" أدب وأدباء "

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا
بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى
حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ

تزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا،
إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا
فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها،
وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا
وَسوْفَ ترَى النّفسَ التي اكتدحَتْ لها
إذا النّفسُ لمْ تَنطِقْ وَماتَ وَرِيدُها

دَعي العَطْفَ وَالشّكوَى إليّ فإنّها
جَمُوعٌ من الحاجاتِ يُرْجَى نَوَالُها

مَا للمَنِيّةِ لا تَزَالُ مُلِحّةً،
تَعْدُو عَليّ، وَمَا أُطِيقُ قِتَالَها

لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ: نَفسٌ كرِيمَةٌ،
وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى
إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها

لكُلّ الدّاءِ بَيْطَارٌ وَعِلْمٌ،
وَبَيطارُ الكَلامِ أبُو زِيَادِ
مِدادٌ يُسْتَمَدُّ العِلْمُ مِنْهُ،
فيَرْضَى المُستَمِدُّ مِن المِدادِ

ألا لَيْتَ شِعرِي ما أرَادتْ مُجَاشِعٌ
إلى الغَيْطِ أمْ مَاذا يَقُولُ أمِيرُهَا
ألَمْ نَكُ أعْلى دارِمٍ في دِيَارِهَا،
وَأكْثَرَها إنْ عُدّ يَوْماً نَفِيرُها
فَلا تَفْرَحَا يا ابْنَيْ رَقَاشٍ بِنَأيِها
فقَدْ كانَ مِمّا أنْ تَطِمّ بحُورُها

لا تَمْدَحَنّ فَتىً تَرْجُو نَوَافِلَهُ،
ولا تَزُرْ غَيرَهُ، مَا عَاشَ عَبّادُ
إذا تَرَحّلَ أقْوَامٌ أجَرْتَهُمُ،
عَادَتْ إلَيْكَ، بِمَا يُثنُونَ، عَوّادُ
ألَسْتَ غَيْثَ حَياً للنّاسِ مَاطِرُهُ،
وكلُّ غَيثٍ له في الأرْضِ رُوّادُ

فَإنّكَ إنْ تُغْلِ بِالمَكْرُمَاتِ،
فَإنّ أبَاكَ أبُو حَاضِرِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ تَميمِ البِطاحِ
وَلَسْتَ مِنَ الحَيِّ مِنْ عَامِرِ

لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاً
فَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا
لَقُلْتُ لَهمْ: إذا لَغَبَنتمُوني،
وَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا