02-22-2022, 02:30 AM
|
|
|
|
من اسباب الهداية
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]
ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ......
أما بعد معاشر المسلمين:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.
أيها الأحباب:
الهداية إلى صراط الله المستقيم هدف أسمى ينشده كل مسلم، ولأهميتها فقد شرع الله سؤالها في كل ركعة من الصلوات، فيقرأ قول الله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، وللهداية أسباب بيّنها الله عز وجل في كتابه الكريم، وذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سنته، وسأسوق بعضا منها.
من تلك الأسباب: سعة الصدر وانشراحه للإسلام وتعاليمه قال تعالى ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ﴾ [الأنعام: 125] وأعظم معين لشرح الصدر للإسلام هو التوحيد الذي لا يخالطه شكٌ أو شركٌ مع الله، أما الشرك فهو أعظم أسباب ضيق الصدر.
سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي المؤمنين أكيس قال: ((أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ)) وسئل عن هذه الآية ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125] قالوا: وكيف يكون هذا الشرح ؟ فقال: (( نور يُقذف به في القلب فينفسح له القلب)) قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال: (( نعم )) قيل: وما هي؟ قال: (( الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت )).
وإذا كان التوحيد هو مفتاح الهداية، فإن عملَ الصالحاتِ والتقربَ إلى الله بسائر الطاعات هي أسنانُ ذلك المفتاح، ومن كان له حظٌ من كلِّ طاعةٍ، ونصيبٌ من كلِّ قربة؛ صار أقربُ إلى انشراح الصدر.
ومن غمس نفسه في الشهوات، وأغرق قلبه بالمحرمات، أظلمت الدنيا في عينيه وضاقت به الحياة، وقد قيل في معنى قولِه تعالى ﴿ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ﴾ [الأنعام: 125] هو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ولا يخلص إليه شيء من الإيمان ينفعه وينقذه.
ومن أسباب الهداية: استدامة ذكرِ الله تعالى، فذكر الله يجعل القلب مرتبط بالله، مما يجعله مطمئناً فينشرح الصدر، يقول الله جل وعلا: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، ومن ذَكَرَ الله كان ذِكْرُ الله له أعظم، قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152] وفي الحديث القدسي قال جل وعلا: (( وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٌ منهم )) أما من تكاسل عن ذكر الله واستهان به سلط الله عليه الشيطان قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].
ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنةَ طيِّبةُ التربة، عذبةُ الماء، وأنها قيعانٌ، وأن غِرَاسَها: سبحان الله والحمد لله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) وفي حديث آخر: أن لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة
ومن أسباب الهداية: تلاوةُ كتابِ الله، بتدبرٍ وتمعنٍ وخشوع، وهو وإن كان من أنواع الذكر إلا أنه أُفرِد لعظيم أهميته ومزيد العناية به، قال الله تعالى ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9] يهدي للتي هي أقومُ في كل شيء من أمور الدين والدنيا والآخرة.
ويقول سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] فأثرُ القرآنِ وتأثيرُه على النفوس واضحٌ مشهودٌ مهما بلغت القلوبُ من قسوتها، ومهما كانت حالُ المرء من الشقاوة والضلال.
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ونفعنا بما فيه من آياتٍ وهدىً وبيان، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .....
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى.
عباد الله:
ومن أسبابِ الهداية، التفكرُ في مخلوقاتِ الله، والنظرُ في ملكوتِ السموات والأرض، ومن تأمل في هذا الكون عاد بعد رحلة التأمل مؤمنا خاشعا خاضعا لله واهتدى بهداه ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].
بل ويَلفت الخالقُ نظرَ الإنسانِ ليتأمل في نفسه فيقول: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21] فالمتأمل يزداد إيمانا بخالقه لما يرى من عجائب قدرته.
ومن أسبابِ الهداية، رفقةُ الصالحين الأخيار، فكم من ضال هداه الله على أيدي جلسائه ورفقائه، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، كما أرشد إلى ذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وبين - صلى الله عليه وسلم - أثر الجليس الصالح والجليس السوء، وشبههما بحامل المسك ونافخ الكير، وشتان بين هذا وذاك.
كما أوضح الله جل وعلا أن قرناء السوء في هذه الحياة يكونون يوم القيامة أعداءً، فقال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].
ومن أسبابِ الهداية، وهو سبب مهم جدا: الدعاء، فهو سلاحُ المؤمنِ في الشدائد، ومهما بُذل من أسباب الهداية، فلا بد أن يكون الدعاءُ وسؤالُ التوفيقِ قرينين لها، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60] وفي الحديث القدسي: ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ)) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ بقوله: (( اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)).
فعليكم بالدعاء، احرصوا عليه دائما، وعلى وجه الخصوص في أوقات الإجابة، أسأل الله أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على دينه القويم، إنه جواد كريم.
ثم صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
| [IMG][/IMG][/CENTER]
lk hsfhf hgi]hdm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل رحيل المشاعر يوم
02-22-2022 في 02:39 AM.
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
02-22-2022, 01:43 PM
|
#2
|
رد: من اسباب الهداية
طرح في قمه الروعه والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| |