وأحدهم اشتكى آلام الأحبة , وسهر فراق الأعزة
وآخر يلعب في لعبته
وهناك من خسر في ملعبه
والبعض لازال يفكر في خططه
وأحدهم سلم على المار
وآخر دخل الدار ونسى الجار
وهناك من سافر وحيدا وأطفأ النار
وأحدهم في النور بكى
وآخر من الظلام اشتكى
وأحدهم عزف لحنا , ونظم شعرا
وآخر باع عزا , وأشترى ذلا
وأحداهن شكت أبنا , وأسعدت زوجا , وساعدت أخا
وأخرى فرت عارا , وخانت عهدا , وقضت نحبا
وأحدهم كالكلاب ينبح
وآخر كدموع التماسيح يبكي
وأحدهم من المصائب انهار , وقلبه أحتار
وآخر نواياه من نار
وأحدهم يمد يده طلبا
وبعضهم (يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)
وآخر يطعم البائس والفقير
وهناك من صفق له المجتمع
وأحدهم سجنه القانون
وآخر أمتدح دكتاتور
والبعض تغنى بهتلر
وآخر رفيق ستالين
والبعض كنيرون ذلك المجنون أحرق شعبه
وأحدهم دفن في المقابر
وآخر علق على المشانق
وأحدهم يبحث عن عمل
وآخر بما حمل الجمل
وهناك من نظر ( ثُمَّ نَظَرَ* ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ* ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ)
وأحدهم نسى الماضي وذكرياته , وقلب صفحاته , وسدد ديونه
وأحدهم محى الأحقاد من قلبه , وكظم من غيظه
وآخر جثم الغم على صدره , وضيع حلمه , وعاش كابوسه
وأحدهم فعل الخير لأحدهم
وآخر يضمر الشر لأحدهم
وهناك
كريما
وشجاعا
وأمينا
وزاهدا
وعابدا
يريد أن يعيش
ولكن هل تركوه وشأنه ؟
بل كانوا كالشيطان والشيطان يشبه أحدهم
(وتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)