صلة الرحم ..! بقلمي
مع اختلاف الازمان وما صاحبها من تعاقب أجيال وتطورات ، وخاصةً في العصر الحالي وهو عصر العولمة ، فاصبح البعيد قريب
ولم تعد المسافة والبعد عذر . وهنا اتحدث عن الارحام وعلاقتنا بهم في ظل هذا التطور .
بالرغم من ذلك نجد قلة التواصل بين الأقارب ان لم تكن معدومة وهذا يؤثر على علاقة المودة والمحبة والتالف ،
التي حرص الدين الإسلامي على غرسها في نفوس المسلمين لانها دليل على ترابط المجتمع المسلم .
فاصبحت قطيعة الرحم متفشية والاعذار كثيرة منها الانشغال بامور الحياة
وعدم إيجاد الوقت الكافي ، وفي ضوء هذا التطور نستطيع وصل الرحم بدل قطعها بامور بسيطة ،
مثل اتصال هاتفي للاطمئنان والسؤال او ارسالة رسالة لمجرد السؤال عن الحال او الحديث صوتاً وصورة باستخدام التقنيات الحديثة ،
أمور بسيطة جداً ولكن لها الأثر البالغ في النفس .
صلة الرحم حث عليها الدين الإسلامي لاهميتها وهي تعني وصل الأقارب والإحسان اليهم بالقول والفعل ،
بالقول كمحادثتهم بالهاتف والسؤال عن حالهم او ارسال الرسائل كما اسلفت سابقاً .
وبالفعل بزيارتهم في بيوتهم ، ودعوتهم للزيارة ، ومشاركتهم مناسباتهم وتقديم الهدايا ، وايضاً الاحسان لهم بتقديم العون المادي
لمن تكون ظروفه المادية صعبة .
قال تعالى " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ "
البقرة /215
يتضح من الآية الكريمة ان الانفاق والصدقة تكون للوالدين ثم الاقربون
ومن ثم الفقراء والمساكين ، وهذا يدل على أهمية صلة الرحم وان الاقربون أولى بالصدقة من غيرهم .
نريد ان نعرف من هم الأقارب الذين يدخلون في صلة الرحم ؟
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام ؟
فأجاب :
" الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك ، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب :
( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) الأنفال/75 ، والأحزاب/6 .
وأقربهم : الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا ، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم ،
والأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم ،
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سأله سائل قائلاً: من أبر يا رسول الله ؟ قال : ( أمك )
قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( أمك )
قال : ثم من ؟ قال : ( أباك ، ثم الأقرب فالأقرب ) خرجه الإمام مسلم في صحيحه ،
أما أقارب الزوجة : فليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته ، ولكنهم أرحام لأولاده منها ، وبالله التوفيق " انتهى .
وصلة الرحم واجبة وقطعها حرام ومعصية كبيرة ، وقطعها له عواقب وخيمة ،
لقوله تعالى " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ "
محمد (23-22)..
وقول النبي - صل الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة قاطع الرحم)،
وقول النبي - صل الله عليه وسلم- " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "
لذلك لابد ان نحرص على صلة الرحم لما لقاطعها من العقاب الشديد
والا نجعل ملهيات الحياة تشغلنا عن العمل للاخرة والاقبال على كل ما امر الله به والبعد عن كل مانهى عنه ..
والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..
بقلمي أن اصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
تحياتي / |
wgm hgvpl >>! frgld hgv[g frgld wgm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل غيم يوم
12-04-2015 في 01:08 AM.
|