إن الرفق و المدارة و
الخلق الحسن كل ذلك ينبثق من الرحمة أصلاً، فإن الرفق هو لين الجـانب، و هو ضـد العنف و الغلظة. و المدارة: الملاطفة و الملاينة.
حسن الخلق: كلمة جامعة لكل معروف و بر. قالوا: هو الإنصاف في المعاملة و بذل الإحسان و العدل في الأحكام,[1] و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "البر حسن الخلق"[2]. فكيف بالرسول الذي هو عين الرحمة و نفس الرحمة. والأحاديث في هذا الباب كثيرة لايكاد يحصيها العاد و أنا أذكر بعضها فإن القليل المذكور يدل على ما وراء ذلك من الكثير الذي لم يذكر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وفي رواية :" إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "وفي لفظ : إنما بعثت لأتمم حسن الأخلاق (3)
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله r: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً"٭.
وعنه قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم) "إن من أحبكم إليَّ أحسنكم أخلاقاً"٭٭.
وعن أسامة بن شريك قال: قالوا يا رسول الله: ما خيرما أعطي العبد قال: "الخلق الحسن".[3]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "سمعت رسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ".[4]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول (صلى الله عليه وسلم) "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".[5]
وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله r"ألا أخبركم بمن يحرم على النار و بمن تحرم النار عليه؟ على كل هيّن ليّن قريب سهلٍ".[6]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لايريد الله عزوجل بأهل بيت رفقاً إلا نفعهم ولايحرمهم إياه إلا ضرهم".[7]
وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال": إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه"[8]
وعن عائشة رضي الله عنها " عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال":عليك بالرفق إن الرفق لا يكون فى شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلاشانه. 2
وعنها أن رسول الله قال :إن الله رفيق يحب الرفق , ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.
وفي رواية عنها أن رسول الله قال عليك بالرفق , وإياك والعنف والفحش 3
وعن جرير بن عبد الله قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " يقول من يحرم الرفق يحرم الخير " وفى رواية " من حرم الرفق حرم الخير4 "
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أعطى حظه من الرفق إعطى حظه من خير الدنيا والأخرة ، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا والأخر" رواه البغوى . 5
وعن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير , ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير 6
وعن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " لا يدخل الحنة الجواظ ولاالجعظري "، قال: والجوّاظ: الغيلظ الفظ. [9]
وفى شرح السنة يقال: الجعظري: الغليظ الفظ .
وفى المصابيح:الجواظ:الذى جمع ومنع,والجعظري:الغليظ الفظ.
وكذلك نهى عن الظلم، وهو الجور و غصب الحق؛منشأه العنف والقسوة والغلظة، فإذا كان الرجل غليظ القلب محروماً من الرحمة فيكون ظالماً. والنبي (صلى الله عليه وسلم) كما أمر بالرحمة و حض عليها و رغب فيها، كذلك نهى عن الظلم و أوعد عليه في كثير من الأحاديث يطول ذكرها.