كشف خبير استراتيجي لـ"سبق" حقيقة تركيز الحوثي على تسمية صواريخه بـ"البالستية"، مشيراً إلى أنَّ إيران طوَّرتها لتصل إلى مدى أبعد، موضحاً أنَّ من يسمع أنَّ "التوشكا بالستية" يظن أنَّها عابرة للقارات.
وقال الخبير الاستراتيجي علي التواتي: "كلمة بالستي لها دلالة فيزيائية للمقذوفات التي تعمل بالقصور الذاتي، نتيجة للجاذبية الأرضية؛ لتصبح رمايتها قوسية؛ فكل صاروخ يطلق بشكل قوسي يسمى بالستياً. ففي المعنى الحرفي للكلمة، وحتى صواريخ حماس التي تطلق على المستوطنات الإسرائيلية، يمكن أن تسمى بالستية. وأيضاً صواريخ رياح الشرق والتوم كروز بالستية".
وقال: "من يسمع أنَّ التوشكا بالستية يقفز إلى رأسه مفهوم الصواريخ عابرة القارات، والصواريخ الذكية دقيقة التصويب. والحوثيون يركِّزون على كلمة بالستية لأجل هذا الانطباع الذهني الذي تحدثه في عقول العامة الذين لا يفرِّقون بين درجات الصواريخ، ويعلمون أنَّ كلمة بالستي لا تعني شيئاً مميزاً، إلا بأجهزة التحكم بالمسار، والقدرة على تغيير الاتجاه، والتفجير الذاتي".
وأضاف: "و(التشكا) قذيفة عمياء، مثل السكود، هي (بالستية)، من حيث العمل بالقصور الذاتي، لكنَّ هذا لا يعطيها أي ميزة إضافية إلا في عقول من يجعجعون بالكلمة، ومن يتلقونها وهم لا يعلمون حقيقتها".
وحول مدى تأثير صواريخ الحوثي التي يدَّعي أنَّها "بالستية"، أوضح التواتي أن "تأثيرها يكون بمدى رمايتها، وكمية المتفجرات التي تحملها. وقد تمكَّن الخبراء الإيرانيون من زيادة مداها، وزيادة كمية المتفجرات التي تحملها، ورأينا تأثيرها حينما أصابت هدفها في مأرب، وأسقطت العشرات من الشهداء".
وقال: "قِدَم السلاح أو حداثته لا يلغيان حقيقة أنَّه صنع للقتل والتدمير، بل إنَّ السلاح القديم يكون أكثر تدميرًا لعدم دقته، وإمكانية أن ينتشر تأثيره إلى أهداف غير مقصودة أصلاً؛ فيتسبب في أضرار تتجاوز الأهداف العسكرية المحددة".