غربة ضمن جسد
[/حينما أمسكتُ بها .. أستنشق رائحتها
عدتُ بالزمان
عدتُ بالمكان
كانت كالحرير بأوراقها الاربع .. غ ر ب ه
قاسية بوخز أبرها
رغم رقتها لم أستطع أن أخفيها عن عيني
كانت كشتلة خضراء نبتت حول هلال مئذنة ,,
كلما هب ريح .,,تمايلة يمنة ويسره ..
,,,,,
رشفة ثم أخرى حتى فرغ فنجاني بين يدي..... وضعته أمم أكواب
تكدست
فوق طاولة أصابها فوضوى وكسل
كم مللت من جمعها ,, و من لملمة شتات أفكار مبعثره ...!
حتى " ثملت " من سواد القهوه قبل المذاق ...!
,,,,
يندحم الزمان كما الليل المهيمن على كهف أستعبده الظلام ..
دائم السواد !
دخله بلا استئذان ضمن خلايا محدبة النوازل قاسية الصواعد ..
وبات يعض العظام فيه بعدما فرغ من التهام الأصابع ..
///////////
أرتمى الرأس على الطاوله ..
" غربه " غربه " غربه "
رددها أنين الصدى عبر الجدران خلت من التبرج والصور ؟
أعتصر الفنجان ضمن كف اليد !
تكَسَر .تداخلت ذرات الزجاج بين مسام .لترسم دروب وتغيرخارطة وتضاريس "
رسم مسام آلم
بقع سوداء باللون الأحمر
أدمنت عشق الأحمر المضرج بالسواد
بات صديقي .....
,,,,,
تصور أيها الصديق .
لم أعد أشعر بالألم.. ف لفظ الغربه ..
أقسى من وجع الذرات المزروعه بين أديم اليد ..
أقسى من الألم ؟؟!!
تصور يا ....,
لم أعد أذكر
متى كان تاريخ موعد السفر
وكم من الرحلات دخلت لتمزق الأحشاء
"كذئب يحل كالضيف , كل مساء ينهش في نخاع رجل ارهقه السهر "...
///////////
كم بسيطة زوادة السفر برحلة المجهول والبحث عن السراب ؟
كل ما أتذكره أنني حملت حقيبة ...
وضعت فيها قمر بداخل بنفس الحجم ..
قد " " يكون أنيس رحلة في عمق الليل ووحدة المسافات
يرسل بصيص نور عبر فضاء أنغمس بالسواد ؟!""
وحقيبة أخرى
ملئتها ب أحرف :ب ت ث .. بعدما ألغيت .ال أ . فالبدايات دائما صعبة الحضور ..
متكسرة السلالم ..خجولة التقادم
،
ثم وضعت بها :سنارة "!!
لأرمي بها هناااك بالبحر .كي أصطاد أي شيئ ..!!
قد تكون ( ورقه في عنق زجاجه مغلقه)..؟!
أو سمكه " بداخلها حلم صغير أو بقايا أمنية لم تُهضم بعد .. !
,,,,
وقفت هناك على الحدود الشمس البعيدة على مفرق البحر ..
وقفت عند خط برتقال الشفق أنظر للبعيد ""
,
فتحت باب البحر ودخلت بزورق هزيل .. وشراع التفاؤل
كان البحر على غفلت من أمره ..كان نائما ..
وقفت بالوسط .
""رميت السنارة "".
لألتقط مايسد رمق الضياع ..
رميت بها بعشواء لم أختر المكا ن . فلا يهم أي مكان ؟
,
وأذ بالبحر يستفيق .. منتبهاً
غاضباً
ليردها الموج خاويه ..
فرميت بها ثانيا فردها ..!
وثالثا ورابعا و .و.و. ..
حتى ملني البحر ..زمجرا في وجهي .. واعاد الحبل ليلتف حول العنق خانقاً
وصاح الموج عاصفا .. عُد أدراجك من حيث أتيت ..
ًُ عُد فهذا ليس زمانك ولا المكان .
لملم أدوات صيدك . وأجلس على الرمل الأسود ..
( تعلم كيف يكون الصيد )..
أطلقت القمر من الحقيبه ..
فرشته بالسماء .. في الركن .. عله يكون منجيا ..
لكنه خذلني في العتمه . ضاع خلف الضباب ..
تلاشى بنوره وأختفى بالأفق البعيد ..!!
’
لم أنصت له..
عاندته
وتابعت
أدرت له ظهري ..وبقيت ممسكاً بسناره الأمل ..
فهاج عاصفاً
والنو يكاد يسحق الرؤيا .
لا تعاند البحر حين يزأر كوحش مجنون بغرة بيضاء ..
عاندته وتحديت جيش أمواج تضرب حول الشراع ..
فجأة..,,
خرج من الاعماق حوت عظيم . مقتحماً .. محطماً أسوار الأمواج
خرج من حيث لا أعلم متى وكيف ظهر ..
حضر ليلتهم كل شيئ ..
ابتلع جميع الأحرف والدفاتر والذكريات
,
الشراع و حقائب التمني
لم يعد لها وجود أختفت في بطن الحوت ..
قد يكون أتى منجياً ناصحا .. يعيد للشرد الصواب ../
تخيل يا صديقي ..
لم لم أعلم كم من الوقت بقيت في بطن دوامة لا نهايه لها
لم اعرف عدد الضربات .. و عدد الدورات .
كل ما أذكره أني حين أستيقظت وجدت نفسي هنا ..
على طاولة صماء
أجلس مدمناً هوايات التمني .. التي أحترفتها منذ الصغر ..
وفناجيل القهوة لازالت تتكدس
لترسم في النهاية .. فوق يدي خطوط حين تتكسر ..
رفعت رأسي أبتسم ..
وتذكرت بأني كنت أرمي بسنارة.. خالية من الطعم .. !!؟؟
فكيف يكون الصيد بسنارة خاويه فارغه من كل شيئ ... الا من الغباء ؟؟!
|