08-22-2020, 08:55 AM
|
|
|
|
حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره
حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره
هذه بعض التساؤلات عن الموت وحال المؤمن عند الموت، التي تتبادر الى ذهن الكثير من الشباب والفتيات، ونطرح بعضًا منها.
س: لماذا تنتهي الحياة بالموت؟
فأجبت: من فضل الله وامتنانه على عباده أن خلقهم وأوجدهم فحقُّه عليهم العبادة، ومن رحمة الله بخلقه أن جعل للحياة الدنيا نهاية؛ لأنها دار عمل وألم وابتلاء وامتحان، وكدٍّ وكدح وكَبَدٍ وأمراض، وكل شيء فيها يُولد ويموت.
فالساعة تولد وتموت، واللحظة تولد وتموت، واللذة تولد وتموت، بل وكذلك النبات يولد ويموت، والحيوان يولد ويموت، والخلايا تولد وتموت، وكل المخلوقات تولد وتموت، ويبقى الخالق الحي الذي لا يموت.
س: ما الفرق بين نظر الكافر للدنيا ونظر المؤمن لها؟
المؤمن يعلم أنه خُلق لغاية العبودية، فهو في الدنيا عبد لله وجزاء عبوديته هو الجنة، أما الحياة الدنيا فكلها طريق للآخرة، فيعمل عمل العبد الذي لا يملك شيئًا إلا حاجته، ولا يلتفت ولا ينخدع بشيء.
فتخيل أنك ذاهب لمهمة محددة، وتسير في طريق واضح المعالم، معك زادك الذي يكفيك في طريقك، تسلك الطريق المستقيم الواضح المستنير الذي عليه علامات ودلالات ترشدك في طريقك.
فحالك مطمئن وثابت، لا تخدعك مناظر ما حول الطريق مهما كان جمالها، ولا تطمع نفسك بالتنزه في كل حديقة تراها في طريقك، ولا ترغب في الشراء من كل سوق يمر بجانبي الطريق، بل إنك تقطع الطريق بثبات من دون التفات.
فإذا شعرت بالجوع أكلت، وإذا احتجت للنوم نمت نوم المسافر الذي يريد أن يدرك الوقت ليقطع الطريق، ولا تقف إلا لحاجة، وإن رأيت في طريقك أحد يحتاج مساعدة ساعدته وبادرت بإكمال طريقك، لا تنسى طريقك ولا تنخدع ولا تُلهيك أيُّ حاجة من حاجاتك في الطريق، بل تكمل المسير وهمُّك هو الوصول.
فهذا حال العبد المؤمن في هذه الحياة الدنيا حاله ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ويسأل الله الهداية في طريقه في كل وقت ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ﴾ [الإسراء: 97].
أما الكافر ومن انخدع بحال الكفار وتشبَّه بهم، فإنه يمشي بالطريق بلا معرفة إلى أين يسير، فإذا جرب الطريق وأخذ مسافة وقطع وقتًا فيه، شعر بأنه غير مناسب له وأن الطريق هذا غير جيد، فرجع إلى البداية وسلك طريقًا آخر، وكلما مرت به حديقة أو محطة وقف عندها باهتمام، وأطال الجلوس وأطال النظر وأَكَثَرَ من الشراء، ثم إذا أراد السير وقطع في الطريق مسافة اكتشف أنه طريق غير جيد، وعاد تائهًا يتخبط فيسلك طريقًا ثالثًا.
وكلما رأى في طريقه شيئًا أعجبه وقف عنده واشتراه وأخذه معه بلا تفكير، ويطيل الجلوس ويتبع كل صوت، وكلما رأى أناسًا مجتمعين وقف عندهم، ويكثر الالتفات وفي كل طريق يسير ثم يعود، فهو متخبط هائم ضائع يمشي بلا هدف، ومع هذا أَثَقَلَ نفسه بالمشتريات، حتى إذا قطع مسافة بعيدة وهو تائه، تعطل سيره ولم يجد من يُعينُه فوقف تائهًا خائفًا مذعورًا، يمشي ويقع بلا هداية ولا إنارة ولا مستقَّر، فقد انخدع بالطريق عن مقر الوصول والراحة الحقيقية حتى تاه وتعِب ويئس وتوقف، فهؤلاء ضالون ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 178]، ﴿ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17].
س: إذًا على هذا فإن الذي يسلك الطريق الصحيح، لا يخاف من الموت لأن الموت وصول، فهل المؤمن لا يخاف من الموت؟
لا يخاف المؤمن من الموت؛ لأن الحياة الدنيا سَفَرٌ والموت راحة ووصول للغاية، وانتهاء لتكاليف العبد المكلَّف، فليس عند المسافر إلا هم الوصول، فالموت راحة للمؤمن في سفر الدنيا ورحمة من الله للعبد ووصول، فقد نجح في اختبار الدنيا ولم تخدعه محطات الطريق، فهو في راحة ينتظر تسلُّمَ الجائزة، فقد استراح من همِّ السفر في الحياة الناقصة الضيقة المؤلمة.
والموت انتقال إلى الحياة الدائمة الكاملة، فالمؤمن مقرُّه ليس الدنيا، وأمله وشوقه وسعادته ليست في الدنيا.
إن المؤمن لا يكره لقاء الله ولا يهاب الموت؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفَّني غير مفتون، وأسألك حبك وحبَّ مَن يحبك وحبَّ عملٍ يُقرِّبني إلى حبِّك))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها حقٌّ فادرُسوها ثم تعلموها)).
وأولياء الله لا يَكرَهُون الموت بل يشتاقون للقاء الله، وقد أخبر الله عن اليهود: ﴿ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الجمعة: 7]، كما قال بعض السلف: "ما يكره الموت إلا مريب".
وفي حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألك لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مضرَّة، ولا فتنة مضلة)).
س: عرفنا حال المؤمن وحال الكافر في السفر في الحياة الدنيا، فما حال المؤمن عند نزول الموت؟ كيف لا يخشى المؤمن الموت وهو مؤلم؟!
حال المؤمن عن الموت يختلف كثيرًا عن حال الكافر عند الموت، ولا يتألم كما يتألم الكافر.
فقبل لحظة الموت تنزل عليه الملائكة تبشره وتطمئنه، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، تهدئ الملائكة من رَوعه وفزعه وتبشره بالجنة، فكان بعضهم يبتسم ويتهلل وجهه حال الموت.
عن السديِّ: ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]، قال: "لا تخافوا ما أمامكم، ولا تحزنوا على ما بعدكم".
عن مجاهد، قوله: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]، قال: "لا تخافوا ما تقدُمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتم من دنياكم من أهل وولد، فإنا نخلُفكم في ذلك كله"؛ تفسير الطبري.
ثم إذا حلَّ بالمؤمن سبب الموت: مرض أو حرق أو غرق أو هدم أو غيره، فإن الله يرحمه وتنزل عليه الملائكة فيسلِّمون عليه، ويسرع ملك الموت في إخراج روحه؛ كي لا يتألم فتخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من فم السِّقاء.
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة؛ حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرُجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فِي السِّقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيُفتح لهم فيُشيِّعه من كل سماء مقرَّبوها إلى السماء التي تليها حتى يُنتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأَعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى، قال: فتُعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيُجلسانه...)).
دلت الأدلة من الكتاب والسنة أن روح المؤمن تخرج بسهولة بالغة وهي مطمئنة، بخلاف روح الكافر التي تتفرق في الجسد فتُنزع بشدة بلا رفق ولا هوادة، قال الله تعالى في حق المؤمنين: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].
إن الدنيا آلام وأحزان، وإن آخر آلامها للمؤمن يكون بخروج الروح وبسكرات الموت، فتبدأ بعدها الراحة والسعادة للمؤمن.
فالملائكة تتنزل على المؤمن تبشره وتطمئنه - قبل قبض روحه - بمغفرة الله ورضوانه، ثم يسهِّل الله قبض روحه فتسارع الملائكة، يتلقونها يحنطونها ويطيبونها، ثم يصعدون بها وهي سعيدة إلى ربها سبحانه، فيقول الله عز وجل: ((اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ)).
س: فحينها تبدأ حياة القبر، فكيف يكون حال المؤمن في قبره؟
حينما يُكتب كتاب المؤمن في عليين، يأمر الله بإعادة روحه إلى الأرض، فتُعاد الروح إلى جسدها الذي كانت فيه، ثم يُسأل صاحبها في القبر فيثبِّته الله بالقول الثابت، ويُفسح له في قبره مَدَّ البصر، فهذه الفترة بالنسبة للمؤمن أول رحلة السعادة الأبدية، حيث يُبشَّر بالجنة والنعيم المقيم، ويُكتب كتابه في عليين، وهنالك تفرح روحه وتسعد، فلا تشقى أبدًا.
((فينادي منادٍ في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال: فيأتيه من رَوحها وطِيبها ويُفسح له في قبره مَدَّ بصره، قال: ويأتيه رجل حَسَنُ الوجه حسن الثياب طيِّب الريح فيقول: أبشر بالذي يسُرُّك هذا يومك الذي كنت تُوعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربِّ أقِمِ الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي...))، وفي حديث آخر: ((ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه ثم يقال له: نَمْ فيقول: أرجع إلى أهلي، فأخبرهم فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك)).
س: هل يرحم الله العباد يوم القيامة؟
الله ادَّخر تسعة وتسعين جزءًا من رحمته في الآخرة، وجعل لهم واحدًا في الدنيا، ومع هذا وسِعت رحمته كل شيء سبحانه الرحمن الرحيم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوامِّ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطِف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)؛ رواه مسلم.
س: قد كنت أخشى الموت ولا أحب التفكير فيه، ولكن بعد هذا تبيَّن أن للعبد المؤمن كرامة عند الله فهو يُعينه ويهديه في دينه ودنياه في حياته، ويطمئنه ويبشره عند موته، ويهوِّن عليه قبض روحه ويثبته بعد الموت ويكافئه بالجنة، ما أرحم الله وأعظم جزائه! إن العبودية شرف وإن الإيمان كَنَز. فما الواجب على المؤمن؟
الواجب الالتزام بالعبودية في جميع الأحوال، وأن تكون ديدنه ودينه، وأن يصبغ نفسه بصِبغة العبودية التي تكون ملازمة له، فالصبغة ملازمة للمصبوغ وكذلك العبودية ملازمة للعبد في كل أحواله.
يقول الله تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138]، قال أبو جعفر: "قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قُلْ بل نتبع ملة إبراهيم حنيفًا، صبغةَ الله، ونحنُ له عابدون؛ يعني: ملة الخاضعين لله المستكينين له، في اتِّباعنا ملة إبراهيم، وَديْنُونتنا له بذلك، غير مستكبرين في اتباع أمره، والإقرار برسالته رسلَه، كما استكبرت اليهود والنصارى، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم استكبارًا وبغيًا وحسدًا"؛ في تفسير الطبري.
وأخيرًا، الواجب على المؤمن العودة إلى الله، وسلوك الطريق المستقيم الذي سلكه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصالحين والأنبياء من قبلهم، وأن يخففوا العدة ولا يغتروا بما يرونه في الطريق ويحذروا قُطَّاع الطريق، ويجِدُّوا السير إلى الله، فإن المؤمن ما دام أنه في الطريق المستقيم، فمهما سقط فلابد أن يحاول القيام ولا يتخاذل.
يُروى عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يقول: "سيروا إلى الله عُرجًا ومكاسيرَ، ولا تنتظروا الصحة، فإن انتظار الصحة بطالة".
قال أحد العلماء في شرحه لها: "أي: لا تؤجل الطاعة حتى تتعافى تمامًا - من الذنوب - تعبَّد بالمقدور عليه ولو كان فيك علة".
فحال المؤمن: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]، فالمؤمن يستغفر من ذنوبه ويعلن ضعف نفسه، فهو كثير الاستغفار والاستعانة بربه.
phg hglclk td hg]kdh ,uk] hgl,j ,td rfvi hggcgc hgl,j hg]kdh ku,] rfvi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
8 أعضاء قالوا شكراً لـ MS HMS على المشاركة المفيدة:
|
|
08-22-2020, 10:55 AM
|
#2
|
رد: حال المؤمن في الدنيا وعند الموت وفي قبره
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| |