|
|
|
|
قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-04-2016, 03:47 AM | #31 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثامن روايات طويلة
***
في سيارة ثانية .. سواد لونها مثل سواد نظرة صاحبها للدنيا وللحياة .. ومثل سواد الجسم المتكوم على بعضه على المقعد الجانبي حياء وحرج في ليلة عمر ..! ومثل سواد الطريق الصامت مثله .. هو اسكته قلة حماسه لحياته الجديده واحباطه من التجربة الأولى .. وهي اسكتها الخجل والحيا ولاشيء غيرهم .. التفت لها .. كتلة سواد .. موباين منها شي .. حتى قدميها المزينه بنقشات الحنا اصرت انها تخفيها بشُرَّاب اسود تحت الجزمة البيضا المطرزة .. ويدينها متواريه خلف قفازات سودا وعباية الراس الواسعه مغطيتها من راسها لجزمتها .. قال احمد بمحاولة منه بثها شيء من الاطمئنان وكسر جو الصمت : مها .. همست بـهلا ماسمعها .. اعاد مرة ثانية بصوت ارفع : مهاااا . التفتت عليه وصدت بمجرد لهيئته قريبه منها قالت : سم . ابتسم لصوتها الناعم الهادي قال : سم الله عدوتس .. اكشفي عن عيونتس ترى مابه احد في الطريق . ماردت عليه من الحيا .. قال مرة ثانية : ماسمعتيني وش قلت ..؟ همست بضيق : الا سمعت بس ماتعودت ارفع عن عيوني .. غمض عيونه وهو يتذكر ليلى يوم اخذها من الديرة .. واول مشوار اخذها فيه للطايف .. كانت متغطيه وبعدها بأيام صارت تلبس النقاب وتضيق فتحته وبالتدريج توسعها .. في البداية تخاف تطلع بمكياج بعدين صار امر عادي بعد اول تجربه .. اخيراً على اللثمة وكل مرة تنزل فيها وتكشف عن عيونها المتخمه بالكحل وحواجبها المنمقه ومصففه بعنايه وتنزل لزوايا خدودها الملونه بالأحمر .. ويمكن لو تمادت واستمرت معاه رمت اللثمة وبعدها ليتها تتحجب بس .. كمل طريقه بصمت .. هالبنت مالها ذنب بليلى وفعايلها بس الحذر هالمرة واجب .. وثقته اللي اعطاها ليلى لابد يقتلها مع أي حواء ثانية .. وصل المطار ونزلت معه بسوادها ساترها وحاميها .. المكان غريب عليها .. ومع غرابته مافكرت انها تحاول تستكشفه بقدر مافكرت انها تستر فستانها الابيض البسيط وتلم عبايتها عليها .. رن جوالها هدية عماد لها وكانت نغمته دعاء للشيخ عبدالرحمن السديس .. طلعته من شنطتها وشافت رقم فوزية اللي سجله لها عماد ردت عليها والخجل يخنق صوتها ويربكه : هلا والله .. : هلا بك ياعروسنا .. وش اخباركم .. ردت بحيا واضح : الحمد لله .. حست فوزية باحراجها قالت : وينكم الحين احمد ادق عليه مقفل جواله ..؟ اكتفت مها باجابة مختصرة : في المطار . : زين اذا وصلتوا طمنونا عليكم .. ومبروك مرة ثانية .. سكتت مها وفوزية تقول بحرج من حرجها : يالله ماابي اطول عليك .. مع السلامه . : بحفظ الله . قفلت من فوزية وطالعت في مكانها لوحدها .. ماحولها الا ناس غُرب واجانب .. سمت بالرحمن وثبتت قلبها بذكرها واتكالها عليه .. شافته جاي يمشي من بعيد بوجه جامد ماله علاقة بالفرح المفترض على اسم ليلته .. حمدت ربها وشكرته على انه رحمها من انتظاره والقلق .. قال احمد وسط ضجيج المطار والاعلان عن الرحله : يالله مشينا .. مد يده على يدها الصغيرة وشافها مستحيه وخجلانه وآثر انه مايزيدها ومشى قبلها وهي وراه تكرر المعوذات ودعاء السفر بقلبها .. *** واقفه قدام المراية .. وجهها باهت وذبلان ومفتقد حيوية الأنثى ونضارة المرأة .. ليه وجهي باهت ..! ليه مو مشرق مثل وجه شادن اللي كانت نادراً تحط مكياج ونص اليوم تقضيه في شمس المدرسة .. ليه فوزية اكثر حيويه واسعد مني وانا مافيه وسيلة تسليه الا قدرت احصل عليها .. ليه احمد تركني بسهوله ولاهو اللي طلقني ولاهو اللي تفاهم معاي .. ليه تزوج ..؟؟ انثنت على المغسلة وغسلت وجهها ورجعت تطالع في المراية .. نفسها تبكي وتعبر بس البكا يرفض يساعدها ويخفف عن همها .. الليلة احمد عريس وعروسه صغيرة .. ويقولون ملتزمه .. آآآآه .. ملتزمه .. واحمد بيشوف الفرق بيني وبينها تذكرت كلام امها عن وحده من قريباتها في الديرة .. مرة احمد ملتزمة وراعية بيت يقولون محد ينافسها بالطبخ وتسوي حلى كل(ن) يمدحه .. يعني الفرق واسع وشاسع .. بكرة بتعامله مثل شادن اللي طار في اكلها وقهوتها وحلاها وسنعها .. وبيشوفها تصلي .. تأوهت اكثر وغسلت وجهها مرتين وثلاث وعشر .. ودي ابكي .. ودي اصرخ واقول انا وحده خاينة لربها ولزوجها اقول تراني ضيعت حياتي بيدي وفعايلي .. اقول تراني قتلت كلمة يبه من لسان طفل وحرمت احمد سماعها .. اقول تراني كلمت شباب واستغليت الانترنت لأهواء نفسي ونسيت ربي وقوانينه .. وآآآآه اقول اني دخلت مواقع ساقطه كنت اجلس فيها بالساعات واهمل زوجي بسببها واترك المواقع اللي تفيد وتذكري وتنصح .. طلعت من الحمام ومرت من عند امها في الصاله ودخلت غرفتها وصوت امها يتخلل مسامعها قلت لتس اهتمي فيه وراعيه وحياتس مهب حياة .. وياما نصحتتس وهذي النتيجه ياليلى .. شفتي الحرمه ليا اهملت رجلها وحرمته من العيال وشلون تصير رخيصه .. سدت اذانيها بأصابعها وهزت راسها رافضة سماع كلام امها اللي تعيد وتزيد فيه من اول ماسمعت بخطبة احمد .. تغطت بلحافها وسط هاله من الحزن .. والحسافه والندم وليه وليه وليه اسئلة مرت على ذهنها بلحظة صحوة وتأنيب ضمير ..! بس فاااات الوقت وانتهى وقت العتب واللوم وماعاد ينفعها ندم ..
|
|
|