فلآ غآلب لكم
النصر و الهزيمة بيده وحده سبحانه .
إن شاء أنزل أمره بالنصر فلا غالب و لا منصور إلا من أراد الله نصره .
وإن شاء الخذلان فلا مخرج من الخذلان إلا بإذنه و أمره .
فإن التمست منه العزة فاعلم أنك بدأت أول الطريق الصحيح فإن العزة لله جميعاً .
و إن توكلت عليه كفاك .
فقط أخلص و أطع أمره و حقق مراده تنزل عليك كل البركات .
من نصر الله و التمس طريقه نال من التأييد و النصرة و العزة ما لا يملكه بشر .
وتبقى المشكلة الحقيقية :هل التمسنا و قدمنا ما يكفل لنا هذا التأييد و النصر الإلهي ..سؤال يحتاج إلى إجابة ؟
قال تعالى :
{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران 160] .
أي: إن يمددكم الله بنصره ومعونته { فلا غالب لكم } فلو اجتمع عليكم من في أقطارها وما عندهم من العدد والعُدد، لأن الله لا مغالب له، وقد قهر العباد وأخذ بنواصيهم، فلا تتحرك دابة إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه.
{ وإن يخذلكم } ويكلكم إلى أنفسكم { فمن ذا الذي ينصركم من بعده } فلا بد أن تنخذلوا ولو أعانكم جميع الخلق.
وفي ضمن ذلك الأمر بالاستنصار بالله والاعتماد عليه، والبراءة من الحول والقوة، ولهذا قال: { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } بتقديم المعمول يؤذن بالحصر، أي: على الله توكلوا لا على غيره، لأنه قد علم أنه هو الناصر وحده، فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود، والاعتماد على غيره شرك غير نافع لصاحبه، بل ضار.
وفي هذه الآية الأمر بالتوكل على الله وحده، وأنه بحسب إيمان العبد يكون توكله
|
tgN yNgf g;l H;g /ggj tgg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|