مضى زمن ثقيل وأنا أقف خلف أبواب حجراتكم حين تصابون بالحمى ، أتلهف الدعاء وهو يعلو إلى السماء ، وأسمع حفيف الشفاء وهو ينزل على رؤوسكم ..
انقضى الهزيع الأول ثم الثاني ، وفي الثالث أقفلت الأبواب وأقلعت عن الأمنيات فحرارتكم لا تنطفئ وأنا أخاف العدوى
إن الغايات مهما كانت سامية لا تبرر الوسائل
وتلقيني القوة لا يكون باتخاذ قلبي كرة نرد تضربون به صفيح الاحتمالات
وإن نفسي لا تعلو حتى تحب ولا تسفل إلا حين تكره كحراب المحارب الشريف أكرمها ما كان في عفو عند المقدرة
أما خبرتكم كيف قتل الاستبداد حضارة التتر وأحيا الحب رعاة العرب ؟؟
إن النفس التي لا تعشق يموت فها أعز مافي الإنسان : القدرة على البقاء !! ذلك أنها تفقد علة لوجودها وسببا يجدد جلدها في مواجهة الملمات
وما انعقد سوق الجنة ولا بارت سلعة النار إلا بشوق الأمل في الأولى وخلود الألم في الثانية
الضمير شمس دفئها الوفاء وشعاعها الوصال هكذا يراها العارفون
أما الطغام فلا يعرفونها إلا قيظا يشوي غرائزهم الطامعة إلى الرذائل
و كشافا يسلطه المحقق على جرائمهم الناتئة على وجه الإنسانية
ولهذا كان العارفون وحدهم القادرون على اختراع الأشياء لأنهم وحدهم الفائقون في اكتشاف النفوس
أما المحبوبون فيختلسون القلوب
إن الليل لا ينسدل إلا حين يوقن بأن النور قد أقلع عن السير
والنور لا يتوقف إلا حين تنطفئ بصيرة المفكرين عن بناء الأسئلة
الانتقال بين الأطراف المتباينة صعوبة لا تقل عن مخاض الموت من الحياة وانتهاء الحياة بالموت .. فذبول السؤال طفرة مشوهة تجعل السبب والنتيجة حدا لمفهوم واحد هو الجنون
ولأن الجنون تجرد من التعقل كان جمود الأسئلة إصرا من الجنون المعاصر فلم يعد الإنسان يدرك أنه مركب من شفة النور ، بل يرى نفسه كأنجم المساء لا تضيء إلا من احتراق و جوفها معتم كذاكرة الفناء
الفناء ذلك ما أردتم أن أحياه حين تركتم نذر الرحيل ولم تأخذوا لها تدابير الوداع
ما عاد لانتظاركم مرارة ولا لوعة لأنه لم يعد لكم وقع ولا أثر فإنما تعظم اللحظات على من يوقن اللقاء
أما من تسلمه الأماني إلى الموت ،، فذاك حفار القبور .. الوحيد العائد بعد كل موت وأجدني اليوم حفارا نفضت يدي للتو من رجاء لقائكم ...
الماء في الأرضلا تخرجه إلا اليد العطشى و لا تكشفه إلا الفكرة الحائرة ، فالعطشى يقدرون ثمنه
والحيارى يقصدون جوهره!! وبين الصنفين ما بين الكابوس والرؤيا كلاهما يرتعان في النوم وفي أولهما صورة الشيطان في الشر ومن ثانيهما لمة الملاك في الخير
إننا من يعطي الأشياء معانيها لأننا وحدناالمكلفون بالشعور بها !!
فإذا فقدنا الإرادة في "أن نشعر" تركنا إرثا ضخما من الإنسانيةلا يسقيه فتور الحرف في أمسيات الشعراء ...
الشوارع الخالية ليست علامة على النظام !!
والكتب المتراصة في خزانة العقل ليست شارة الحكمة ؟؟
و الهتاف بالسائرين على الجسر لا ينجيهم دوما من السقوط !!
إن الأشياء المستقرة دوما ما تصير أكثر النظريات التي تجلب الفوضى إلى قلوبنا/ حياتنا !!
عرف العرب الأعداد كلمات مرتبة وطريقة متعقلة ،
فلما جاوزوا قلوبهم نقلوا أرقاما بلاهوية يتحد فيها الذكر بالأنثىلتؤرخ وجودا للمعدوم !!
فإذا كانت القاعدة أن التطور يجلب النظام فلماذا حلت الفوضى في القلوب العربية ؟؟
الأمنية شيء والواقع شيء آخر و أنتمستظلون أمنية عقدتها النفسلتجرب الشعور "بالأمل"، وفكرة استولدها العقل ليحيك السؤال " متى ؟"
وكما تجتمع المياه من مشارب شتى بقدر قطرات الحياة ؛ تنطرح على القلب صورا وخيالات بقدر نية الخلق ،
ولما كانت الأرض لا تستبقي إلا من يحمل سر الخصوبة فكذلك القلب لا يحمي إلا من يدرك سر الحب ..
لأن الحب هو ميلاد الخيال وعقل دون خيال رمادة بلا نار لا تجلب الدفء وإن ظلت تحرق نفسها !!
Ygn H,gz; hg`dk Hpffjil> H,gz;