هدي نبينا المصطفى ▪● عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ |
|
|
04-27-2017, 08:24 PM
|
|
|
|
سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
الحمد لله على ما أولى وهدى ،
وأشكره على ما وهب وأعطى ،
وأشهد أنه لا إله إلا هو الملك الأعلى ،
الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ،
والظاهر الذي ليس فوقه شيء ، والباطن الذي ليس دونه شيء ،
وهو بكل شيء عليم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، المصطفى على العالمين ،
صلى الله عليه وعلى جميع آله وأصحابه ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ،
وسلم تسليماً :
لقد توالت الهجمات المسيئة لجناب الرسول صلى الله عليه وسلم وإن الهدف منها هو التشكيك في شخصه كنبي وكقدوة ووالد لأمة الإسلام كما استهدفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإذا تم التشكيك بالوالد والوالدة فأي قدوة تبقى وأي بيت سيستمر وأي عائلة ستخرج ومن بعدها يسقط المجتمع ويسقط كيان الإسلام من داخله .
لذا فخير ما نفعله لمواجهة هذه الحملات وكما قال كثير من الدعاة والمشايخ هو التمسك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودراسة سيرته وهديه في تعاملاته وحياته .
أمهــــــــــــــــــــــــــات المؤمنين رضي الله عنهن
كثيرةٌ هي الخصائص التي اختص الله بها نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم - على غيره من البشر،
و منها خصوصية كثرة زوجاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أثيرت حولها الشبهات من أعداء الإسلام و المنافقين قديما وحديثا .
فمن خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع ، قال الشافعي : " دلت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة " ، و قال ابن كثير : " وهذا الذي قاله الشافعي مجمع عليه بين العلماء "
فهذا الحكم من خصائصه ـ صلى الله عليه و سلم ـ التي انفرد به دون غيره من الأمة ، و ذلك أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ
معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره ، إضافة لما في زواجه بأكثر من أربع من تحقيق لأهداف و حكم هامة .
و يطلق على زوجات النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أمهات المؤمنين ، تكريما لشأنهن و إعلاء لقدرهن ، و قد شرفهن الله تعالى بذلك
و " أمهات المؤمنين " لقب خاص بهن لا يطلق على أي امرأة أخرى ،
كما قال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب/6
والمقصود أنهن أمهات لهم في الاحترام والتقدير ، لا في الخلوة ، ولا في النظر .
قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله : " أُم المؤمنين : من خصوصيات زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ، أنهن أُمهات المؤمنين ،
قال الله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) فكل واحدة منهن - رضي الله عنهن - يصدق عليها أنها :
" أًم المؤمنين " ؛ فهن أًمهات المؤمنين في الاحترام والإكرام وحرمة الزواج بهن بعده صلى الله عليه وسلم ،
وكما لا يشاركهن أحد في هذه الخصوصية ، فلا يشاركهن أحد في إطلاق هذا اللقب " انتهى من "معجم المناهي اللفظية" (2/ 79).
وقد بلغت زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة ، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري ، و ابن القيم في زاد المعاد
أسماء زوجات النبي صلى الله عليه و سلم :
1- خديجة بن خويلد رضي الله عنها .
2- سودة بنت زمعه رضي الله عنها .
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها .
4- حفصة بنت عمر رضي الله عنها .
5- زينب بنت خزيمة رضي الله عنها .
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها .
7- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها .
8- جويرية بنت الحارث و كان اسمها برة ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية .
9- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها .
10- صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها .
11- زينب بنت جحش رضي الله عنها .
حكمة تعدد زوجاته صلى الله عليه و سلم :
و قد ذكر الإمام ابن حجر في فتح الباري حكما كثيرة للعلماء من استكثاره ـ صلى الله عليه و سلم ـ من الزوجات ،
أحدها : أن يَكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .
ثانيها : لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم .. ثالثها : الزيادة في تألفهم لذلك .
رابعها : لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزداد أعوانه على من يحاربه ..
خامسها : تحصينهن و القيام بحقوقهن .
سادسها : نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ، لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله
سابعها : الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة ، فقد تزوج أم حبيبة وأبوها يعاديه ، و صفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها ،
فلو لم يكن أكمل الخَلْق في خُلقه لنفرن منه ، بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن .
و من ثم فإن لكل من زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمهات المؤمنين حكمة و سبب ،
يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، و رفعة شأنه و كمال أخلاقه .
|
|
|
sgsgm sdvm Hlihj hglclkdk vqd hggi ukik hggi hglclkdk sgsgm sdvm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
04-27-2017, 08:28 PM
|
#2
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
خديجه بنت خويلد
سيدة قريش الطاهرة
|
سيدة نساء العالمين في زمانها , آبنة خويلد , بن أسد , بن عبد العزى , بن قصي بن كلاب , القرشية الأسدية الملقبة (بالطاهرة) , وسيدة قريش ولدت في بيت مجد وسؤدد قبل عام الفيل بخمسة عشر عاماً تقريباً , ونشأت في بيوت من بيوتات الشريفه فغدت إمرأه عاقله جليله , إشتهرت بالحزم والعقل , و الأدب الجم , لذلك كانت محط أنظار كبار الرجال من قومها , تزوجت مرتين، أنجبت ولداً وبنتاً من الأول ومات عنها ثم فارقت الثاني .
ثم تقدم لها بعد ذلك كثير من أشراف قريش لكنها آثرت الإنصراف لتربية أولادها , وإدارة شئون تجارتها حيث كانت غنية ذات مال , وكانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها ، حيث تدفع لهم المال مضاربة , فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ما أتصف به من الصدق والأمانه والخلق , أرسلت إليه ليخرج بمالها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة على أن تعطيه أكثر مما تعطي غيره .
ووافق الصادق الأمين وسافر مع غلامها , ووفقه الله في هذه التجارة فكان الربح وفيراً ,فسرت خديجة بهذا الخير الكثير الذي أحرزته على يد محمد صلى الله عليه وسلم , ولكن أعجابها بشخصه كان أعظم وأعمق . وبدأت الخواطر تتسابق إلى ذهنها ممزوجة بالعواطف الجياشة التي لم تعرفها من قبل فهذا رجل ليس كبقية الرجال ..و ..... و......
ولكن ترى هل يقبل الشاب الأمين الصادق بالزواج منها وقد بلغت الأربعين من عمرها ؟؟
ييسر لها الله من عنده صديقتها نفيسة بنت منبه التي ساعدتها في تنفيذ رغبتها , وما إن خرجت نفيسة من عند صديقتها خديجة حتى أنطلقت إلى الأمين و آبتدرته متسائلة بذكاء واضح :
ما يمنعك أن تتزوج يا محمد ؟؟
فقال لها : ما في يدي ما أتزوج به ... فأبتسمت قائلة : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟؟
فرد متسائلا : ومن ؟؟؟
قالت على الفور : خديجة بنت خويلد
فقال إن وافقت فقد قبلت .
ولما تم العقد نحرت الذبائح ووزعت على الفقراء , وفتحت دار خديجة للأهل والأقارب فإذا من بينهم حليمة السعدية جاءت لتشهد عرس ولدها الذي أرضعته , وعادت بعد ذلك إلى قومها ومعها أربعون رأساً من الغنم هدية من العروس الكريمة لمن أرضعت محمداً الزوج الحبيب .
وأصبحت الطاهرة سيدة قريش زوجاً لمحمد الأمين وضربت أعظم المثل وأروعها في حبها لزوجها وإيثارها لما يحب . فعندما رأت حبه لمولاها زيد بن حارثة وهبته له . ولما آنست منه الرغبة في ضم أحد أبناء عمه أبي طالب إليه رحبت بذلك وأفسحت لعلي رضي الله عنه المجال الأوفر ليكسب من أخلاق زوجها محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن الله على ذلك البيت السعيد بالنعمة بعد النعمة . فرزقهما البنين والبنات : القاسم ، وعبدالله ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم وفاطمة .
وما كانت السيدة الطاهرة (خديجة ) لتضيق ذرعاً بهذه الخلوات التي تبعده عنها أحيانا , وما كانت لتعكر صفو تأملاته بفضول الأسئلة والقيل والقال , بل حاولت ما وسعها الجهد أن تحيطه بالرعاية والهدوء ما أقام في البيت , فإذا أنطلق إلى الغار ظلت عيناها عليه من بعيد , بل وترسل وراءه من يحرسه ويرعاه دون أن يقتحم عليه خلوته .
ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الحال ما شاء الله له أن يمكث ، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان وكان معه من أمر الوحي ما كان , ثم انطلق يتلمس بيته في غبش الفجر خائفا شاحباً مرتعد الأوصال وهو يقول :
"زملوني زملوني . دثروني دثروني "
وبعد أن أستوضحت منه الأمر . قال لها : يا خديجة لقد خشيت على نفسي . وهتفت الزوحة الحبيبة العاقلة في ثقة ويقين :
(الله يرعانا يا أبا القاسم , أبشر يا آبن عم واثبت , فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة , والله لايخزيك الله أبدا .. إنك لتصل الرحم , وتصدق الحديث وتحمل الكل , وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.)
واطمأن فؤاد النبي أمام هذا التثبيت , وعاودته السكينة أمام تصديق زوجته وإيمانها بما جاء به .
ولم تكتف المرأة العاقلة الحكيمة بذلك , بل وذهبت من فورها إلى آبن عمها ( ورقة بن نوفل ) وحدثته بما كان من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فما كان منه إلى أن صحا ( قدوس .. قدوس , والذي نفس ورقة بيده , لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي جاء موسى وعيسى وأنه لنبي هذه الأمة , فقولي له فليثبت ) .
وأسرعت إلى الحبيب لتزف له البشرى , ثم لتعود بصحبته ليسمع بنفسه من آبن عمها ورقة الذي ما كاد يلمحه قادما نحوه حتى صاح : ( والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة , ولتكذبن ولتؤذين , ولتخرجن ولتقاتلن , ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه , ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه . )
فقال محمد صلى الله عليه وسلم : ((أومخرجي هم ؟؟))
أجاب ورقه : نعم , لم يأتي رجل قط بمثل ما جئت به إلا وعودي , ليتني أكون فيها جذعاً .... ليتيني أكون حياً , ثم مالبث ورقة أن توفي .
وطابت نفسه صلى الله عليه وسلم بما سمع . وعلم من الوهلة الأولى أن للدعوة أعباء وتكاليف , وأن هذه هي سنة الله في أنبيائه و الداعين إليه . فليلقى في سبيل دعوته الخالصة لرب العالمين كل ما عند المشركين من أذى وأضطهاد .
وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله ودخلت في الإسلام ووقفت الزوجة المحبة المؤمنة إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم الزوج الحبيب تنصره وتشد من أزره , وتعينه على إحتمال أقسى ضروب الأذى والإضطهاد , فيخفف ببذلك الله عن نبيه , فإنه لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد وتكذيب له فيحزنه ذلك , إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها , تثبته , وتخفف عليه , وتصدقه , وتهون أمر الناس عليه . وأخذت آيات القرآن تترى وتتتابع :
((يآيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فأهجر * ولاتمنن تستكبر * ولربك فصبر ))
ومن ذلك الحين بدأ الرسول الكريم حياة جديدة حافلة بالبركات والمشقات , وأخبر زوجه المؤمنة بأن عهد النوم والراحة قد أنتهى .
وأخذت خديجة رضي الله عنها تدعو إلى الإسلام بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام بالقول والعمل , وكان أول تلك الثمار مولاها زيد , وبناتها الأربع رضوان الله عليهن أجمعين .
وبدأت المحن القاسية على المسلمين بمختلف الأشكال والصور , ووقفت خديجة كالجبل الأشم ثباتاً وإصراراً وهي تتمثل قول الله تعالى : ((الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون))
وأختار الله أبناها القاسم وعبد الله وهما في سن الطفولة فصبرت واحتسبت ورأت بعينيها اول شهيدة في الإسلام (سمية ) وهي تعاني سكرات الموت على أيدي الطغاة حتى أسلمت روحها لخالقها عزيزة كريمة .
وودعت أبنتها وفلذت كبدها ( رقية ) زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي تهاجر للحبشة فراراً بدينها من أذى قريش .
ورأت وعاصرت كل الفترات العصيبة المملوءة بالأهوال والكفاح , ولم يعرف اليأس إلى قلب المجاهدة سبيلاً . فهي تتمثل في كل لحظة قول الله تعالى : ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور )) .
ونجدها عندما أعلنت قريش مقاطعتها للمسلمين - لتحاصرهم سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً , وسجلت مقاطعتهم لهم في صحيفة وعلقت في جوف الكعبة , لم تتردد في الوقوف مع المسلمين في شعب أبي طالب متخلية عن دارها الحبيبة لتقضي هنالك في الشعب ثلاث سنين صابرة مع الرسول, ومن معه من صحبه وقومه على عنت الحصار المنهك , إلى أن تهاوى الحصار أمام الإيمان الصادق والعزيمة التي لا تعرف الكلل , وقد بذلت السيدة خديجة في هذه المحنة كل ما بقي لديها وهي في الخامسة والستين من العمر وبعد إنهيار الحصار بستة أشهر مات أبو طالب , ثم توفيت المجاهدة المحتسبة رضي الله عنها وذلك قبل الهجرة بست سنين .
وهكذا ذهبت النفس المطمئنة إلى ربها عند إنتهاء الأجل المحتوم , وبعد أن ضربت أروع النماذج وأصدقها في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله , فكانت بحق الزوجة الحكيمة التي تقدر الامور حق قدرها وتبذل العطاء مافيه إرضاء الله ورسوله , وبذلك أستحقت أن تبلغ من ربها السلام , وأن تبشر ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولانصب .
ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( خير نسائها مريم بنت عمران , وخير نسائها خديجة بنت خويلد )).
قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها وأستغفار لها , فذكرها يوما , فحملتني الغيرة , فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن !!قالت : فرأيته غضب غضباً . أسقطت في خلدي , وقلت في نفسي اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء . فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مالقيت , قال:((كيف قلت ؟؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس , وآوتني إذ رفضني الناس , ورزقت منها الولد وحرمتموه مني )) قالت : فغدا وراح علي بها شهراً .
عن أبي زرعة , سمع أبا هريرة يقول : أتى جبريل للرسول صلى الله عليه سلم فقال : هذه خديجة أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب , فإذا هي أتتك فأقرأها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في في الجنة من قصب , لا صخب فيه ولا نصب . متفق على صحته ...
|
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
04-27-2017, 08:30 PM
|
#3
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
سودة بنت زمعة
المهاجرة أرملة المهاجر
هي سودة بنت زمعة ،بن قيس،بن عبد شمس، بن عبدود، القرشيه العامرية .
كانت سيدة جليلة نبيلة ،تزوجت اولاً من السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو العامري ، وكانت معه ضمن النفر الثمانية من بني عامر الذين خرجوا من ديارهم و أموالهم ،وركبوا أهوال البحر راضين بما هو أقسى من الموت من أجل النجاة بدينهم ، و قد اشتد عليهم العذاب و الضغط لردهم إلى الضلال و الشرك ،وما كادت تنتهي محنة غربتها في أرض الحبشة حتى فقدت الزوج المهاجر لتعاني محنة الترمل بعد محنة الاغتراب .
وتأثر النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرة المؤمنة المترملة أيما تأثر ،ولذلك ما كادت خولة بنت حكيم السلمية تذكرها له حتى مد يده الرحيمة إليها ليقف بجانبها ويهون عليها الذي ذاقت من قسوة الحياة ،لا سيما أنها أصبحت في سن الشيخوخة ،فهي أحوج ما تكون لمن يرعاها و يقف بجانبها .
تروي كتب السيرة انه ما كادت تمر فترة الحزن حتى كانت خولة بنت حكيم تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متلطفة مترفقة تقول: ألا تتزوج يا رسول الله؟ فأجاب بنبرات مليئة بالحزن و الاسى: ((ومن بعد خديجة يا خولة ؟؟!!))
فقالت : إن شئت بكراً ،و إن شئت ثيباً .
فقال :ومن البكر؟
قالت:ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر.
وبعد فترة صمت قال صلى الله عليه وسلم ومن الثيب؟
قالت خولة:إنها سودة بنت زمعة التي آمنت بك ،واتبعتك على ما أنت عليه .
وعقد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها , و تزوج من سودة التي انفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر , حتى دخل بعائشة . و استغرب الناس في مكة زواج النبي صلى الله عليه و سلم من سودة بنت زمعة , وتساءلوا في ارتياب: أرملة مسنة غير ذات جمال تخلف سيدة نساء قريش ومطمح أنظار السادة منهم .
واستطاعت سودة رضي الله عنها أن تقوم على بيت النبوة , وتخدم بنات النبي صلى عليه وسلم , وأن تدخل السرور و السعادة إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم بخفة روحها و مرحها بالرغم من ثقل الجسم .
وبعد ثلاث سنوات جاءت عائشة إلى بيت النبوة , ثم وفدت على البيت أزواج أخريات مثل حفصة و زينب و ام سلمة و..و..
و أدركت رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليها وسلم لم يتزوجها الا اشفاقا لحالها بعد وفاة زوجها .
و اتضح لها ذلك جلياً عندما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يسرحها سراحاً جميلاً ليعفيها من وضع شعر انه يجرح قلبها . فلما أنبأها بعزمه على الطلاق,أحست و كأن كابوساً يطبق على صدرها فهمست في ضراعة : (أمسكني يا رسول الله , ووالله مابي على الأزواج من حرص ولكني أرجو أن يبعثني الله يوم القيامة زوجاً لك).
وهكذا آثرت رضي الله عنها مرضاة الزوج الكريم , فوهبت ليلتها لعائشة رعاية لقلب رسول الله و استجاب رسول الله لصاحبة الشعور النبيل و أنزل الله في ذلك قراناً يتلى : (فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا و الصلح خير ) سورة النساء آية 128
ومكثت سودة في بيت النبوة راضية مطمئنة شاكرة الله أن ألهمها هذا الحل الموفق لتكون مع خير خلق الله في الدنيا أم للمؤمنين و زوجاً له في الجنة و توفيت رضي الله عنها في آخر زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقد ظلت أم المؤمنين عائشة تذكر لها صنيعها وتؤثرها بجميل الوفاء : (ما من امرأة أحب إليَّ من أن أكون في مسلاخها { أي تكون في مثل هديها و طريقتها } من سودة بنت زمعة لما كبرت قالت: قد جعلت يومي منك لعائشة. إلا أن بها حدة ).
عن هشام عن ابن سيرين : أن عمر بعث إلى سودة بغرارة دراهم . فقالت : ماهذه ؟ قالوا : دراهم . قالت : في الغرارة مثل التمر , ياجارية : بلًّغيني القنع {الطبق } ففرقتها .
يروى لسودة خمسة أحاديث : منها في الصحيحين : حديث واحد عند البخاري .
حدثنا ريطة عن عمرة عن عائشة , قالت :لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعث زيداً , وبعث معه أبا رافع مولاه , وأعطاهما بعيرين , وخمسة مئة درهم . فخرجنا جميعاً . وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة , وأم كلثوم , وبسودة بنت زمعة , وبأم أيمن و أسامة ابنه .
|
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
04-27-2017, 10:08 PM
|
#4
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
*,
جزاك الله خير .. ونفع بِك ~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-28-2017, 12:49 AM
|
#5
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
جزاك لله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
على طرحك القيم والمفيد
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-28-2017, 03:03 AM
|
#6
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
طرح اكثر من رائع
سلمت اناملك
ويعطيك الله العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميله
ودائما في إبداع مستمر
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-28-2017, 07:50 AM
|
#7
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-28-2017, 01:47 PM
|
#8
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-29-2017, 04:18 AM
|
#9
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-30-2017, 10:54 AM
|
#10
|
رد: سلسلة سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
جزاك الله خير ونفع بك
يعطيك العافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:55 PM
| | | | | | | | | | |