هدي نبينا المصطفى ▪●عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة
و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ
4 - قيام الليل يرفعك إلى درجة الشاكرين:
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أُحب أن أكون عبدًا شكورًا فلما كثُر لحمه صلى جالسًا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع[1].
5 - قيام الليل ينجيك من النار:
ففي الصحيحين عن ابن عمر قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رُؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقُصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكُنت غلامًا شابًا عزبًا وكُنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطويةٌ كطي البئر وإذا لها قرنان كقرني البئر وإذا فيها ناسٌ قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار قال: فلقيهما ملكٌ فقال لي: لم تُرع، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يُصلي من الليل. قال سالمٌ: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا[2].
6 - قيام الليل يرفعك إلى درجة القانتين:
روى أبو داود وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ومن قام بألف آية كُتب من المُقنطرين[3].
7 - قيام الليل يجعلك قريبًا من رب العالمين:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كُل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأُعطيه من يستغفرني فأغفر له[4].
8 - قيام الليل وقت لإجابة الدعاء:
روى مسلم عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة[5].
وروى مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يُمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع، حتى ينفجر الفجر[6].
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل[7].
9 - قيام الليل من أسباب دخول الجنة:
روى الترمذي وقال حسن صحيح عن مُعاذ بن جبل قال: كُنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسيرُ فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه تعبدُ الله ولا تُشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنةٌ والصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل قال: ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع، حتى بلغ يعملون، ثم قال: ألا أُخبرك برأس الأمر كُله وعموده وذروة سنامه؟ قُلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال: ألا أُخبرك بملاك ذلك كُله؟ قُلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: كُفَّ عليك هذا فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أُمُّك يا معاذ وهل يِكُبُّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟[8].
10 - قيام الليل يجعلك ممن يحبهم الله:
ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبُّ الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه[9].
11 - من قام الليل هو وزوجته أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى أبو داود وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجُلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء[10].
12 - قيام الليل يجعلك في أعالي الجنة:
روى أحمد وصححه الألباني عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام[11].
13 - شرف المؤمن قيام الليل:
روى الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني عن سهل بن سعد قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس[12].
14 - يعجب الله ممن يقيم الليل ويضحك إليه:
روى أحمد وحسنه الألباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجب ربنا عز وجل من رجُلين؛ رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحيه إلى صلاته فيقول ربنا: أيا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه ومن بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزموا فعلم ما عليه من الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أُهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أُهريق دمه[13].
روى البيهقي بسند حسن عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة يحبهم الله عز وجل، يضحك إليهم ويستبشر بهم، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل، فإما أن يقتل، وإما أن ينصره الله عز وجل ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي كيف صبَّر لي نفسه، والذي له امرأة حسناء وفراش لين حسن، فيقوم من الليل فيذر شهوته فيذكرني ويناجيني ولو شاء لرقد، والذي يكون في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام في السحر في سراء أو ضراء[14].
15 - القائم بالليل قريب من الله:
روى الترمذي وقال: حسن صحيح، عن عمرو بن عبسة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكرُ الله في تلك الساعة فكُن[15].
16 - قيام الليل يفك عقد الشيطان:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقدُ الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقدٍ، يضربُ كل عقدة عليك ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدةٌ فإن توضأ انحلت عقدةٌ فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان[16].
17 - قيام الليل يجعلك تدخل الجنة دون أن يصيبك لفح النار:
روى الترمذي وصححه عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس[17] إليه وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئتُ في الناس لأنظر إليه فلما استثبت[18] وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيامٌ تدخلوا الجنة بسلام[19].
روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان لينظر ما اجتهاده، قال: فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم ير الذي كان يظن، فذكر ذلك له، فقال سلمان رحمه الله: «حافظوا على هذه الصلوات الخمس، فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء صدروا على ثلاث منازل: منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل في غفلة الناس، فركب رأسه في المعاصي، فذلك عليه ولا له، ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس، فقام يصلي فذلك له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام، فذلك لا له ولا عليه، وإياك والحقحقة[20]، وعليك بالقصد[21] والدوام[22].
18 - التنافس في قيام الليل:
ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا حسد إلا على اثنتين؛ رجلٌ آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجلٌ أعطاه الله مالًا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار[23].
19 - ذكرٌ من قاله عند استيقاظه استجاب الله دعاءه:
روى البخاري عن عُبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته[24].
20 - لا تحزن يا من فاتك قيام الليل:
روى مسلم عن عُمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه[25] أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأنما قرأه من الليل[26].
تنبيه: من فاته قيام الليل فليصلِّه من الضحى شفعًا، فإن كان يقيم بخمس ركعات صلاهن من الضحى ستًا وهكذا..
الدليل: ما رواه مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة[27].
روى النسائي وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من امرئ تكون له صلاة بليل غلبه عليها نومٌ إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه صدقة عليه[28].
روى ابن خزيمة وصححه الألباني عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي بالليل فغلبته عينه حتى يصبح كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه[29].
[1] متفق عليه: رواه البخاري «4837» ومسلم «2820».
[2] متفق عليه: رواه البخاري «1122» ومسلم «2479».
[3] صحيح: رواه أبو داود «1398» وصححه الألباني في صحيح الجامع «6439».
[4] متفق عليه: رواه البخاري «1145» ومسلم «758».
[5] صحيح: رواه مسلم «757».
[6] صحيح: رواه مسلم «758».
[7] صحيح: رواه مسلم «1163».
[8] حسن صحيح: رواه الترمذي «2616» وقال: حسن صحيح.
[9] متفق عليه: رواه البخاري «3420» ومسلم «1159».
[10] صحيح: رواه أبو داود «1308» وصححه الألباني في صحيح الجامع «3494».
[11] صحيح: رواه أحمد «1340» وصححه الألباني في الترغيب والترهيب «2718».
[12] حسن لغيره: رواه الطبراني في الأوسط «4375» وقال الألباني في الترغيب والترهيب «627»: حسن لغيره.
[13] حسن: رواه أحمد «3939» وحسنه الألباني في صحيح الجامع «3981».
[14] حسن: رواه البيهقي «931».
[15] حسن صحيح: رواه الترمذي «3579» وقال: حسن صحيح.
[16] متفق عليه: رواه البخاري «1142» ومسلم «776».
[17] انجفل الناس: ذهبوا إليه بأجمعهم مسرعين.
[18] استثبت: تحققت وتبينت.
[19] صحيح: رواه الترمذي «2485» وقال: صحيح.
[20] الحقحقة: شدة السير حتى تعطب الراحلة.
[21] القصد: التوسط والمقصود أن تقيم من الليل بقدر لا يرهقك.
[22] صحيح موقوفًا: رواه الطبراني في الكبير «5925» وقال الألباني في الترغيب والترهيب «360» صحيح موقوفًا.