شيخي المحترم ..
اود ان استفسر عن كيفية شرب ماء زمزم بنية تحقيق أمر ما
يعني انوي واشرب الماء بعد النية .. أم ادعوا اما ماذا ؟؟
وإذا كانت بالنية اتلفظ بهاآ .. ام لا ؟؟
وهل يشترط التضرع .. ؟؟ وماهو التضرع ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن شَرِب الإنسان ثم دعا ، أو دعا ثم شَرِب ، ففي الأمر سَعَة ، وكل هذا وارِد عن العلماء .
ولا يتلفّظ بالنية ، إنما يتلفّظ بالدعاء ، أو يتلفّظ بِما شُرب ماء زمزم مِن أجله .
وما زال العلماء يشربون ماء زمزم يطلبون بركته .
وكان بعض العلماء يشرب ماء زمزم بِنيّة الاستزادة من العلم والفهم والحفظ .
روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مِن طريق الحسن بن عيسى قال : رأيت ابن المبارك دخل زمزم فاستقى دَلْوا ، واستقبل البيت ، ثم قال : اللهم أن عبد الله بن المؤمل حَدّثني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ماء زمزم لِمَا شُرِب له . اللهم أني اشربه لعطش يوم القيامة ، فَشَرِب .
وذَكَر ابن حجر أن الدِّينَوَرِيُّ أخْرَج فِي الْمُجَالَسَةِ مِنْ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتنَا عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ صَحِيحٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي شَرِبْته الآنَ لِتُحَدِّثَنِي مِائَةَ حَدِيثٍ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَحَدَّثَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ .
وقد سئل ابن خزيمة : من أين أُوتيت العِلم ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لِمَا شُرب له ، وإني لَمَّا شَربتُ سألت الله علما نافعا .
وقال الحاكم : شَرِبْتُ ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حُسن التصنيف .
,قال ابن عساكر : سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد البلخي يحكي عن بعض شيوخه - وأظنه أبا الفضل بن خيرون - أن أبا بكر الخطيب كان يذكر أنه لَمَّا حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات ، وسأل الله عز وجل ثلاث حاجات آخِذًا بِقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماء زمزم لما شرب له . فالحاجة الأولى أن يُحَدِّث بتاريخ بغداد ببغداد ، والثانية أن يُمْلِي الحديث بجامع المنصور ، والثالثة أن يدفن إذا مات عند قبر بشر الحافي . ثم ذَكَر ابن عساكر أن هذه الثلاث قُضيت له .
وقال ابن حجر : شَرِبت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ .
وشَرِب السيوطي من ماء زمزم لأمور منها : أن يَصِل في الفِقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني ، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر .
وقد ذَكَر السخاوي في " الضوء اللامع " في ترجمة محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف أبو الخير العمري ، قال : كان أبوه تاجرا ، فمكث أربعين سنة لا يُولد له ، ثم حج فَشَرِب ماء زمزم بِنِيّة وَلَد عالِم ، فَوُلِد له هذا بعد صلاة التراويح مِن ليلة السبت خامس عشر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ... ونشأ بها فحفظ القرآن وأكمله سنة أربع وستين ، وصَلَّى به في التي بعدها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم