مع الظلال القاتمة التي ألقت بها أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد على عالم الرياضة في مختلف أنحاء العالم، تطوي الرياضة السعودية عامًا حافلًا بالأحداث الرياضية واجتازت هذه الأزمة بشكل جيد وقوي من خلال استكمال مسابقة الدوري السعودي لكرة القدم، واستضافة العديد من البطولات في مختلف الرياضات.
ولم تستطع أزمة كورونا إيقاف الحياة الرياضية داخل السعودية، بعدما حدد المسئولون عن الرياضة بالمملكة أهدافهم ورتبوا أوراقهم في زمن قياسي لمواصلة العمل واستئناف الأنشطة في أقرب فرصة، مع مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة من أجل التصدي لتفشي الجائحة.
وأجبر فيروس كورونا المستجد المسئولين عن الرياضة في معظم أنحاء العالم على ترتيب أولوياتهم وتغيير خططهم بل وحتى إلغاء منافسات كبيرة؛ حيث تأجلت دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020» إلى عام 2021، وهو ما حدث أيضا مع بطولتي كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، وكأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا 2020»، فيما ألغيت نسخة 2020 من بطولة إنجلترا المفتوحة «ويمبلدون» للتنس ليكون أول إلغاء لها منذ الحرب العالمية الثانية.
إلا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم واصل سلسلة مساراته المبرمجة بكل نجاح منذ أن قررت وزارة الرياضة السعودية إيقاف النشاط الرياضي في المملكة بدء من 14 مارس الماضي، في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لانتشار الفيروس، وكان ذلك قبل انتهاء فعاليات الموسم الماضي من الدوري السعودي بثماني مراحل كاملة.
وثارت الشكوك حول إمكانية استئناف فعاليات المسابقة، كما طفت على السطح سيناريوهات التتويج دون استئناف ما تبقى من فعاليات الموسم، حيث كان الهلال متصدرا لجدول المسابقة برصيد 51 نقطة بعد 22 جولة من المسابقة، مقابل 45 نقطة لمنافسه التقليدي العنيد النصر الذي كان في المركز الثاني.
لكن القرار جاء بعودة الحياة لمنافسات الدوري في الرابع من أغسطس الماضي لتجتاز كرة القدم السعودية واحدا من المنعطفات الصعبة في تاريخها.
وتوّج الهلال بلقب الدوري السعودي في 16 أكتوبر الماضي، فيما شهد عام 2020 تتويج النصر بلقب كأس السوبر السعودي بعد الفوز على التعاون بركلات الترجيح في الرابع من يناير الماضي.
أما الهلال فقد أحرز لقب كأس خادم الحرمين الشريفين في أواخر نوفمبر الماضي بالفوز على النصر 2 - 1 في المباراة النهائية.
وعلى صعيد المنتخبات الوطنية، فقد خاض المنتخب السعودي مباراتين وديتين أمام نظيره الجامايكي في نوفمبر الماضي، فحقق الفوز 3 - صفر في الأولى فيما خسر 1 - 2 في الثانية.
وحرمت جائحة فيروس كورونا المنتخب السعودي مثل غيره من منتخبات القارة الآسيوية من مواصلة مسيرته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، حيث تأجلت المباريات التي كانت مقررة في عام 2020 إلى 2021.
ويحتل المنتخب السعودي المركز الثاني في المجموعة الرابعة بالتصفيات برصيد ثماني نقاط بعد أربع مباريات وبفارق نقطة واحدة خلف منتخب أوزبكستان الذي خاض خمس مباريات.
وخلال يناير الماضي، شق المنتخب السعودي الأولمبي طريقه بنجاح في بطولة كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 عاما في تايلاند، وبلغ المباراة النهائية؛ لكنه خسر أمام نظيره الكوري الجنوبي صفر - 1 في الوقت الإضافي بالمباراة النهائية للبطولة.
وبرغم خسارة اللقب، فقد حقق المنتخب السعودي الهدف الأهم وهو بلوغ أولمبياد طوكيو برفقة منتخبي كوريا الجنوبية وأستراليا.
وتوّج المنتخب السعودي للناشئين بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين وتأهل لبطولة كأس آسيا للناشئين تحت 16 عاما، كما تأهل منتخب الشباب لبطولة كأس أمم آسيا للشباب تحت 19 عاما، وتبعهما منتخب الصالات بالتأهل لكأس آسيا للصالات التي تأجلت من 2020 إلى 2021 بسبب الجائحة.
واستضافت مدينة جدة في يناير الماضي فعاليات بطولة كأس السوبر الإسباني طبقا للعقد الموقع بشأن استضافة السعودية لفعاليات هذه البطولة لثلاث سنوات.
وفاز ريال مدريد على فالنسيا 3 – 1، وأتلتيكو مدريد على برشلونة 3 - 2 في الدور قبل النهائي على استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة»، ثم فاز الريال على أتلتيكو في النهائي بركلات الترجيح ليتوج بلقب البطولة.
وفي 27 أكتوبر الماضي، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحادين السعودي والإيطالي للعبة، بحضور الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وذلك لتعزيز العلاقات الرياضية بين البلدين عبر تطوير وصناعة كرة القدم الحديثة.
كما سلمت السعودية رسميا في منتصف الشهر الحالي ملف ترشحها لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2027، إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتوجه الوفد السعودي إلى العاصمة البحرينية المنامة لتسليم ملف استضافة البطولة إلى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد القاري، والأمين العام للاتحاد داتو ويندسور جون، بدلا من السفر إلى المقر الرئيسي للاتحاد في كوالالمبور، وذلك بسبب قيود السفر المفروضة جراء أزمة فيروس كورونا المستجد.
وعلى مستوى الرياضات الأخرى، شهد شهر نوفمبر الماضي الإعلان عن خطوة رائعة للرياضة السعودية إلى الأمام، حيث أعلن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية رسميا عن استضافة المملكة لإحدى جولات موسم 2021 من بطولة العالم «الجائزة الكبرى» لسباقات سيارات فورميلا – 1 في مدينة جدة.
كما أقيمت في وقت سابق من الشهر الحالي فعاليات النسخة الثالثة من بطولة الدرعية لقفز الحواجز «فئة 4 نجوم» في مركز الدهامي بالدرعية، وذلك بتنظيم من الاتحاد السعودي للفروسية بمشاركة 118 فارسا وفارسة من أكثر من 30 دولة في العالم.
كما استضافت السعودية في يناير 2020 فعاليات رالي داكار العالمي على مدار نحو أسبوعين، حيث استمتع المشاركون بأجواء السباق.
ومع اجتياز الرياضة السعودية لعام 2020 برغم أزمة كورونا، سيكون أمام الرياضة السعودية تحديات كبيرة في 2021، في ظل تأجيل عدد من الفعاليات التي كانت مقررة في 2020، و أيضا دخول السعودية مجالات جديدة منها استضافة أحد سباقات فورميلا - 1 للمرة الأولى.