اللغة نعمة جليلة حبانا الله بها؛ كي نتحادث ونتحاور، وكذلك هي وسيلةُ نقلِ العلوم وتبليغ الأفكار، فلها إذًا أثرٌ من حيث الربط بين الأجناس وثقافاتِهم، واللغة
الأجنبية مهمَّةٌ؛ لأنها مكمِّلٌ لفسيفساء إنسانيةٍ رائعة، فتعلُّم اللغة
الأجنبية له الكثير من الفوائد والمميزات التي سأسردها على القارئ الكريم في موضوعي هذا.
تعلُّم
اللغات الأجنبية يفتق لك عقلَك، فتصبح ترى العالَم مِن منظورٍ أوضح وأجمل، فتدرك ذاتَك أكثر فأكثر؛ لتُصْلح مِن مثالبها، فترقى على المستوى الشخصي والمهني، وتبلغ مرادَك في هذه الحياة.
تعلُّم
اللغات الأجنبية يجعلك فردًا مثقَّفًا، فتناقش مَن لا يقاسمك لغتَك، فتتعرف على أفكاره، ويتعرف على أفكارك، فتبني جسرَ تواصُلٍ متين، برُؤًى موحَّدة، ويعزِّز التبادل والتلاقح الإيجابي.
تعلُّم
اللغات الأجنبية يفيدُك في عملك أو ميدانِ دراستك، فتطوِّر من مهاراتك، وتترك الجمودَ والركود، لتنطلق بعدها بنشاط وحيويَّة؛ لأن من أهم العوامل المؤثِّرة في نفسية الإنسان تلك الرغبةَ الجامحة في تحقيق الأهداف، والوصول إلى الأحلام، وكلما حقَّق منها جزءًا، ازداد شغفُه نحو المزيد.
تعلُّم
اللغات الأجنبية ينشِّط ذهنك، فيصبح متوقِّدًا باستمرار، فتهضم المعلومة بسهولة، فتستفيد منها الفائدة المرجوَّة، المعلومة هي مدادك وزادك، الذي كلما أخذت منه نافست بقوة أكبر، وكانت فعاليتك في أعلى درجاتها، خاصة إذا عملتَ في ميدانٍ تتصارع فيه الأفكار والرؤى.
تعلُّم
اللغات الأجنبية يملأ وقتَ فراغك بما هو مفيدٌ لك، فلا تضيِّعه في سفاسف الأمور، فتُحِس بأنك أضفت لنفسك أمرًا جديدًا، فتزداد قيمتك أمام نفسك، فتَتَعزَّز وتصبح مقدامًا وشجاعًا.
تعلُّم
اللغات الأجنبية يمنحك الثقة بالنفس، وأنك قادر على استثمار قدراتك، فتطلب المزيد والمزيد؛ لأنك أنجزت وعملت بجِدٍّ ومثابرة، فتمضي في سبيلك باتجاه الهدف، الذي سطَّرْتَه من خلال تعلُّمك للغة.
تعلم
اللغات الأجنبية تعبير عن النجاح كإنسان؛ فاللغة لسان البشر، ولها علاقة وطيدة بكيانه وذاته، بها يعبِّر عن مشاعر الفرح أو الحزن، والغبطة أو السأم، والرغبة أو الانكفاء، هي رسوله إلى الآخَر، وهي صادقة معه، ولا تكذبه أبدًا؛ لأنها لسانُ حاله وتعبيرٌ عن واقعه دون تزييف أو تزيين.
تعلم
اللغات الأجنبية يجعلك تعشق العلم والمعلومة؛ فاللغة هي القارب الآمن الذي يأتينا بمختلَف العلوم وفنونها، إنها الحامي والضامن، وهي الحصن المتين الذي لا تنهار أسوارُه عنها قطُّ.
تعلم
اللغات الأجنبية يُحبِّبك في القراءة، فهي تُجْبِرك على أن تقرأ وتقرأ، فيصبح الكتاب رفيقَك وصديقك وحبيبك في الحياة، تتصفَّح ورقاته، وتستأنس بسطوره، وترى نفسك عبر كلماته ومعانيه.
إن لتعلُّم
اللغات الأجنبية مميزاتٍ عدَّةً؛ فهي العلم والثقافة والمعلومة، وهي التطوُّر والتقدُّم والإفادة من الآخَر، وهي الإنسان ولسانه وقريحته الرائعة، فلا تحرم نفسك من هذا المعين الغزير الثرَّار، الذي لا ينضُب ما دمت ترشف منه رشفات تشفي غليلك منه؛ لتَروى وتسعد بذلك.