القرآن الكريم كلام الله المنزل على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- المتعبد بتلاوته، والمنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، أُنزِل ليكون المعجزة الخالدة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم كله خير، وقد وردت عدة
أحاديث عن سور
القرآن الكريم وفضائلها.
ورد في فضل سورة الفاتحة بعض الأحاديث مثل ما رواه عبد الله بن عباس: بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ.
مَن صَلَّى صَلاةً لم يَقرَأْ فيها بأُمِّ القُرآنِ، فهي خِداجٌ غيرُ تَمامٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا هُرَيرةَ، إنِّي ربَّما كنتُ مع الإمامِ، قال: فغمَزَ ذِراعي، ثم قال: اقرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إنِّي قَسَمتُ الصَّلاةَ بيْني وبيْنَ عبدي نِصفَينِ؛ فنِصفُها له، يقولُ عَبْدي إذا افتتَحَ الصَّلاةَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، فيَذكُرُني عَبْدي، ثم يقولُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، فأقولُ: حمِدَني عَبْدي، ثم يقولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، فأقولُ: أثْنى علَيَّ عْبَدي، ثم يقولُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، فأقولُ: مجَّدَني عَبْدي، ثم يقولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، فهذه الآيةُ بيْني وبيْنَ عَبْدي نِصفَينِ، وآخِرُ السُّورةِ لعَبْدي، ولعَبْدي ما سَألَ. [2]
وتتعدد الأحاديث في فضل سورة البقرة وآل عمران ومن أصح الروايات الواردة في فضلهما
جاءت بعض الأحاديث عن سورة هود وأخواتها: قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. [5]
كما وردت العديد من الأحاديث التي تدل على فضائل سور
القرآن وقرائتها مثل حديث: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ حتَّى يقرأ الزُّمرَ وبني إسرائيلَ. [6]
إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يقرأُ المسبِّحاتِ قَبلَ أن يرقدَ ويقولُ : إنَّ فيهنَّ آيةً خيرٌ من أَلفِ آيةٍ. [7]
مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ.
مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ ، و مَنْ تَوَضَّأَ فقال : سبحانَكَ اللهمَّ و بحمدِكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ ، أستغفرُكَ و أتوبُ إليكَ ، كُتِبَ في رَقٍّ ، ثُمَّ جُعِلَ في طابعٍ ، فلمْ يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ. [9]
عن أنسِ بنِ مالكٍ في قولِه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا أنَّها نزَلت على نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرجِعَه مِن الحُديبيةِ وأصحابُه قد خالَطهم الحُزنُ والكآبةُ قد حِيل بينهم وبينَ مسألتِهم ونحَروا البُدْنَ بالحُديبيةِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد نزَلت علَيَّ آيةٌ هي أحَبُّ إليَّ مِن الدُّنيا جميعًا ) فقرَأها عليهم إلى آخِرِ الآيةِ فقال رجُلٌ مِن القومِ: هنيئًا مريئًا لك يا رسولَ اللهِ قد بيَّن اللهُ لك ماذا يفعَلُ بك فماذا يفعَلُ بنا ؟ فأنزَل اللهُ {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}. [10]
إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ. [11]
كانَ لا ينامُ حتى يقرأَ الم، تَنْزِيلُ السجدةُ، و تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ. [12]
إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ. [13]
عن فروة بن نوفل أنَّهُ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أوَيتُ إلى فِراشي ، فقالَ : اقرأ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ قالَ شُعبةُ : أحيانًا يقولُ مرَّةً وأحيانًا لا يقولُها. [14]
كان رجلٌ من الأنصارِ يؤمُّهم في مسجدِ قباءَ وكان كلَّما افتتح سورةً يقرأُ بها لهم في الصلاةِ مما يقرأ به افتتح ب { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتَّى يفرغَ منها ثمَّ يقرأُ سورةً أخرى معها ، وكان يصنعُ ذلك في كلِّ ركعةٍ ، فكلمهُ أصحابُه فقالوا : إنك تفتتحُ بهذه السورةِ ثمَّ لا ترى أنها تجزئكَ حتَّى تقرأ بأخرى ، فإمَّا أنْ تقرأَ بها وإمَّا أنْ تدعَها وتقرأَ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركِها إنْ أحببتُم أنْ أؤمَّكم بذلك فعلتُ وإنْ كرِهتُم تركتُكم ، وكانوا يرون أنه من أفضلِهم وكرِهوا أنْ يؤمَّهم غيرُه ، فلمَّا أتاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم أخبروه الخبرَ فقال : يا فلان ما يمنعُك أنْ تفعلَ ما يأمرُك به أصحابُك ؟ وما يحملُك على لزومِ هذه السورةِ في كلِّ ركعةٍ ؟ فقال : إني أحبُّها . فقال : حبُّكَ إياها أدخلكَ الجنةَ. [15]
خرجنا في ليلةٍ مطيرةٍ وظلمةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلي لنا قال فأدركْتُه فقال قل فلم أقُلْ شيئًا ثم قال قل فلمْ أقُلْ شيئًا قال قل فقلتُ ما أقول قال قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ والمعوِّذتَين حين تُمسي وتصبحُ ثلاثَ مراتٍ تكفِيك من كلِّ شيءٍ. [16]
يا عقبةُ أَلا أُعَلِّمُكَ سِوَرًا ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ و لا في الزَّبُورِ و لا في الإنْجِيلِ و لا في الفرقانِ مثلهُنَّ ، لا يأْتِيَنَّ عليكَ إلَّا قرأْتَهُنَّ فيها ، قُلْ هُوَاللهُ أحدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.