يحكى أنّ رجلاً عجوزاً كان جالساً في القطار مع ابنٍ له يبلغ من العمر25سنة , وبدأت البهجة والفضول على وجه الشابّ الذي كان يجلس بجانب النافذة .
أخرج الابن يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ " أبي : أنظر جميع الأشجار تسير ورائنا "!! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه .
وكان يجلس بجانبهما زوجان , ويستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه, وشعرا بقليلٍ من الإحراج فكيف يتصرّف شاب بلغ الخامسة والعشرون من عمره كالطفلِ الصغير ؟!!
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: " أبي : أنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات ، أنظر.. الغيوم تسير مع القطار ".
واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى .
ثم بدأت الأمطار في الهطول ، وقطرات الماء تتساقط على يد الشّاب ، الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى ، " أبي إنّها تمطر ، والماء لمس يديّ ، انظر يا أبي ".
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وقالا للرجل العجوز " لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك ؟ "
هنا تبسّم الرجل العجوز , وقال :
" أنا وابني قادمان من المستشفى , فقد أرتدّ بصره اليوم , وأصبح يرى الأشياء لأوّلِ مرةٍ في حياته ".