05-28-2020, 02:12 PM
|
|
|
|
|
معا , لتغيير واقعنا في الزواج
بسم الله الرحمن الرحيم
لم ألتق بأحد من الأخوة وتجاذبت وإياه الحديث عن الزواج لا وجدت التضجر والتألم
من واقعه .
فالجميع مُجْمِعٌ على أنه قد وصلنا لحال يجب معها التغيير للمشقة اللاحقة بنا ، والعنت
الذي أعيا شبابنا وأثر على بناتنا فتأخروا في الزواج ولحقت البعض المشاكل والتبعات .
تخيّل شاب يتزوج فيجلس ربما خمس سنوات مستدينا بسببه .
وتأمل في أب يريد أن يزوج ابنته - أقول ابنته لا ولده - فيضطر لأخذ قرضا ليسد حاجته
لأجل هذا الزواج ، فإلى حال وصلنا ؟
وإلى مدى سنبلغ من التعب والعنت ؟
قابلت شابا فقال : صديقي قارب الخامسة والثلاثين يريد الزواج من الخارج لعدم قدرته
على الزواج من هنا .
ومثله كثير كثير .
واقع أليم..
ومناسبة غدت هما مع أن أصلها الفرح..
وتبعات تلحق صاحبها بأفظع شيء وهو الدين الذي استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه
وسلم .
إن الواجب علينا - ياإخوة رجلا ونساء - أن نسعى جميعا للتغيير
كلا بحسبه
الخطيب في منبره .
وشيخ القبيلة في قبيلته .
والعامل في جهة خيرية في خيريته .
والمعلم في فصله .
والشاب في أسرته وفي محيط أصحابه .
والمرأة في مجتمعها .
والفتاة بين زميلاتها .
والصحفي في إعلامه..
وكلٌ في مجاله الذي يستطيع من خلاله تغيير هذا الواقع .
وقد ذكرت في مقلات سابقة فوائد وثمرات هذا التخفيف على الزوج والزوجه وأهلهما بل
والمجتمع بأسره فانظره تحت هذه المقلات .
لترتفع هممنا عن مجرد تفاخر بإجتماع مؤقت لساعات معدودات نذوق الويلات من
بعدها .
لتسموا نفوسنا لتحقيق مقاصد أعلى وأجل في حفظ المال ، والوقت وعلو الهدف .
لنجعل من واقع أمتنا المرير سببا للتّعالي عن هذه المفاخر التي غيرها أعظم وأجل شرفا .
تأمل في حال الفقر الذي ضرب بأطنابه في مجتمعات المسلمين - بل في مجتمعنا وبين
قرابتنا أيضاً - وغدونا مكتوفي الأيدي عن مد يد العون لهم لأننا أنفقنا المال في كماليات
ومناسبات بإمكاننا الأستغناء عنها فحُرِمنا من خير الصدقة الإنفاق والشعور بمعنى
الأخوة .
ولعلك توافقتي أن أغلب مايكون في مناسبتنا إنما هو من قبيل التقليد للغير وعدم الأستطاعة
في مخالفته بل الكثير منه داخل في المخيلة وطلب الثناء من الأخرين ولا أدل على ذلك
من رجل ينفق المئات من الالاف وإن بحثت عنه في صدقة أو اشتهار في عمل بر
وإحسان وصدقات لا تجده له يدا بيضاء !
لنعمل جميعا على التغيير في مجالسنا الخاصة والعامة .
ابدأه يا أخي في محيط أسرتك بزواجا عائليا مختصرا لأبنائك وبناتك ، اجلس أنت وإياهم
وأقنعهم بأهمية التغيير وثمرات حفظ المال والوقت ، بل والنفس من العين والحسد .
ابدأ في جماعتك وبني عمومتك بأن يكون زواجهم جماعيا باجتماعهم في زواج واحد
تخفيفا عليهم وبدءاً بسنة حسنةيتبعك فيها الأخرون .
رتّب بأن يكون زواجهم في وقت واحد بإحصاء من سيتزوج هذا العام ، تزورهم أن
ت وأحرار مثلك وتزور آبائهم وتسعى في إقناعهم .
ابدأ بالمقتنعين في الفكرة ثم وسّع الدائرة ليقتنع الباقون .
كن منارة خير في قرابتك وأهل بلدتك فوالله إنه لمن سبل الخير ومواطن نيل الأجر
والثواب .
وكيف لا تنال الأجر - بإذن الله - وقد حفظت أموالهم وكنت سببا في تيسير زواج الشباب
والفتيات وأبعدت عنهم شبح العنوسة والأثار السيئة لتأخر الزواج التي لاتخفى على
مثلك وأنت الرجل الأريب .
وتأمل في الحال بعد سنوات وقد كنت أنت السبب في هذا الخير فوالله لتُحْمَدنّ في المجالس
ولتُذكرنّ بالخير في الحياة وبعد الممات .
اللهم وفق من كان سبباً في تيسير أمور أبناء وبنات المسلمين .
اللهم يسر له خير ، واكتب له كل فضل .
luh < gjyddv ,hrukh td hg.,h[ hg.,h[
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
|