الوطن هو قطعةٌ من الوجدان والرّوح تمنح الإنسان الأمان والطمأنينة،
وهو الذي يمثّل الهويّة التي لا يمكن التخلّي عنها،
وهو الأرض التي ننتمي إليها، فليس أعذب من أرض الوطن،
أما عن حبّه فهو فطرة تسري مع الدم في العروق،
فلا نقوى على الابتعاد عنه،
وكيف نبتعد عنه وهو الحضن الدافئ والملجأ الذي لن نحس بالسكينة إلا فيه؟
إنّ حبّ الوطن مقرون بالأفعال،
فيظهر قولاً وفعلاً،
وذلك بما نقدمه من أجله من أمور تساهم في بنائه وتطوره وارتقائه،
فواجب الإنسان نحو وطنه متمثل بالمحافظة عليه،
والاهتمام بمرافقه وموارده،
والسعي بكلّ ما أوتي من علم ومهارة وقوة لتطويره
وتحقيق نهضته،
والمشاركة فيما يفيد مجتمعه من مبادرات وندوات وأعمال تطوعية،
وعدم الانزواء عن الآخرين،
بل محاولة مساندتهم والتعاون معهم في الحملات التي تُعقد مثلًا
لنشر الوعي بين الأفراد في أهميّة النظافة
، أو إصلاح القضايا الاجتماعيّة، أو نشر الثقافة الصحيّة،
وكل ما يؤدي إلى إفادة أبناء الوطن وتثقيفهم ودرء الجهل عنهم،
لكي ينتج جيل واعٍ متعلّم، يأبى الهوان والظلمة والفساد الذي ينتج بسبب انتشار الجهل.
إنّ هذا الوطن مهما ابتعدنا عنه،
لا يغيب عن أذهاننا ولو للحظة، فهو الحاضر الدائم في العقل والقلب،
ففيه النّسيم الذي يردّ الروح إلينا عندما تضيق بنا الحياة،
وفيه الرّكون إلى السلام وراحة النفس،
وفيه الأصالة والمعاصرة،
وهو نعمة الله علينا التي يجب أن نحافظ عليها بأقصى ما نملك.