العمل ليس مكانًا لإنجاز المهام الوظيفية فحسب، فدائمًا هناك مساحة ما لعقد علاقات إنسانية بين الزملاء، ربما تتسّع دائرتها لتبقى حتى بعد أن تترك هذا العمل لسبب أو لآخر.
وكثيرون يتحدثون عن أصدقاء العمر، الذين لم يكونوا
زملاء دراسة، أو جيرانا، وإنما
زملاء عمل، تعرفوا إليهم في مرحلة من مراحل حياتهم، واستمرت علاقاتهم من يومها.
ويقول خبراء علم الاجتماع إن التوحّد حول أهداف مشتركة، يخلق ألفة ومودة، ويصل بين قلوب الناس، وهو ما يمكن استغلاله فيما بعد، بتطوير العلاقة، ونقلها من نطاق العمل لنطاق أرحب وأكثر سعة.
حسنا، كيف يمكنك تكوين علاقات
صداقة جيدة، مع
زملاء العمل، تدوم أطول فترة ممكنة؟
إليك الطريقة:
1. لا تفرض نفسك على أحد
اختر الشخص الذي تعتقد أنه مناسب لك، كي
تعقد صداقة معه. وإذا شعرت أنه لا يرحب بك لأي سبب من الأسباب، فلا تفرض نفسك عليه، أو تجبره. الصداقة علاقة حرة، لا تتحمل قيودًا. ربما يجدر بك ساعتها أن تبحث أسباب نفوره منك، والذي ربما يكون نفورًا عامًا من الصداقة، وليس قاصرًا عليك فقط.
2. كن خفيفا
لا تحمّل صديقك ما لا يطيق، أو تضعه في مواقف أنت تدرك أنه لا يجيد التصرف فيها، أو تفرض عليه أشياء لا يحبّها عادة، كالسهر في أماكن لا يفضلها، أو تعريفه أصدقاء لا يستريح معهم. كن خفيفا دائما، يفتقدك إذا غبت، ويسعد بقضاء وقته معا. هذه أفضل ضمانة للاستمرار أصدقاء للأبد.
3. طوّر علاقاتك باستمرار
تمر أي علاقة بالعديد من المراحل، ولكل مرحلة متطلباتها وشروطها، ففي البداية مثلا لا يجب الحديث عن الأمور الشخصية، كي لا تضايق من أمامك، لكن في مرحة تالية، ربما يصبح من الضروري الحديث عن الأمور الشخصية، كي يشعر كل منكما بالثقة في الطرف الآخر، ورغبته في أن يصبح جزءا حقيقيا من عالمه.
4. تجاوز الخلافات
لا توجد علاقة بلا خلافات أو مشاكل، هذه سنة الحياة، وسنة الاختلاف بين طبائع البشر. الذكاء ألا تترك الخلاف يتمدد ويتطور، ويأكل من قوة صداقتكما. بمجرد وقوعه، ابحث فورا عن أسبابه، وحاول تلاشيها. وخيركما من يبدأ بالسلام. ومن يبادر بمحاولة إزالة أسباب سوء التفاهم.
5. لا تقصّر في عملك
الناجح في عمله، يملك طاقة نفسية رائعة لإقامة علاقات ناجحة بدورها، فلا تقصّر في عملك، كي لا يمثّل عقبة أمامك في سبيل تطوير علاقاتك بمن ترتاح إليهم. وحاول أن يكون جزء من تعاونكم، مشاركة بعضكم بعضا في العمل، وحلّ معضلاته، وإخراجه في أفضل صورة ممكنة.
6. انقل العلاقة خارج المكتب
من حين لآخر، رتّب "خروجة" مع
زملاء المكتب، تغيرون بها شكل ونمط العلاقة، وتقضيان على الروتين الذي يصاحب العمل يوميا. هناك الكافيهات والألعاب الجماعية وحمامات السباحة، وغيرها، ما سيجدد دم العلاقة، ويفتح آفاقا أرحب للحديث والحوار بخصوصها لعدة أيام مقبلة.
7 أعط بعدًا عائليا للعلاقة
في حال راحتك النفسية للعلاقة، يمكنك تعريف أصدقائك لأسرتك. وترتيب زيارات موسمية بين العائلات. سيمنح هذا التصرف علاقتكما سمتا إنسانيا أكثر، ويتيح مجالات مشتركة أكثر للحوار.