يواكب الديكور تصميماً وتنسيقاً حركة الحياة اليومية المعاصرة، ويرصد التغيرات السريعة التي نشهدها، كذلك يعاين السلوكيات المستجدة التي تقتضيها أنماط هذه الحياة،
وذلك من أجل العمل على منحها آفاقاً توفّر لها الراحة والرفاهية والإنسجام. وبعدما كانت المكاتب المنـزلية ضرروة لفئة قليلة من الناس تبعاً لأعمالهم، كان يعتبرها البعض ترفاً والبعض الآخر من الكماليات التي لا جدوى منها. على أن التغيّرات التي طرأت على طبيعة المجتمعات، طرحت مسارات جديدة لأنماط الحياة، لذا يبدو اليوم أكثر من أي يوم مضى أن ما كان ضرورة لفئة محدودة أصبح ضرورة لمعظم الناس، فالمكتب المنـزلي ليس مجرّد مكان لتدوين المذكرات أو لمجرّد القراءة والمطالعة، بل أصبح امتداداً للحياة العملية، وفي أحيان كثيرة يشكّل خطاً متوازياً معها، ويساهم في دعم ميزانية المنـزل مادياً وتنظيمياً.
ويمكن ملاحظة ذلك من خلال إلقاء نظرة سريعة على التصاميم المتنوّعة بخطوطها وموادها وألوانها وتركيباتها وأيضاً دقّة وظائفها. وإذا كانت المهمّات التي يؤدّيها المكتب المنـزليلا تختلف اليوم كثيراً عن المهمّات التي يؤدّيهاالمكتب في العمل فإن فوارق أساسية تميز بين الإثنين، ليس في الشكل أو الوظائف أو التصاميم فقط، ولكن في الجو العام الذي نسمّيه بيئة عمل.