هدي نبينا المصطفى ▪● عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ |
|
|
02-06-2015, 02:10 AM
|
|
|
|
شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].
إنَّ معاييرَ العظمة لا تكون بالمال الوفير، أو عدد الأتباع، ولا بصلابة السَّواعد وانفتال العضلات، ولا ببسط السُّلطة، وقُوَّة النُّفوذ؛ بل تكونُ بقَدْر عظمة النَّفس في نُبلها وطُهْرها، وعَظَمة الأخلاق في طَهارتِها وسُمُوِّها، وعظمة الآثار في تقويمها وإصلاحها، فالعاملون في الإصلاح العام وتنظيم المجتمع هُمُ الزُّبْدَةُ المُختارة، والخلاصة الخَيِّرة، وإذا قسنا الأعمال والجهود في هذا السبيل، لرأينا أنَّ أعمال النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فاقت كلَّ عمل، وأنَّ إصلاحه الشامل فاق كل إصلاح، وأنَّ أخلاقه العظيمة فاقت كلَّ أخلاق المصلحين، وأن شخصيَّته الفذَّة فاقت كلَّ شخصية في دُنيا الاجتماع البَشري، فكانَ المصلحَ الأعظم والمنقذ الأكبر لأمم الأرض قاطبة، وإن كان الملوكُ قد اكتسبوا عظمَتَهم بالحروب الطاحنة، التي قتلت مئات الآلاف من العباد، ودمَّرت العديدَ من البلاد، وقَضَت على كثير من الحضارات - فإنَّ عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بُنِيَت على الرحمة بعباد الله، وعلى غرس المحبة والسلامة بينهم، وعلى تحقيق المساواة العامة فيهم، بُنِيَت على إنقاذِ المجتمع من أوبائه، ومن عواملِ فساده وشقائه، وعلى تطهيره من شُرُوره، ومن فظائعه وفُجُوره، بدعوته بحزم وتصميم، وحِكْمة ولين، إلى الإيمان بالله خالقه، والعمل بدينه والانتهاج بشرعه.
لم يأتِ بحروبٍ مُدمِّرة، وقنابل مُتفجِّرة؛ ليهلكَ الحرثَ والنَّسل، ويبث في الأرض الفساد؛ إنما جاء رحيمًا متواضعًا، عطوفًا متقشفًا، يرأف بعباد الله، ويخشع في صلاته لجلال الله، ويُسمعُ لصَدْره أزيرٌ كأَزيزِ المِرْجَل من البُكاء.
أتى بالأوامر الحكيمة التي تكفُل مصالحَ البشر، وتنظيم مُجتمعهم، وترقية حياتِهم بالوسائل المصيبة، والطُّرُق العجيبة، والتأثير البليغ في مُعالجة أمراضهم، وتقويم اعوجاجهم، وتوجيههم التوجيهَ السَّليم، ورَبْط قُلوبِهم برابطة الإيمان والمحبَّة، ورغبة الخير والخدمة، وإقامة العدالة الشاملة.
كان إذا وعظ، أَخَذَ بمجامع القُلُوب، وإذا علَّم كان أمهرَ من عُلماء الاجتماع وغيرهم، وأعظم أساتذة النَّفس، وإذا ساس كان أعلى القادة، وإذا حكم كان أعدل الحاكمين، وإذا دبَّر ونظَّم كان أدقَّ المصلحين، وإذا أعطى كان أجودَ الناس، يُوصي الرجل بنفسه، وبخاصته من أهله وأقاربه، ثم بجيرانه والأباعد عنه، ثم بالمسلمين، والنَّاس أجمعين، ويأمُر كلَّ مسلم بأنْ يصلَ مَن قَطَعَه، ويُعطي مَن مَنَعَه، ويُحسن إلى مَن أساء إليه، ويقول الحقَّ ولو على نفسه، وأنْ يعدلَ بالحُكم ولو لمن أبغضه، وأن يَحلُم عند الغضب، ويصبِرَ على المصيبة، ويرفق بالضَّعيف، ويُعين العاجز، ويُواسي المصاب، ويجدُّ في الخدمة، ويُلازم الصِّدق والإخلاصَ، والتواضُع واللين، والأمانة والحق.
يملأ النُّفوس رغبة في ثواب الله، ورَهْبَةً من عقابه؛ ليربِّي فيها وازعَ الدِّين، قبل نُبُوَّته لم يكتسب المعرفةَ من مَدرسةٍ، ولا من كتابٍ، ولا من حكيم وفيلسوف؛ بل جاء من وسط جاهليٍّ، من أمَّة أمِّيَّة، رزحت تحت كابوس الجهالة ودواعي التخلُّف سنينَ طويلة، تَخضعُ للأصنام، وتَسْتَقْسِمُ بالأزلام، وتعملُ فيها عصبيَّاتٌ قبليَّة، وتتغلَّبُ عليها طبيعةُ الغَزْو والقتل، وإراقة الدِّماء وإفناء الرِّجال والنِّساء، وتتنازعها دولةُ الرُّوم، ودولة فارس، ولا شأنَ لها في الحياة.
نَشَأَ في جَوٍّ مُفْعَمٍ بالشرك، ولم يتأثرْ بعقائدِ بيئته، وتقاليدِ عشيرته؛ ولكنَّه جاء مُنَزَّهًا عن تلك الرَّواسب، بعيدًا عن تلك الطبائع، نقيَّ الفطرة، وقد نَمَت في نفسه شرائفُ الخصالِ، وجلائل الخلال، تكتنفه الطَّهارة والنَّقاء، والسُّمُوُّ والصَّفاء، اجتمعت في نفسه الفضائلُ، وتلاقت فيها الكمالات، يدعو بلين وحِكْمة ولطف وإباء، ويتحمَّل الأذى بصبر وجَلَدٍ، يعفو ويصفح، لا يصُدُّه جفاءٌ، ولا يَثنيه عن دعوته اضطهادٌ، ولا يتهاون في دقائق الأُمُور، ولا يتغافلْ عن بسائطها، حتَّى غيَّر طبائعَ العربِ الراسخة، وألان القلوبَ القاسية، فكَفَّ المجرم عن إجرامه، والمعتديَ عن اعتدائه، والمقامرَ عن مَيْسِرِه، والفاجرَ عن فُجُوره؛ حتَّى صَفَتِ النُّفوس، وطهرت القُلوب، وزالت الخصومة، وشاعت المحبَّة، وترابطت الأفرادُ والجماعات، وانحسرت النَّقائص، وانزوت الشُّرور، ونَمَتِ الفضائلُ، وازدهر الخير والمعروف، وأصبحَ النَّاس في أبرك العصور، وأسمى حياة، وأهنأ عيش، بفضل شريعة الإسلام، والتدبير النَّبوي الحكيم.
إنَّ قوانينَ العالم المُتَمَدْيِن لم تصلْ - إلى الآن - إلى شيء من هذه الغايات السَّامِيَة، ولا أتت بمثل هذه الغايات السامية، ولا أتت بمثل تلك السَّعادة المنشودة، ولا حقَّقت للعالم من هناء ولا صفاء؛ بل يُمكننا أن نقول: إنَّها ما أورثتهم إلا شقاءً وبلاءً، وتدميرًا وتقتيلاً، فلا يُعْنَوْن من المدنيَّة إلاَّ بالمادة، فمنها يبدؤون، وإليها ينتهون، أمَّا الإصلاحُ النبويُّ، فإنَّه عُنِيَ بإصلاح النفوس، وتنظيم المجتمع، وبَثِّ مكارم الأخلاق، ونَشْرِ الرَّحمة والعدالة وصيانة دَمِ الإنسان، سواءٌ أكان من المسلمين أم المعاهدين أم أهل الذمة.
((إنَّما بُعثت لأُتَمِّم مكارم الأخلاق))، وفي رواية: ((صالح الأخلاق))؛ البخاري في "الأدب"، ومالك في "الموطأ".
aowdm hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl ,lrhdds hgu/lm hgu/lm hgkfd wgn aowdm ugdi ,lrhdds
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-06-2015, 07:32 AM
|
#2
|
رد: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
دعيني أنحي قلمي قليلا
أقف أحتراما لكِ
ولقلمك
وأشد على يديك لهذا الابداع
الذي هز أركان المكان
واضع لكي باقة وردي لشخصك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-06-2015, 12:45 PM
|
#3
|
02-06-2015, 05:04 PM
|
#4
|
رد: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء وَدُي قبَلْ رَديُ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-06-2015, 09:33 PM
|
#5
|
رد: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-06-2015, 09:43 PM
|
#6
|
رد: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
,
جزاك الله خير اخوي سراج المحبه
لاهنت
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-07-2015, 12:40 AM
|
#7
|
رد: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومقاييس العظمة
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-07-2015, 11:17 AM
|
#8
|
02-07-2015, 11:17 AM
|
#9
|
02-07-2015, 11:17 AM
|
#10
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:00 AM
| | | | | | | | | | |