إنه أول سؤال يطرحه المريض عندما يتفاجأ بحقيقة إصابته بحصى
المرارة أو حتى الكلي. و سنحاول من خلال الموضوع أسفله، الاجابة عن الجزء الخاص بالمرارة، حيث نبين مختلف أشكال الحصى الذي يصيب قنوات الصفراء الموجودة في الكبد و المرارة، و كذا الأسباب و الظروف التي تساعد على تكونه ؛ على أمل التطرق في المواضيع المقبلة بحول الله إلى طبيعة حصى الجهاز البولي الذي يختلف جوهريا عن حصى
المرارة من عدة جوانب.
حصى
المرارة : الكوليسترول قبل كل شيء
عموما، نحن نميز بين شكلين مختلفين من حصى المرارة، حسب طبيعة العناصر التي تدخل في تكوينه ؛ و أكثرها شيوعا و صلابة هو حصى الكوليسترول الذي يمثل 80 في المئة من حالات حصى المرارة، و ينتج عن تشبع الصفراء التي تنتجها الكبد (المرار) بالكوليسترول، و من تم تقارب جزيئات الصفراء المشبعة أثناء تواجدها في المرارة، و تجمعها في كتلة واحدة تؤدي إلى تشكل الحصوة.
حصى الكوليسترول يمكن أن يحتوي فقط على الكوليسترول، و يكون بذلك أبيض اللون، أو يحتوي بالإضافة إلى الكوليسترول (50 في المئة على الأقل) على باقي مواد الصفراء، و هي الحالة الأكثر شيوعا و يكون بذلك الحصى أقرب إلى اللون الأصفر.
تشبع الصفراء بالكوليسترول قد يعود لعدة أسباب قد تؤدي لتعاظم إنتاج الكوليسترول أو انخفاض في انتاج الأملاح الصفراوية أو تناقص في الحركية التي تميز
المرارة السليمة و التي تمنع ترسب و تكاثف جزيئات الكوليسترول. بعض تلك الأسباب يمكن تجنبها و البعض الآخر لا يمكننا ذلك، و من أهمها :
1- السن: كلما تقدمنا في السن، كلما كان "خطر" إصابة حصى
المرارة أكبر إلى حدود 60 إلى 70 سنة.
2- الوراثة : أنت معرض بضعفين للإصابة بالحصى، إذا كان والداك مصابان به.
3- النساء : أنتن معرضات أكثر من الرجال للإصابة بحصى الكوليسترول.
4- الحمل الذي يتسبب في فقدان
المرارة للكثير من حركيتها، و خصوصا تعدد الحمل.
5- الاستعمال المكثف لحبوب منع العمل، و هرمونات الأستروجين بصفة عامة.
6- السمنة و الاستهلاك المكثف للسكريات السريعة، و الدهون و الكحول مع التقليل من الأطعمة الغنية بالألياف.
7- أمراض فرط الدهنيات في الدم، و أيضا بعض أنواع الأدوية المضادة لتلك الأمراض.
بعض أمراض الأمعاء التي تتسبب في تدني امتصاص الأملاح الصفراوية كمرض كرون (البرودة)، أو في حالة التقليص الجراحي للأمعاء.
الحصوات المصبغة تمثل 20 في المئة من حصى
المرارة :
ينتج هذا النوع من الحصى عن تشبع الصفراء بالأملاح الصفراوية أو أملاح البيليروبين التي، لسبب ما، لم تعد قابلة للذوبان في الماء (عكس الحالة السليمة للبيليروبين بعد دخولها الكبد). و يمكن تقسيم هذا النوع من حصى
المرارة إلى شكلين : الحصى الأسود أو الأخضر الغامق الذي يحتوي أساسا على البيليروبين، و الحصى البني المشكل من خليط من أملاح البيليروبين و الكالسيوم.
تشبع الصفراء بالأملاح الصفراوية غير المباشرة (أي غير قابلة للذوبان في الماء) يحصل غالبا في أمراض الدم الانحلالية المزمنة كمرض فقر الدم المنجلي و التلاسيميا، و أيضا عند مرضى التشمع الكبدي... أما في حالة الحصى البني الأقل انتشارا، فالسبب الرئيسي يتعلق بالتعفنات المتواترة أو المزمنة التي قد تصيب القنوات الصفراوية خصوصا خارج الكبد، و بالتالي فهذا النوع من الحصى لا نجده في
المرارة إلا نادرا جدا.
تجدر الإشارة أن نسب المكونات الثلاث لحصى
المرارة قد تختلف عن الحالات النموذجية التي تناولناها سابقا، و بالتالي فقد نجد بعض الكوليسترول في الحصى البني أو القليل من الكالسيوم في حصى الكوليسترول، لكن الذي لا يتغير هي الأسباب التي تؤدي إلى نشوء هذا النوع أو ذاك من الحصى.
و بالتالي، يمكن القول أنه لا يمكننا ضمان تجنب الإصابة بحصى
المرارة بنسبة 100 في المئة، لتواجد مسببات لا يمكننا التأثير فيها ؛ لكن اتباع حمية مناسبة و المراقبة الطبية المنتظمة للحالة الصحية، قد يجنبك الإصابة بالحصى بنسبة كبيرة، أو أن تضمن على الأقل عدم ظهور مضاعفات لها كما هو حال 60 في المئة من الحالات، و بالتالي عدم الحاجة إلى علاجها، و تلك قصة أخرى...