تعتبر الفرص التي يحصل عليها لاعب كرة قدم بمكانة ماركوس
راشفورد نادرة جدا، فليس واردا على الإطلاق أن يتمكن أيّ لاعب بالكاد حصل على فرصته بفريق الشباب في النادي، من اللعب سريعا على مستوى الفريق الأول والتألق بشكل لم يتوقعه أحد.في مانشستر يونايتد، يتواجد مدرب معتاد على المغامرة، وتشكيلة متخمة بالإصابات، ونتائج لا تسر على الإطلاق، فما كان من لويس فان غال إلا أن يستعين بلاعبي الفريق الرديف الذين برز منهم على وجه الخصوص راشفورد، فسجل المهاجم البالغ من العمر 18 عاما 4 أهداف في أول مباراتين له مع الفريق، وبات اسما على لسان كل محبّ لمانشستر يونايتد.
قبل أسبوع، لم يسمع أحد باسم
راشفورد واستغرب النقاد عندما رأوا هذا الاسم على لائحة الفريق المشاركة أمام ميتيولاند الدنماركي (5-1)، لكن بالنسبة إلى من يعرف اللاعب جيدا، فإن الأمر مغاير تماما، ولم يكن غريبا أن يتألق راشفورد، خصوصا وأنهم يدركون جيدا ما يستطيع تقديمه على أرض الملعب.وبات
راشفورد أصغر لاعب يسجل ثنائية لمانشستر يونايتد في الدوري بعد واين روني (19 عاما
1 يوما) والويلزي راين غيغز (19 عاما) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (19 عاما). يذكر أن
راشفورد لم يوقع حتى الآن عقدا رسميا مع مانشستر يونايتد ولا يتقاضى سوى 634 يورو أسبوعيا أو 33 ألف يورو سنويا أي ما يتقاضاه روني في اليوم الواحد!
ويبقى أن يؤكد هاشفودر موهبته في ما تبقى من الموسم خصوصا في ظل غياب روني إلى نهاية مارس بداعي الإصابة في ركبته، وألا يكون مثل فيديريكو ماكيدا الذي تألق في أول مباراة له مع مانشستر يونايتد قبل أن يتوارى عن الأنظار.
واحتفى فان غال، الذي يعرف عنه اهتمامه بالناشئين، بالأداء الذي قدمه مهاجمه الشاب واصفا إياه بـ”موهبة استثنائية”. وأوضح “نملك قائمة محدودة، من أجل منح الفرصة للشباب. فريق كبير يحول دون ذلك”.
و تابع “الخبرة التي أتمتع بها مع الشباب تقول لي إنهم يلعبون دوما أول مباراة بشكل جيد، لكن الثانية تكون مختلفة. ظهر ماركوس بشكل رائع في الفترة الأخيرة، إنه موهبة استثنائية”.
واسترجع فان غال الفرص التي منحها منذ أعوام للاعبين مثل باتريك كلويفرت وتشافي هرنانديز وتوماس مولر، حيث أبرز “يمكنني أن أفكر في الكثير منهم. كلويفرت سجّل هدف الفوز في كأس السوبر الهولندي، تشافي سجل هدفا خياليا في مرمى بلد الوليد ومولر قدم مباراة رائعة”.
من ناحية أخرى يرى لويس فان غال، مدرب مانشستر يونايتد، أن اللاعب الصاعد ماركوس
راشفورد يملك القدرة على التعامل مع الشهرة بعد أن خطف الأضواء في بداية ظهوره مع الفريق الأول. ولفت اللاعب البالغ من العمر 18 عاما الأنظار بسرعة كبيرة.
وبعد الجلبة التي ثارت حول المهاجم المولود في مانشستر يونايتد، ناشد فان غال في مؤتمر صحفي وسائل الإعلام الابتعاد عن راشفورد، وقال “إنه لاعب يتحلى بتواضع جمّ ولا أعتقد أن هذه الأضواء ستتسبب له في مشكلة”.
وتابع فان غال “عندما تسلط عليك وسائل الإعلام الأضواء قد يمضي الأمر في الاتجاه المعاكس لكني أثق أن اللاعب سيبقي قدمه على الأرض”. واستطرد “أدعوا وسائل الإعلام أن تدعه وشأنه، وألا تحتشد أمام منزله، لأنه أمر لن يفيد لاعبا شابا مثله في الـ18 من عمره”. وقال فان غال إن ما حققه
راشفورد حتى الآن “أمر رائع” لكن يتعين عليه الحفاظ على ثبات المستوى.
انطلاقة صحيحة
ولد
راشفورد يوم الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 1997، أي بعد أشهر قليلة من تولي مدربه الحالي لويس فان غال تدريب فريق برشلونة الأسباني، وبعد يوم واحد من اكتساح مانشستر يونايتد لشفيليد وينزداي بسداسية، وكان الفريق حينها مليئا بالمهاجمين اللامعين والدليل تسجيل تيدي شيرينغهام وأندي كول وأولي غونار سولشاير ثنائية لكل منهما في تلك المباراة، على عكس الفريق الحالي، الذي ورغم وجود القائد المصاب حاليا واين روني، يعاني كثيرا على الصعيد الهجومي.
مع راشفورد، يأمل جمهور مانشستر يونايتد أن يتغير حظه أمام مرمى الخصوم حتى نهاية الموسم على أقل تقدير خصوصا في ظل استمرار إصابة روني وتأثر الفرنسي أنتوني مارسيال من إصابة أخرى، ويأمل اللاعب الجديد في السير على خطى مهاجم الفريق السابق ولاعب أرسنال حاليا داني ويلبيك الذي – مثل
راشفورد – لعب في النادي المتواضع فليتشر موس رينجرز قبل أن ينضم لأكاديمية “الشياطين الحمر”.
نشأ
راشفورد في أحياء مانشستر، وانضم لأكاديمية النادي الأحمر في سن صغيرة، إذ حقق انطلاقة صحيحة وكان مواظبا على اللعب مع أصدقائه في كل مكان تقريبا، ولم يقوّضه الخوف من التعرض لإصابة خارج أسوار النادي.
في ذلك الوقت، اعتاد الأطفال العاشقون لكرة القدم ممارسة اللعبة ضمن مشروع يسمى “ستريت ريدز” ويهدف إلى توسيع نطاق ممارسة اللعبة في أحياء مانشستر، هذا المشروع لفت أنظار
راشفورد الذي كان وقتها لاعبا في أكاديمية النادي، إلا أن ذلك لم يمنعه من الانتظار مساء بعد خوضه التمارين حتى يكمل يومه في المشروع ويتحوّل إلى واحد من اللاعبين المحبوبين فيه.
وقال كبير مدربي المشروع دايف تشابمان “كان بإمكانك مشاهدة ما يملكه من إمكانيات، في تلك الفترة كان
راشفورد لاعبا في أكاديمية مانشستر يونايتد لكننا لم نعلم بذلك، لم يخبرنا، اعتاد أن يحضر دائما للعب معنا”.
وأضاف “اعتاد لاعبون آخرون منضمون لأندية إلى القدوم للمشروع ومراقبة المباريات خوفا من التعرض للإصابات، لكن ماركوس اشترك معنا بشكل دائم، لم يجلس على المدرّجات لأن مفهومه للعبة مختلف، وتحول في عيون زملائه إلى نجم صغير، الكل أراده في تشكيلة فريقه الخماسية ما تسبب في حدوث خلافات بين الأطفال، لكن
راشفورد لم يتأثر بذلك”.
وبدأ مسؤولو مانشستر يونايتد يدركون قيمة
راشفورد العام الماضي عندما أحرز اللاعب 13 هدفا في 25 مباراة بدأها أساسيا مع فريق تحت 18 عاما، ثم منحه لاعب الفريق السابق والمدير الحالي لأكاديمية النادي نيكي بات شارة قائد فريق تحت 19 سنة في المباراة الأولى بدوري أبطال أوروبا للشباب بداية الموسم الحالي أمام “بي أس في أيندهوفن” الهولندي، المباراة انتهت بفوز مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة أحرز منها
راشفورد هدفين.
أمام ميتيولاند، فاجأ
راشفورد الجميع، ليكسر الأرقام القياسية تباعا ويتحوّل إلى محبوب الجماهير بين ليلة وضحاها.. فهل يواصل السير على درب التألق ويكون الدواء الشافي لعلل مانشستر يونايتد حتى نهاية الموسم؟
الطفل المعجزة
يمثل ماركوس
راشفورد اكتشافا جديدا، للمدرب الهولندي لويس فان غال في فريق مانشستر يونايتد، “فالطفل المعجزة”، كما تلقبه بعض الصحف الإنكليزية، أثبت خلال المباريات القليلة التي شارك فيها أنه يتمتع بموهبة كروية واعدة رغم حداثة سنه. وقد شكك بعض المحللين الرياضيين في الخيارات التكتيكية التي يعتمدها فان غال، من خلال إشراك اللاعبين الشبان في مباريات الدوري الأوروبي، لكن
راشفورد أثبت أنه يتمتع بموهبة كبيرة تستحق التقدير.
الهدف الذي سجله
راشفورد في أول مباراة له ضد فريق أرسنال، أثبت أنه يتمتع بكل الخصال التي يمكن أن تجعل منه في المستقبل موهبة فنية في قيمة كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي، هذا الأخير الذي اعترف أنه يجد صعوبة في التسجيل ضد حارس مرمى أرسنال بيتر تشيك، بينما نجح
راشفورد في ذلك بعد الثنائية التي سجلها ضد أرسنال.
وحطم
راشفورد رقما قياسيا في الدوري الإنكليزي بعد مباراته الأخيرة ضد فريق أرسنال، باعتباره أصغر لاعب يسجل ثنائية في أول مشاركة له في الدوري الإنكليزي، متفوقا بذلك على زميله في مانشستر يونايتد، جيمس ويلسون، وهو ما يثبت مرة أخرى أنه يستحق عن جدارة لقب “الطفل المعجزة”.
hgk[hp l;j,f ugn [fdk vhat,v] lu hgadh'dk hgplv hg[lv hgadh'dk hgk[hp dfdk vhat,v]