04-21-2016, 12:32 PM
|
|
|
|
عموم الرسالة المحمدية
لم تكن رسالة الإسلام لجيل من الناس دون جيل، ولا يختص بها مِصْر دون مصر، ولا عصر دون عصر، شأن الرسالات التي تقدمتها، بل كانت رسالة عامة للناس جميعا أبيضهم وأسودهم، عربًا كانوا أو عجمًا، وقد صرح القرآن الكريم بأن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسول الله إلى الناس جميعاً ، قال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }(الأعراف: 158)، وقال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }(الفرقان:1)، وقال: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(الأنبياء: 107)، وقال: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }(آل عمران: 81 : 82) .
قال ابن كثير في تفسيره: " قال علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بُعِثَ محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بعث محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه " .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( فُضِّلْتُ على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأحلت لي الغنائم . وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون ) رواه مسلم، وفي رواية أخرى: ( وبُعِثْتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسْود ) .
ولا شك أن هذا نص واضح بعمومية رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأنه أرسل إلى الناس كافة، وفي ذلك خصوصية له - صلوات الله وسلامه عليه - دون غيره من الأنبياء .
وقد بيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه رسول الله إلى الناس أجمعين بصورة عملية، فأرسل رسله وبعث كتبه في أقطار الأرض إلى كسرى، وقيصر، والنجاشي، وسائر ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام .
الإنس والجن :
من الآيات القرآنية التي تشهد بأن بعثته ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم تكن إلي الإنس وحدهم بل كانت إلي الجن أيضا, قول الله ـ تعالي ـ: { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا }(الجنّ: 1: 2 )، وقوله: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }( الأحقاف 29 : 32 ) .
ومن الأحكام التي أخذها العلماء من هذه الآيات الكريمة: أن رسالة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كانت إلي الأنس والجن, لأن هذه الآيات تحكي إيمان بعض الجن به ـ صلي الله عليه وسلم ـ، كما تحكي دعوتهم غيرهم إلي الإيمان به .
لقد أراد الله - عز وجل - ألا يترك عباده يسيرون في الأرض على غير هدى، فأرسل إليهم الأنبياء والرسل، وفضل بعض الأنبياء على بعض، ورفع بعضهم درجات، ففضل أولي العزم على باقي الرسل، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ، قال الله تعالى: { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا }{الإسراء:55}
وإذا كان الله قد خص بعض الأنبياء بخصوصيات، فلا عجب أن يخص محمدا - صلى الله عليه وسلم - بإرساله للخَلق كافة ـ إنسهم وجنهم ـ، وهذا ثابت بنص القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ومن ثم فلا طريق إلى الله - عز وجل ـ إلا بالإيمان به واتباعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حتى لو أدركه موسى وعيسى، وغيرهما من الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ لوجب عليهم اتباعه، فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) رواه أحمد .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم .
قال ابن كثير: " والآيات في هذا كثيرة، كما أن الأحاديث في هذا أكثر من أن تُحْصَر، وهو معلوم من دين الإسلام ضرورة أنه رسول إلى الناس كلهم " .
ul,l hgvshgm hglpl]dm hgvshgm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2016, 03:05 PM
|
#2
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2016, 03:31 PM
|
#3
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
لكِ جزيل الشكر وخالص الدعاء بالتوفيق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2016, 05:26 PM
|
#4
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2016, 06:47 PM
|
#5
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
جزاك الله كل خير
وثقل بها موازين اعمالك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-21-2016, 10:22 PM
|
#6
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا
وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-22-2016, 01:50 AM
|
#7
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
الله يجزاك خير
ربي يرحم والديك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-22-2016, 04:08 AM
|
#8
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
جزاك الله خيرا
سلمت اناملك علي الطرح
وسلم لناذوقك علي حسن الانتقاء
الله يعطيك العافيه
كل الود لسموك /.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-22-2016, 05:51 AM
|
#9
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
جزاك الله الجنه
وجعله بميزان حسناتك
ع الطرح القيم والمفييد
نترقب جديدك بشوووق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-22-2016, 01:54 PM
|
#10
|
رد: عموم الرسالة المحمدية
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’..
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:10 PM
| | | | | | | | | |