12-25-2022, 03:07 AM
|
|
|
|
الله الذي خلقكم من ضعف ...
الله الذي خلقكم من ضعف ...
{ الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة
ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة } الروم .
و لم يقل خلقكم ضعافا أو في حالة ضعف ،
إنما قال : " خلقكم من ضعف " كأن الضعف
مادتهم الأولى التي صيغ منها كيانهم
و الضعف هنا ذو معان و مظاهر
شتى في تكوين هذا الإنسان .
إنه ضعف البنية الجسدية الممثل غي تلك الخلية
الصغيرة التي ينشأ منها الجنين .
ثم في الجنين و أطواره
و هو فيها كلها واهن ضعيف .
ثم في الطفل و الصبي حتى يصل إلى سن الفتوة
و ضلاعة التكوين . ثم هو ضعف المادة
التي ذرأ منها الإنسان . الطين .
الذي لولا نفخة من روح الله لظل في صورته المادية
أو في صورته الحيوانية ، و هي بالقياس إلى الخلقة
الإنسانية ضعيفة ضعيفة .
ثم هو ضعف الكيان النفسي أمام النوازع و الدفعات ،
و الميول و الشهوات التي لولا النفخة العلوية
و ما خلقت في تلك البنية من عزائم و استعدادات ،
لكان هذا الكائن أضعف من الحيوان المحكوم بالإلهام .
ثم جعل من بعد ضعف قوة ..
قوة بكل تلك المعاني التي جاءت في الحديث عن الضعف .
قوة في الكيان الجسدي ، و في البناء الإنساني ،
و في التكوين النفسي و العقلي .ثم جعل من بعد قوة
ضعفا و شيبة .ضعفا في الكيان الإنساني كله .
فالشيخوخة انحدار إلى الطفولة بكل ظواهرها .
و قد يصاحبها انحدار نفسي ناشئ من ضعف
الإرادة حتى ليهفو الشيخ أحيانا
كما يهفو الطفل و لا يجد من إرادته عاصما .
و مع الشيخوخة الشيب ، يذكر تجسيما و تشخيصا
لهيئة الشيخوخة و منظرها .
hggi hg`d ogr;l lk qut >>> hg`n
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
|