08-24-2021, 09:23 AM
|
|
|
|
"لؤلؤة التوحيد"
"لؤلؤة التوحيد"
(لا إله إلا الله تقتضي الإيمان الصحيح الصادق برسول الله صلى الله عليه وسلم)
يقول صاحب منظومة لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله:
كذلك الإيمان بالرسول
وما أتى عنه بلا عدول
تحكيمه في كل أمرقد شجر
طاعته في كل ما به أمر
ومن مقتضى لؤلؤة التوحيد الإيمان الصحيح الصادق بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وأن تحبه أكثر من نفسك ومالك وولدك ووالدك، وأن تحكمه في جميع أمورك، وألا يكن في صدرك ولا نفسك ضيق أو حرج أو مضض من حكمه صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: - رحمه الله -: " فإنه لا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا بإتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 13، 14].
فطاعة الله ورسوله قطب السعادة التي عليه تدور، ومستقر النجاة الذي عنه لا تحور"[1].
فالله جل وعلا سوف يسأل كل عبد عن مسألتين اثنتين:
المسألة الأولى: ماذا كنتم تعبدون؟
والمسألة الثانية: وبماذا أجبتم المرسلين؟
فجواب الأولى يكون بتحقيق الشهادة الأولى لا إله إلا الله معرفة وإقرارًا وعملًا.
وجواب الثانية بتحقيق الشهادة الثانية شهادة أن محمدًا رسول الله معرفة وإقرارًا وعملًا.
وذكرت اللجنة العالمية أمورًا لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله تتم من خلال الأمور التالية:
أولا: تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به، وأوله: أنه رسول الله إلى الجن والأنس كافة لتبليغ وحيه تعالى بالقرآن والسنة المتضمنين لدين الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى دينًا سواه.
ثانيًا: طاعته والرضى بحكمه، والتسليم له التسليم الكامل، والانقياد لسنته والاقتداء بها، ونبذ ما سواها.
ثالثًا: محبته صلى الله عليه وسلم فوق محبة الوالد والولد والنفس، مما يترتب عليه تعظيمه، وإجلاله، وتوقيره، ونصرته، والدفاع عنه، والتقيد بما جاء عنه.
رابعًا: الانتهاء عما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع. فعلى كل مسلم أن يسعى لتحقيق هذا المعنى، ليصح إيمانه، ولتقبل شهادته[2].
فشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا تنفك أحداهما عن الأخرى فهما كالجناحين للطائر فإذا سقط جناح سقط الطائر، فالذي يقر بلا إله إلا الله ولم يقر بأن محمد رسول الله لم ينفعه الإقرار الأول والعكس. فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست لفظة ترددها الألسنة فحسب ولا نتغنى بها في الاحتفالات والمناسبات ولكن هي أمانة ذات تكاليف وتطبيق عملي في الحياة لكي يشهد حالنا أننا نحب النبي صلى الله عليه وسلم ونطبق سنته عمليًا مع انتفاء الحرج والضيق من الصدر والتسليم المطلق لما يأمرنا به الحبيب صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].
قال عروة بن مسعود الثقفي لقريش بعدما رجع من عند النبي صلى الله عليه وسلمفي صلح الحديبية: يا قوم والله لقد وفدت إلى كسرى وقيصر والملوك فما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمد محمدًا ووالله ما يحدون النظر إليه تعظيمًا له وما تنخم نخامة إلا وقعت في يد رجل منهم فيدلك بها وجهه وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه[3].
فحب النبي صلى الله عليه وسلم تابع لحب الله فمحبة الحبيب واجبة ومقدمة على كل محبوب سوى الله جل وعلا قال صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين »[4]، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز من كمال خلقه وكمل خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان. وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه وأحبوه إلى حد الهيام، ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر، وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته من الكمال الذي يعشق عادة لم يرزق بمثلها بشر[5].
بل يجب على المؤمن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه كما في الحديث: أن عمر بن الخطاب t عنه قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي: فقال والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي، فقال الآن يا عمر.[6] فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي إتباع أوامره واجتناب نواهيه وتوقيره وتعظيمه وتعظيم سنته وتقديم قوله صلي الله عليه وسلم على قول كل أحد قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
وقد ذكر الله تعالى طاعة الرسول وإتباعه في نحو أربعين موضعًا من القرآن فالمسلم أحوج إلى معرفة ما جاء به النبي وإتباعه من الطعام والشراب فإذا فات النفس الطعام والشراب كان في الدنيا الموت والهلاك، وطاعة الرسول إذا فاتا حصل الشقاء والعذاب حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملًا ليس علية أمرنا فهو رد»[7]، قال صلى الله عليه وسلم: « والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار »[8].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « ثم من طريقة أهل السنة والجماعة إتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا، وإتباع سبيل السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من عدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد، وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة »[9]
"gcgcm hgj,pd]" "g,g,m hgj,pd]"
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
08-24-2021, 10:25 AM
|
#2
|
رد: "لؤلؤة التوحيد"
جزيت خير الجزاء
على ماخطه لنا قلمك من طرح قيم
وجعله المولى في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
| |