أعطانا الدين الإسلامي مساحة كبيرة من الحب والود والاحترام في جميع المعاملات التي تتم بين المسلمين بعضهم مع بعض وذلك حتى يعم السلام على هذه العلاقات ووعد الله عباده بعظم الثواب قائلًا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60]، وقد اعتنى هذا الدين العظيم بالعلاقة بين الكبير والصغير فوصى كل منهما على الآخر، وصى الصغير بتوقير الكبير ووصى الكبير برحمة الصغير، حتى تتحقق العدالة على الأرض وتسودها الرحمة والآداب الإخلاقية واجبنا نحو كبيري السن
يجب علينا تحمل المسن، مهما بدر منه من أفعال قد تضايقنا، فلابد أن نعلم أنه قد عاد إلى سابق عمره منذ أن كان طفًلا، وأنه قد أصبح يحمل داخله حساسية شديدة، ولذلك فيجب أن نحاول الانتباه لأفعالنا وتصرفاتنا معه، وعلينا أيضا أن نتذكر أنه قد كان من قبل ذو قوة وصلابة والآن أصبح في ضعف ووهن شديدين، وأننا في يوم من الأيام سوف نصبح في مكانه، فزرع اليوم هو حصاد الغد، ولذلك فيجب علينا أن نتعامل مع كبار السن بالمزيد من الرحمة، والاحترام، وأن نظهر لهم الكثير من التوقير لهم، لأن هذا هو أبسط احتياجاتهم.