مات أبو عبيدة رضي الله عنه شهيدًا في طاعون عمواس( 1 ) سنة ثماني عشرة للهجرة، ولمَّا أصابه الطاعون دعا المسلمين، فدخلوا عليه، فقال لهم( 2 ) :
«إنِّي موصيكم بوصية، فإن قبلتموها، لم تزالوا بخيرٍ ما بقيتم، وبعد ما تهلكون! أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا وتصدَّقوا، وحجُّوا واعتمروا، وتواصلوا وتحابُّوا، واصدقوا أمراءكم ولا تغشُّوهم، ولا تلهكم الدُّنيا؛ فإنَّ امرأً لو عمِّر ألف حولٍ، ما كان له بدُّ من أن يصير إلى مثل مصرعي هذا الذي ترون؛ إنَّ الله قد كتب الموت على بني آدم، فهم ميِّتون؛ فأكيسهم أطوعهم لربِّه، وأعملهم ليوم معاده».
* ثم ختم وصيَّته بكلمة ترسم منهجًا للزهد الحقيقيِّ لمن عرف هذه الدُّنيا، فقال:
«ولا تلهكم الدُّنيا؛ فإنَّ أمرأً لو عمِّر ألف حولٍ، ما كان له بدُّ من أن يصير إلى مثل مصرعي هذا الذي ترون؛ إنَّ الله قد كتب الموت على بني آدم، فهم ميِّتون؛ فأكيسهم أطوعهم لربِّه، وأعملهم ليوم معاده».
( 1 ) المصباح المنير (2/429): عمواس – بالفتح -: بلدةٌ بالشَّام بقرب القدس، وكانت قديمًا عظيمةً، وطاعون عمواس كان في أيَّام عمر.
ينظر في ترجمته: أسد الغابة (3/212)، سير أعلام النبلاء (1/8)، (3/17)، البداية والنهاية (7/108)، (9/176).
( 2 ) الاكتفاء، بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء (2/314).