عين اليوم
تعتيم إعلامي كبير وتكتم ملحوظ تعتمده وزارة الصحة بشأن بدء انتشار أنفلونزا الخنازير في بعض مناطق جنوب المملكة، حيث تم تسجيل العديد من الإصابات في عدة محافظات بينما يتهم الأهالي وزارة الصحة بالإهمال والتجاهل ونقص الكوادر الفنية والأدوية.
وأكد عاملون بالمستشفى أن الخطر وصل أعلى درجاته في مستشفى ثريبان العام بمحافظة العرضيات بعدما تأكدت إصابة 6 من الطاقم الفني بالمستشفى (طبيب ممرضات من الجنسية الهندية وممرضة سعودية) مع وجود عشرات الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس، وينتظر الأهالي أن يتم إعلان المنطقة كموبوءة وإغلاق المستشفى والطوارئ حتى إشعار آخر، خاصةً أن المستشفى والعيادات أصبحت شبه خالية من الزوار والمراجعين والمرضى الذين في حالة خوف من انتقال العدوى إليهم مع نقص المعدات والأدوية.
ويتهم العاملون بمستشفى ثريبان العام مديرها بعدم التجاوب مع مطالباتهم بإغلاق الطوارئ والرفع بضرورة حضور لجنة متخصصة من وزارة الصحة لدراسة الوضع والاتفاق على حلول عاجلة للسيطرة على العدوى داخل المستشفى بين العاملين والمرضى، بينما علمت “عين اليوم” من مصادرها الخاصة أن أصل العدوى بالمستشفى كانت بسبب مريضة أنيميا أُصيبت بالفيروس ونقلته لكافة الفريق الطبي الذي خالطها حيث توفيت الحالة لاحقًا.
كما أكد العاملون بالمستشفى أنهم يعانون من نقص المعدات والأقسام والكادر والأدوية حيث طالبوا الوزارة أكثر من مرة عبر مخاطبات رسمية بتحسين أوضاعها إلا أن الوزارة لم تستجب لمطالباتهم حتى اللحظة، بينما ما زالت الحالات المصابة بأنفلونزا الخنازير معزولة داخل المستشفى باستثناء الطبيب والممرضة السعودية اللذين لم يتماثلا للشفاء إلا أنهما معزولان في منزليهما ويتلقيان العلاج اللازم دون توضيح أسباب إخراجهما بخلاف بقية الفتيات المصابات بنفس الفيروس.
“عين اليوم” علمت أن أحد أهم أسباب انتشار العدوى بالمنطقة بهذا الشكل هو الوقت الذي يأخذه المستشفى لإعلان نتائج الحالات المشبوهة وعزلها فيما إذا كانت إيجابية ومؤكدة الإصابة، حيث لا يوجد مختبر بالمستشفى العام أو مختبر قريب منه مما يضطر الفريق الطبي لإرسال العينات إلى مختبرات متخصصة في جدة وهو ما يأخذ وقتًا مطوّلًا قبل أن تعود إليهم النتائج ليتعاملوا على الفور مع الإيجابية منها بينما تكون قد نقلت المزيد من العدوى.
وبالاتصال بمصدر موثوق بالشؤون الصحية أكد لـ”عين اليوم” أن مستشفى ثريبان العام كان منشأة طبية بارزة يومًا ما يتم عمل أهم الجراحات به إلا أن الإهمال ونقل الكوادر إلى مستشفيات أخرى دون توفير البديل تسبب في تراجع مستوى المستشفى دون اهتمام من قبل وزارة الصحة.