بســـم الله الرحمن الـرحيم أسعــد الله اوقــاتكم آل تــراتيـــل بكــل الخير والهنـــاء
وطــابت هذه الليله الهادئة اغصانها والعليلة نسـائمها
بالامـس كُنت في أكبر محاكم العالم على الاطلاق
والتقيت باعظم القضاة واكبرهم قدراً واكثرهم خبرة وتجارب
دخلت وفي نفسي كسر , وفي خاطري وزر , وفي نفسي تجلّد وصبر !
قال لي حارس ساحة التقاضي : من أنت وكم هو رقمك ومتى موعد دخولك؟
ولماذا أتيت في الساعة الـ 7:00 باكراً , لم يأتي احد الى الان يارجل !
حينها لم انطق بحرف ولابنفس , وبعد ساعة دخل القضاة حاملين حقائب
القانون وكلهم يفكّر في قضايا هذا اليوم , وبعد 5 دقائق جلسو واستعد
كلاً منهم ,الحارس ذهب لكي يحضر لهم القهوه وقد تأخر , ثم
نطق كبير القضاة ياحارس : ادخل القضية رقم (1) وعلى عجل هيّا .
أغلقت الباب واقفلته لكي لايدخل أحد , وقلت انا احقّ بأن تسمعوني
قال من أنت ومن سمح لك بالدخول ,قلت الستم قضـاة فاسمـعوني
وسأكون لكم من الشاكرين , قـالو هيّا تكلم وقل ماعندك ولكن لاتسهب
بالحديث فـ جميع منهم بالخارج احقّ منك بالدعوى , تكلم ياإبني
نظرت للحضور ونظرت للقضاة ثم قلت : صلّو على من لانبي بعدهـ
عليـه افضل السلام والتسليم . ثم رفعت رأسي وقلت بصوت جهوري :
يامـن حضـرتم للقـضاة تعــلّـــمُ .. وتفــكّرو في ذبحة الوجدانِ
قد كان قلبي للحبـيب مســلّـــمُ .. روحي ونفسي في يديــهِ رهـانِ
وفجأة أتى الحارس وقال متأسف ياسيدّي فقد دخل باكراً
ولم استطع اخراجه من هنا , أسف جداً
وضع لهم القهوه ثم قال لي : اخرج ايها الرجل المجنون ,
أنت حتى لم تلبس زياً يليق بالمحكمة العامة , قال القاضي
أسكت ايها الحارس ودعـه يكمل , على الاقل دعواهـ الى الان
بلكــنة واضحة وفصيــحة , وقال لي أكمل يابني أكمل ..
قــــلــــت :
ياحضـرات القضــاة .. يـاسعـادة الدعـــاة .. ايـّها الحضور الغفيــر
لقد خلق الله في قضائكم أدلّة وبراهين يستند عليها المحقّق
لـكي يدين المتـهّم ويبــرأ البرئ من تهـــمه , والادلة هي خيوط
تنسـج من أقوال او افعال او حتى ظنـون تعتبر مهارة منـكم
" اليـوم ليــتكم تحكــمون بقضيـة طال تمديـدها وزاد تعقيدها
وانتهى تقييدها ضد مجهول ولله الامر !
أنا لست مجنون انا رجل راشد وعاقل وقد أتيـــت منذ الصباح
لانني اصلاً لم انـم منذ ليلة او ليلتين ! , تصّورو حتى من النوم محروم
حرمتني وقد أعطيتها مالا يخطر على بال بشر , قدمّت لها الروح
والجهـد والوقت والقلب وكل اجزاء جسدي كانت تبذل لها الغالي
والنفيس , أحضرت لها الاحزان والهموم دليل فراقها فلم تصدّق
وضحـّت الجروح ونطقت بالاهات وضيـم الايام من جفائها ولهيـبه
الذي يقبـس شرارته في جوفي بلا رحمـه , آليـت قسماً انني منذ ليلة
الفـرآق وانا اخرج في دجى الليل لكي أبكي في شوارع المدينة خالية
ولم تنـصفني حــتّى بـــ إلتـــفاتــه ..!
ثــمً توقفت قليلاً واجهشني البكاء رغماً ونال التعب منّي كثيراً
ورأيت الخلق ينظرون لي بعين الشفقه وعرفت أنهم لايستطيعون عوني
وعندما أردت الخروج , كنت أردّد عبـارة طويــلة زادت من نهر الدموع !
(( ماذا تقولون لقلبٍ حُكم عليه بالسجن المؤبد في ظلام حبها الدامس
وحيداً شريداً في قــبوٍ رفضت ان تضـيئهُ قمـــر الزمان ؟ ربي هو من ينصفني
والله نعــــم الشـــــاهد والوكيــــــــــل ))
* خرجت من محكمة لاتجيد حكم المشاعر والقلوب , تركتها لاهل الدنيا .
ولكم التحيــّة الزكيـّة والاشواق النديـــّة
اخوكم / ابــوخليل .