في قرية بعيدة كان يعيش أخوان، كان الأخ الأصغر يُقاسي الفقر ولا يملك قوت يومه، حتى أنَّ عائلته كادت أن تموت من الجوع، بينما الأخ الأكبر يُنفق أمواله كيفما شاء بإسراف، وبعد أن فقد الأخ الأصغر الأمل قرّر أن يطلب من أخيه المُساعدة، وأخبره أنَّ أولاده يتضوّرون من الجوع، ويريد أن يقترض منه بعض النقود ليشتري لهم القليل من الطعام، لكنَّ الأخ الأكبر رفض ذلك، مُدّعيًا أنَّ أخاه الأصغر يطلب منه دائمًا المال، فعاد خائبًا وفي طريقه التقى برجل عجوز يحمل حزمة من الحطب، فحملها عنه حتى يُساعده، فلمح العجوز في وجه الرجل ملامح العجز، فقال له: ما بك أيّها الرجل، فأجابه الرجل أنَّ أهله جائعين ولا يملك المال ليشتري لهم الطعام، فوعده العجوز بالمساعدة إذا حمل حزمة الحطب إلى منزله. بعد أن وصلا إلى منزل العجوز أعطاه قطعة من الكعك وأمره أن يذهب إلى كوخ صغير خلف التل فيه ثلاثة أقزام، وأن يعطيهم الكعك ويأخذ منهم مطحنة حجرية بدل المال، وبعد أن وصل أخذ المطحنة الحجرية وعاد فرحًا إلى منزله، وصارت المطحنة تطحن له ما يريد، فيطلب منها الأزر والعدس والبهارات وهي تنتج له ذلك، فيأكل هو وأسرته ثمَّ يذهب ويبيع في السوق، حتى صار ثريًّا، وبنى بيتًا كبيرًا عاش فيه مع أسرته بسعادة، وشعر أخاه بالحسد، وعندما علم بأمر المطحنة سرقها منه وهرب هو وأسرته في قارب في البحر، وطلب من المطحنة أن تطحن له ملحًا، ولكنّه لم يعرف كيف يوقفها، وظلت تطحن الملح حتى غرق القارب بمن فيه، ولذلك صار البحر مالحًا منذ ذلك اليوم