يُحكى أنه ذات مرة كان يعيش العديد من أسراب النحل في الشجر الموجود بالغابة، ولكن كانت أعداد النحل كل يوم تتناقص، وكان ذلك بالنسبة للملك المسئول عن أسراب النحل بمثابة لغز محير، فهو دائما يتساءل أين تذهب تلك الأعداد من النحل.
وفى أحد ايام الصيف الحارة كان يغنى سرب من النحل وهم واقفون على قمة الشجرة، وفي تلك اللحظة بالذات، كان الثعلب المكار يمر تحت الشجرة نفسها، ثم قال اووو أنني جائع جدا، وبالتأكيد فسوف تكون وجبة رائعة وكبيرة، لكن النحل يسكن في قمة الشجرة، والشجرة مرتفعة جدا، فكيف يمكنني إلتقاطهم، جلس يفكر الثعلب لبعض الوقت، ثم جاء بخطة شريرة.
بدأ الثعلب ينادى إحدى ملكات النحل الموجودة على الشجرة، ثم قال لها مرحبا، أنت مغنية رائعة وصوتك جميل جدا ويجعلني أشعر بالسعادة، فردت ملكة النحل عليه قائلة "حقا، شكرا لك أيها الثعلب"، فرد عليها الثعلب وقال لها "أنا سعيد لأنك تحدثتي معى"، وأظهر الثعلب لملكة النحل أنه يشعر بالرضا التام، ثم قال لملكة النحل : أتمنى أن أغني مثلك، ما رأيك أن أعطيك بعض الفواكه وتعلميني الغناء؟
فردت عليه ملكة النحل قائلة "لما لا"، فقال لها الثعلب المكار تريديني أن آتى معك لمكان هادئ لكي تغنى لى وأتعلم منك الغناء، فردت عليه ملكة النحل بدون أن تفكر، "حسنا هيا بنا"، فقال الثعلب المكار في نفسه أنني عبقرى للغاية بالتأكيد سوف يكون مذاق النحلة رائع، وبعدها رد على ملكة النحل وقال لها سوف أكون في انتظارك.
على الفور طارت ملكة النحل من أعلى الشجرة وبدأت تهبط إلى المكان الذي كان به موعد اللقاء بينها وبين الثعلب المكار، وفي غمضة عين ظهر الثعلب وقفز على ملكة النحل وحاول أن يلتهمها، وصرخت ملكة النحل، وقالت ما هذا أتركني أيها الثعلب المكار، أنني كنت أعرف أنك مكار، لكن هل تعتقد أنه يمكنك أن توقعني في الفخ وتخدعنى، لقد حاول قبل ذلك ثعلب مثلك أن يقتلني ولذلك فإنني لم أعد أصدق أيا من الثعالب مرة أخرى.
وكان الثعلب المكار هو الذي أكل كل الأعداد المختفية من أسراب النحل التي كانت تعيش في الغابة، وهذا ما توصلت إليه ملكة النحل وعادت إلى باقى السرب لتخبرهم بما حدث معها، ولكي لا يأمن أي أحد من النحل للثعالب، لأنهم دائما ماكرين، ويبحثون عن غذاء سهل، وليس لهم صديق قريب، وعندما وجد الثعلب أنه قد كشف أمام ملكة النحل، ذهب بعيدا وهو جائع ويتألم من الجوع، وظل يبحث عن غذاء آخر، وحاول أن يبحث في تلك المرة عن حيوانات أخرى لم تكشفه.
الدرس المستفاد من قصة النحل والثعلب الشيقة :
عليك الثقة بالنفس دائما، ودائما ينبغي عليك أن تحسن معاملة الآخرين لكن بدون الثقة الكاملة بهم خصوصا لو كانوا غرباء ولا تعرفهم، حتى تكون دائما في أمان.