يدمن كثيرون على تناول
الوجبات السريعة ولم تفلح أغلب المحاولات في حثهم على استبدال هذه النوعية من المأكولات الضارة بأخرى أكثر نفعا، واكتشف الباحثون أن الطريقة الأفضل تكمن في تحويل
الوجبات نفسها إلى طعام صحي. فقد توصلوا إلى اكتشاف البكتيريا التي تجعل هذه الأطعمة ضارة، معتبرين أنها بداية الطريق نحو التوصل إلى حل يقضي على هذه البكتيريا لتصبح “أطعمة صحية”.وأفاد الباحثون من جامعة لستر البريطانية أن الجزيئات البكتيرية الضارة تعد غير قابلة للكشف في الطعام الطازج ولكنها كثيرة في الأطعمة المصنعة مثل الخضروات الجاهزة المثلجة وصلصة المعكرونة والبرغر.
وقال رئيس فريق الباحثين الدكتور كلات إريدج من الجامعة البريطانية “ساعد الاعتقاد لسنوات عديدة أن كثرة استهلاك
الوجبات السريعة واللحوم المصنعة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني والبدانة، والآن اكتشفنا الآلية التي ترفع فيها هذه الأطعمة من خطر الإصابة بهذه الأمراض”.
وأوضح العلماء أن هذه البكتيريا تنمو خلال عملية التصنيع عندما يتم فرم الطعام وتبريده، مشيرين إلى أن هذه الجزيئات ربما تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد دراسة شملت عددا من المتطوعين تم إعطاؤهم جرعة مخفضة من البكتيريا التي تنشأ من تجميد الأطعمة أو تصنيعها وذلك على مدى أسبوع كامل.
وتبيّن أن هذه العينة انخفضت في جسمها مستويات الكولسترول السيئة بنسبة 18 بالمئة، كما انخفض معدل خلايا الدم البيضاء بنسبة 11 بالمئة، وخسرت من تراكم الدهون حول محيط الخصر.
ووجد بحث جديد أن الجزء من المخ الذي يعتقد أنه مسؤول عن التعلم والذاكرة والصحة العقلية قد يكون أصغر حجما لدى الناس الذين يستهلكون الأطعمة غير الصحية بانتظام مثل المشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة المالحة واللحوم المصنعة.
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت على أشخاص بالغين أكبر من 60 عاما من العمر، إلا أن الباحثين يعتقدون أن النتائج ذات صلة بجميع الأعمار، بمن فيهم الأطفال.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة فيليس جاكا، أستاذة مشاركة في كلية الطب بجامعة ديكن في جيلونغ، أستراليا، “لقد عرفنا منذ بعض الوقت أن مكونات النظام الغذائي، الصحية وغير الصحية، لها أثر سريع على جوانب الدماغ التي تؤثر على حجم هيبوكامبل والوظائف، ولكن إلى حد الآن لم تجر الدراسات إلا على الجرذان والفئران”. وأكدت جاكا “هذه هي أول دراسة تظهر هذا التأثير على البشر”.
واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس حجم الهيبوكامبي (هناك اثنان في الدماغ – اليسار واليمين) في البالغين الأستراليين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 60 و64 عاما. كبار السن الذين أكلوا المزيد من الأطعمة غير الصحية، مثل المشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة المالحة واللحوم المصنعة، كان الهيبوكامبي الأيسر أصغر، وفقا للنتائج.
وكانت أدمغة أولئك الذين تناولوا قدرا أكبر من الأطعمة الغنية بالمغذيات، مثل الخضراوات والفواكه والأسماك، أكبر.