" أدب وأدباء "

‏عاديّةٌ طرقُ الرحيلِ لمّن
تكدَّست الرمالُ بوجههِ
هي لحظتان من ارتباكٍ ثمّ تندلعُ المسافةُ كلها
!

‏أين السبيلُ؟.. نذرتُ العمر أكملهُ
للعابرين .. ولم ألق الذي ارتحلا

‏يا نرجسيَّ الحزنِ كفَّ عن الضحكْ
الدمعُ أهونُ من ضحكْ
الحزن أقسى حين لا يبدو
على وجه الكلامْ
فادمع قليلاً
ادمع قليلاً
كي تنامْ

‏أقولُ لقلبي: تنهَّد قليلاً
ارح زفرةً
فهذا الطريقُ شهيقٌ طويلُ
ومن كان قبلكَ فيهِ تماهى
وقيلَ تلبَّسَهُ المستحيلُ

‏في دروب الملح قد ضلت خطاي ..
ليس عندي غيريَ الآنَ سواي

‏يا من ترى طيف أحبابي ألا خبرٌ
يشفي غليل الذي لا طيف يلاقاهُ

فقد سعى في دروبِ التيه مجتهداً
ليلتقيهمْ .. ولكن ضلَّ مسعاهُ

فاروق جويده :

شاعر مصري معاصر ولد عام 1946،
وهو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في
حركة الشعر العربي المعاصر، نظّم كثيراً من الشعر.

‏تمنيتُ قلبًا قويًا جسورًا،
يجيء إليك بحلمٍ عنيد،
ولكن قلبي ما عاد قلبي تغرّب عنك،
تغرّب عني وما عاد يعرفُ ماذا يُريد.

‏يا كذبةَ العمر الجميل تمهلي
ولتقرئي قبل الرحيل كتابي

سطر وحيد بالدماء كتبته
أقسى الجراح .. خيانة الأحباب

‏وأسير وحدي والحياة كأنها
نغمات حزن صامت بفؤادي
طال الطريق وبالطريق حكاية
بدأت بفرحي وانتهت بسهادي !