حتى عندما كانت محاولاتي تؤذيي.. ..حاولت ..

..حاولت , محاولاتي , تؤذيي.. , عندما , كانت

حتى عندما كانت محاولاتي تؤذيي.. ..حاولت ..

عشت ايام طفولة مثالية ، طفولة جعلت الدنيا في عيني سهلة مترفه جميلة ابحث عن مزيد من جمالها


ما ان اقبلت على سن المراهقة بدأت الوانها تبهت شيئاً فشيئًا ما عاد لها بريق الا
انها ما زالت اذوق حلاوتها و انسها

لما تجاوزت السابعة عشر كشرت عن انيابها مونيت بخسارتي الاولى خرجت
من تلك الخسارة بالطعنة الاولى في خاصرتي

لكنني كنت يافع محاط بالاصدقاء و الأقارب فاستجمعت قواي و نهضت لاواجه من جديد

منحتني بعض الوقت لالتقط انفاسي و اجمع شتاتي شيئا فشيئاً

حتى بلغت التاسعة عشر فتقدمت بضربتها التي كادت تكون القاضية اثخنتني حينها بالجراح سلبت صحتي اصدقائي ابتسامتي بعض اقاربي

خلت طفولتي حلم كاذب غرني عن حقيقتها

في سن الثانية و العشرين لم تمهلني كثيراً حتى خسرت الدراسة و الوظيفة و الشغف و غادرت بوابة الاحلام و الطموح مجبرا أعرجاً بلا عكاز

ابت نفسي الهزيمة شعرت ان الاستسلام انهزام يقدح في كبريائي حاولت لملمة ما يمكن

ثم بلغت الخامسة و العشرين حنت علي قليلا فربتت على كتفي المنهك و اخذت بيدي

تبدلت ملامحها القاسية خلف سنوات عجاف كدت الفظ قلبي من قسوتها كدت استسلم فيها لضعفي ..

اهدتني عربون سلام وظيفة و زوجة و زرقت منها بابنة جميلة قبلت عربونها بسعادة ظننت انها بداياتي الجديدة التي لن اشقى بعدها ابداً

كانت اخذة بيدي و انا سعيد و غافل اكيد خمس سنوات كانت كافية لتدارك بعض الطموحات و صيد بعض الاحلام

ما ان دخلت التاسعة و العشرين مختالاً اخذتني على حين غرة و لوت يدي و صعرت خدي بالتراب لتريني حجم غفلتي و غبائي فسلبتني ابنتي و قتلت عنفوان بهجتي لتريني قسوتها الحقيقية..

قلبت الموازين من جديد ولتخبرني ان المعركة مستمرة و دامية و الغفلة فيها مصيبة
فطلقت الزوجة و اعتزلت الاهل و انغمست في العمل و قاطعت الاصدقاء فتحولت من انسان الى آلة لا تكل

في الثلاثين امتلكت ما اريد تزوجت من جديد و نجحت في الدراسة ليس حباً لكن اثبات لنفسي اني استطيع لكنها واجهتني لتريني سيطرتها

ادركت حينها اني السبب في تمكينها ففرجت عن افكاري و حاربت احزاني و استجمعت شتاتي و شربت خيباتي لتغرق قبلي في جو البرود لامنح مشاعري جواز مرور

بدأت الكتابة من وقت ليس بعيد ليست موهبة لكنها مشاعر احتاج ان افرج عنها لتتنفس


في سن الواحد و الثلاثين اعتزلت المواجهة استسلمت تمور الامور حولي مور الجبال فلا احرك ساكناً هي اقداري جثوت امامها على ركبتاي و سلمتها عتادي و اسقطت راياتي


فتعلمت ان الصحة تاج ؛ و ان الطموح ليس له مناخ خاص انما همة ترفعك او تخفضك ؛ و تعلمت ان ما اتاني الله ليس لي مهما كانت صلتي به ، و ها انا ساكن تماما لكنني منهك لا طاقة لي في منح الثقة او اخذ عتاب فارغٌ تماماً


ستر الله زوجتي التي رأت حجم شتاتي فحاولت جاهدة لملمتي هبها يا الله بحجم تعبها معي رضا و سلاما و عافية و قوة
اسقطت معاولي واضعة يدها بيدي و بيدها الاخرى مسحت على راسي المثقل بالافكار و بالصداع و على صدري المثخن بالجراح حتى كادت تكون تلك اللمسات تنسيني مرارة خيباتي و بعينيها ارى ملامح براءة طفولتي الغابرة فلا يسعني حينها الا ان ابتسم و اصبر

ليعوضني الله بها و يرزقني بتناً منها ملأت قلبي و عيني املاً و سعادة و بعد مرور ست عشرة سنة شفيت جسدياً و روحياً


و الذي نفسي بيده لو لا لطف الله بي و عوضه علي لذهب عقلي مع قلبي من فرط ما وجدت

فتصبروا و اهدأو فأن فرج الله ات ولو بعد حين

بارك الله لي و لكم فيما رُزقنا و عوضنا خيرًا مما خسرنا

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: مواهب أهل تراتيل وابداعاتهم

---

pjn uk]lh ;hkj lph,ghjd jc`dd>> >>ph,gj >> lph,ghjd jc`dd>>