مع إقرار الدراسة عن بعد للأسابيع السبعة الأولى من هذا العام وإمكانية التمديد لعام كامل أو ربما أكثر، تدخل المدارس الأهلية في مأزق جديد غير مسبوق في تاريخها، إذ من المتوقع أن ينقل أولياء الأمور أبناءهم الدارسين فيها إلى المدارس الحكومية زرافات ووحداناً، وهو ما يعني إفلاس قطاع التعليم الأهلي ما لم يبادر ملاك المدارس بتقديم عروض مؤلمة لهم لكنها تضمن الحد الأدنى من الموارد على المدى الطويل.
أول قرار يجب أن يتخذه ملاك المدارس الأهلية إن أرادوا النجاة من الإفلاس هو إلغاء المقابل المالي للدراسة طوال فترة التعليم عن بعد.. وأن لا يصدقوا من يقنعهم بتقديم تخفيضات بنسب معينة.. عليهم اتخاذ قرار إلغاء تام للرسوم لضمان عدم تسرب الطلاب، فخسارة رسوم فصل دراسي أو فصلين ومن ثم العودة للربح أفضل من خسارة كل شيء.
كل الاستثمارات وفي جميع أنحاء العالم معرضة للخسارة، لكن المستثمر الذكي يعرف أن الخسارة المرحلية مع الربح المؤجل خيار رائع مقارنة بالخسارة التامة.
سيقول البعض تعليقاً على ذلك لكن هناك مصروفات تشغيلية ورواتب معلمين كيف يمكن تغطيتها إن تم إلغاء الرسوم الدراسية خلال فترة التعليم عن بعد، والإجابة ببساطة هي اللجوء للاقتراض مرحلياً وتقليص المصروفات التشغيلية للحد الأدنى ومن ضمنها الرواتب عبر تسريح المعلمين الأجانب وهم الأغلبية، والاعتماد على 10% فقط من الكادر التعليمي وهذه نسبة كافية جداً لإدارة عملية التعليم عن بعد أو التعاقد بنظام الساعة مع معلمين لتسيير الأمور بحدها الأدنى.
هذه أزمة حقيقية.. أزمة لم يشهد مثلها العالم من قبل، وإدارة الأزمات فن له مناهج وأدوات، لكن المؤسف أن كثيراً من ملاك المدارس الأهلية ليسوا تجاراً حقيقيين ليفهموا ذلك، فهم في الغالب تربويون متقاعدون من قطاع التعليم الحكومي ولا علاقة لمعظمهم بالفكر الاستثماري، وهذا سبب رئيسي في تخبطهم خلال الأزمات واعتمادهم المحزن على مقترحات بعض المعلمين من جاليات عربية معروفة حتى يقودوهم إلى الإفلاس في نهاية المطاف.
المدرسة الأهلية التي ستطلق حملة إعلامية تسويقية اليوم عن فتح باب القبول للطلاب مع تقديم خدماتها التعليمية مجاناً طوال فترة التعليم عن بعد ستنجح في استقطاب أعداد مضاعفة من الدارسين وستجني أضعاف ربحها حين كانت الأمور على ما يرام بمجرد عودة الطلاب لمقاعد الدراسة، وهذه نصيحة مجانية مني لملاك المدارس الأهلية الذين لديهم الذكاء والشجاعة والرغبة الحقيقية في النجاة من الأزمة، أما ملاك المدارس الأهلية الذين ينتظرون الفرج دون اتخاذ أي إجراءات شجاعة وفعالة فهم مثل من ينتظر أن تمطر السماء ذهباً ولن يحصدوا في الأخير سوى الخيبة وإيقاف الخدمات وشطب النشاط والذكريات الحزينة وربما الجلطات!
الله يعطيك العافية
ابدااااع راقي
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب
ومعطرة بعطور ساحرة
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
بنتظار جديدك الشيق بشسغف
تحياتي وعبير ودي