الخبر الحثُّ على سرعة الامتثال؛ لئلاَّ يَلزم تكذيبُ المتكلم.
((لا يُلدغُ المُؤمنُ)): يصحُّ جعلُها خبريَّة لفظًا ومعنًى؛ بحمل المؤمن على المؤمن الكامِل في الإيمان؛ لأنَّ الخبر لا يتخلَّف معه، وإلاَّ لم يكن إيمانه كاملاً.
((يُلدغُ)): الكلام هنا على سبيل المثال، وفيه استعارة تمثيليَّة، شُبِّه فيها هيئةُ مَن يقع في المحذور مرَّتين بهيئة من يُلدغ مِن جُحر مرتين، ثُمَّ استُعير لفظ المشبَّه به للمشبه.
في قوله صلوات الله وسلامه عليه: ((المُؤمنُ)) إذا جُعلت الجملة إنشائية لفظًا ومعنًى أو معنًى فقط فـ(أل) فيه للجنسِ الشامل للمؤمن الكامِل وغيره، وإذا كانت الجملة خبرية لفظًا ومعنًى فـ(أل) فيه للعهد، والمعهود المؤمنُ الكامل.
هل معنى المؤمن في الحديث معنى المسلم أو غيرُه؟
"المؤمن" اسم فاعل من الإيمان وهو التَّصديق بالقلب، أمَّا "المسلم" فهو اسم فاعل من الإسلام، وهو الإقرار باللسان.
والمؤمن في الاصطلاح غَير المسلم، ولكنَّ هذا يتعيَّن فيهما عند اجتماعهما، كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14]، فإذا افترقا كما في الحديث كان معنى المؤمن هو معنى المسلم وبالعكسِ، وهو التصديق بالقلبِ والإقرار باللسان معًا.
((مرَّتين)) قُيِّد بالمرتين لأنَّه إذا لم يصح أن يُخدع مرَّتين لم يصح أن يُخدع في أكثر منهما من باب أولى.
ولكن لا يصحُّ أن يُهمِل ويَترك الحذَر في المرة الأولى، ولكنَّه قد يَجتهد فيها ويُخطئ؛ فيُعذر في خطئه فيها، ولا يُعذر فيه إذا عاد إليه مرَّة ثانية.
هل هذا الحديث يُخالف ما جاء في حديثٍ آخر: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والمنافق خَبٌّ لئِيم))[2]؛ لأنَّ الغرَّة الغفلة؟!
الغِرَّة في حديث: ((المؤمن غِرٌّ كريم)) ليسَت هي الغفلة؛ وإنما جاء "غِر" فيه وصفًا للمؤمن مقابلاً لوصف المنافق بـ "خب"، والخَب: المخادِع الذي يُبطن خلافَ ما يُظهر، فيكون معنى كون المؤمن غِرًّا أنَّه طيِّب النفس غيرُ مخادع، فلا يُبطن خلاف ما يُظهر.
j,[dihj ,jprdrhj td hgHph]de hgkf,dm (18) hgHph]de hgkf,dm j,[dihj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ انغام على المشاركة المفيدة:
|
|
05-15-2023, 01:27 AM
|
#2
|
رد: توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (18)
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ
دمْت بـِ طآعَة الله ..}
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-17-2023, 02:51 AM
|
#3
|
رد: توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (18)
_
اثَآبك الله الأجْر
واسْعَد قلبك في الدنيَا والآخره
دُمت بحفظ الرحمن .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| | |